المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لايجمع بين البنين والبنات في الصفوف الاولية الابتدائية



أم إبراهيم
07-Dec-2011, 03:05 PM
بسمالله الرحمن الرحيم

لا يجمع بين البنين والبنات في الصفوف الأولية الابتدائية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فينتشر في كثير من المدن في بلاد الحرمين روضات أطفال أهلية يُجمع فيهابين البنين والبنات وهم دون سن التمييز، يقوم بالتدريس فيها النساء فقط، والأمر فيذلك سهل؛ لأن البنين والبنات في هذه السن ليس عندهم من الفهم والإدراك ما يقتضيوجوب الفصل بينهم وإن كان الأولى الفصل بينهم، ولم تأت الشريعة بأمرهم بالصلاة،ولا يُحضرون إلى المساجد من أجل الصلاة ولا يقامون في الصفوف لكونهم ليسوا من أهلالصلاة، ويجري الحديث بين حين وآخر من بعض الناس سواء كانوا مسئولين أو ليسوا فيموقع المسئولية تمنياً وتفكيراً في نقل هذا العمل إلى ما بعد سن التمييز في الصفوفالأولية في المدارس الابتدائية.
وحصول الجمع بين البنين والبنات بعد سن التمييز ولو في الصفوف الأولية غيرسائغ لما فيه من محاذير يدركها كل عاقل، ولما فيه من الفرق بين سن التمييز وماقبله، ومن ذلك:
(1): أن للبنين والبنات بعد سن التمييز من الفهم والإدراك ما يجعل الحكم فيهممختلفاً عما قبل هذه السن، ولهذا جاءت السنة بأمرهم بالصلاة على سبيل الاستحبابليتعودوا عليها ويأتوا بها على الوجه المشروع؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهمأبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)) وهو حديث صحيحرواه أبو داود (495) وغيره من حديث عبد الله بن عمرو وسبرة بن معبد رضي الله عنهم،بل ذهب بعض أهل العلم إلى صحة إمامة المميز ولو كان في أول سن التمييز إذا كانأقرأ من غيره؛ لحديث عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنهما في ذلك رواه البخاري(4302)، وليس في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((وفرقوا بينهم في المضاجع)) دليل على أن ما دون العشر يجوز الجمع فيه بين البنين والبناتفي الدراسة؛ لأن المراد منه أن الرجل يفرق بين أولاده في مضاجعهم لما يُخشَى أنيحصل منهم من أفعال غير سائغة ولأنه قد يحصل البلوغ للبنت بالحيض وهي بنت تسع كماسيأتي.
(2): أن الجمع بين البنين والبنات في الصفوف الأولية ــ مع كونه محذوراً ــوسيلة وذريعة إلى الجمع بينهم في الصفوف الأخيرة، ثم في المرحلة المتوسطة وهكذا ماوراءها، فيكون بداية سيئة تجر إلى ما هو أسوأ منها، وقد قال ابن القيم رحمه اللهفي الطرق الحكمية (ص 281): (( ولا ريب أنَّتمكين النساء من اختلاطهنَّ بالرجال أصلُ كلِّ بليَّة وشرٍّ، وهو من أعظم أسبابنزول العقوبات العامة، كما أنَّه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاطالرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعينالمتصلة ))، وقال: ((ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية ـ قبلالدين ـ لكانوا أشد شيء منعاً لذلك )).
(3): أن من البنين والبنات من يحصل لهم البلوغ وهم في مرحلة الدراسةالابتدائية لم يتجاوزوا الثانية عشرة، فقد ذكر البخاري في صحيحه قبل الحديث (2664)عن المغيرة بن مقسم الضبي أنه قال: ((احتلمت وأنا ابنثنتي عشرة سنة)) قال الحافظ في شرحه: ((جاء مثله عن عمرو بن العاص، فإنهم ذكروا أنه لم يكن بينه وبينابنه عبد الله بن عمرو في السن سوى اثنتي عشرة سنة))، ويُفهم من ذلك أن عمرو بن العاص رضي الله عنه بلغ قبلالثانية عشرة، ومن البنات من يحصل لهن البلوغ بالحيض وهن في الصفوف الأوليةللدراسة الابتدائية، فقد ذكر البخاري أيضا عن الحسن بن صالح أنه قال: ((أدركت جارةً لنا جدةً بنت إحدى وعشرين سنة))، قال الحافظ في شرحه : ((وقد ذكر الشافعي أيضاً أنه رأى جدةً بنت إحدى وعشرين سنةوأنها حاضت لاستكمال تسع ووضعت بنتاً لاستكمال عشر ووقع لبنتها مثل ذلك))، فلا يجوز الجمع بين البنات اللاتي بلغن بالحيض أو قاربنالبلوغ بعد سن التمييز وبين البنين الذين هم في هذه السن.
(4): أن الله ذكر في سورة النور من يجوز للنساء إبداء زينتهن لهم، ومنهمالأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء، ومن كان منهم بعد سن التمييز ولاسيمافي سن الثامنة والتاسعة فقد يحصل لهم من الإدراك والفطنة في أمر النساء ما يكونونبه من الأطفال الذين ظهروا على عورات النساء، فلا يجوز ابداء الزينة لهم، ولا أنيدرسهم مدرسات، ولا الجمع بينهم وبين البنات اللاتي هن مظنة للبلوغ في هذه السنكما مرت الإشارة إليه قريباً.
(5): أن قصر التدريس في الصفوف الأولية على النساء كما هو الشأن في مدارسروضات الأطفال يترتب عليه ضرر كبير وهو إفساح المجال لتوظيف النساء دون الرجال؛لأن المدارس الابتدائية أكثر عدداً من غيرها، والدارسون فيها أكثر من الدارسين فيغيرها، فوظائف التدريس فيها في غاية الكثرة، فتكثر البطالة ويتسكع الشباب فيالشوارع أو يلزمون البيوت، والرجال أولى بالوظائف من النساء لكونهم قوامين عليهنوالنساء مقوم عليهن وهن أولى بلزوم البيوت، ولا تكون حالهم وحالهن كما قال الشاعر:



ورأيتها يوماً تغادر بيتنا





وسألتها قالت: أريد إدارتي






لم يبق إلا أن أكون مكانها





وهي التي تسعى لتجلب لقمتي






وطعامها أطهو وأغسل ثوبها





وكذا أرضع طفلها يا بلوتي








(من كتاب محاضرات الجامعة الإسلامية بالمدينة في موسمها الثقافي في عام1394ــ1395هـ ص 241 ضمن محاضرة بعنوان: المرأة بين من كرَّمها ومن أهانها، للشيخ:عبد الفتاح عشماوي رحمه الله).
وأقول بعد إيراد هذه المحاذير: إن من حسن حظ أي مسئول في التعليم وزيراً أوغيره ــ ولا بد له من مفارقة هذه المسئولية بوفاة أو إعفاء ــ ألا يحصل في عهدهوفترة ولايته ما يكون به ضرر على المسلمين في دينهم وأخلاقهم ويلحقه بعد موته وعزله تبعاته السيئة وآثاره الخطيرة، بل يجتهد في مدة ولايته المنتهية ولا بد في أنيكون فيها من مفاتيح الخير ومغاليق الشر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلكمن أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقصذلك من آثامهم شيئاً)) رواه مسلم (6804)، وقال صلىالله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فلهأجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنةسيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) رواه مسلم (2351).
وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسئولين في التعليم وغيره لأداء ما وجب عليهمعلى الوجه الذي يرضيه، وأن يحفظهم من الوقوع في كل فعل يعود عليهم وعلى المسلمينضرره في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.






13/9/1430هـ،


عبد المحسن بن حمد العباد البدر

بنت السلف
29-Jan-2012, 09:38 AM
بارك الله فيك

أم إبراهيم
29-Jan-2012, 05:36 PM
وفيك بارك الله