المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [تمت الإجابة] لن تُسأل في قبرك



أبو هنيدة ياسين الطارفي
21-Dec-2011, 07:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليك ياشيخ لعويسي وحفظك الله من كل سوء ونفع الله بك.
...............

السؤال: هناك شبهة تنطلي على بعض الشباب حبذا ياشيخ تفندوها وتبين مقصدها والقول الحق في هذه المسألة , وهي :

•لن تُسأل في قبرك عن فلان أو لِما لم تبدع فلاناً { المقصود في القبر} ......وهذا بطبيعة الحال عندما يسأل الشاب المبتدء

أحد إخوانه الكبار.

والله الموفق .

عبد السلام الجزائري
10-Jan-2012, 11:40 AM
بارك الله فيك و زادك الله حرصا
نعم السؤال و السائل و نعم الجواب الله يحفظ شيخنا و يوفقه لما فيه الخيرات و يبارك فيكم

أبو هنيدة ياسين الطارفي
14-Jan-2012, 02:57 PM
وفيك بارك الله أخي الحبيب عبد السلام ...وإياك.

والله يحفظ الشيخ لعويسي.

أبو بكر يوسف لعويسي
17-Jan-2012, 11:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهسؤالكم يقول : هناك شبهة تنطلي على بعض الشباب حبذا يا شيخ تفندوها وتبين مقصدها والقول الحق في هذه المسألة , وهي قول بعضهم : لن تُسأل في قبرك عن فلان ، أو لِمَ لم تبدع فلاناً { المقصود في القبر} ......وهذا بطبيعة الحال عندما يسأل الشاب المبتدئ أحد إخوانه الكبار.الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد:جوابه : أن يقال هذه كلمة حق أريد بها باطل ، وهي جارية على ألسنة كثير من الناس ، وبالفعل هي شبهة لبسها أهل الأهواء ممن ميعوا الدين ، وسلكوا سبل الهالكين ، ويلبسون بها على الشباب ضعاف الإيمان ، والمبتدأين من طلاب العلم وكذلك السذج من عوام الناس.ويجاب عليها من عدو وجوه :1- بسؤال مماثل : فهل أنت إذا لم تسأل في قبرك عن أبيك الذي عققته وشيخك والعلماء الربانيين الذين طعنت فيهم ونلت منهم لا تسأل عن ذلك البتة ؟ أم تقول : أن ذلك إلى يوم القيامة ؟؟ 2- ويقال له أيضا : على قولك هذا يجب أن نلغي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونقول اتركوا الناس يعملون ما يشاءون ، فإنكم لا تسألون عنهم في القبر، ولا في الحساب ... فكل شاة معلقة من رجلها ، ولا أحد يسأل عن ضياعها أو ظلمها ؟؟ 3- هذه القول يبطل آيات وأحاديث كثيرة ، في هذا باب الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والنصرة ، و غير ذلك ... منها قوله تعالى :{{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر }} ، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم : << من رأى منكم منكرا فليغيره ...>> ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : << الدين النصيحة ...>> فعلى قوله ذلك : لا ننصح ، ولا نغير منكرا ولا جهادا ، ولا نتثبت في خبر المجهول ، ولا نرد خبر الفاسق ، ولا نقبل خبر الثقة ، بحجة أنها لا تعنينا ولا نسأل عنها في القبر .4- هذا القول الباطل يدفع إلى إبطال الحقوق ، فمن كانت عنده مظلمة لأخيه لا يطالبه بها ولا يسأل عن حكمها لأنه لا يسأل عن ذلك في القبر ...5- هذا القول يبطل علم الجرح والتعديل صمام هذا الدين ، فلولا افسناد لقال من شاء ما شاء في الدين ، ولولا رجال هذا العلم الذين سخرهم الله لحفظ دينه لابتدع بدعا كثيرة من شاء ما شاء في دين الله ...6- فهذا قول باطل يبطل كل ما خرج عن الأسئلة الثلاثة التي يسأل عنها المسلم في قبره وهي الرب ، والدين ، والرسول -صلى الله عليه وسلم - ويجر إلى إبطال السؤال عن حقوق الآخرين يوم القيامة ... فأين أنت من حديث المفلس فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- << أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ >>؟. قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ :<< إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ >>. 7- وأخيرا يقال لهذا القائل صاحب هذه الشبهة ، هل هذا الذي تقوله من الدين أو خارج عن الدين ؟ وما هو دليلك عليه ؟ فإن قال قلته : عن دليل وهو من دين الله قيل له : قل هاتوا برهانكم إن كنت صادقين ، ولن يجد إلى ذلك سبيلا ..إلا حديث سؤال الملكين وهو متواتر ولكن ليس فيه نفي عدم السؤال في غير القبر من منازل القيامة ، وهذا في منزل من منازل الآخرة وليس في جميعها .. وإنكار شيء من الغيب مما هو من عقيدة المسلمين من البعث والقبر والقيامة وجاءت فيه الأدلة تترا كفر والعياذ بالله .وإن قال قلته عن رأي واجتهاد وهو خارج عن الدين ، قيل له كلامك مردود عليك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :<< من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد >> متفق عليه . والعمل يكون بالقول كما يكون بالفعل .. وهذا إحداث في دين الله تسأل عنه يوم وقوفك أمام الله ...
وقد قال صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : << لَيْسَ أحَدٌ يُحَاسَبُ إِلاَّ هَلَكَ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ألَيْس اللَّهُ يَقُولُ : ( حِسَابًا يَسِيرًا ) قَالَ : ذَاكِ الْعَرْضُ . وَلَكِنْ مَنْ نوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ >> . أخرجه أحمد( 6/108) والبُخَارِي(6/208) ومسلم( 8/164) .وقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أفنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسمِهِ فِيمَ أبلاهُ ؟ )) رواه الترمذي ، وَقالَ : (( حديث حسن صحيح )) .قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : (7300 )في صحيح الجامع. ويقال له : السؤال عن الحقوق والمظالم ، ليس خاصا بالقبر ، وإنما هذه يوم القيامة يوم الفصل بين الخلائق كما في أحديث كثيرة يامر فيها النبي برد المظالم إلى أهلها قبل يوم القيامة والقبر أول منازل القيامة ومن مات فقد قامت قيامته ....فالسؤال ليس خاصا بالقبر بمعنى أنه إذا أجاب عن الأسلة الثلاثة لا يسأل بعدها عن شيء ، هذا ليس بصحيح بل يسأل عن الحقوق والمظالم للعباد فإنها لا تسقط إلا بالقصاص أو العفو من أصحابها أو يصلح الله بينهما لما مع الظالم لأخيه من سابقة أو من أعمال صالحة أو جبت العفو عنه أو الصلح بينهما .أما إذا أنكر المسائلة جملة وتفصيلا في القبر ويوم القيامة فهذا كافر بالبعث وما في القبر ، ويوم الحساب ، نسأل الله تعالى السلامة ،وأن يثبتنا حتى نلقاه وليس لأحد من المسلمين حق أو مظلمة له علينا .
والله أعلى وأعلم .