المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدواء لمن يختلفون إلى منتديات ونوادي ومجامع أهل الأهواء .لشيخ لعويسي حفظه الله.



أبو هنيدة ياسين الطارفي
21-Sep-2011, 05:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فهذا جواب كتبه لمن طلب مني النصيحة أو بعض التوجيهات لمن يختلفون إلى منتديات ونوادي ومجامع أهل الأهواء والبدع بحجج واهية وأعذارا ربما تكون أقبح من ذنب ، مما حذر منه العلماء ، ولم يأخذوا بتحذيرهم أو لم يقتنعوا بنصحهم وهذا الجواب ذكرى لي ولإخواني ممن ينتفع بالتذكير و يسترشد بالنصح ويستنير ، اسأل الله أن تكون نافعة مفيدة لي ولهم .
قال ا لأخ الفاضل ياسين وفقه الله لما يحبه ويرضاه ..
===================================




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
نفع الله بك ياشيخ لعويسي ، أريد منك نصائح أو توجيهات فيما يخص الذين يشاركون في المواقع أو المنتديات التي حذرا منها العلماء وطلبة العلم ، باسم البيان وتلقين الحجة ،وتضيق الخلاف ، ودفاع عن المشايخ...
وجزاك الله خيرا . محبك في الله ياسين.
الجواب :
أولا جزاك الله خيرا ، وبارك فيك على حسن ظنك بأخيك ، وأسأله تعالى أن يجعلني خيرا ممن تظنون ، وأن لا يؤاخذني بما تقولون ، وان يغفر لي ما لا تعلمون ، كما أسأله تعالى أن يهديني لما اختلف فيه من الحق بإذنه غنه ولي ذلك والقادر عليه ...
لقد حذرنا الله تعالى أن نرد موارد الشبه وأن نجالس أهل الباطل والضلال وأهل الأهواء ، وكذلك نذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه ، وكذلك صحابته في كثير من الآثار الثابتة عنهم ، وكذلك من جاء بعدهم من أئمة الهدى الربانيين ممن سار على نهجهم واقتفى أثرهم ، وإن التحذير من أهل الأهواء والبدع معلوم من الدين بالضرورة ، فلا يجالسهم ولا يخالطهم إلا مفتون بهم أو جاهل بحالهم ، وليس التحذير منهم جزئي يعني أن تحذر بدعهم ومخالفتهم ولا تحذر ذواتهم وأعيانهم ، أو تحذرهم في مسائل دون أخرى أو مكان وزمان دون آخر كما يقوله بعض من لم يفقه المنهج السلفي الصحيح ؛ بل التحذير منهم يتضمن التحذير من مجالستهم والورود عليهم في نواديهم ومنتدياتهم وبيوتهم ودورهم وكتبهم وأشرطتهم وحتى مساجدهم خوفا من أن تصيبك قذائف الشبه التي يرمونها والباطل الذي يزينونه ، أو يعدوك بجربهم وما هم فيه من ضلال وفتن وبدع..
وقد أمرنا الله سبحانه بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر منا ...فقال الله تعالى : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }} الآية (59) من سورة النساء .
قال الشيخ السعدي- رحمه الله - في تفسيرها : أمر الله بطاعته وطاعة رسوله وذلك بامتثال أمرهما، الواجب والمستحب، واجتناب نهيهما. وأمر بطاعة أولي الأمر وهم : الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وعطف طاعتهم على طاعة الله ورسوله لتكون الطاعة لله وفي الله في المعروف المشروع .
قال الطبراني في التفسير المنسوب إليه :وقال جابرُ بن عبدِالله والحسنُ والضحَّاك ومجاهدُ : (هُمُ الْفُقَهَاءُ وَالْعُلَمَاءُ أهْلُ الدِّيْنِ وَالْفَضْلِ) الَّذِيْنَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ مَعَالِمَ دِيْنِهِمْ ؛ وَيَأَمُرُونَهُمْ بالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَأَوْجَبَ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ طَاعَتَهُمْ. قال ابنُ الأسودِ : (لَيْسَ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنَ العِلْمِ ، فَالْمُلُوكُ حُكَّامٌ عَلَى النَّاسِ ، وَالْعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَى الْمُلُوكِ) قلت : فإن لكل عصر علماؤه وولاته ممن يجب على أهل ذلك العصر طاعتهم ،ولذلك يجب طاعة العلماء أهل الحل والعقد ممن اشتهروا بصحة العقيدة وسلامة المنهج وكان العلماء لهم صفة لازمة أثنى عليهم من سبقهم ومن عاصرهم ومن جاء بعدهم من طلابهم فيما أمروا به ونهوا عنه أو حذروا منه وذلك من طاعة الله ورسوله ، فمن خالفهم فقد خالف أمر الله تعالى .
وقدرنا الله تعالى ورسوله من الجلوس إلى أهل الباطل من أهل الأهواء ومخالطتهم
وإليك الآن بعض الأدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح قال تعالى :{{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }}(68) قال الشيخ السعدي في تفسيره : المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله، فأمر الله رسوله أصلا وأمته تبعا، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل، والاستمرار على ذلك، حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره، فإذا كان في كلام غيره ( مما لا يخالف الشرع في شيء ) زال النهي المذكور.
وقد جاء ذمهم والتحذير منهم في قوله تعالى :{{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }}الآية (8) من سورة آل عمران .
قال ابن كثير – رحمه الله - ولهذا قال تعالى: { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ } أي: ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل { فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ } أي: إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة، وينزلوه عليها، لاحتمال لفظه لما يصرفونه ، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه؛ لأنه دامغ لهم وحجة عليهم، ولهذا قال: { ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ } أي: الإضلال لأتباعهم، إيهامًا لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن، وهذا حجة عليهم لا لهم.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة، عن عائشة قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {{ هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ..}} إلى قوله : { .. أُولُو الألْبَابِ } فقال: << فإذا رأيتم الذين يُجَادِلُون فيه فهم الذين عَنَى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ >> المسند (6/48) والبخاري(4547) ومسلم (2665 ).
قال الشيخ السعدي رحمه الله {{ فأما الذين في قلوبهم زيغ }} أي: ميل عن الاستقامة بأن فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرشاد { فيتبعون ما تشابه منه } أي: يتركون المحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه، ويعكسون الأمر فيحملون المحكم على المتشابه { ابتغاء الفتنة } لمن يدعونهم لقولهم (وطرائقهم )، فإن المتشابه تحصل به الفتنة بسبب الاشتباه الواقع فيه، وإلا فالمحكم الصريح ليس محلا للفتنة، لوضوح الحق فيه لمن قصد اتباعه والتمسك به .
قلت : ففي قوله المعصوم صلى الله عليه وسلم: << فإذا رأيتم الذين يُجَادِلُون فيه فهم الذين عَنَى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ >> وفي قول عُمَرَ بْنِ اَلْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : << لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ اَلْقَدَرِ وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ اَلْحَدِيثَ >>. أخرجه في أصول السنة لابن أبي الزمنين (1/278)( 227 ).
فيه تحذير صريح من أصحاب الأهواء بجميع أشكالهم وألوانهم من جميع زيغهم وتحريفهم وتأويلهم وباطلهم وذواتهم ، وحتى بدأهم بالحديث ، أما الراسخون في العلم من الربانيين وأتباعهم فيسألون الله أن يحفظهم ويحفظ عليهم دينهم وذلك في قوله عَزَّ وَجَلَّ : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } ؛ أي ويقولُ الراسخونَ في العلمِ ربنا لا تُمِلْ قلوبَنا عن الحقِّ والهدى كما أزغْتَ قلوبَ اليهود والنصارى - ومن كان على شاكلتهم من ضلال هذه الأمة الذين تشبهوا بهم واتبعوا سننهم شبرا بشبر وذراعا بذراع واخذوا مأخذ من كان قبلهم - فهم يسألونه الهداية ؛ والثبات عليها وأن يجنبهم سبيل المغضوب عليهم والضالين كل يوم أكثر من سبعة عشر مرة في صلاتهم ، كما أخبر الله عنهم في أم القرآن أنهم يقولون : {{ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }} وبعد أن أنعم الله عليهم بالهداية إلى دينه وسبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا من سلف صالح هذه الأمة وعلى رأسهم الصحابة والتابعين أئمة الهدى ومصابيح الدجى قالوا أو يقولون:{{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }} أي لا تُزِغْ قلوبَنا بعد إذْ أرشدتَنا ونصرتنا ووفَّقتنا لدينِكَ الحقّ ، وصراطك المستقيم الذي كان عليه نبيك وصحابتهم الكرام الذين اجتبيتهم وهديهم وقولهُ : { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً } ؛ أي أعطِنا من عندك نعمةً ، وقيل : لُطفاً يثبتُ قلوبنا على الهدى. واسمُ الرحمةِ يقع على كلِّ خيرٍ ونعمة ، وقيل معناهُ : وَهَبْ لنا من لَدُنْكَ توفيقاً وتثبيتاً على الإيْمان والهدى.
لأن من زاع عن هذه السبيل وشاق الرسول فالجزاء من جنس العمل وإن شئتم فاقرءوا قوله تعالى:{{ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }} لذلك حذر العلماء الذين أوجب الله علينا طاعتهم من الجلوس إلى أهل الهواء والدخول عليهم في نواديهم ومنتدياتهم خوفا على من يفعل أن يزيغ قبله كما زاغوا فإن قوما جالسوهم فلم يقوموا من مجالسهم حتى ركبوا تلك الهواء فيذهب الرجل السني بقلبه السليم النقي من الزيع فتدخله الأهواء التي يزينونها فيستحسنها فما تلبث حتى تستقر في قلبه ويمرض بها لأن الأهواء المستحسنة والتأويلات المزينة التي تحمل الشبه هي التي تجعل القلوب تزيغ ، ويكون الإنسان عارفاً لحكم الله الصحيح في أمر ما ، لكن هوى الإنسان يغلب عليه فيميل قلبه عن حكم الله . والميل صنعة القلوب ،وبعده يخضع الإنسان منطقه وفكره ليخدم ميل قلبه ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به >> أخرجه الحسن بن سفيان في الأربعين والهروي في ذم الكلام وابن بطة في الإبانة وذكره البغوي في شرح السنة وقال النووي في الأربعين حديثا : هذا حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح .قال الشيخ الألباني في تخريج المشكاة (167) (28) (سنده ضعيف) وفي ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة (1/7/ 15) قال :رجاله ثقات غير نعيم بن حماد ضعيف لكثرة خطئه وقد اتهمه بعضهم وذكر له الحافظ ابن رجب عللا أخرى في شرح الأربعين النووية فراجعه جامع العلوم والحكم (2/393-394).
قلت: وأما معناه فصحيح ويندرج تحت آيات كثيرة وأحاديث في هذا المعنى منها قوله تعالى :{{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }}الآية (65) النساء .
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا الآية (36) الأحزاب .
والأحاديث : ففي قوله صلة الله عليه وسلم :<< فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ >> عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (1/9 )(ح 27 )
و لا يكفي ما يتعذر به البعض من القصد السليم في الجلوس إليهم ، والخوض معهم لأنهم مسبقا لا يقبلون منه كما قال بعض السلف ما تفعل بالجدال من إن قصرت في مناظرته هزمت ، وإن بالغت أثمت ، وقد مر معنا في شرح كتاب الشريعة للإمام الآجري آثارا كثيرة عن السلف في تحذيرهم من الجدال والخصومة في الدين والتنقل بين الفرق بزعم مناصحتهم ومحاججتهم ، فإن غفل السني السلفي عن ذلك وأنساه الشيطان خطر ذلك فوقع فيه فقد بين الله سبحانه له الطريق الذي ينبغي له ان يسلكه حتى يتخلص منهم فقال تعالى :{{ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ } أي: بأن جلست معهم، على وجه النسيان والغفلة . { فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } وهذا يشمل الخائضين بالباطل، وكل متكلم بمحرم، أو فاعل لمحرم، فإنه يحرم الجلوس والحضور عند حضور المنكر، الذي لا يقدر على إزالته ، وإن البدع والشبه من أصعب المسائل إزالة لأن أصحابها يرون أنفسهم على شيء وهم ليسوا كذلك ، ومن اطلع على كتب السلف في هذا الباب ككتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد والسنة لابن أبي عاصم ، والسنة لابن زمنين ، والإبانة لابن بطة ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وكتاب الشريعة للآجري وسنن الدارمي وغيرها كثير ... واطلع على الآثار التي فيها والتي تحذر بشدة من أهل الأهواء والبدع خاف على نفسه خوفا شديدا فكلما سمع ببدعة أو شبهة حذرها حتى لو لم يتبين له أمرها ، لأنها حينئذ تعد من المتشابه عليه الذي ينبغي اجتنابه وعدم الخوض فيه ، كيف وقد علم أن أهل العلم بينوا أن هذه المواقع والمنتديات مشبوهة وأصحابها أصحاب أهواء وانحرافات وبدع ، فهذا يخشى عليه أن يكون دخله أو مسه طائف منها ، فالسلامة كل السلام الفرار بجلدك منهم خوف العدوى ، والابتعاد عن نواديهم ومنتدياتهم التي حذر منها العلماء وخاصة لمزجي البضاعة العلمية مثلي ومثلكم ..
وأخيرا أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله و السمع و الطاعة لمن ولاهم الله أمرنا من الأمراء والعلماء في طاعة الله بالمعروف ، وأن تلزموا ما عرفتم من الحق وفقني الله وإياك للثبات على السنة وسبيل المؤمنين ولزوم غرز العلماء وجنبني وإياكم أهل الأهواء وسبل المجرمين إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وكتب : محبكم أبو بكر يوسف لعويسي .
العنوان الاصلي:نصيحة منك ياشيخ...؟
نادي الاسئلة الموجهة لشيخ يوسف لعويسي.الامين السلفية.