المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من فتاوى الشيخ ربيع حفظه الله



أبو الوليد خالد الصبحي
07-Feb-2010, 07:00 PM
فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الأولى )



لفضيلة الشيخ العلامة ربيع ابن هادي المدخلي

حفظه الله تعالى



السؤال : شيخنا - حفظكم الله - يقول السائل : هل تقريب الذباب شرك أكبر مخرج من الملّة ؟

الجواب : نعم ,إذا تقرب إلى غير الله بأيّ شيء ذبابا أو غير ذباب ؛إذا تقرب به إلى غير الله وجعله ندّاً لله ,أو تقرب لغير الله بالذبائح والنُّذور فهذا شرك - لا شك - واللهُ لا يغفر الشرك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } (النساء116) فدعاء غير الله شرك والذبح لغير الله شرك والنّذر لغير الله شرك ولو كان حقيراً يسيراً ,فإنّ هذا وإن كان حقيراً يسيراً لكنّك افتريت به على الله وجعلت فيه ندًّا لله ,وهذا ذنب عظيم لا يُغفَر ولو كان الشيء الذي تتقرب به لغير الله عزّ وجلّ حقيراً كالذباب أو دونه أو فوقه .

السؤال : فضيلة الشيخ ,يقول السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحِم الله أخي موسى لقد ابتلي بأشدّ من هذا فصبر ) ,فهل يدلّ هذا على أنّ موسى عليه السلام ابتُلِي أكثر ممّا ابتُلي ّ به نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب : هذه القضيّة في المعارضة وليس في كلّ شيء ,هذا لماّ طعن ذو الخوصيرة في عدالته عليه السلام قال : (رحم الله موسى قد أوذِي بأكثر من هذا فصبر ) على كلّ حال هذا دليل على أنّ موسى نبيٌّ كريم ٌ وحليم وصبور ,لا كما يطعن فيه بعض السّفهاء ويقول : إنّه لا يصبر ,لا يتحمّل وسخِروا منه -والعياذ بالله - ! هذا من الأدلّة على أنّه كان يتحلّى بأكبر الأخلاق وعلى رأسها الصبر ؛فصبر على أذى بني إسرائيل ,كم آذوه ؟! وكم نقرأ في القرآن ,ماذا فيه من تعنت بني إسرائيل ؟ قالوا :( أرنا الله جهرة ), ولما أمرهم بذبح البقرة ذهبوا يتعنتون وكم من الأوامر خالفوه فيها ؟ ولمّا قال لهم :الجهاد ,قالوا : لا, (اذهب أنت وربّك فقاتلا إناّ هاهنا قاعدون) !

آذوه كثيرا ويصبر ,والرسول أوذِي مثل هذا وأكثر من قومه المشركين ,موسى آذاه بنو إسرائيل يمكن أكثر من أذى فرعون له ؛لهم تعنتات وتعنتات ولما ذهب ليكلم ربه رجع فوجد عندهم وثنا يعني عجلا يعبدونه ! وهكذا سلسلة طويلة من التعنتات والمخالفات ,فالرسول عليه السلام استحضر هذه الآيات وهذه المواقف فقال : رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ,والله أعلم يريد بهذا الإشارة إلى شيء موجود وهو ما حصل في حنين من اعتراض ذي الخويصرة .

السؤال : يقول السائل : هل هناك فرق بين نواقض الإسلام ونواقض الإيمان ؟

الجواب : الذي ينقض الإسلام ينقض الإيمان ,والذي ينقض الإيمان ينقض الإسلام ؛معناه كفر ,يخرج من دائرة الإيمان والإسلام ,لكن قل : هل هناك فرق بين الشِّرك وبين الكفر؟ يعني ورد في آيات أنّ الكفر يكون بالتكذيب مثلاً ,المشرك قد لا يُكَذِّب - بارك الله فيكم - لكن يتّخذ مع الله نِدّاً ,كثير من الناس يؤمن بأنّ الله هو الخالق ,الرّازق ويُؤمن بالجنّة والنّار وهذه الأشياء كلّها لكن يتّخذ مع الله أنداداً فهذا مشركٌ وفي نفس الوقت كافر لكن هذا يُطلق عليه شرك ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً.)

السؤال : يقول السائل : هل الأشاعرة هم من أهل السنّة والجماعة إلاّ في باب الأسماء والصِّفات ؟

الجواب : لا ,عندهم أشياء كثيرة ,وهل باب الأسماء والصفات هيِّن ؟! الأشاعرة في هذا العصر هم التِّيجانيّة والمرغنية والسهروردية والصّوفية القبوريين أكثرهم - نسأل الله العافية - سمّوا أنفسهم أشاعرة ,وسمّوا أنفسهم أهل السنّة !!

السؤال : هل من حرج أو جناحٍ في الاستعانة بالجنّ في الأمر المباح والمقبول شرعا ,علماً أنّه ليس هناك عمل أي شرك أو معصية مع الجنّ ؟

الجواب : الاستعانة بالجنّ تدلّ على أنّ المستعين قد وقع في الشرك لأنّهم لا يساعدونه إلاّ بعد أن يكفر بالله عزّ وجلّ إمّا يبول على المصحف أو يصلّي إلى غير القبلة أو يصلي وهو جُنُب ,لابدّ أن يرتكب مكفِّراً بعد ذلك يتعاون معه والذي يقول لك أنا مسلم فلا تُصدّقه لأنّه كذّاب ؛فيهم مسلمون لكن إثبات إيمانه يحتاج إلى أدلّة .

السؤال : شيخنا -حفظكم الله - يقول السائل : هل الأنبياء أرواحهم وأجسادهم في السماء أم أرواحهم فقط ؟

الجواب : أرواحهم في الجنة ؛أرواح الشهداء ,أرواح الأنبياء ,أرواح المؤمنين كلّها في الجنّة ,إذا كان المؤمنون تسرح أرواحهم في الجنة حيث شاءت فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟! فليست أرواحهم في القبور كما يتصوره بعض الناس ,وإنّما هي في السماء في الجنّة ولا يلتقي الجسد والروح إلاّ يوم القيامة {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً }(النبأ 18) هناك يبعثهم الله ,أول من ينشقّ عنه القبر محمد صلى الله عليه وسلم ؛هو أول من يُبعَث عليه الصلاة والسلام ؛وحديث :( الأنبياء أحياء في قبورهم يُصَلون ) وإن كان صححه الشيخ الألباني فإنّه ضعيفٌ جدّاً - وهو أول حديث اعترضت به عليه رحمه الله .

السؤال : شيخنا -حفظكم الله - هل يُفهَم من ترتيب الأنبياء في السماء تفاضلهم ؟

الجواب : لا ,لا يُفهم هذا ,أمّا إبراهيم وموسى فيدلّ على هذا وأماّ غيرهما فلا ؛فإنّ عيسى من أولي العزم وهو في الثانية وإدريس دونه في الفضل ويوسف ,فلا يدلّ على الترتيب الدقيق .

السؤال : يقول السائل : يذكر أهل العلم وجوهاً للجمع بين رؤيته عليه السلام لنبيّ الله موسى عليه السلام يصلي عند قبره عند الكثيب الأحمر ثم صلى بهم في المسجد الأقصى ثم رآهم في السماء ,فهل هناك وجه جامعٌ راجح ؟

الجواب : ليس هناك تناقض حتى نجمع ,رآه -وهو ذاهبٌ إلى بيت المقدس- يصلي في قبره ,معجزة من المعجزات ,ثم صلى معه في بيت المقدس مع الأنبياء ,ثم وجدهم في السماء .

السؤال : كيف الرد على من يزعم أنّ الإسلام ينقسم إلى لبّ و قشور ؟

الجواب: هذا يقوله كثير من النّاس على سبيل التحقير للمنهج السلفي وعلى سبيل التحقير للتّوحيد ! ويرون التّوحيد قشورا ! والغزالي صرّح بهذا في مقدمة كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) كانوا يتعلّقون بالقشور يعني يعرفهم بأنّهم على التّوحيد وعلى السنة ومع هذا وصفهم بأنّهم يتعلقون بالقشور ,على كلّ حال هذا تقسيم خبيث وضلال مبين واستهانة بمعظم جوانب الإسلام ! والإسلام كلّه لبّ ,لبّ اللبّ هو التّوحيد والبقية كلّه لبّ والحمد لله ,فنحن نقول ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ولا نحتقر شيئا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

وكلّ سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ,وكلّ تشريع من تشريعاته تعلق بأيّ ناحية من نواحي الحياة فإنّ له المنزلة العظيمة عندنا والاحترام والتقدير ,وحتى الصوفية يرون أنّ من سخر بسنة من السنن المستحبات أنّه كافر ,فهذا إذا كان يقول قشور على وجه السخرية فهو كافر .

السؤال : ما الفرق بين القول بأنّ القرآن هو المعنى النفسي ,والقول بأنّ القرآن هو حكاية عن كلام الله ؟

الجواب : كلهم يقولون إنّه المعنى النفسي ! وهذا أصله كلام محمد بن سيعد بن كلاب وهذه الحروف والكلمات عنده ليست كلام الله بل هي حكاية عن كلام الله ! الأشعري قال مثله ؛أنّ الكلام هو الكلام النفسي وهو صفة قائمة بذات الله تبارك و تعالى ليس بحرف ولا صوت ,و إنّما هو عبارة عن كلام الله ,فكلاهما يشترك في القول بأنّ القرآن أو كلام الله معنى نفسي قائم بذاته ,وهذه الحروف والكلمات مخلوقة فجاءوا بهذا الضلال !

وكل هذا كلام فارغ ,الكلام صفة من صفات الله تبارك وتعالى القائمة بذاته ولكنه يتكلم متى شاء وإذا شاء - سبحانه و تعالى - بكلام يسمعه منه الملائكة و يسمعه منه جبريل

ويبلغه إلى عباده " وكلّم الله موسى تكليما " وسمع موسى كلام الله عز وجلّ الذي تكلّم به . فالكلام صفة قائمة بذات الله عزّ وجلّ ,ولكنها من وجه آخر متعلقة بمشيئة الله يتكلم متى شاء و بما شاء كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " الكلام قديم النوع حادث الآحاد " ,حادث الآحاد بمعنى متى شاء تكلم ,قديم النوع بمعنى صفة كالعلم والقدرة والإرادة قديمة قائمة بذات الله تعالى .

السؤال : أحسن الله إليكم ,هذا سائل يقول : تكثر في بعض المساجد أنّه مكتوب في محاريبها ( يا الله ,يا محمد ) ,هل تجوز الصلاة في مثل هذه المساجد ؟

الجواب : هذه الظاهرة رأيناها في باكستان وفي أفغانستان – مع الأسف الشديد – رأيناها والله في سيارات المجاهدين ؛يسمون أنفسهم مجاهدين ! وهم لا يقبلون النصيحة ,ويصِّرون على هذه الشِّركيات ! ترى في دكاكينهم ,وفي مساجدهم (يا الله ,يا عليّ ,يا غوث ,يا حُسَين ,يا عبد القادر ,يا كذا ,يا كذا ) إلى آخره من الشِّركيات !

الاستغاثة بغير الله شرك ؛تقول : يا محمد ,هذا شرك بالله ,محمد رسول الله ,عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ,إذا قلت :يا الله ,يا محمد - يعني - جعلته ندًّا لله تبارك وتعالى ,الرسول عليه الصلاة والسلام ما جاء إلاّ لهدم هذه الوثنية وليُقيم الملة العوجاء وعلى رأسها الشِّرك بالله عزّ وجلّ ,جاء ليطهِّر الدنيا والقلوب والأذهان والعقول من الشّرك بالله عزّ وجلّ وأقذاره ,وعلّمنا خالص التّوحيد بنصوص القرآن ,ونصوص السنّة ,وبتطبيقاته العمليّة عليه الصلاة والسلام ,وأمرنا بهدم القبور عليه الصلاة والسلام ,وهدم الأوثان ,وقال : ( لا تشدّوا الرّحال إلاّ لثلاثة مساجد - فقط لا قبور ولا شيء - المسجد الحرام ,ومسجدي هذا ,والمسجد الأقصى ) لأنّ هذه المساجد بناها الأنبياء لتوحيد الله وإخلاص الدين لله عزّ وجلّ .

وبدأ هذا في المدينة -وبحُكم أننا نعرف هذه الأشياء- عرفنا كيد أهل البدع ؛يكتبون :

(الله ,محمد) . كان واحد اسمه سراج الرحمان زاملني في الجامعة وهو من تلاميذ أبي الحسن النّدوي - فما أدري - رأيت هذا في كينيا أو حكيتُ له قصة هذه التي بدأت تنشأ في المدينة ,قال : قال أبو الحسن النّدوي :كلمة (الله ,محمد) هذا كفر ؛يعني محمدٌ ندٌّ لله عزّ وجلّ ؛الله محمد يعني سواء ,لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ,أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله , أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ,هذه أعلى منزلة لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ,ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تُطروني كما أطرت النّصارى عيسى ابن مريم ,إنّما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) .

فرأيت هذه الظاهرة وكنت أحاربها ,وإذا رأيتها في المسجد أنصح إمام المسجد .

وفي مسجد القبلتين - مسجد العمودي - ,كلمت الإمام ,ما فعل شيئا !كلمت العمودي صاحب المسجد فبادر جزاه الله خيراً ومحا هذه الأشياء .

وفي المسجد الذي بجواري في المدينة كتبوا ( الله ,محمد ) فنصحت الإمام قال : نغيرها ,نغيرها ,فتماطل ولم يغيرها ! وكان هناك شاب جيّد قال : أنا أكفيك إيّاها ثم ذهب وغطاها ,وانتهت والحمد لله .

الشاهد : أن في يوم من الأيام وأنا قادم من (بطحان) وداخل المدينة فإذا أمامي سيارة (أونيت ) فيها بالخط الأحمر ( يا الله ,يا محمد ) فحركت سيارتي وراء هذه السيارة فأسرع ,فهم أنني لاحظته ,أسرع فأسرعت وراءه وطاردته حتى وصلنا (قربان) وقّف السيارة ونزل وقال : هل أمسحها ؟ وأنالم أكلمه بعد ! عارف لأنّه أحسّ بذلك ,قلت : نعم امسحها ,فهذا يؤكد أنه غزو ؛غزو هؤلاء القبوريين الخرافيين في بلاد التوحيد !!

أنا أذكر أن أول مسجد بني وضعت له قبة في العهد السعودي ,فأنكر هذا طلاب العلم وجاءوا بالشيخ ابن حميد و..و..-ما أدري كيف انتهت على كل حال – كان يعني يعرف أنّ البلاد هذه ما فيها قِباب في المساجد ,وحتى الملك سعود لما وسع المسجد هذا والمسجد النبوي ,ليس فيهما قباب حتى التوسعة الموجودة الآن ليس فيها قباب –بارك الله فيكم – على السنّة لأنّ القباب هذه تقليد للنصارى ؛الكنائس هي التي يضعون فيها مثل هذه القباب ,وربما يضعون هذه القباب للصالحين الذين يدفنونهم في القبور ( لعن الله اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فترى الآن كثرة المساجد التي تُنفَق عليها الملايين يضع فيها قباب ,يضع فيها زخارف – فالله المستعان – ! والله يمكن هؤلاء يا ليت الأمر كفافاً لهم , لا لهم ولا عليهم ,ملايين نبذلها ثم يطلع المسجد بهذا الشكل !! يشبه الكنيسة ,هذه مصائب ,والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ من علامات الساعة زخرفة المساجد وهذا أسوأ من الزخرفة ,فكانت هذه البلاد على السنة - والحمد لله -ظاهراً وباطناً في المساجد وفي غيرها وبدأ أهل الخرافات يدبّون ويدسون حاجة هنا ومرة هناك حتى كثُر هذا الشرّ – نسأل الله العافية - .

نسأل الله أن يوفق المسلمين للاعتزاز بهذا الدين الحقّ الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأخرجنا به من الظلمات إلى النّور ومن الضلال إلى الهدى عليه الصلاة والسلام .

السؤال : يقول السائل : هل كلّ ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنّه من أشراط الساعة يكون مذموما أو محرما كالتطاول في البنيان ؟

الجواب : لا نستطيع أن نحرِّم - بارك الله فيكم - لكن الأولى والأورع بالمؤمن أن يعيش في حدود الكفاف ؛في بنائه وفي ملبسه وفي مأكله وفي مشربه وإذا أعطاه الله المال أن ينفق منه هكذا وهكذا ,لأنّ (الأكثرون هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وكسبه من طيب ) كما قال صلى الله عليه وسلم ,وقال تعالى : (( إنّ الذين يكنزون الذهب والفضة ثم لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم )) فإذا كان لا يؤدّي الزكاة ولا يصل الرحم ولا يؤدي الحقوق من هذا المال فهو آثم إثماً شديداً .

وإذا كان يؤدي الزكاة وبنى له بيتا فما يصح أن نقول: حرام ,لكن نقول الأولى الورع ,والتنافس في الدنيا قد يؤدي إلى الكِبر ,فما يترتب على التطاول في البنيان من الكِبر هذا الذي يحاسب عليه - بارك الله فيكم - يتطاول على الناس بنفسه ويتعالى عليهم و..و.. فإذا كان هذا البناء للمفاخرة فهو آثم ؛يعني رجل يشتري فرسا يعدّه في سبيل الله هذا مأجور ,ورجل يشتري فرسا ؛يعني لخدمته ومنافعه ؛ويُعيره للناس ,هذا مستور ,وغيره يشتري الفرس للمفاخرة والمباهاة ,فهذا مأزور ,فكذلك البنيان ؛يبني بيتا ليستره ,هذا جائز ,لكن يبنيه للمفاخرة والتطاول والكبرياء هذا مأثوم لما قام بنفسه من الكبر لا لمجرد البناء .

السؤال : هل الخوف من الجنّ يدخل في الخوف الطبيعي ,أم لا ؟

الجواب : الخوف من الجنّ إذا كان خوف السر ويعتقد في الجن أنّها تنفع وتضرّ فيدخل في الشرك (( وأنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا )) .

وغالبا الخوف من الجنّ يدخل - والله أعلم- في خوف العبادة ؛لأنه يعتقد فيها بأنّها تضرّ وتنفع ,ولا يملك الضرّ والنفع إلاّ الله ,لا الجنّ ولا الإنس ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) كما قال صلى الله عليه وسلم.

والمؤمن الصادق لا يخاف إلاّ من الله عزّ وجلّ ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) ,يعني الخوف السرّي في هذا ؛خوف العبادة ,أمّا الخوف من حيّة ,من أسد ,من إنسان مفسد يعني يهجم عليك ولست تقدر على مقاومته فهذا خوف طبيعي لا يضرّ ,هذا لا يضرّ إن شاء الله ولا يخل بالعقيدة ,لكن خوف الجنّ في غالبه خوفٌ يقوم على عقائد فاسدة ! الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاك أسلحة وعلمك ,اقرأ آية الكرسي ,اقرأ المعوّذات ,تحصّن ,ذكر الله عزّ وجلّ يحصنك منهم ,استخدم الوسائل التي تحصّنك منهم ومن كلّ أنواع الأذى ؛من الحيّات ,الأفاعي ,العقارب ومن غيرها " أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق " إذا قلتها لا يأتيك لا جنّي ولا حيّة ولا غيرها ,لا يضرّك شيء ,وهذا يكون بإخلاص وصدق - بارك الله فيكم - .

السؤال : كيف نقول أنّه لا يدخل الجنّة إلاّ بالعمل الصالح ؟

الجواب : دخول الجنّة رأساً -يا إخوان- بدون عذاب ولا يدخل النار ؛هذا إذا قام بالإيمان الصادق والعمل الصالح ولم يُخلَّ بشيء من هذا ؛هذا يدخل الجنّة ابتداء ,هناك سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب ولا عذاب ,ومع كلّ ألف سبعون ألفا ,فهؤلاء الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون - بارك الله فيكم - هؤلاء استكملوا الإيمان والأعمال الصالحة فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ولا يجدون ريح النار وإذا قصّر وبقي معه شيء من التوحيد وعنده ذنوب ومعاصي فهو تحت مشيئة الله إن شاء أدخله الجنّة وإن شاء أدخله النار ؛يعني لا يستحقّ الوعد رأساً ,وليس من هذا الصِّنف أبداّ لكن قد تصيبه رحمة الله فيدخله الله الجنّة من دون عذاب ,وهو عنده ذنوب لكن الله يعفو عن هذه الذنوب ,وقد يعذبه الله تبارك وتعالى ,المهم أنّه لا يشارك الذين قاموا بالإيمان والأعمال الصالحة في هذا الوعد بأن يدخل الجنّة بغير عذاب ولا يدخل النار ,لا يستحقّ هذا الوعد إلاّ من استكمل الإيمان والأعمال الصالحة .

السؤال : ما رأيكم في هذا القول : إن أبا جهل وأبا لهب أكثر توحيدا لله وأخلص إيمانا به من المسلمين الذين يتوسلون بالأولياء والصالحين ؟

الجواب : ما أحد يقول هذا الكلام ! أنّ أبا جهل أكثر توحيدا وإخلاصا لله من المسلمين الذين يتوسلون بالأولياء ! التوسل بالأولياء ليس شركا أكبر وإنما هو وسيلة إلى الشرك ومن البدع التي لا أصل لها في الكتاب والسنة لكننا لا نقول فيمن يتوسل إنه قد أشرك بالله ولا يجوز أن يقال إن أبا جهل أكثر منهم توحيدا وإخلاصا ولكن هناك أناس يستغيثون بغير الله في الشدائد وغيرها ويرتكبون أنواعا من الشرك فهؤلاء لا نقول إنهم يتوسلون ! هذا كأنّه مسكين ما عرف الفرق بين التوسل وبين الاستغاثة ،ما عرف أنّ في هؤلاء القبوريين من يشرك في الربوبية بل من يدعي الألوهية ! يقول شاعر منهم :

وكنت عين وجود القدس في أزل يسبح الكون تسبيحا لإجلالي

من أكفر ,هذا أم أبو لهب وأبو جهل ؟ أبو جهل قال هذا الكلام ؟! هذا يدعي أنّه وليّ من أولياء الله ويعبده الألوف ويقدسونه :

وكنت عين وجود القدس في أزل يسبح الكون تسبيحا لإجلالي

هذه قصيدة طويلة أحفظ منها أبيات ,كلها مليئة بالإلحاد والزندقة التي لم تخطر ببال أبي لهب وأبي جهل - بارك الله فيكم – لكن لا نقول : أتباعهم كلهم أكفر من أبي جهل؟! لا نقول هذا ؛إذ فيهم من لا يعتقد هذا الكفر ولا يقول به ولا يفهمه ,لكن يوجد في هؤلاء زنادقة ,فهذا مسكين يتجنى بجهله على دعاة التوحيد ويُحمِّل كلامهم ما لا يحتمل ,فالذين يقولون هذا الكلام يعرفون ما يقولون .

أنا أسأل هذا الذي كتب ليكن شجاعا فليقل الآن : من أضلّ أبو جهل وأبو لهب أو هذا الذي يقول : وكنت عين وجود القدس في أزل يسبح الكون تسبيحا لإجلالي ؟

كنت الله ,أبو جهل وأبو لهب قالا هذا ؛( كنت الله ) ؟ عين وجود القدس هي ذات الله ويؤكد ذلك ؟ في أزل : يعني ليس الآن ,ليس مخلوق ؛يعني مثلا لم يولد سنة 1200 ويتغوط ويبول وكذا ..,لا , هذا يدّعي أنه إله من الأزل ,يسبح الكون كله تسبيحا لإجلالي فالفرش والعرش والأكوان أجمعها ,الذي يصدق هذا الكلام ما رأيك فيه ؟ لا يصدق هذا الكلام إلاّ زنديق ,فلا نقول : إنّ هؤلاء القبوريين الذين تسميهم المسلمين ,قبوريين يدعون غير الله ويستغيثون بغيره ,وكثير منهم يعتقدون في الأولياء أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ,هذا كفر لا شك أغلظ ,كفر غليظ :

لَكُمَا بِيَحْمِل عرش ربّك همّة ويد من الأيدي التي بَنَت السماء

ويحيط سرّكما الوجود فليس شيء يخفى عنكما

ما رأيكم في هذا الشرك ؟- بارك الله فيكم - المسألة ليست مسألة عواطف ,المسألة مسألة دين ,ليس مجرد واحد زنديق يقول : أنا مسلم ,طيب,في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يصلون مع الرسول ويجاهدون معه وهم منافقون ,والآيات تنزل فيهم والسور تنزل فيهم تفضحهم ,فإذا وجدنا شرّا من هذا الصنف نقول : موحدين مسلمين ؟!

(( إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) في أيّ زمان ومكان والنِّفاق ليس خاصا بعهد الرسول عليه الصلاة والسلام وعهودنا هذه منزهة ,ما فيها ,نقول: عهد الرسول أسوأ من عهدنا على هذا ,فكثير من الناس لا يرى وجود منافقين ,يوجد المنافقون في كلّ زمان ومكان ويوجد المسلمون والحمد لله وهم بكثرة ,لكن لا تخلو جماعة من الخرافيين المناهضين لكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام والمناهضين للتوحيد وأهله ,لا يخلو من هذا الصنف الذي وُجد في عهد الرسول ووجد بعده ,قال حذيفة بعد موت الرسول : ( إنّ النِّفاق اليوم شرّ منه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,قالوا: كيف ؟ قال: كانوا يخفون نفاقهم أمّا هؤلاء المنافقون الآن فأعلنوا نفاقهم ) ,كيف؟

وكنت عين وجود القدس في أزل يسبح الكون تسبيحا لإجلالي

في قصيدة تنشر وتقرأ وكذا وتحفظ كما يُحفظ القرآن ,هذا شرّ من عبد الله بن أبيّ الذي كان يخفي نفاقه وزملائه ؛هذا أعلن زندقته : ( لكما بيحمل عرش ربّك همّة ) يمدح أناسا موتى ,من أضعف خلق الله ,وقد يكونون من أجهلهم وأضلّهم ! يقول فيهما : (لكما بيحمل عرش ربّك همّة) ,يعني هم يحملون العرش ,( ويد من الأيدي التي بنت السماء ). من جهله وضلاله كأنّه فهم قول الله تبارك وتعالى (( والسماء بنيناها بأيد )) وزعموا في خرافاتهم وأساطيرهم أنّ عددا من الأولياء يقولون : وأيدينا مع تلك الأيادي ؛يعني شاركوا في بناء السماء :

ويحيط سرّكما الوجود فليس شيء يخفى عنكما

فهذا النمط ,ماذا تقول فيه أيها السائل - بارك الله فيك - ؟ اسأل علانية ولا تخف ,والله ما قصدنا إلاّ الحقّ ولكن لا نريد مثل هذا الأسلوب بارك الله فيكم .

السؤال : (( إنّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )) ,هل عدم الرؤية على الإطلاق ,أم هل يمكن لبعض الناس أن يروا الشياطين في بعض الأحيان ؟

الجواب : نعم ,هذا حصل ؛يعني كما في الحديث ؛قصة أبي هريرة مع الشيطان ,والرسول صلى الله عليه وسلم رآه وهو يصلي ,وأنا - والله - رأيته بنفسي ؛رأيت شياطين ,رأيت فرساً لا نظير له في حياتي كلها ,رأيت هذا أنا وأخي بالليل- كنا مسافرين - ,رأينا هذا الفرس الغريب العجيب في مكان ليس فيه مرعى وليس فيه أحد من الناس ,فأنا فهمت أنه شيطان وأخي أيضا فهم أنّه شيطان وما يريد أن يخوفني وما أريد أن أخوفه فلما ابتعدنا عنه ,ما أدري سألني أو سألته ,هل عرفت هذا الفرس ؟ أظنّه هو قال : هذا غول ,يعني شيطان .

ورأيت وأنا راكب السيارة بين العشاءين ؛يعني شخصا عريانا ورأسه ليس فيه أيّ شعرة وليس محلوقا ,شكله غريب وبين يديه ولدين لهما رأسان عظيمان لا شعر فيهما وهما نحيفان وساقاهما صغيران جدا وشكلهما غريب جدا ,فرأيناه أنا وواحد معي ,هو عرف أنهم شياطين وأنا كذلك فلما سرنا قلت ما هذا ؟ قال : شياطين ,قلت: وهو كذلك .

فكثير من الناس قد يرى الشياطين وفي الغالب لا تظهر الشياطين .

لكن هناك الآن أناس أخذوا عن محمد عبده - تلميذ الأفغاني - إنكار السّحر مع الأسف وإنكار رؤية الجنّ ,وهذا أصله أخذوه من المعتزلة العقلانيين الذين يحكمون عقولهم في الدين وفي الحياة ,مع الأسف ,فلا يُمنع أن تُرى أحيانا وأنا أؤكّد لكم أنّي رأيت بنفسي هذه الأشياء .

يقول السائل : وأيضا ينكرون أن يدخل الشيطان في الإنس !

الشيخ : هذا شيء ملموس ,ومعروف ومتواتر من قديم الزمان وفي حديثه والله تعالى يقول : (( كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المسّ )) ويقول تعالى : (( قل أعوذ بربّ الناس ,ملك الناس ,إله الناس ,من شرّ الوسواس الخنّاس الذي يوسوس في صدور الناس )) مالذي يجعله يوسوس في صدرك ؟ أليس لتمكنه منك ودخوله في جسمك ؟!

( إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) فهؤلاء كلهم يردون هذه الآيات وهذه الأحاديث ويحكِّمون عقولهم .

ولكلّ قاعدة استثناء ,ولكلّ عموم خصوص ,قال تعالى: (( تدمِّر كلّ شيء بإذن ربِّها )) قال : (( فأصبحوا لا يُرى إلاّ مساكنهم )) مساكنهم ما دُمرت ولو شاء الله لدمرت البيوت ولدمرت كلّ شيء ,الله عزّ وجلّ أعطاها من القوّة ما يمكن تدمّر بها الجبال فضلا على البيوت ,لكن شاء الله أنّ التدمير يكون لهؤلاء المجرمين وتسلم بيوتهم .

وهكذا إذا قال : (( إنّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )) ؛يعني السنّة بينت أنه قد يُرى بعض الشياطين ؛أبو هريرة رأى والرسول صلى الله عليه وسلم رأى ,وتُذكر قصص كثيرة جدّا في رؤيتهم ,ويتصورون بصورة بشر ,أو صورة حيوان أو صورة أفعى حيّة ؛أحد الصحابة كان عريسا ,كان يذهب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ,يشارك في غزوة الأحزاب ثم يستأذن في النّهار ويعود لأهله ,فجاء في يوم من الأيام فإذا بزوجته واقفة عند الباب فأخذته الغيرة فأراد أن يضربها بالرمح فقالت : على مهلك ,ادخل إلى بيتك وانظر ماذا على سريرك ,فدخل فوجد حيّة فانتظمها بالرمح فالتفّت عليه فلا يُدرى أهي سبقته للموت أم هو سبقها ,فأُخبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فقال : "ألم أنهكم " بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ في المدينة جنّا ,فهذه تصورت في صورة حيّة ,فيه الذي يتصور في صورة كلب ,في صورة إنسان ,يتشكل ,أعطاه الله ومكنه من هذا ,أن يتشكل في أيّ صورة .

بعضهم يتشكل للصوفية والخرافيين ؛يعني يستغيث بفلان فيأتيه مثل صورته ,لابسا عمامة وثيابا بيضا وجميلة وكذا ويعطيه ما يطلب وهو شيطان !!

السؤال : إذا طلب صاحب البدعة من صاحب الحق المناظرة ,وغلب على الظن أن صاحب البدعة لا يريد الحق ,ولكن إذا لم يناظره ظنّ العوام أن الحق مع صاحب البدعة فهل لصاحب الحق أن يناظره ؟

الجواب : إذا كان يؤدي إلى هذه المفسدة فأرى أنه يناظره ؛إذا كان ترك المناظرة ورفضها يؤدي إلى إضلال العوام وانحرافهم - وهذه مفسدة عظيمة - فيناظر ويبتغي بذلك وجه الله عز وجل ,ويسلك الطرق المشروعة في المناظرة ؛بالحجة والبرهان وبالتي هي أحسن .

السؤال : يقول السائل : الذي لا يحقق شروط " لا إله إلاّ الله " كلها هل يدخل الجنّة أو يدخل الناّر ؟

الجواب : الذي لا يحقق شروط لا إله إلاّ الله يدخل النّار ,لا بدّ ؛إذا كان غير مخلص ,إذا كان غير صادق ,إذا كان لا يعلم معناها ؛يقول "لا إله إلاّ الله " ويفسرها بلا خالق إلا الله ! لا رازق إلا الله ! هذا على الأقل هو من الفرق الضالّة , إن عذرناه الجهل .

السؤال : ما رأيكم فيمن يقول :" إنّ التصديق هو أصل الإيمان " ؟

الجواب : هذا كلام الجهمية والمرجئة - بارك الله فيكم - يعني عندهم أن التصديق هو أصل الإيمان ! نحن نقول : نعم هو أصل الإيمان لكن هناك أصول تتبعه أيضا ؛أصول أخرى وهي شروط "لا إله إلاّ الله " العلم ,واليقين ,والإخلاص ,والمحبة إلى آخر هذه الشروط ,وهذا التصديق هو من شروط لا إله إلا الله ,ومن شروط الإيمان أيضا .

إذا صدق فقط ,هل يكفيه ؟ إذا حصل على هذا الأصل فقط ,يكفيه هذا ؟ لا يكفيه ,ولا يكون مؤمنا ,أبو جهل عنده هذا التصديق ,وأبو لهب والكفار في كل زمان ؛هذا الأصل عندهم ,وإبليس كذلك ؛فإنه رأى الجنّة ,ورأى النار ,وسمع الله يخاطبه ,وسمع الأوامر تصدر ,ولا يكذِّب بشيء ,ولا يكذِّب موسى ,ولا يكذِّب محمدا ,ولا يكذِّب أحداً ؛فهو عارف ومصدِّق ,لكنّه فاجر مستكبر لم يَنْقَد ؛فإذا صدّق واستكبر ماذا ينفعه ؟ فلا يكون الإنسان مؤمنا إلاّ أن يستكمل المحبّة والتوكل والرجاء والرغبة والرهبة ,وهذه الأمور القلبية التي لا يكون المرء مؤمنا إلاّ بها و " الإيمان بضع وسبعون شعبة " ليس هو التصديق فقط ؛التصديق واحد من بضع وسبعين شعبة ,منها الأصول ,ومنها الفروع ,فالأصول كثيرة ,وفق الله الجميع .

السؤال : يقول السائل : إن من مشايخ أهل البدع من يلبس على الناس فيقول : إن الخلاف موجود حتى في أصول هذا الدين ؟

الجواب : طيب ,إذا وُجد الخلاف ,نحن نقول كذلك موجود الخلاف في أصول هذا الدين وفروعه ,لكن ما حكم الله في هذا الخلاف ؟ وهل هناك حلّ لهذا الخلاف ؟ وهل مجرد الخلاف يكون حجة لأهل البدع في بقائهم وثباتهم على باطلهم وضلالهم ؟!

هؤلاء الإخوان المسلمون يريدون أنك تسكت عن الروافض ,تسكت عن الخوارج ,تسكت عن المعتزلة ,تسكت عن عباد القبور ,لماذا ؟ لأنّ السلف اختلفوا ,وهؤلاء كذلك نحن اختلفنا معهم فنتركهم !

هل الصحابة تركوا من خالفهم ؟ هل الرسول عليه الصلاة والسلام ترك من خالفه ؟ ألم يكن يقيم الحدود عليه الصلاة والسلام وينكر على من يغلو في العبادة ويقول: (ومن رغب عن سنتي فليس مني ) . لماذا الله تبارك وتعالى مدح هذه الأمة بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) فمن أنكر المنكرات وأخبثها وشرها المخالفة في الأصول ؛يخالفون ربّ العالمين ويخالفون رسوله الكريم ,الذي يخالف في الأصول خالف كتاب الله وسنة الرسول هل يُسكت عنه ؟ الذي ينكر على من يقول: (ربنا في السماء وعلى العرش استوى) ويزعم أن الله ليس في مكان أو لا فوق ولا تحت ولا في يمين ولا في يسار هل يسكت عن هذا ؟! والذي يقول : أنا أدعو فلانا وفلانا ويستغيث بغير الله ويذبح لغير الله هل يسكت عنه ؟ والله تعالى يقول : ( ومن أضلّ ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ) ويحكم عليه بالنار والعياذ بالله .

هؤلاء أناس تافهون ,وأنا لا أدري كيف يتشوش السلفيون بمثل هذه الشبهة ؟!!

عندكم حجج وعندكم براهين وباستطاعتكم أن تلاحقوا بها هؤلاء وتطاردوهم بها. ,تجلسون هكذا تتلقفون الشبه ؟! اضربوهم بالحجج والبراهين التي عندكم .

السؤال : سائل يقول : نريد أن نفهم المسألة التالية :إنّ من المعلوم أن علماء أهل السنة والجماعة متفقون على الرد على أهل البدع - والحمد لله - ولكن منهم من ذهب إلى الردّ على المعين ومنهم من ذهب إلى الردّ عليهم بصيغة العموم ؟

الجواب : هل هناك أحد من السلف التزم على أن لا يُرَدَّّ على المعين وكان ينكر على من يردّ على المعينين ؟! هذا كلام فارغ ,لكن العالم أحيانا يردّ بصيغة العموم إذا كان يرى ذلك نافعا ,فإذا رأى أنه يتعين عليه أن يبين هذا المعيّن ويفضح حاله ويبين انحرافه ,فيحذِّر منه بالنّص وبالعين ؛كتابة وخطابة إلى آخره .

فهذا التقسيم غلط ؛يعني ادّعاء أن السلف لا يردون إطلاقا على المعينين أبدا طول حياتهم لا يذكرون شخصا معينا ,هذا لا يوجد ,هذا كذب على السلف بهذا الاعتبار ,نعم هذا الشخص المعين أحيانا يعمم أحيانا يعين على حسب الحاجة وعلى حسب المصلحة .

السؤال : يقول السائل : هل يجوز الحَلِف بالمصحف ؟

الجواب : ( من كان حالفاً فليحلف بالله ,أو ليصمت ) كما قال صلى الله عليه وسلم ,من أراد أن يحلف فليحلف بالله عز وجل ؛النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلف بالطواغيت وبالآباء وبغيرهما ,وقال : ( من حلف بغير الله فقد كفر وأشرك ).

والقرآن كلام الله ,إذا حلف به الإنسان ؛لا نقول : أشرك ,ولكنه خالف هدي محمد صلى الله عليه وسلم ,الذي كان يقول في حلفه : ( لا والذي نفسي بيده ) ,ما كان يحلف إلاّ بالله عليه الصلاة والسلام ,لم يحلف بالقرآن .

فالقرآن كلام الله سبحانه وتعالى ,وإذا حلف به مسلم لا نقول : أشرك ,ولكن ينبغي أن نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) فمن أحبّ رسول الله عليه الصلاة والسلام وأحبّ هذا القرآن فعليه أن يتأسى برسول الله عليه الصلاة والسلام .

المصحف متضمن للقرآن ؛القرآن مصحف من ورق وحبر وما شاكل ذلك ,وهو متضمن لكلام الله ؛كلام الله فيه ,الكتابة غير المكتوب ,القرآن يُحفظ في الصدور بارك الله فيكم والصدر غير القرآن الذي في الصدر ,الحافظ غير المحفوظ والكتابة غير المكتوب .

لكن هو يحلف به لأنّه تضمن كلام الله ؛يحلف بالمصحف لأنه تضمن كلام الله ؛هذا فهمه ,لأنّ فيه القرآن .

السؤال : يقول السائل : على ذكركم لعرق النبي صلى الله عليه وسلم هل بقي شيء ثابت من آثاره صلى الله عليه وسلم كشعره وإن وُجد شيء منها كيف سبيل التبرك به ؟

الجواب : لا يوجد شيء الآن من آثاره عليه الصلاة والسلام ,والذي يدّعي بقاء شيء من هذا فهو كذاب مخرف !

ذهبنا إلى الهند ووجدنا أناسا يدعون أن عندهم من شعر النبي عليه الصلاة والسلام ,وهم كذابون عندهم دجل ,ورأينا أظن في باكستان أو بنغلاديش مسجدا يقال : أن فيه قدم النبي صلى الله عليه وسلم !

وفي دلهي ,هناك مسجد إمامه واحد بخاري له سمعة كبيرة ,يجيء الأوربيون نساء ورجالا شبه عراة يذهبون إلى مكان في مسجد هذا البخاري ,يقولون : إن فيه أثر النبي عليه الصلاة والسلام مبني عليه مثل القبّة ,فترى النساء متهتكات والرجال مجتمعين يتفرجون على قدم النبي عليه الصلاة والسلام ,فأنا رأيت هذا المنكر وجئت إلى هذا الإمام أناصحه قلت له : أنتم تدعون أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى هذا المكان وهذا أثره ؟ قال لي : يقول الناس كذا وكذا ,قلت له : يا أخي قرأنا التاريخ وعرفنا أن الرسول عرج به إلى السماء عليه الصلاة والسلام وذهب من مكة إلى المدينة وخرج إلى الغزوات إلى مناطق معروفة وذهب إلى تبوك ,لكن ما وجدنا في التاريخ أن الرسول جاء إلى دلهي ووقف في هذا المكان!! لفلف ولفلف ...ثم كلمت أباه لما جاء - وكان معي واحد سلفي يترجم - قال : هذه بجاحة .

ثم أخبرني هذا السلفي الذي كان معي قال : لما زار الملك سعود رحمه الله الهند وجاء إلى بنارس وهي مركز الأصنام والأوثان – هي عندهم مثل مكة بنارس هذه - فيها أصنام كثيرة وكذا ,فلما سمعوا بزيارته غطّوا هذه الأصنام - غطّوها والله - كيف ؟ هيبة التوحيد .

ثم جاء إلى هذا المسجد يصلي فيه فقالوا له : هنا قدم النبي صلى الله عليه وسلم فمشى وعرف أنه خرافة .

الموحد عنده بصيرة ,عنده إدراك ,أهل البدع عندهم بلادة غباوة أو خبث بارك الله فيكم. فالدعاوى كثيرة ؛في تركيا يدعون أن شعره موجود ,وبعضهم يدعي أن مصحف علي رضي الله عنه الذي كتبه بيده موجود إلى آخره .. هذه أكاذيب .

سنة الله في هذه الأشياء أنها تفنى وتنتهي سنّها الله سبحانه وتعالى .

السؤال : يقول السائل : والدي من جماعة التبليغ وبعض الأحيان يأمرني بأن أذهب معه فماذا أفعل ,جزاكم الله خيرا ؟

الجواب : والدك يجب عليك أن تقوم ببرّه ومصاحبته بالمعروف كما أمرك الله تبارك وتعالى ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ) ,أنت تبرّه وتطيعه في طاعة الله عزّ وجلّ ,في ما ليس بمعصية ,فإذا أمرك بمعصية أو ببدعة ( فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فلا تطعه في الخروج ,ولكن لا تقاومه وتتشدّد عليه وإنما بالرفق وتتسلّل وتذكر له أعذارا حتى تتخلص منه ,كن مثل الفتى الذي أرسلوه ليتعلم السحر فلقي راهبا فأعجبه الراهب فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به فلم يزل به حتى أخبره فقال إنما أعبد الله قال فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ على الكاهن فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام إنه لا يكاد يحضرني فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب إذا قال لك الكاهن أين كنت فقل عند أهلي وإذا قال لك أهلك أين كنت فأخبرهم أنك كنت عند الكاهن ....) الحديث .

فأنت تأتي له بأعذار - وبالتورية لا بالكذب الصريح - فالكنايات بارك الله فيك فيها مندوحة .

السؤال : يقول السائل : هل لطالب العلم أن يتكلم : هذا مبتدع وهذا ضالّ أم يترك هذا للعلماء ؟ وهل إذا سكت عن فلان أو غيره وقال : أنا أطلب العلم حتى أتعلم وبعد ذلك أتكلم ,أجرح وأعدّل عندما أكون عالماً ؟

الجواب : الاعتدال والوسط في كلّ شيء ؛إذا دعت الحاجة للتحذير من رافضي ,من صوفي قبوري ,من حزبي هالك ,من الأشياء هذه ورأى أنّ من النصيحة للمسلمين أن يبين لهم حال هذا الإنسان فيبينه حسب ما يعرفه ,فإنّ بعض الأشياء واضحة ؛الضلال فيها واضح ,فيعرفها طالب العلم ويعرفها العالم فإذا استنصح له فلينصحه.

وإذا رأى إنسانا مخدوعا فليبين له ,وهذا ليس من الغيبة المذمومة بل من الأمور المشروعة ,فإذا خاف عليه من رافضي يضلّه أو صوفي قبوري أوحزبي أو ما شاكل ذلك من أهل الأهواء فإنه عليه أن ينصح له بالحكمة ويقول له : هذا عنده كذا وكذا بارك الله فيكم .

هناك أمور خفية لا يتكلم فيها إلا أهل العلم بالأدلّة ,فالعالم نفسه لا يتكلم إلا بالحقّ وبالبرهان وبالعدل ولا يقول على الله بغير علم ,وطالب العلم كذلك ؛أمور لا يعرفها لا يتكلم فيها ,أما أمور يعرفها وهي واضحة جلية وفيها مصلحة للمسلمين فيتكلم فيها بالحجة والبرهان حسب طاقته ومعرفته .

وأما تكميم الأفواه ,لا تقول فلان ضال ولا شيء وإنما سكوت فقط ! فهذا ما يريده أهل الضلال ! يريدون أن لا تتكلم في أهل البدع أبدا ! أسكت فقط والناس كلهم مسلمون والروافض إخواننا والقبوريون إخواننا وما شاكل ذلك ؛هذه الأشياء غلط ويتكلم طالب العلم والعالم بالحجة والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسفه والطيش ,بعضهم يتسفه ويطيش ويضر أكثر مما ينفع فهذا السفه والطيش يُترك بارك الله فيكم .



السؤال : يقول السائل : من المعلوم أنّ الوحي انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم فما حكم القول :" حدثني قلبي عن ربّي " ؟

الجواب : هذا أسلوب صوفيّ ؛الصوفية عندهم - لا نقول عند الجميع - لكن عند كثير من رؤوسهم زندقة وإلحاد ,ويرون أن الولي أفضل من النبيّ ,ويقولون إنّ الأنبياء يأتيهم الوحي بواسطة ونحن نأخذ الوحي مباشرة من الله عزّ وجلّ ,ولعل الذي قال هذه العبارة يقصد هذا ؛يقصد أنّه يأخذ من الله مباشرة "حدثني قلبي عن ربي " ؛يعني محمد وكثير من الأنبياء أومعظم الأنبياء يأتيهم الوحي بواسطة أما هو فلا واسطة بينه وبين الله عزّ وجلّ ,وهذه زندقة والعياذ بالله ,قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فعمر بن الخطاب ) ,وكان عمر مُحَدَّثاً ,وكان يرى الرأي ,فيأتي الوحي بموافقته ,ولكنه لا يقول : " حدثني قلبي عن ربي " ,وقد يُخطئ ؛ليس بمعصوم فيعارضه الصحابة ويناقشونه في خطئه فيرجع ؛كان وقّافًا عند كتاب الله ؛كان يجتهد في بعض الأمور مع أنّه مُحَدَّث كبشر يقع في الخطأ رضي الله عنه ؛خطأ المجتهدين وهو لا يريد إلاّ الحقّ ,وهذه تحصل ولكنها قليلة في تاريخه النّاصع وفي فقهه العظيم .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين ) ؛عمر عالم عظيم ,وأبو بكر أعلم منه كان مُحدَّثا رضي الله عنه ؛قال مرة : ( لوحجبت نساءك يا رسول الله ) ,فأنزل الله آية الحجاب ,ولما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله ابن أبي لما مات ,قال : يا رسول الله كيف تصلي عليه وهو منافق والله نهاك عن الصلاة عليهم ,فقال الرسول الكريم الرؤوف الرحيم : إنّ الله خيرني فقال (( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم )) وسأزيد على السبعين وصلى عليهم ,فأنزل الله عزّ وجلّ :

(( ولا تصلِّ على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقم على قبره )) جاءت الموافقة لعمر رضي الله عنه ,وله مواقف يتجاوب معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ,وينزل الوحي أحيانا بما يؤيِّد مواقفه رضي الله عنه كما في أسرى بدر ؛ففي الحديث الذي في مسلم من طريق أبي زميل عن ابن عباس رضي الله عنه قال :( فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ فقال أبو بكر : يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا بن الخطاب ؟ قلت: لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ,ولكني أرى أن تمكنّا فنضرب أعناقهم ؛فتمكن عليًّا من عقيل فيضرب عنقه ,وتمكني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه ؛فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت ,فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ,فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء ؛لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة ...وأنزل الله عز وجل ( وما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) إلى قوله ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا الأنفال فأحل الله الغنيمة لهم ) ثم أباح الله لهم الغنيمة .

الشاهد أنّ عمر كان يرى قتل هؤلاء الأسرى ولا يرى أخذ الفداء ,وجاء القرآن بموافقته ,وجاءت السنّة بموافقته رضي الله عنه ,ومع ذلك ما كان يقول :( حدثني قلبي عن ربي ) كان يستشير ويجمع أهل بدر في القضيّة ,ما يقول : أنا مُحَدَّث مُلهَم ؛خلاص يكفيني (حدثني قلبي عن ربي ) يستشيرهم ويأخذ بآرائهم ,وكان من جلسائه وأهل الشورى عنده عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ,أما هؤلاء فيرون أنفسهم أفضل من الأنبياء وأنّ الوحي يأتيهم مباشرة بدون واسطة جبريل أو غيره فهم أفضل من الأنبياء كما قال قائلهم:

مقام النبوّة في برزخٍ فُوَ يْق الرسول ودون الوليّ

يعني عندهم النبي أفضل من الرسول ؛يعاكسون الإسلام تماماً !! الرسل أفضل من الأنبياء ,وهم يجعلون الأنبياء أفضل من الرسل والأولياء أفضل من الرسل ومن الأنبياء باسم الأولياء الصالحين ! وهم في الحقيقة أولياء الشيطان وليسوا بأولياء الله ,إنّما هم أعداؤه ,وفيهم زندقة والعياذ بالله ,وقد يُقلّدهم بعض الجهلة الأغبياء ,وقد يثق فيهم بعض الأغبياء يقولون : إنهم من أولياء الله ,وهذا من كراماتهم !!

نحن نقول : انقطع الوحي ليس هناك وحي بعد محمد عليه الصلاة والسلام ,ولهذا قال عمر المُحدّث المُلهَم : ( إنّ أناساً كانوا يُؤخذون في عهد رسول الله بالوحي وإنّ الوحي قد انقطع ,فمن أظهر لنا خيراً أحببناه وقربناه ,ومن أظهر شرّاً أبعدناه وأبغضناه ) .

ولو قال : إنّ نيته حسنة ؛نيته بينه وبين الله عزّ وجلّ ,ونحن ليس لنا إلا الظاهر لأنّ الوحي قد انقطع ,ما قال إنّي مُحدَّث وإنّي مُلهَم أما تعلمون أنّ رسول الله قال أنّ عمر محدَّث وملهَم ؟!

ويأخذ الناس بما تحدِّثه به نفسه ؛فهو يعرض ما يخطر بباله على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام فإن وافقهما أخذ به وإن لم يوافقهما تركه ,وقد يعرض هذا على الصحابة فيُخالفونه رضي الله عنهم . هذا واقع المحَدَّث الملهَم الخليفة الراشد عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه .

السؤال : أحسن الله إليكم : ما حكم عوامّ الروافض وكيف نتعامل معهم ؟

الجواب : أظن أن السائل يفرِّق بين العوام وبين غير العوام ,وهذه خطوة جيدة .

العوام الذين لا يطعنون في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكفِّرون الصحابة ولا يعتقدون في القرآن أنّه محرّف وعندهم شيء من الرفض ,شيء من البغض للصحابة دون تكفيرهم وما شاكل ذلك فهؤلاء ضلاّل مبتدعون لا نكفِّرهم.

ومن كان يشارك ملاحدتهم في تكفير أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ,وفي الطعن في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وفي العقيدة الخبيثة أنّ القرآن محرَّف وزيد فيه ونَقُص فهذا كافر مثل كفّار اليهود وكفّار النصارى وكفّار غيرهم لا فرق بين عوامّهم وعلمائهم .

والتعامل معهم ؛إن كان في أمور الدنيا مثل التجارة وما شاكل ذلك فيجوز التعامل مع اليهودي والنصراني والرافضي ,أما التعاون في أمور الدين فلا ,أبداً ؛لأنّه تعاون على الإثم والعدوان .

السؤال : هل كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني ثابت عنه أم لا ؟

الجواب : بعضهم قال : أنه لم يثبت عنه ! لكن الأمّة تلقت هذا الكتاب بالقبول لما تضمنه من الحجج والبراهين التي تدحض أباطيل أهل القول بخلق القرآن ؛أباطيل المعتزلة ومن جرى مجراهم من الجهمية الذين يقولون : ( القرآن مخلوق ) ؛فيها حجج دامغة ,فيها نصرة لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام والذبّ عن دينه فجزى الله المؤلف خيرا .

ولعل المؤلف من كبار علماء السنة ,ولا شك أنه عالم بارع ولا نستبعد أنه من تلاميذ الشافعي ولا نستبعد أنه هذا الكناني ( عبد العزيز ) .

لكن سواء أثبتناه لهذا الإمام أولم نثبته ؛فإنّ كاتبه عالم ضليع ومتعمّق في اللغة ومتعمّق في معرفة أسرار القرآن وطرق الاحتجاج به فهذا مما يُنصَر به ,فمن يطعن في هذا الكتاب أخشى أن فيه نزعة بدعية يريد أن يوهن حجج أهل السنة والجماعة .

فنحن نقول : هذا ألفه عالم قد يكون ما استطاع أن يظهر اسمه لأنّ السلطة كانت بأيدي الجهمية فخاف أن يُنال بالأذى ,بالقتل وغيره كما أوذي أهل السنة وامتحنوا بالقول بخلق القرآن فخشي على نفسه فألف هذا الكتاب .

فإما أن يكون هو الكناني وإما أن يكون غيره ,ولا شك أنه من علماء السنة ومن أئمتها النوابغ ,رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا .

السؤال : يقول السائل : إذا نُصِح بعض الإخوة بعدم مماشاة أهل البدع ومجالستهم أجاب بقوله : أنا مؤصل ,ما قولكم حفظكم الله ؟

الجواب : نقول له : لو كنت مؤصلا ما مشيت معهم ,لو كنت مؤصلا وعرفت منهج السلف وعرفت المخاطر التي تتعرض لها وعرفت الضحايا من أمثالك الذين كانوا مغرورين مثلك والله لو كنت كذلك ما مشيت مع أهل البدع .

ويمشي الكثير مع أهل البدع بحجة أنه ينفعهم ! يا أخي لم يستفيدوا من العلماء فكيف يستفيدوا منك ؟!!

يرفضون قول ابن باز وأقوال الألباني وابن عثيمين رحمهم الله وغيرهم من أئمة الإسلام ويقبلون منك ؟!!

هذا هوس ,ثم إن تسعة وتسعين بالمائة أنك ستصبح من أذنابهم .



السؤال : ما الفرق بين القدرية والجبرية ؟

الجواب : هما متناقضان ؛الجبري يرى أنّ العباد لا اختيار لهم ولا إرادة وأنّ الفاعل لكلّ شيء هو الله ,وأنّ العبد مسلوب الإرادة والقدرة ,بينما القدري يجعل من العبد ندّاً لله ؛يعني يفعل ما يريد دون إرادة الله عزّ وجلّ ودون مشيئته والعياذ بالله ,ولهذا سمّوا مجوس هذه الأمّة !!

والجبري قد يكون أسوأ منه أحياناً لأنّه يهدم أوامر الدين ,وعقائده ,ويُخلي نفسه من المسؤولية أمام الله من كلّ جريمة يرتكبها ؛فلو زنا أو سرق أو قتل يقول: أنا معذور ,أنا مجبور ؛هذا دين هدّام أيضا !!

فهما متناقضان ؛هؤلاء عندهم تشدد وتنطّع و أولائك فيهم إهمال وضياع .

السؤال : ماذا نعني بأفعال العباد مخلوقة ؟

الجواب : يعني طاعاتنا ومعاصينا كلها مخلوقة لله ,خيرها وشرّها ,الله خالق كل شيء ,فكل أفعال العباد مخلوقة ,خيرها وشرّها ,طاعتها ,ومعاصيها كلها مخلوقة لله عزّ وجلّ ,والعبد فاعل بإرادته ومشيئته وهذه الإرادة والمشيئة والعقل الذي أنعم به الله هي مناط المسؤولية والتكليف فبها يُثاب وبها يُعاقب .

السؤال : يقول السائل : ما الفرق بين الحدادية والسلفية ؟ وكيف نفرق بينهما ؟

الجواب : الفرق بينهما أن الحداديين قادهم رجل صاحب هوى ,صاحب حسد وبغض واحتقار للعلماء ,حياته - وهو في مصر قبل أن يأتي إلى هذه البلاد- معروف بالطعن في العلماء والإساءة إليهم .

ولما جاء إلى الرياض وأقام هناك سبع سنوات لم يقابل ابن باز ولا الفوزان ولا التويجري ولا أحدا من علماء السنة أبدا ,ولم يأخذ منهم شيئا لشدّة حقده وكِبره واستعلائه ثم جاء إلى المدينة لقصد معين ,وهو إثارة الفتنة ,فجاء متمسكنا ,متلطفا ,متخفيا حتى أخذ التزكية من أهل المدينة ثم شرع يجمِّع الأوغاد والهمج حوله ,فما شعر أهل المدينة إلا بالثورة عليهم وعلى علماء المملكة ,علماء السنة في كل مكان ليس في المملكة فقط ؛في العالم كله حتى جميل الرحمان لاحقوه بالطعن بعد موته بعد استشهاده رحمه الله ,نرجو الله أن يكون شهيدا .

فهم ثورة على أهل السنة وعلى منهجهم وناصحناهم ,والله لقد ناصحتهم ولاطفتهم وناقشتهم بأدب عساهم أن يرجعوا - لا نريد فتنة والله - فأبوا إلا الثورة والفتن وشرعوا يكسِّرون بالكلام الخبيث أهل السنة ؛هذا كذاب ,هذا فاجر ,هذا كذا وجعلوا من الطعن في ابن حجر والشوكاني سلّمًا لإسقاطهم وشغلوا السلفيين شغلة لا نظير لها !!

ذهب أحد السلفيين يناقشهم ,يناقش بعض رسائل الحداد فهبّ هذا الرجل بالأشرطة والكتب يخرّب كتب أهل السنة ويذمّهم ويحاربهم ويطعن فيهم .

فردّ عليه شاب لما تكلم في الشيخ محمد أمان ,الشيخ صالح السحيمي ,محمد ابن ربيع ,ربيع ابن هادي ,وربيع بن هادي أسندوا إليه أنه هو الذي ألف هذا الكتاب ويقسم بالله هذا الحداد الكذاب أن الذي ألف الكتاب هو ربيع ! فمن سيماهم الكذب والفجور وبغض العلماء ومحاولة إسقاطهم والكِبر والاستخفاف حتى قال بعضهم : على فلان وفلان من كبار أهل العلم أن يذهب إلى زوجة الحداد فيجثوا بين يديها ليأخذوا منها العلم وصاروا يحتقرون العلماء ويجهلونهم !!

فمن فيه هذه الصفات فهو الحدادي ؛الذي يثور على العلماء ويطعن فيهم ويريد إسقاطهم على الطريقة التي ذكرتها فهو حدادي .

كانوا يكذبون ويطعنون ويطعنون فبيّنا كذب شيخهم وأخطاءه وضلالاته فزادوا فيه غلوّاً ,فكل من يشبه هؤلاء ؛يغلوا في الأشخاص ويرد الحجج والبراهين ويطعن في أهل السنة فهذا حدادي وأسوأ من الحدادية .

والآن فيه جماعة في الإنترنت على هذا المنوال ؛في الإنترنت جماعة يصفون أهل السنة أنهم حدادية وصفات الحدادية متوفرة فيهم ؛الغلوّ ,الكذب ,رد الحقّ ،نفس الطريقة الحدادية ,فافهموا هذا واضبطوا صفات الحدادية فمن وجدت فيه فهو من الحدادية أو شبيه بهم أو أسوأ منهم .

والمؤمن يجب أن يحترم دينه ويحترم عقله ويحترم هذا المنهج ويحترم هذا الانتماء إلى السلفية ,لا يضع عقله في أيدي السفهاء يعبثون به وبدينه وبعقيدته ,لا يسلم دينه من أجل أحد كائنا من كان ,والله لا يسلم دينه حتى لأكبر كبير بعد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ,لا يسلم دينه لأحد ؛لأنّ الطاعة المطلقة لله والولاء المطلق لله ولرسوله ولأصحابه الكرام لأنّ الحقّ يدور حيثما دار الرسول عليه الصلاة والسلام ,والصحابة يدور الحق معهم حيثما داروا وأما غيرهم فليسوا كذلك يصيبون ويخطئون .

والغلو في دين الله من أخبث الصفات والغلو في الأشخاص من أخبث الصفات ,الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) إذا كان لا يسمح عليه الصلاة والسلام أن يطرى فيه فكيف الآن يعني يُطْرَى في الأقزام والعياذ بالله وينفخون في الشخص الهزيل فيجعلون منه عماليق وجبال و .. و إلى آخره؟!! هذا من الكذب على الله ومن الغلوّ في الأشخاص ومن الغلو في الدين فنعوذ بالله من هذه الصفات .

هكذا الحدادية غلوا في الحداد ورفعوه وهو رجل جاهل متخبط ظالم .

وصدِّقوا يا إخوة ! يقول : إنّي من عشرين سنة أحذِّر من الإخوان المسلمين وأحذِّر من سيّد قطب وإلى آخره !لم نسمع له بكتاب ولم نسمع له شريطا في محاربة هؤلاء ,ولكن بمجرد أن لمسه السلفيون هبّ كالأسد الهصور يؤلف وينشر الأشرطة ,وألف في الألباني كتابا من أربعمائة صفحة مليئة بالأكاذيب والفجور وسماه :الخميس ؛المقدمة ,المأخرة ,الميمنة ,الميسرة ,القلب !!

طيب ,هذا الجيش لماذا لم تزحف به على الروافض ولماذا لم تزحف بهذا الخميس على الإخوان المسلمين ؟! وتقول : أنك تحذّر منهم من عشرين سنة ! لماذا لم تزحف بهذا الجيش العرمرم على هؤلاء ؟! ,تزحف به الألباني وهو إمام السنة ؟!!!

الآن هناك زحف شديد ,الألباني غير موجود ,الزحف الآن على غيره فهذه علامات الحدادية .

الآن توجد فئة - هؤلاء الذين في الإنترنت - الآن عندهم زحف ,عندهم خميس الحداد ,يزحفون بالكتب وبالأشرطة وبالكلام ويسمون أهل السنة بالحدادية ,رمتني بدائها وانسلّت !!

فنحن ننصح هؤلاء بأن يتوبوا إلى الله وأن يستسلموا لله وأن ينقادوا لله وأن يحترموا هذا المنهج وأن يحترموا عقولهم وأنفسهم وإلاّ فسنواجه بلاء جديدا أخبث من بلاء الحدادية .

ومن صفاتهم أيضا عدم الترحم ؛كان إذا ترحمت على مثل ابن حجر والشوكاني والنووي قالوا : مبتدع ,إذا قلت الحافظ ,قالوا : مبتدع ,إذا قلت : عندهم أشعرية قالوا :لابدّ أن تقول : مبتدع ,إذا لم تقل مبتدع فأنت مبتدع !!

قلنا لهم : إذا قلنا أشعري معناه أنه عنده بدعة ؛الإنسان يريد أن يتأدب في لفظه ليس لازما أن تقول عنه مبتدع .

أنا أقرأ لكم تراجم من البخاري ؛يمرّ على جابر الجعفي ويمر على غيره لا يقول مبتدع وهو يعرف أنه رافضي ولا يقول أنه مبتدع ,لأن هذا ليس لازما ,بيّن ضلاله نصحا للناس لكن ليس لازما أن تقول مبتدع أو غير مبتدع فأبوا .

يتصل علي أناس من الخارج من أبها يقول لي :ما رأيك في ابن حجر ,أقول له : عنده أشعرية ,يقول لي :أبدا ,أنت ضالّ لابدّ أن تقول مبتدع !!

هذا وعندهم أشياء أخرى لا أستحضرها والذي سيضاهيهم سنبين ما هي خصائص الحدادية ومن هم الحدادية وما هي أصولهم وما هي أهدافهم,سنبين هذا ,بارك الله فيكم .

تنبيه مهم : كان تاريخ هذا السؤال في : 13/2/1423 هـ

السؤال : يقول السائل : فضيلة الشيخ انتشرت في هذه الأيام أوراق احتوت على صورة ميت استخرج بعد دفنه بثلاث ساعات وقد ظهرت عليه آثار العذاب في عينيه وفمه ,وسائر جسده ,فما حكم الشرع في ذلك ؟ وهل صحيح أنّ آثار عذاب القبر تظهر للناس إذا أُخرج الميت من قبره ؟ وهل ورد في هذا حديث ؟

الجواب : رجل كان نصرانيا فأسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فدفنوه فلفظته الأرض ولم يروا آثار التشويه فيه ولا آثار العذاب ,ثم دفنوه مرة أخرى فلفظته الأرض فتركوه ,وما حكوا وأشاعوا أنّهم رأوا العذاب فيه .

ثم هذه الصورة أين حصلت من صاحبها ؟ نبشوه أو خرج من القبر أوكيف ؟ إن نبشوه فلا يجوز لهم نبش الأموات .

السائل : يقولون أنّ هذا من اكتشاف عالم كافر .

الشيخ : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ! هل يُصدَّق العالم الكافر ؟ حتى المسلم الفاسق هل يصدَّق هل يصدَّق فيما يُخبر ؟ (( إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا )) ,أين أصول الإسلام ونصوصه ؟! جهل مطبق عند الناس .

مثل هذه الحيل يعملها النصارى ,واكتشفوها في روسيا لم يكتشفوها في أوروبا وأمريكا ,يمكن اكتشافها في بلاد المسلمين ,ولم يكتشفوها في بلادهم لأنهم يزعمون أن بلادهم كلهم في الجنة ؛يضحكون على الناس !!

والنصارى عندهم من المكر والكيد ما يفوقون فيه اليهود ؛فيهم ملاحدة وزنادقة عتاة يكيدون للإسلام أكثر من اليهود ,ومن مكائدهم أنهم هم الذين جاؤوا باليهود إلى فلسطين !!

فيهم أناس عوام وكذا على الفطرة وفيهم رحمة ,ولكن والله فيهم عتاة زنادقة اكتشفهم المسلمون من فجر الإسلام وهم أخبث من اليهود ,والآن يكيدون للإسلام .

الآن ,هذا الذي اسمه زويمر نشر المبشرين في العالم الإسلامي وكذا ومرّ عليهم وقت طويل وقالوا : لم ننجح ,ما نجحنا ولا أحد دخل في النصرانية ,قال : لا ,أنتم نجحتم ,نحن ليس قصدنا إخراج المسلمين من دينهم وإدخالهم في النصرانية فإن هذا تشريف لهم ولكن قصدنا إخراجهم من الإسلام ثم ليأخذوا أيّ دين !!

الآن هكذا يفعلون ,نفس نظرية زويمر ينفذونها ؛الدعوة إلى حوار الأديان ووحدة الأديان إلى آخره يريدون أن يخرج المسلمون من الإسلام ويذهبون إلى أيّ دين ! وليسوا حريصين على دخولهم في النصرانية لأن النصرانية تكريم لهم وهم ما يريدون إكرامهم !

أين الآن الواعون للإسلام ولمكايد هؤلاء ؛الصحف تطبل والكُتَّاب يطبلون والإخوان المسلمون يطبلون لهذه الدعايات مع الأسف الشديد !!

السؤال : شيخنا : لم أفهم قولك أن النصارى أمكر وأخبث من اليهود فأشكل علي قوله تعالى : ..

الجواب : بعض النصارى وليس كل النصارى ,بعض النصارى هم ملاحدة لابسين نصرانية والآية التي ترمي إليها إنما هي في قوم أسلموا والسياق يدلّ على هذا ( لتجدن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) ثم بعد ذلك قال : ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) والذين يقولون آمنا وشهدنا وكذا فؤلئك قوم أسلموا .

وفي الجملة اليهود أخبث من النصارى وأكثر حقدا من النصارى وأكثر عداوة في الجملة ولكن يوجد في النصارى من الملاحدة كما قلت لكم ؛يعني ملاحدة وضاعوا من النصرانية أخبث من اليهود وأمكر ؛الحروب الصليبية على المسلمين والمكايد والتآمر مع التتار وغيرها ,يعني زلزلوا المسلمين أكثر من اليهود ,وطردوا المسلمين من الأندلس واستعمروا بلاد المسلمين والخطط التي لا يفعلها اليهود في الإضرار بالمسلمين .

السؤال : هل يُعذر بالجهل من وقع في ناقض من نواقض الإسلام ؟

الجواب : إذا كان في بلاد المسلمين والإسلام ظاهر فهذا لا يُعذر ,أما إنسان ما بلغته الدعوة فهذا يُعذر بالجهل إلى أن تقام عليه الحجة ويُبيَّن له لأنّ الله عزّ وجلّ قال :

( لأنذركم به ومن بلغ ) ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .

فكثير من أئمة السلف ومن أجلّهم وأعظمهم ابن تيمية رحمه الله يرى العذر بالجهل حتى في الشركيات والكفريات إذا كان يجهل ؛وقع في الشرك أو وقع في الكفر وهو يجهل أنّ هذا شرك أو كفر ولم يبلغه من العلم ونصوص الشريعة ما يبين له أنّ هذا شرك أو كفر فهذا يُعذَر .

يعني يترك الصلاة مثلا : هذا عند جمهور الصحابة وجمهور أهل الحديث كافر وهذا ناقض من نواقض الإسلام ,لكن ما بلغته الدعوة بوجوب الصلاة أو بوجوب الصيام أو غيرهما ؛أسلم ولم يبلِّغه أحد أحبّ الإسلام ودخل فيه لكن لم يبلغه أنّ هذا ركن من أركان الإسلام وأنّه من الواجبات فهذا يُعذَر ويُبيَّن له الحقّ -بارك الله فيك - فإن أصرّ على إنكار الصلاة وأنّها ليست من الإسلام فهو كافر مرتدّ .

السؤال : ما هي البدع التي يعدُّ بها الرجل خارجا عن دائرة أهل السنّة والجماعة ؟

الجواب : مثل بدعة القدر وبدعة الإرجاء وبدعة الرفض وبدعة الخروج والبدع الصوفية مثل الموالد الشركية وغيرها وشدّ الرحال إلى القبور والأشياء هذه بارك الله فيكم ؛من هذا النوع .

تولّي أهل البدع يُصيِّر الإنسان منهم ومناصرتهم والذبّ عنهم ؛فإنّ أحمد ابن حنبل رحمه الله قيل له : إنّ بعض الناس يجلس إلى أهل البدع فقال : انصحه ,قال : نصحته فأبى ,قال : ألحقه بهم.

فالذي يجالس أهل البدع ويُعاشرهم يُستدلّ عليه أنّه مريض وأنّه يُوافق هؤلاء وهذا فيه أدلّة ؛( الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) ,فهذا يأتلف مع أهل البدع دليل أن هناك توافق وتشابه بين الأمرين والشخصين أو الجماعتين .

وعلى كلّ حال ما ذكرناه هو الذي يُخرج عن دائرة أهل السنّة والجماعة .

السؤال : أهل الفترة مشركون كفار ,لكن هناك طائفة من أهل العلم يقولون : ( أنّ أهل الفترة لا يُعذًّبون حتى تُقام عليهم الحجّة الرسالية ) فيُشكل على هذا القول الحديث :( إنّ أبي وأباك في النار ) ومن المعلوم أنّ والد الرسول عليه الصلاة والسلام قبل البعثة ؟

الجواب : قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بقي شيء من دعوة إبراهيم عليه السلام فمن ظهر له أنّ ما عليه العرب شرك مثل ورقة ابن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل وغيرهم ثم بقي مع قومه فهذا من أهل النار .

وإذا تحايد هذا الشرك وتركه مثل ورقة وأصحابه فهؤلاء إن شاء الله من أهل النجاة وهناك ناس لم يتبين لهم الحقّ يرون أنّ ما عليه آباؤهم حقّ ولم يأت من يبين لهم ,فهؤلاء يُمتَحنون يوم القيامة كما ورد ذلك في أحاديث :أهل الفترة والشيخ الهرم ؛الخرف والمعتوه والأصمّ يقول : هذا يقول جاء الرسول ولم أسمع ,وهذا يقول جاء وأنا خرف يرجمني الصبيان في الأزقّة ,وهذا يقول ما جاءني من نذير فيمتحنهم الله عزّ وجلّ ويرسل إليهم ملكاً يختبرهم يقول لهم : ادخلوا النار ,فمن دخلها تحولت له جنّة ومن تقاعس هذا عصى ولوكان في الدنيا وجاءه الرسول لكذبه فقامت عليه الحجّة فدخل النار .

الحجّة لا تقوم إلاّ على إنسان سمع الحجّة وفهمها ؛فلما تأتي تقرأ على واحد هندي مثلا أعجمي لا يعرف العربية وتقرأ عليه القرآن قامت عليه الحجة ؟! واحد إنجليزي واحد أمريكي وهل هكذا كانت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام ؟!!!

كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبين ,لما كان يكتب إلى قيصر وكسرى كان لهم مترجمون ؛يترجمون لهم حتى يفهموا ؛إذا فهموا قامت عليهم الحجة ,إن كانوا يريدون القتال نقاتلهم ,وإذا ما استطعنا الله يتولاهم وقامت عليهم الحجة .

فالشاهد أنّه لا بدّ من الفهم فأنت لا تقيم الحجة إلا إذا فهم وصار خصمك .

السؤال : من يقول الله له معية حقيقية تليق بجلاله مثل النزول ونحوه من غير حلول ولا تمثيل ؟

الجواب : انظروا يا إخوة ,أريحوا أنفسكم من هذا الكلام ,فسر السلف المعية ( وهو معكم أينما كنتم ) بالاطلاع والمشاهدة ( والله على كل شيء شهيد ) ( ألم تر أنّ الله يعلم ما في السماوات والأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ) فهذه معية علم واطلاع ومشاهدة ,يراهم ويسمع أقوالهم ويعلم أحوالهم سبحانه وتعالى وهو فوق عرشه فهذه معية علم واطلاع ,هذا يكفينا بارك الله فيكم لأننا إذا تجاوزنا هذا الحد دخلنا في مشاكل .

والمعية غير النزول ؛النزول إلى السماء الدنيا كما يريد والراجح أنّه ما يخلو منه العرش لأن نزوله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين .

السؤال : إذا سمعنا رجلا يروج لفكر فاسد في مجلس فهل نترك مجادلته أم نظهر الحق والصواب ,جزاك الله خيرا ؟

الجواب : إذا دعا إلى الباطل أمامك ردّ عليه بارك الله فيك وحذِّر منه .

لكن إذا جاء يناظرك يقول لك: أناظرك وأجادلك فقل له : لا ,خاصة إذا لم يكن لديك علم ولا استعداد .

السؤال : ما قولكم في رجل يقول لمخلوق : ( توكلت على الله ثم عليك ) و ( أعتمد على الله ثم عليك) .

الجواب : لا يجوز هذا ؛التوكل يكون على الله (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) لا يكون التوكل إلاّ على الله سبحانه وتعالى ,وقول ( اعتمدت على الله ثم عليك ) الاعتماد هو التوكل ,يعني يضيق عليه الكلام وما يجد في اللغة العربية إلاّ هذا الكلام الفارغ !!!

هل كان الصحابة يقولون : توكلت على الله ثم عليك ؟! هذا من دسّ الشيطان .

السؤال : الشاب في قريته قد يحتاج أحيانا إلى مناظرة أهل البدع فهل يجوز له ذلك ؟

الجواب : الشاب وهو ليس بعالم يناظر أهل البدع يغلبوه فيضرّ بالإسلام والمسلمين ! ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره : أنه لا يحقّ للجاهل أن يجادل أهل البدع لأنّه يضرّ بالإسلام ,يأتي واحد يقول أنا سلفي ويجادل واحد مبتدع وليس عنده علم وهذا عنده شبه وعنده أدلة يشبه بها على الناس ,يتبع المتشابه ,فيغلبه فيكون قد هزم السنّة والحقّ ؛فلا يتسبب في إضعاف الإسلام .

وليس معنى ترك المناظرة أنك تترك الدعوة وتترك البيان ,والكتابة ,والخطابة ,لا , المناظرة هذه لها أسلوبها الخاصّ ,بارك الله فيكم .

السؤال : هل يعامل المبتدع معاملة الفاسق في الولاء والبراء أي يُوالى على ما فيه من إيمان ,ويُعادى على ما فيه من بدع ؟

الجواب : الذي قرّره أهل السنة وحكوا عليه الإجماع أن المبتدع أشدّ من الفاسق ؛الفاسق له صفة فاسقة ؛الفاسق غالبا يحترم أهل العلم وأهل الفضل وأهل الاستقامة ويتمنى أن يلحق بهم ,لكن المبتدع يُخاصمهم ويؤذيهم ويعاديهم ويحتقرهم وينتقصهم ؛هو شرّ لا شك ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وشرّ الأمور محدثاتها ) وقال عن الخوارج : ( هم شرّ الخلق والخليقة اقتلوهم حيثما وجدتموهم ) .

وقرّر كثير من السلف ومن أئمة السنة أن أهل البدع والوضاعين ؛يعني الذين يكذبون على رسول الله عليه الصلاة والسلام أضرّ على الإسلام من الزنادقة ,كيف هذا ؟ قالوا : لأنّهم يخربون البيت من الداخل ثم يفتحون الباب للعدو ويقولون له أدخل .

أهل البدع هدموا العالم الإسلامي ,والذلّ والهوان الذي ينزل بالأمّة الآن سببه أهل البدع أبعدوا كثيرا من الناس عن منهج الله ,حتى أصبحوا في منزلة لا يستحقون نصراً من الله عزّ وجلّ ولا إكراما من آثار أهل البدع ؛روافض وخوارج ومعتزلة وصوفية قبورية ,خرافات ,فنخروا في البيت هذا ونخروه من الداخل حتى قالوا للعدو أدخل كان بعض الصوفية - كما ذكر لي - لما يقبل الجيش الفرنسي على الجزائر أو أي بلد ,يقول لهم الشيخ الصوفي : أنا رأيت الرسول ,قال : أتركوهم يدخلوا ؛هذا لا يبعد أن يكون منافقا ,يقول للعدو أدخلوا ,فشرهم خطير جدا .

الفسّاق يحترمون العلماء يا إخواني ,يحترمون أهل الدين ,يتمنى أن يلحق بركبهم ,وأن يتخلص مما هو فيه ,فقد يعجز لكن يتمنى الخلاص ,لكن هذا المجرم يكره العلماء ويحاربهم ,ينفّر الناس عن دين الله ويصدّهم عن سبيل الله ؛شرّه خطير جدّاً فالسلف قرروا هجرانهم وبغضهم ومقاطعتهم ,وهذا الذي يسأل لا أدري إن كان سلفيا أو هو مخدوع بمنهج الموازنات ,يعني يحبه على ما فيه من إسلام ,ويبغضه على ما عنده من بدع ؛هذا منهج الموازنات ويُنسب هذا الكلام إلى ابن تيمية لكن لا يقصد شيخ الإسلام هذا الذي يقصده هؤلاء !!

شيخ الإسلام رحمه الله يقصد الرد على الخوارج لأن الخوارج إذا وقع إنسان في معصية أو وقع في بدعة أخرجوه من الإسلام ؛كفروه ,وشيخ الإسلام يقول : لا يكفر ,هذا قصده وليس قصده أنك كلما ذكرت مبتدعا ضالا تذهب تعدد حسناته ,وتقول : أحبه لإيمانه وأبغضه لفسوقه ؛هذا كلام فارغ ,وإلاّ هناك إجماعات قبل ابن تيمية على بغضهم وهجرانهم وإهانتهم ومقاطعتهم ,عدد كبير من الأئمة البارزين الكبار ممن هو أكبر من ابن تيمية حكوا الإجماع على هذا .

السؤال : ما الفرق بين الحلول ووحدة الوجود ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .

الجواب : الحلول فيه مغايرة بين الحال والمحلّ ؛فيقول كالنصارى : الله حلّ في عيسى ومثل الحلاّج يقول :الله حلّ فيّ ؛يعني الله حلّ في شخص معين ,يغاير بين الخالق والمخلوق ويجعل الله حالاًّ في هذا المخلوق ,هذا كفر وزندقة ! وأكثر منه كفرا وزندقة هو الاتّحاد وهو اعتقاد أن ليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق ؛متحدّين ,مثلاً :كما يمزج الماء باللبن تستطيع أن تفرق بينهما ؟! اتّحاد ,بهذا الشكل يقولون ,فالله متّحد بالخلق لا فرق بين الخالق والمخلوق ؛الله هو الخالق والمخلوق هو الخالق ,هذا هو الاتّحاد وذاك هو الحلول كما قلت لكم وكلاهما إلحاد وزندقة .

السؤال : إذا كان الصحابة مجمعون على تكفير تارك الصلاة فكيف يحق لمن بعدهم أن يخرقوا هذا الإجماع ؟

الجواب : والله يمكن لم يبلغهم الإجماع ويمكن ما فهموا من كلام عبد الله بن شقيق أنه إجماع ولهذا ما يحكي ابن تيمية إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة وإنما يحكي أن جمهورهم يكفر تارك الصلاة .

هل عبد الله ابن شقيق ذهب إلى الصحابة صحابيا صحابيا كلهم قال لهم هذا ؟! هذه احتمالات بارك الله فيكم .

لو كان هذا الإجماع ينقل جيلا عن جيل مثل نقل الإجماع على وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج لا تجد أحدا يخالفه إن شاء الله من هؤلاء .

السؤال : بعض الناس يقول : يجوز الاجتهاد في العقيدة ويستدلون بخلاف السلف في تكفير تارك الصلاة ؟

الجواب : تكفير الصلاة حكم شرعي فيه موطن اجتهاد أما العقيدة فليس موطنا للاجتهاد بل تسمع النص وتسلم وتؤمن به .

لما يأتيك النص أو نصوص في قضية من القضايا العقدية هل تجتهد فيها ؟!! فيها :الله في السماء تقول : نجتهد فيها , لا,هو في الأرض ,الله غفور رحيم ,تقول : نجتهد فيها ,الله لا يغفر ولا يرحم ! لهذا قال ابن أبي زيد : ( إن مذهب أهل السنة أن من أدّاه اجتهاده إلى بدعة لا يُعذَر ) واحتج بالأحاديث الواردة في الخوارج وأنهم شرّ الخلق والخليقة اقتلوهم حيثما وجدتموهم إلى آخر الأحاديث التي وردت فيهم وأنهم كلاب أهل النار إلى آخره ,لم يعذرهم بجهلهم ,لم يعذرهم باجتهادهم بالباطل بل أمر بسلّ السيوف عليهم وقتلهم وذمّهم ذما شنيعا .

وأما في الأعمال ومواطن الاجتهاد فيأتي قول النبي عليه الصلاة والسلام :( من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر ) فمواطن الاجتهاد تكون في الفروع وفي المواطن التي يحصل فيها اشتباه في بعض النصوص وشيء من التعارض وفي المواطن التي لا توجد فيها نصوص .

والقاعدة عند الأصوليين : لا اجتهاد مع نص حتى في الفروع ,وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقب بارك الله فيكم .

نعم رأيت بعض العلماء يعذر من اجتهد في معرفة الحق فأخطأ مستدلا بقول الله تعالى :

( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .

السؤال : فضيلة الشيخ : ما هو ضابط العذر بالجهل ؟

الجواب : الجاهل هو الذي لم تبلغه الحجّة ,إما أن يكون حديث عهد بالإسلام وترك عملا من الأعمال من أركان الإسلام وغيره لأنه لم يتعلم إلى الآن الإسلام ,هذا مثلا لو أسلم وما اعتقد وجوب الزكاة أو الحج أو ما شاكل ذلك لأنه ما بلغه أيّ نص ولا علمه المسلمون ؛هذا يُعذر بالجهل ,بارك الله فيكم .

أو كان في بلد ناءٍ عن بلاد العلم والإسلام والعبادة والتوحيد وما شاكل ذلك ,يعيش في غابة من الغابات في أوساط إفريقيا أو في بلاد ما وراء الهند ,بلاد الجهل والضياع والضلال ,فهذا قد يُعذر بالجهل في بعض الأشياء التي لم تبلغه ,إذا قصّر فيها لا نكفِّره نعلمه ونبين له ؛نقول له : أنت لماذا لا تزك ؟ لماذا لا تحج ؟ يقول : ليس واجب علي نقول له : بلى ,يجب عليك والدليل كذا وكذا ,فهذا قبل أن تبلغه الحجة جاء جاهلا ويُعذَر بجهله .

أما الذي يعيش في ديار الإسلام وفي أوساط أهل العلم والدين والخير ,هذا لا يُعذَر لأنه في الغالب يكون مُعْرِضًا ؛لا يريد الحقّ بارك الله فيكم .

أهل الفترة والمجانين والصبيان والذين لم تبلغهم الحجّة كلهم معذورون ويمتحنون يوم القيامة ؛لا نكفرهم ولا يُدْخِلهم الله النار إلاّ بعد أن يبعث إليهم رسولا يختبرهم ,يقول لهم : أدخلوا النار ,فمن استعدّ لدخول النار هذا آمن وصدّق و نجا ,ومن أبا وردّ رسالة هذا الرسول يدخل النار ,ثم يأتي بعد ذلك أهل الفترة فيقولون : ما جاءنا من نذير ويأتي المعتوه يقول : أنا كنت أُقذَف في الشوارع ؛يقذفني الصبيان في الأزقّة ولم أكن أعقل ولم يكن عندي عقل ,كيف يكلفه ربنا سبحانه وتعالى ؟ !!

الصبي بارك الله فيكم هذا ليس عنده عقل أيضا ولم يبلغ سنّ التكليف ,هؤلاء يمتحنون يوم القيامة . الذي يموت قبل البلوغ يُمتحن ؛إن استعد لدخول النار طاعةً لهذا الرسول هذا آمن ونجا ,ومن أبا أن يدخل النار هذا كفر وكذّب ؛فيدخل النار.

الشاهد : أن أهل السنة والجماعة على أنّ الجاهل معذور حتّى تقوم عليه الحجّة ,وأهل الفترة معذورون لا يدخلون النار إلاّ بإقامة الحجّة .

والراجح عند أهل السنة أنّ الذي وقع في مكفِّر ,لا يُكفَّر حتى تقام عليه الحجّة ,وقد وقع بعض الصحابة في شرب الخمر ؛شربوه واستحلوه وهذا من المكفرات فأجمع الصحابة : عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وعثمان وغيرهم من الصحابة قالوا : ائتوا بهم ؛إن اعترفوا بتحريم الخمر أُقيم عليهم الحدّ ,وإن استباحوه واستحلّوه يُقتلون مرتدّين فتابوا وأنابوا ورجعوا فأقاموا عليهم الحدّ .

السؤال : ما الفرق بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء ؟ وهل الخلاف بينهما لفظي ؟

الجواب : الفرق بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء فيما هو معروف في مسائل الإيمان .

فأهل السنة يقولون : الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويترتب عليه أشياء كثيرة مثل : الاستثناء في الإيمان وما شاكل ذلك .

فأهل السنة يقولون :الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص والمؤمن يقول : أنا مؤمن إن شاء الله ,والمرجئة يقولون : إن العمل ليس من الإيمان ولا يجوز عندهم أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله ,إذا قال إن شاء الله فهو شاك !! وهذا من الضلال .

أهل السنة يقولون : الإيمان يزيد ,الإيمان ينقص ,وفي ذلك أحاديث وفي ذلك آيات كثيرة وهؤلاء يقولون : لا يزيد ولا ينقص ! فالفروق واضحة بين أهل السنة والمرجئة .



قام بإعداد هذه المادة وعرضها على الشيخ حفظه الله أخوكم فواز الجزائري غفر الله له ولوالديه ولمشايخه