المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمور لا يجوز أن نغفل عنها تتعلق بالدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- [اقرأ التنبيه



أبو يوسف عبدالله الصبحي
13-Oct-2011, 10:49 PM
أمور لا يجوز أن نغفل عنها تتعلق بالدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- [اقرأ التنبيه]

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فهذه أمور كنت ذكرتها في تعليق على بعض الكتاب حيث اعترض على بعض الأمور الحاصلة في الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-

المسلم المنصف ينظر إلى ولاة الأمور من عدة جوانب :


الجانب الأول: الناحية الشرعية .

فقد تكاثرت الأحاديث بوجوب السمع والطاعة للولاة "وإن جلد ظهرك ، وأخذ مالك" كما في صحيح مسلم ، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بفساد كثير من الولاة فأمر بالصبر على جورهم ، وعدم نزع اليد من الطاعة وإن جاروا وإن ظلموا.

فالمؤمن وقاف عند حدود الله .


ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلم بما يصلحنا وبما هو خير لنا .

فنحن لا نعترض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفعل كما فعل ذلك الخارجي لما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وزع غنائم هوازن ولم يعط الأنصار ، وصار يعطي المؤلفة الإبل بالمئات !


فقال له الخارجي: اعدل يا محمد!!


فنحن نسلم للرسول صلى الله عليه وسلم ولا نعترض .

ولا ننْزع يداً من طاعة إلا "أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" وهذا الكفر لابد أن يكون بواحا ظاهراً لا يختلف فيه أهل السنة .


وحكام السعودية مسلمون بإجماع العلماء السلفيين في العالم بل يكفينا أن حكم بإسلامهم وبوجوب بيعتهم والسمع والطاعة لهم حكم هيئة كبار العلماء.


فهذا يبين أن الكفر ليس بواحاً ولا موجوداً .


هذا من الناحية الشرعية باختصار


الناحية الثانية: الواقعية وأحسن الموجود .


فالدولة السعودية على ما فيها من أخطاء هم خير حكام العالم وأفضلهم.

وهم أهل خير وصلاح وفيهم خير كثير .


وعندهم محبة للعلماء ، وأفعال الخير ، ونشر الإسلام الصحيح.


وعندهم دفاع عن المنشآت الدينية والجامعات الإسلامية ، والمناهج الدينية .


فعندهم في الدفاع عن الإسلام مواقف مشهودة .

وكذلك نشر الكتب السلفية ، ومنع كتب البدع والسحر والشعوذة والتصوف ونحوها ، ومناصرتهم لقضايا المسلمين .

فكانت لهم اليد البيضاء في الجهاد الأفغاني الأول وفي البوسنة وفي الشيشان وغير ذلك.


وبعض الناس يسعون لنشر الفتنة والبلبلة في السعودية فإذا حصل المكروه وتغير هؤلاء الحكام –وفقهم الله- فحينئذ ستى العجب العجاب ، وستعض أصابع الندم ونقول: يا ليت حكم آل سعود يعود!!

أرجو أن يفهم هذا بعيداً عن العواطف الجياشة واللحظات النفسية الوهمية .

ويكفي لفهم هذا الأمر أن تقرأ كلام الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ الألباني في ثنائهم على الدولة السعودية

وهؤلاء العلماء أبعد الناس عن المداهنة وإرادة الدنيا نحسبهم كذلك والله حسيبهم، ورحمهم الله وحفظ الحي منهم.

هذا باختصار

الناحية الثالثة: العدل والوقوف مع الحق:

فالله أمر بالعدل ، والقسط ، والقول بالتي هي أحسن.

فلا يجوز أن ننظر بعين واحدة للدولة السعودية .

بل الواجب النظر في جميع حالها .

فبعض الناس لا ينظرون إلا إلى المساوئ والثغرات مع التضخيم والتفخيم والكذب والتهويل وسوء الظن .

وكذلك فيمن يدافع عنها لابد من العدل .

فالسلفيون أهل السنة كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم لما يثنون على السعودية يعلمون ما عندها من أخطاء ولكن يحكمون بالعدل وينظرون النظرة الشرعية الواقعية .

وهل أنت تتهمهم أنهم يقفون مع الحكام لنصرة الباطل وما عندهم من أخطاء ؟


فنحن تبع للعلماء ، لا نخالفهم فيما وافقوا فيه المنهج السليم .

فنحن لما ندافع عن السعودية لا ندافع عن أخطائها ، ولا نبرر ما تقع فيه من الهفوات ، ولكن ندافع عنهم في وجه من يظلمهم ويتجنى عليهم ويكفرهم ، ويدعو للإفساد والتخريب بشبه أوهى من بيت العنكبوت.


الناحية الرابعة: بين الهدم والبناء .

العاقل يكون حريصا على البناء القويم أكثر من حرصه على الهدم .

وقد جاء الشرع بالحث على النصيحة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر كل هذا مراعاة لهذا الأصل .

وليس المراد بالبناء : السكوت عن الأخطاء والباطل.

بل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أساليب البناء وأسسه .

فنحن نتعامل مع الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- من هذا المنطلق .

فهي دولة إسلامية قائمة تتجاذبها حسناتها وسيئاتها ، وخطؤها وصوابها .

فنحن نسعى للصلح والإصلاح .

فنأمرهم بالمعروف ، وننهاهم عن المنكر .

ونشكرهم إن أحسنوا ، ونعذلهم إن أخطؤوا .

نثني عليهم إذا أصابوا ونناصحهم وندعوا لهم بالصلاح إن أخطؤوا .

وهذا سبيل أهل السنة .


فقد كان الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان والشيخ اللحيدان والشيخ ربيع والشيخ العباد وغيرهم يناصحون الدولة بالتي هي أحسن حرصاً منهم على البناء وتقويمه .

أما الخوارج فهم سبابون شتامون طعانون لعانون ، همهم القضاء على الدولة السعودية مع عدم وجود البديل فيما يرونه عياناً !!

فتباً لتلك العقول ما أسخفها ، وعلى الباطل ما أحرصها ، وعن السنة والحق ما أبعدها .

فالمنهج الصحيح : البناء بالحق ، لا الهدم بالباطل

تَـــــنـــــبـــــيــــــهٌ مُـــهِــــمٌّ جِـــــــداً

قد يعترض بعض من لبَّس عليهم أهل الضلال فيقول: كلامك صحيح ، ولكن هذا خاص بالدولة المسلمة والدولة السعودية دولة كافرة!! لأنها والت الكفار! وتحكم بغير الشرع! وتحارب أولياء الله! وفيها معاصي كالربا ونحو ذلك .

فالجواب على هذا أقول باختصار :

أولاً : أن الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- دولة مسلمة ، وكل ما أثير حولها إما كذب عليها أو مبالغ فيه ، أو تكفير بالمعصية وهذا منهج الخوارج وليس منهج أهل السنة .

أ/ أما الموالاة فإنها لا تكون كفراً إلا إذا كانت تامة .

قال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة}.

فمن والى الكفار دفعاً لشرهم ومكرهم فهو مأجور غير مأزور فكيف تكفره ؟

وهذا واقع الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- .

لماذا يضيع بعض الناس قوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} ؟!!

ب/ أما ادعاء أنها لا تحكم بالشرع فهذا باطل ، بل يحكمون الشرع ، ودستورهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهج السلف .

نعم يقع خطأ وتقصير في التطبيق أو بعض الأمور الاجتهادية فيناصحون بالتي هي أحسن .

ومن من الخلفاء كان حكمه مائة بالمائة بعد حكم الخلفاء الراشدين ومعاوية وعمر بن عبد العزيز ؟!

فالمعصية لا تبيح خلع البيعة وعدم السمع والطاعة إلا بالكفر البواح الذي فيه عندنا من الله برهان .

والدولة السعودية -حرسها الله- دولة إسلامية تطبق الشرع وتدعو إلى ذلك وإن كان قد يقع الخطأ والتقصير .

جـ/ أما ادعاء أن الدولة تحارب أولياء الله فهذا باطل ، فالدولة السعودية -حرسها الله- توالي أهل الإيمان وتكرم العلماء وتناصرهم وتيسر لهم سبل نشر الخير والهدى .

فهذه دور العلم في جميع البلاد في الحرمين الشريفين وجميع المساجد .

حلق تحفيظ القرآن ، والمدارس النظامية ، والجامعات الإسلامية ، والإفتاء ، ووزارة الشؤون الإسلامية

وما ينشر ويوزع في مكاتب الدعوة وغيرها كلها مما تبذله هذه الدولة المباركة .

فلا تنظر بعين واحدة وتترك الخير الوفير الذي تقوم به هذه الدولة -حرسها الله- .

أما محاربتها لبعض دعاة الباطل كالفقيه والمسعري وأشباههما فهي تشكر على فعلها ويجب عليك أن تشكرها على ذلك لا أن تنكر المعروف وتعرف المنكر.

د/ أما الذنوب والمعاصي دون الشرك والكفر فهي بالإجماع لا تخرج من الإسلام ، ولا يجوز الخروج على حاكم الجور مهما كان .

وسيأتي -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى- تفصيل الجواب عن جميع الشبه المثارة حول الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- في المبحث السابع من "الحجج القوية على وجوب الدفاع عن الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-".

ثانياً: إذا لم تقتنعوا بما سبق ، وتمكنت منكم الشبه فاجعلوا إجماع العلماء الكبار كالشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ الألباني والشيخ الفوزان وغيرهم ممن لم يكفروا الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- وهم يرون ما تظنونه كفراً فاجعلوه كابحاً لجماحكم ، ومساغاً لكم لدرء التكفير والخروج والتخريب .

وقد أجمع العلماء على وجوب درء الحدود بالشبهات ، فليكن كلام أولئك الأئمة –على الأقل- شبهة تمنعكم من التكفير والتفجير والتخريب.

فمن وفقه الله وهداه ، وقدر وعظم الشرع حق تعظيمه لم يقدم على إفساد في الأرض ، ولم يكفر مسلماً يشهد بإسلامه أئمة كبار يرون ما يرى ويسمعون ما يسمع ، فليتهم نفسه وفهمه ، بدل أن يتهم الأئمة الذين هم مصابيح الدجى ، ومنارات الهدى.

أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي