المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلب:جمع سلاح الأعلام في تعرية سبل الشيطان.



أبو هنيدة ياسين الطارفي
20-Jan-2012, 12:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جمع سلاح الأعلام في تعرية سبل الشيطان.

قال تعالى:
{ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير}
{يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنه ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون} .
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين , واللهم صلي وسلم وبارك على النبي الامين وعلى الصحابة الغر الميامين ومن اقتفاء أثارهم واهتدى بمنارهم ليوم الدين والعاقبة للمتقين ...أمين.
اما بعد:
فكل من استنار بنور القرءان عرف مدى خطورة الشيطان على الانسان وإبعاده قدر الامكان عن منهج الرحمن وبخاصة إذا كثرة الفتن أشكال وألوان ...ومن هذا المنطلق إستعانة باالعظيم المنان أحببت أن نجمع كل ما يبين مسالك اوسبل الشيطان
نصيحة وتذكير لراجي السعادة و الجنان ...وهذا تسهيل لكل قارىء من إخواننا الاعزاء... بنقل كلام العلماء و النجباء وهذا طلب يسير من أخوكم الصغير....وسميته ب: جمع سلاح الأعلام في تعرية سبل الشيطان.

.واللهم بارك لكل من تصفح هذا الموضوع وشارك ونصح ونبه وأفاد وأستفاد... ووفقناالله لكل خير...أمين.

أبو هنيدة ياسين الطارفي
20-Jan-2012, 12:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين:

تعريف الشيطان


الشطن : الحبل وقيل الحبل الطويل شديد الفتل والجمع أشطان ، والشطون من الآبار التي تنزع بحبلين من جانبيها وهي متسعة الأعلى ضيقة الأسفل .
يقال : بئر شطون : أي ملتوية عوجاء عيدة القعر وحرب شطون : عسرة شديدة
وشطن عنه : بعد
وأشطنه : أبعده
والشاطن : البعيد عن الحق
والشيطان فيعال من شطن إذا بعد .
وقيل : الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)فعلان من شاط يشيط إذا هلك واحترق مثل هيمان وغيمان من هام وغام .
ويقال استشاط غضباً : إذا احتد في غضبه والتهب .

وكلمة الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)فيها للعلماء قولين :
الأول : إن النون أصلية فيكون من الشطن وهو البعد فالشيطان بعد عن الخير أو من الحبل الطويل أي أنه طال في الشر.

الثاني : النون زائدة فيكون من شاط يشيط إذا هلك أو من استشاط إذا احتد والتهب .

وقد رجح الطبري الأول .

وقال ابن كثير : " الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)في الغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير ".

وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار .
ومنهم من يقول : كلاهما صحيح في المعنى ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب .

وقال سيبويه : العرب تقول : تشيطن فلان إذا فعل فِعل الشياطين
ولو كام من شاط لقالوا : تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطان .

فكلمة شيطان على هذا عربية فصيحة خلافاً لمن زعم غير ذلك .

والله تعالى أعلم

إطلاق لفظ الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)على كل متمرد

قال بعض المفسرين : إن جميع الشياطين أولاد إبليس إلا أن الذي يوسوس للإنس يسمى شيطان الإنس والذي يوسوس للجن يسمى شيطان الجن .

وهذا القول فيه نظر والحق أن لفظ الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)يطلق على كل متمرد من الإنس والجن والدواب وهذا ما ذلت عليه النصوص الشرعية فيطلق الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)على إبليس لبعده عن الحق وتمرده عليه قال تعالى :
" فأزلهما الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)عنها فأخرجهما مما كانا فيه "
والمراد بالشيطان هنا إبليس

أما إطلاق لفظ الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)على كل متمرد من الإنس والجن فدل عليه قوله تعالى : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً "

قال الطبري في تفسير هذه الآية : " معنى به أنه جعل مردة الإنس والجن لكل نبي عدواً يوحي بعضهم إلى بعض من القول ما يؤذيهم به .

وقال في موضع آخر : والشيطان في كلام العرب كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء وكذلك قال ربنا جل ثناؤه : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن "
فجعل من الإنس شياطين مثل الذي جعل من الجن .

ومن السنة ما رواه أبو ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن " فقلت : أو للإنس شياطين ؟ قال : " نعم " .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يتبع حمامة فقال :
" شيطان يتبع شيطانة "

أما إطلاق لفظ الشيطان (http://www.rc4js.net/vb/t12830/)على المتمرد من الحيوان فيدل عليه ما رواه عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخر الرحل فإن لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود ".
قلت يا أبا ذر ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر ؟ قال : يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : " الكلب الأسود شيطان " .

فالكلب الأسود شيطان الكلاب كما أن الجن تتصور بصورته كثيراً

قال أبو جعفر الطبري : وإنما سمي المتمرد من كل شيء شيطاناً لمفارقته أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله وبعده عن الخير .

وقال ابن كثير : فالصحيح ما تقدم من حديث أبي ذر أن للإنس شياطين منهم وشيطان كل شيء مارده ولهذا جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" الكلب الأسود شيطان "

ومعناه والله أعلم : شيطان في الكلاب .

ونقل الطبري وغيره عن بعض المفسرين أنهم قالوا : " إن من الجن شياطين ومن الإنس شياطين وإن شيطان الجن إذا أعياه المؤمن ذهب إلى متمرد من الإنس وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن ليعينه عليه .

وأورد القرطبي عن مالك بن دينار أنه قال : شياطين الإنس تغلب شياطين الجن إن شيطان الإنس أشد عليّ من شيطان الجن لأني إذا تعوذت بالله ذهب شيطان الجن عني وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عياناً .


http://www.darbelal.com/vb/t2701.html (http://www.darbelal.com/vb/t2701.html)




المصدر: مركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي (http://www.rc4js.net/vb)

أبو هنيدة ياسين الطارفي
20-Jan-2012, 07:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر أمور قبيحة زينها الشيطان لبني الإنسان وخدعهم بها
لفضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

وبجانبها دعوة أخرى تضادها وتناوؤها قد حمل لواءها الشيطان الذي :
(( قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله ربّ العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين )) [ الحشر : 16 ـ 17 ] .

حقا لقد دعا الشيطان الخليقة كلها إلى كل شر وغواية وضلال ، وزين لهم سوء العمل وقبيح الفعال التي توجب السخط والمقت من الله الكبير المتعال ، نعم لقد زين لكثيرمنهم الإثم الكبير والذنب العظيم والديوان الذي لا يغفره الله ألا وهو الشرك بالله الذي يتجلى في عبادة المخلوق لمخلوق مثله أيّا كان نوعه وذلك بصرف شيء من أنواع العبادة المتعددة التي أبى الله إلا أن تكون خالصة له كما قال عزوجل : (( قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين ـــ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )) [ الأنعام : 162 ـ 163 ] .

وزين لهم تعلم السحر وتعليمه و العمل به ليوقعهم في الكفر الصريح والذنب القبيح ، كما قال عزوجل عن اليهود وأتباعهم ممن سلك طريقهم : (( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشياطين كفروا يعلّمون النّاس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتّى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون )) [ البقرة : 102 ] .

وزين لهم قتل النفس بغير حق حيث إن الله حرمه بقوله: (( ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق )) [ الإسراء : من الآية 33 ]
وتوعد فاعل هذه الجريمة المنكرة بأشد الوعيد لحرمة دم المسلم عند الله كما قال سبحانه : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيما ) [ النساء : 93 ] .

وزين لهم أكل الربا بشتى صوره ، والله حرمه لإثمه الكبير وخطره المستطير حيث قال سبحانه : ((يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون )) [ آل عمران : 130 ] .
ولشؤمه ، فقد ضرب الله لأهله أسوأ المثل فقال : (( الذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )) [ البقرة : من الآية 275 ] . أي : الجنون .
كما أخبر سبحانه أنه ممحوق البركة وإن كثر في أعين الناس ، كما قال عزوجل : (( يمحق الله الربا ويربي الصّدقات )) [ البقرة : من الآية 276 ]
وقال أيضا : (( وما آتيتم من ربّا ليربو في أموال الناس فلا يربو عندالله )) [ الروم : من الآية 39 ] .

وزين لهم أكل مال اليتيم الذي نهى الله عن الاقتراب منه إلا بنية الإصلاح حيث قال سبحانه : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ) [ الأنعام : من الآية 152 ] .
وضرب لمن يستمرئون أكله مثلا مخيفا رهيبا حيث قال : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) [ النساء : 10 ] .
وبجانب ذلك التحذير من أكل أموال اليتامى ظلما فقد حث الله سبحانه على إصلاحها فقال : (( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير )) [ البقرة : الآية 220 ] .

وزين لهم قذف المحصنات الغافلات المؤمنات الذي حرمه الله ولعن فاعله في محكم الآيات ، سواء كن زوجات أو أجنبيات أو قريبات ، قال عزوجل : (( إنّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم )) [ النور : 23 ] .
كما رتب عليه عقوبة دنيوية وأخروية حسية ومعنوية إذ قال سبحانه : (( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ـــ إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم )) [ النور : 4 ـ 5 ] .
وزين لهم قول الزور الذي أمرالله عباده باجتنابه بقوله :(( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )) [ الحج : من الآية 30 ] .

وزين لهم الغش والخيانة ودعاهم إليهما ، والله قد حذر من ذلك بقوله : (( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )) [ الأنفال : 27 ] .

وزين لهم السخرية والتنابز بالألقاب ، وكذا التجسس والغيبة والتفاخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والله عزوجل قد نهى عن ذلك كله نهيا صريحا إذ قال عزوجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ــ يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إنّ بعض الظنّ إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ــ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير )) [ الحجرات : 11 ـ 13 ] .

وزين لكثير ممن لديهم علم أمورا تخالف شرع الله وتصادم جهرة هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك كنفي صفات الله ونفي القدر ، وإثبات الجبروالقول بخلق القرآن وفصل العمل عن الايمان ، وإنكار إعادة الأرواح إلى أبدانها ، وإنكار رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة في الجنة ، وتأويل كل من النعيم والعذاب بغير معناهما الحق وهم في كل ذلك ليس لهم مستند مقبول أو مبرر معقول ، نعم لهم حجج وشبهات ، ولكنها حجج داحضات ، وشبهات واهيات أوهى من بيت العنكبوت ، ولكن لا يعلمون.

كما حبب إليهم شرب الخمور وسماها لهم المشروب الروحي ، أما الرب ـ تبارك وتعالى ـ فقد سماها رجسا واعتبرها من عمل الشيطان حيث قال سبحانه وتعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) [ المائدة : 90 ] . ولقد سميت أم الخبائث ، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاربها لتعديه لحدود الله وكفره بنعمة الله .

وحبب إلى بعض النساء التبرج والسفور وعرضهن بذلك لغضب الله ومقته ، وأنزلهن من قمة الستر والعفاف إلى حضيض الفوضى والاستمتاع الرخيص ، ولقد وجد العدو أعوانا من شياطين الإنس على إغواء ضعيفات العقل والدين ، سموا أنفسهم أنصار المرأة ومنصفيها كي تأخذ حقها من الحرية المطلقة كالمرأة الغربية التي لا تلتزم بخلق حسن ولا تؤمن بدين صحيح .

وزين لهم ظلم الغير في الدماء والأعراض والأموال ، وهو الديوان الذي لا يتركه الله حكمة منه وعدلا ، وهكذا دعا الشيطان البشرية كلها إلى فعل الفواحش وكبائر الذنوب وصغائرها ما ظهر منها وما بطن ، فاستجابوا لدعوته وأعلنوا الانضمام إلى جنده وحزبه ، إلا فريقا من المؤمنين في كل زمان ومكان وهم الذين قال الله فيهم : (( إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )) [ الحجر: 42 ] .

وبجانب هذا التزيين لسوء الأعمال وقبيح الفعال ، وطرق الغواية والفساد والضلال ، دعا الأمة إلى الدعة والراحة والسكون ، وثبطهم عن كل طاعة ، فلقد ثبط الكثير منهم عن :

1 ـ طلب العلم النافع والعمل به ، كي يعيشوا جاهلين بأمر الله معرضين عن دين الله ، إذ إن العدو يعلم أن الجهل مصدر كل شر.

2 ـ وثبطهم عن أداء الفرائض التي أمر الله بأدائها على اختلاف أنواعها ، لأن أداءها على الوجه الصحيح يرضي الرحمن ويغضب الشيطان .

3 ـ وثبطهم عن القيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعتبر من أقدس الواجبات ، وأجل الأعمال والقربات ، ولا يستقيم لأي مجتمع حال طيب إلا إذا وجد فيه من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، كما سيأتي الحديث مفصلا عن هذا الأمر العظيم والركن القويم .

4 ـ كما ثبطهم أيضا عن الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق وتحكيم شريعة الله في أرضه ، ذلك بقذفه في قلوبهم محبة الحياة وكراهية الموت .

5 ـ وثبطهم عن الدعوة إلى الله ، وتبصير الناس بأصول الدين وشرح محاسنه وفضائله ، فقعد الناس عن ذلك مع القدرة عليه وشدة حاجة الناس إليه ، فنعوذ بالله من الكتمان وما يترتب عليه من غضب الرحمن .

6 ـ كما ثبطهم عن حضور الجمع والجماعات في بيوت الله التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، إذ ما أكثر المتخلفين عن صلاة الجماعة في هذا الزمان لا سيما صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما في التخلف عنهما من الإثم الكبير ، وما في المحافظة عليهما من الأجر الوفير ، لأتوهما ولو حبوا .

7 ـ كما ثبطهم عن الصدقات التي تطفىء غضب الرب ، ويدفع الله بها عن صاحبها كل سوء ومكروه في الدنيا والبرزخ والآخرة ، ويضاعفها الله لأصحابها أضعافا كثيرة ، الواحدة بعشر إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة كما قال عزوجل : (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )) [ البقرة : 261 ] .

8 ـ كما ثبطهم عن التأسي بسنة نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم وزهدهم فيها ليحرمهم فضلها ويحول بينهم وبين جزيل ثوابها الدنيوي والأخروي ، وبجانب ذلك فقد أغواهم بالتقاليد في الخلق الذميم والعادات القبيحة والسلوك المتدني ، وحياة الضياع والعبث والتسيب ، وهم يحسبون أنهم بذلك يحسنون صنعا ، وهم في الحقيقة قد عموا عن الحق وضلوا عن سواء السبيل وانطبق عليهم قول الله عزوجل : (( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء )) [ فاطر : من الآية 8 ] . وحقا لقد دعا الشيطان حامل رايات الشروالضلال الأمة إلى كل شروبلاء ورذيلة .

9 ـ وثبطهم عن كل خير ونقاء وفضيلة وهذا هو الأمر الذي أقسم على فعله وتحقيقه ، وطلب المهلة من ربه ليدعو بكل جهد إليه فلا مرحوما إلا من رحم الله ، ولا ناج من مكره وتلبيسه إلا من هدى الله ، ألا وإنه سيقول لأتباعه الذين استجابوا لدعواته وانضموا إلى حزبه ، سيقول لهم يوم القيامة يوم العرض الأكبر والمشهد العظيم واليوم الطويل العسير : (( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم )) [ إبراهيم : 22 ] .
ولقد نادانا ربنا ـ جل وعلا ـ بلقب الإيمان تشريفا وتكريما وتذكيرا فحذرنا من مكر الشيطان وغروره ، ونهانا عن اتباع طرائقه وضلالاته ، إذ قال سبحانه : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )) [ النور : من الآية 21 ] .
ثم أبان لنا ـ تبارك وتعالى ـ مقصد العدو من دعوته وغرضه من وسوسته فقال تعالى : (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) [ فاطر : 6 ] .
ألا وإن الحديث عن هاتين الدعوتين يحتاج إلى كتابة خاصة بهما تحيط بأهدافهما ومقاصدهما غير أن فيما أوجزته من الكلام عليهما كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، كما أن فيه دلالة ترشد إلى تبيان الخط الفاصل بينهما يتضح لمن كان له فهم ثاقب ومعتقد صحيح ورأي سديد .


المصدر :
شبكة سحاب السلفية
المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( ص : 36 )
لفضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

أبو هنيدة ياسين الطارفي
20-Jan-2012, 07:57 PM
الشيطان من الجن

{العلامة ابن باز رحمه الله}

السؤال:
ما الفرق بين الشيطان والجن، وهل الشيطان يتناسل من ذكر وأنثى؟ وإذا كان أبوهم طرد من الجنة؛ لأنه عصى ربه وتوعده الله بالنار، فلماذا لا ينصح أبناءه لينجوا من النار؟ وهل الشيطان يتعامل مع الإنسان بأن يخدمه مقابل عصيان الإنسان لربه؟ وهل هناك جن مسلمون يخدمون المسلمين كخدمتهم لسيدنا سليمان عليه السلام؟ وإذا كان الشيطان أو الجن باستطاعته خدمة الإنسان فلماذا لا يساعد المسلمون من الجن المسلمين من الإنس في حربهم مع الكفار ونقل أسرارهم، ونصرة الإسلام؟ ولماذا لا يساعد الكفار منهم الكفار من الإنس بأي شكل من الأشكال أرجو التوجيه حول هذه الأمور، وإذا نويت عمل خير في قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟ وإذا كان هذا كله يوجد فهل هناك دليل من القرآن والسنة؟ وهل حصلت أمثلة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان يوجد كتاب فيه مثل هذه المسائل دلوني عليه حتى أستطيع أن أنجو من شر الشياطين، نجاني الله وإياكم من شرورهم.
.............................

الجواب
:الشياطين من الجن، وهم المتمردون منهم وأشرارهم، كما أن شياطين الإنس هم متمردو الإنس وأشرارهم، فالجن والإنس منهم شياطين وهم متمردوهم وأشرارهم من الكفرة والفسقة، وفيهم المسلمون من الأخيار الطيبين كما في الإنس الأخيار الطيبون. قال تعالى:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ[1]، والشيطان هو أبو الجن عند جمع من أهل العلم، وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم، فطرده الله وأبعده. وقال آخرون من أهل العلم: إن الشيطان من طائفة من الملائكة يقال لهم: الجن استكبر عن السجود فطرده الله وأبعده، وصار قائداً لكل شر، وكل خبيث، وكل كافر وظالم.
وكل إنسان معه شيطان ومعه ملك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم))[2]، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر ويدعوه إلى الشر، وله لمة في قلبه وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الخير والشر، والملك كذلك له لمة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير فهذه أشياء مكنهم الله منها، أي مكن القرينين القرين من الجن والقرين من الملائكة، وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم وهو الحديث بذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الملائكة ومن الجن، قالوا: وأنت يا رسول الله قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير))[3]، والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين، فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه، ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله، والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل، وتشجيعه على الباطل، وعلى تثبيطه عن الخير، فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان، وعلى أن يحرص في مساعدة ملكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى، والمسلمون يعينون إخوانهم من الجن على طاعة الله ورسوله كالإنس، وقد يعينهم الإنس في بعض المسائل وإن لم يعلم بذلك الإنس، فقد يعينونهم على طاعة الله ورسوله بالتعليم والتذكير مع الإنس، وقد يحضر الجن دروس الإنس في المساجد وغيرها فيستفيدون من ذلك، وقد يسمع الإنس منهم بعض الشيء الذي ينفعهم، وقد يوقظونهم للصلاة، وقد ينبهونهم على أشياء تنفعهم وعن أشياء تضرهم. فكل هذا واقع وإن كانوا لا يتمثلون للناس، وقد يتمثل الجني لبعض الناس في دلالته على الخير أو في دلالته على الشر، فقد يقع هذا ولكنه قليل، والغالب أنهم لا يظهرون للإنسان وإن سمع صوتهم في بعض الأحيان يوقظونه للصلاة أو يخبرونه ببعض الأخبار، فالحاصل أن الجن من المؤمنين لهم مساعدة للمؤمنين وإن لم يعلم المؤمنون ذلك، ويحبون لهم كل خير، وهكذا المؤمنون من الإنس يحبون لإخوانهم المؤمنين من الجن كل خير ويسألون الله لهم الخير، وقد يحضرون الدروس، ويحبون سماع القرآن والعلم كما تقدم فالمؤمنون من الجن يحضرون دروس الإنس في بعض الأحيان وفي بعض البلاد، ويستفيدون من دروس الإنس، كل هذا واقع ومعلوم. وقد صرح به كثير من أهل العلم ممن اتصل به الجن وسألوه عن بعض المسائل العلمية وأخبروه أنهم يحضرون دروسه، كل هذا أمر معلوم والله المستعان، وقد أخبر الله سبحانه عن سماع الجن للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف حيث قال سبحانه: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ[4] والآيتين بعدها وأنزل سبحانه في ذلك سورة مستقلة وهي سورة: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا[5] السورة. وهناك كتب كثيرة ألفت في هذا الباب، وابن القيم رحمه الله في كتبه قد ذكر كثيراً من هذا، وفيه كتاب لبعض العلماء سماه المرجان في بيان أحكام الجان لمؤلفه الشبلي، وهو كتاب مفيد وهناك كتب أخرى صنفت في هذا الباب، وبإمكان الإنسان أن يلتمسها ويسأل عنها في المكتبات التجارية، وبإمكانه أن يستفيد من كتب تفسير سورة الجن والآيات الأخرى من سورة الأحقاف وغيرها التي فيها أخبار الجن، وبمراجعة التفاسير يستفيد الإنسان من ذلك ومما قاله المفسرون رحمهم الله في أخبار الجن أشرارهم وأخيارهم.

[1] سورة الأنعام الآية 112.

[2] رواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم 3591، والدارمي في الرقائق برقم 2618.

[3] رواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم 3591.

[4] سورة الأحقاف الآيتان 29 – 30.

[5] سورة الجن الآية 1.


منقول من موقع الشيخ رحمه الله.

أبو هنيدة ياسين الطارفي
21-Jan-2012, 05:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

.جاء عن ابن القيم في بدائع الفوائد ج 2ر 795-796 ط عالم الفوائد بتصف يسير

{وصف الله سبحانه وتعالى الشيطان بأعظم صفاته وهي الوسوسة قال تعالى ( من شر الوسواس ) وأشدها شراوأقواها تأثيرا وأعمها فسادا وهي مبدىء الإرادة فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية فيوسوسإليه ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه فيصير شهوة ويزينها له ويحسنها ويخيلها له فيخيال تميل نفسه إليه فيصير إرادة ثم لا يزال يمثل ويخيل ويمني ويشهي وينسي علمه بضررها ويطويعنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته فلا يرى إلا صورة المعصية والتذاذه بها فقط وينسى ما وراءذلك فتصير الإرادة عزيمة جازمة فيشتد الحرص عليها من القلب فيبعث الجنود في الطلب فيبعث الشيطانمعهم مددا لهم وعونا فإن فتروا حركهم وإن ونوا أزعجهم إلى المعاصي إزعاجا كلما فتروا أو ونواأزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظم شمل الاجتماع بألطفحيلة وأتم مكيدة.}

أبو هنيدة ياسين الطارفي
21-Jan-2012, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
"استخدام الشيطان لجوارح أهل الإيمان" (خطبة الجمعة)
للشيخ محمد بن عبد الله الإمام ــ حفظه الله تعالى ــ
تم إلقاء هذه الخطبة: الجمعة 2 من ذي القعدة 1432هـ الموافق 30-9-2011 م
........
للتحميل من شبكة
الإمام الآجري بصيغة mp3 (الحجم = 4.37 mb): هنــــــا (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=15028&stc=1&d=1318254610)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للإستماع للخطبة من موقع علماء اليمن: http://www.olamayemen.net/Default_ar.aspx?ID=439 (http://www.olamayemen.net/Default_ar.aspx?ID=439)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية باليمن -حفظ الله الأحياء منهم ورحم الأموات- www.olamayemen.net (http://www.olamayemen.net/)

أبو هنيدة ياسين الطارفي
10-Apr-2012, 05:43 PM
نسأل الله العظيم أن يجنبنا سبل الشيطان...أمــــين.