المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حق المسلم على المسلم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله



أبو طلحة سعيد السلفي
13-Aug-2011, 04:20 PM
الحمد لله الحمد لله الذي أباح لنا جميع الطيبات وحرم علينا الخبائث والمضرات أباح الله لنا الطيب تفضلا منه وولاية وحرم علينا الخبائث والمضار عناية منه ووقاية وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وتمتعوا بما أحل لكم من الطبيات واشكروه عليها بأداء حقوقه فان الشكر سبب للمزيد قال الله عز وجل ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) وقال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم وأشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) فمن أراد ن يحقق عبادة الله فليشكر الله عز وجل على نعمه حيث أباح لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث فاجتنبوا رحمكم الله اجتنبوا ما حرم الله عليكم من المطاعم والمشارب والملابس فإنها ضرر عليكم ولو كانت خيرا ما حرمها الله عز وجل لان الله عز وجل ذو الفضل العظيم إن الله لم يحرم عليكم ما فيه ضرر في دينكم أو دنياكم أو فيهما جميعا قال الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( يحل له الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي معه أولئك هم المفلحون اللهم اجعلنا من هؤلاء اللهم اجعلنا من هؤلاء الذين آمنوا بالله وعزروا رسوله ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه إنك أنت الجواد الكريم أيها المسلمون إن من الخبائث التي حرم الله عليكم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي الذي أوحي اليه ذلكم الشراب الخبيث الذي هو الخمر وهو كل ما أسكر قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( كل مسكر خمر ) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الخمر ما خامر العقل) أي ما غطاه وأسكره أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحيهما فالخمر إذاً ليس من نوع معين بل هو كل ما أسكر وغطى العقل واختل به التمييز سكرا وتلذذا فالخمر ليس من نوع معين بل هو كل ما اسكر وغطى العقل واختل به التمييز سكر وتلذذا وهو حرام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واجماع المسلمين إجماعا قطعيا قال الله عز وجل( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) وقال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ( كل خمر وفي رواية كل مسكر حرام ) رواه مسلم وأجمع علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على تحريمه فمن استحله فهو كافر مرتد عن دين الله يستتاب فان تاب وأقر بتحريمه والا قتل كافرا لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين بل يرمس بثيابه في حفرة بعيدة لئلا يتأذى الناس برائحته وهو في الآخرة في نار جهنم خالدا مخلدا فيها لانه مكذب لانه مضاد لله مكذب لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الا أن يكون قد أسلم قريبا ولم يعش في بلاد المسلمين ويجهل تحريمه فانه يعرف بذلك فإن أصر بعده كان مرتدا أما من شربه يعتقد أنه حرام ولكن نفسه غلبته عليه فانه عاص لله فاسق عن طاعة الله مستحق لعقوبة الله عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة أما عقوبته في الدنيا فانه يجلد بما يراه ولاة الأمور رادعا له ولغيره الا أنه لا ينقص عن أربعين جلدة كان شارب الخمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضرب نحو أربعين ولم يسن النبي صلى الله عليه وسلم قدرا معينا بل كان الناس يقومون اليه فيضربونه بالأيدي والجريد والأردية والنعال فلما كثرت الفتوح في عهد عمر رضي الله عنه ودخل في الإسلام من لم يستقر الإيمان في قلبه كثر شرب الناس لها وفسقوا جمع عمر الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم في عقوبة تكون اردع لهم فقال عبد الرحمن بن عوف أخف الحدود ثمانين فجعله عمر رضي الله عنه ثمانين جلدة ولكن إذا تكرر منه الشرب أربع مرات عقوبته عليه فانه يقتل في الرابعة على كل حال عند بعض أهل العلم لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( من شرب الخمر فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب فاقتلوه) أخرجه ابن حزم في المحلى من طريقين وقال هذان طريقان في نهاية الصحة وذكر له شواهد اختار هذا القول أي أن ابن حزم رحمه الله اختار أن شارب الخمر يقتل في الرابعة إذا جلد في الثلاث قبلها أما شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله فقال في الفتاوى عن هذا الحديث إنه مروي من وجوه متعددة وهو ثابت عند أهل الحديث رواه أحمد والترمذي وغيرهما ولا اعلم أحد قدح فيه وقال رحمه الله في الاختيارات ويقتل شارب الخمر في الرابعة عند الحاجة إلى قتله إذا لم ينتهي الناس بذلك وهذا القول الذي قاله شيخ الإسلام قول وسط بين من يقول انه يقتل على كل حال وبين من يقول إنه لا يقتل مهما تكرر شربه فقول شيخ الإسلام وسط ولا شك أن قوله مطابق تماما للحكمة الإسلامية الشرعية لانه إذا تكرر منه الشرب مع أنه يجلد عليه صار من المفسدين في الأرض الذين ينبغي أن تقطع صلتهم بالناس حتى لا يتأثر المجتمع به فكانت عقوبته القتل ولكنه في الآخرة أمره إلى الله عز وجل أيها الأخوة المسلمون هذه عقوبة شارب الخمر في الدنيا أما عقوبته في الآخرة فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة اليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له) قال صاحب الترغيب رواته ثقاة وقال صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صلى الله عليه وسلم مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح قاله في الترغيب فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله تعالى واجتنبوا الخمر لعلكم تفلحون لقد وصفت الخمر بأقبح الصفات في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصفها الله تعالى بأنها رجس من عمل الشيطان وقرنها بالميسر والازلام وعبادة الأوثان فقال تعالى( إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر ) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن الخمر مفتاح كل شر وجماع الإثم كله إن شاربها يفقد عقله ويلتحق بالمجانين انه يقتل نفسه وهو لا يشعر إنه يزني بأقرب الناس اليه من أمه أو بنت أو أخت وهو ولا يشعر إنه يعتدي على غيره بالقتل وغيره وهو لا يشعر روى البيهقي بإسناد صحيح عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث كان رجل فيمن كان قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فاحبته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها أن تدعوه لشهادة فدخل معها فكانت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى وصل إلى امرأة وضيئة جالسة عندها غلام وإناء خمر فقالت له إنها ما دعته لشهادة وإنما دعته ليقع عليها أو يقتل هذا الغلام أو يشرب هذا الخمر فلما رأى أنه لا بد من أحد هذه الأمور تهاون بالخمر وظنه أهون هذه الأشياء الثلاثة فشربه فسكر فوقع على المرأة وقتل الغلام قال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فاجتنبوا الخمر فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدا إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه ومصدق قول أمير المؤمنين هذا قول النبي صلي الله عليه وسلم: ( يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)متفق عليه وللنسائي فإذا فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه فان تاب، تاب الله عليه وللحاكم من زنا أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه . أيها الاخوة المسلمون أيها الاخوة المسلمون إن الخمر نقص في الدين وضرر في العقل والنفس والمجتمع أما نقص الدين فقد بان لكم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخلفائه الراشدين وأما ضرره في العقل فانه يمحوا العقل حين يشربه الشارب ويضعفه بعد صحوه وربما أدى إلى الجنون المطبق كما هو معلوم من أقوال الأطباء وأما ضرره في النفس فان شارب الخمر تجده دائما في ضيق وغم وقلق نفسي كل كلمة تثيره كل عمل يضجره لان قلبه متعلق بمشروبه لا يسر الا بتناوله ولا يفرح الا بالاجتماع اليه فلا يتقن عملا ولا يتقن عملا ولا يثمر نتيجة وأما ضرره في المجتمع فانه يوجب العداوة والبغضاء يقتل المعنويات العالية والأخلاق الفاضلة ويغري صاحبه بالزنا واللواط وكبائر الإثم والفواحش كما شهد ذلك الخبراء بالجرائم واسبابها فاتقوا الله عباد الله فاجتنبوا هذا الخبيث سواء كان يتناول شربا أو أكلا أوغير ذلك وتعاونوا على البر والتقوى منع الإثم والعدوان ومن رأيتموه يمارس ذلك فعليكم بنصيحته فلعل الله أن يفتح عليه بأيديكم فان لم ينته فالواجب عليكم أن تبلغوا الأمر إلى المسؤولين لان هذا من باب النصيحة وهذا والله نصر لهذا الشارب وتفريج عنه فان النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) وفسر نصر الظالم بأنه منعه من ظلمه اللهم اجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى اللهم اجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى اللهم جنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء ووفقنا للتوبة النصوح والإنابة اليك اللهم اهد هؤلاء الذين فتنوا به أن يقلعوا عنه وأن يتوبوا إلى الله عز وجل فان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم . الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فقد تقدم في الجمعة الماضية السلام على أربعة حقوق من حقوق المسلم على أخيه أما الحق الخامس فهو إذا مرض فعده إذا مرض الإنسان مرضا يمنعه الخروج من بيته فان من السنة المؤكدة أن تعود أخاك لانه أخوك ألمه ألمك وأمله أملك وقد ذهب كثير من العلماء إلى أن عيادة المريض فرض كفاية وأنه يجب على المسلمين جميعا أن يعودوه ولكن إذا عاده من يحصل به الكفاية سقط عن الباقين وينبغي لمن عاد المريض أن ينفس له في أجله وأن يقول له أنت اليوم في خير حتى وإن كان أشد مرضا من الأمس فليقل له أنت في خير لان الإنسان المؤمن في خير دائم إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له لا ينبغي أن تضيق عليه أن تضيق عليه نفسه فتقول كأنك اليوم أشد مرضا من الأمس لأن هذا يحزنه ويقلقه ولكن أدخل عليه السرور وينبغي أن تسأله ماذا يصنع في صلاته وماذا يصنع في وضوءه حتى لا يكون يمشي على خطأ فان بعض المرضى يظن أنه إذا جاز له أن يجمع بين الصلاتين جاز له القصر ولو كان في بلده وهذا خطأ فالمريض إذا كان يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ولكن يصلي الظهر والعصر والعشاء أربعا إن كان في بلده أما إن كان في بلد آخر في مستشفى في ذلك البلد فإنه يجمع ويقصر لانه مسافر وكذلك ينبغي لك أن تسأله كيف يتوضأ لان الواجب على المريض أن يتوضأ فان لم يستطع فليتيمم فان لم يكن عنده تراب فليتيمم على الفراش إن كان فيه غبار فان لم يكن فيه غبار سقط عنه التيمم وحينئذ يصلي ولو لم يتيمم لقول الله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ولكن إذا كان هناك غبار على الفراش أو غبار على الجدار فليتيمم به أما الجدار فان كان مطليا بالبوية فانه لا يتيمم عليه الا أن يكون عليه غبار وأما إذا كان مطليا بالجص وشبهه فانه يتيمم عليه لانه من جنس التراب وينبغي كذلك أن يسأله كيف يصلي أيصلي قائما أم قاعدا أم مضطجعا فان الواجب أن يصلي قائما في الفريضة فان لم يستطع فقاعدا فإن لم يستطع فعلى جنب سواء الجنب الأيمن أو الأيسر يكون وجهه إلى القبلة ويومئ برأسه فان لم يستطع أن يومئ برأسه فانه يومئ ببصره على قول بعض العلماء وقال بعض العلماء لا يومئ ببصره ويصلي بقلبه وأما الصلاة بالإصبع كما يظنه كثير من العامة فان هذا لا أصل له لا في القرآن ولا في السنة ولا أقوال العلماء رحمهم الله فالصلاة بالإصبع بدعة لا أساس لها ولا تنفع صاحبها وإنما يصلي بالإيماء بالرأس فان لم يستطع فبالعين على رأي بعض العلماء أما إذا لم يستطع لا بهذا ولا بهذا فانه يصلي بقلبه فيكبر ويقرأ الفاتحة وينوي الركوع وينوي الرفع منه وينوي السجود وينوي الرفع منه وينوي الجلوس للتشهد كل ذلك بالنية لان الصلاة مبنية على شيئين مبنية على نية وأقوال وأفعال فإذا عجز عن الأفعال لم تسقط الأقوال ولا النية وإذا قدر أنه يعجز حتى عن القول فانه يصلي بالنية لقوله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) أما إذا أغمي عليه وغاب فانه لا صلاة عليه ولا يجب عليه قضاؤها إذا أفاق سواء كان هذا الإغماء من شدة المرض أو من حادث أو من اختلال في دماغه أو غيره ذلك الا إذا كان قد أغمي عليه من أجل البنج فإنه يقضي ما فات لان البنج إنما وضعه باختياره بخلاف ما يكون بغير اختيار فانه لا قضاء على من فاتته الصلاة في هذا الإغماء وكذلك على القول الراجح لا يقضي الصوم يعني لو أغمي عليه في رمضان من قبل الفجر إلى ما بعد غروب الشمس فإنه لا يجب عليه قضاء الصوم على القول الراجح ويرى بعض العلماء انه يلزمه أن يقضي الصوم ولكن الحقيقة أنه ليس له عقل فهو بالمجنون أشبه منه بالنائم وينبغي للإنسان إذا عاد المريض الا يطيل المقام عنده لانه قد يضجر ويضيق ولكنه يستحي أن يقول لعائده قم عني لذلك لا ينبغي أن يطيل القعود عنده بل يجلس ويسأل عن حاله ثم ينصرف الا إذا علم أن المريض يحب أن يبقى عنده فإن من السنة أن يبقى عنده لما في ذلك من إدخال السرور على المريض وإذا احتضر المريض أي حضره الموت فإنه ينبغي لمن حضره أن يلقنه شهادة الا اله الا الله وأن محمدا رسول الله لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حضر عمه أبا طالب وأبو طالب كما تعلمون أو كما يعلم الكثير منكم كان حاميا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يدافع عنه وينصره فلما حضرته الوفاة كان عنده النبي صلي الله عليه وسلم ورجلان من مشركي قريش فقال له يا عم قل لا اله الا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ولكنه والعياذ بالله كان عنده الرجلان المشركان وهما قرينا سوء فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب وملة عبد المطلب هي الشرك فكان آخر ما قال أن قال هو على ملة عبد المطلب وأبي أن يقول لا اله الا الله فمات على الشرك والعياذ بالله وفي هذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل وأنه له السلطان الأعلى له ما في السموات وما الأرض لو كان بيد النبي صلي الله عليه وسلم شئ من هداية الخلق لهدى هذا العم الذي كان يدافع عنه ولكنه ليس بيده ذلك كما قال الله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) إلا أن النبي صلي الله عليه وسلم شكر لعمه ما ساعده فيه واستأذن في ربه أن يشفع له فشفع له النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخرج من النار بل كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه وإنه ليرى أنه أشد الناس عذابا يغلي منهما دماغه أبد الآبدين والعياذ بالله ومع ذلك لا يرى أنه أخف أهل النار عذابا لأنه لو رأى هذا لتسلى به ولكنه يرى أنه أشد الناس عذابا فهو في ألم نفسي وألم جسدي والمهم أنك إذا حضرت من حضره الموت فإنه ينبغي لك أن تلقنه شهادة ألا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولكن هل تقول يا فلان قل لا اله إلا الله أو تذكر الله عنده برفع صوت يقول أهل العلم كثير منهم لا تقل قل لأنك لو قلت قل وهو في هذه الحال الحرجة لأوشك أن يقول لا أقول وما عليك مني لأن نفسه ضائقة فتكون أنت السبب في أنه لم يقل لا إله إلا الله عند الموت قالوا ولكن أذكر الله برفع صوت لعله يتذكر فقل لا اله إلا الله فانه إذا ختم له بهذه الكلمة وأسال الله أن يختم لي ولكم بالتوحيد والإيمان والإيقان إنه على كل شئ قدير إذا قال هذه الكلمة وكانت آخر ما يقول فانه يدخل الجنة عودوا مرضاكم فان لكم في ذلك أجرا كثيرا وإن المريض لا ينسى هذه العودة بل لا ينسى هذه العيادة إنه يذكرها دائما ويشكر من صاحبها دائما وفي ذلك أجر عظيم وقضاء لحق إخوانكم وينبغي لمن عاد مريضا إذا كان هذا المريض يداخل الناس بالبيع والشراء والأخذ والعطاء والاستئجار والإجارة ينبغي له أن يذكره فيقول له اذكر ما عليك وما لك حتى لا يفوت الأمر ولكن بأسلوب رقيق لا يزعج المريض كما قال العلماء رحمهم الله ينبغي أن يذكره التوبة والوصية أيها الأخوة اعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماع ومن شذ، شذ في النار وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بذلك أجرا فان من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته الله أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل اتباع المرسلين اللهم أرضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أنصر إخواننا المسلمين في كوسوفو اللهم أنصرهم على الصرب المعتدين الظالمين يا رب العالمين اللهم أنزل بالصرب بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا رب العالمين اللهم أنصر المسلمين في كل مكان على أعدائهم يا أرحم الراحمين اللهم من أراد بالمسلمين شرا فاجعل كيده في نحره وشتت شمله وفرق جمعه وأهزم جنده واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم سما تصنعون .


المصدر (http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_185.shtml)

__________________