المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طَرِيق الْخَلَاص مِنْ ظُلْم الْحُكَّام (للإمام الألباني -رحمه الله-)



أبو ياسر إسماعيل بن علي
20-Sep-2011, 08:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله ومغفرته

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في تعليقه على متن الطحاوية [ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم].


قال الشيخ الألباني في الهامش: (قد ذكر الشارح في ذلك أحاديث كثيرة تراها مُخَرَّجة في كتابه، ثم قال ـ أي الشارح ـ "وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا الإجتهاد في الإستغفار والتربية وإصلاح العمل. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير فليتركوا الظلم).

ثم علق الألباني على كلام الشارح فقال: (وفي هذا بيان لطريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم «من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» وهو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح، تحقيقا لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم لكم على أرضكم". وليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس، وهو الثورة بالسلاح على الحكام بواسطة الانقلابات العسكرية، فإنها مع كونها من بِدَع العصر الحاضر، فهي مخالفة لنصوص الشريعة التي منها الأمر بتغيير ما بالأنفس، وكذلك فلابد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

نقلاً من كتاب [العقيدة الطحاوية، شرح وتحقيق محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى سنة 1420)، طبعـة المكتب الإسلامي -بيروت- الطبعة الثانية (1414هـ) الصفحة رقم (47)]

المصدر (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=123278&pid=606981&st=0&#entry606981)