المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما يجب علينا فعله نحو الأحداث المروعة !



أبو هنيدة ياسين الطارفي
14-Feb-2012, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يجب علينا فعله نحو الأحداث المروعة !



فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان :
تلم بالمسلمين في الوقت الحاضر أحداث مروعة من تسلط الأعداء عليهم من كل جانب ، حرب في أفغانستان ، حرب في العراق ، حرب في فلسطين ، حرب في لبنان .
والذي نسمعه ونقرأه من خطبائنا وكتابنا كله صب للوم على الأعداء وتجريم أفعالهم وشكاية منهم .
وهذه الأمور لا شك فيها . ولكن هل يرتدع العدو الكافر بهذه الصيحات !؟

الكفار من قديم الزمان يريدون محو الإسلام من الوجود . كما قال تعالى : ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ﴾ . [ البقرة : 217 ] .
ولكن الشأن ماذا أعد المسلمون لمقابلتهم وصد عدوانهم !؟

إنه يجب عليهم :
أولاً : النظر في واقعهم نحو دينهم وتمسكهم به ، فإن ما أصابهم إنما هو بسبب تفريطهم في دينهم . وفي الأثر : ( إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني ) .
وماذا حصل لبني إسرائيل عندما تخلوا عن دينهم وأفسدوا في الأرض ؛ سلط الله عليهم كفار المجوس فجاسوا خلال الديار كما ذكر الله ذلك في أول سورة الإسراء . وتوعدهم الله أنهم إن عادوا لحالتهم أعاد الله عليهم النقمة .
فلابد أن نراجع واقعنا ونصلح ما فسد من أمرنا نحو ديننا فسنة الله لا تتغير . وقد قال تعالى :﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴾ . [ الرعد : 11 ] .
ثانيًا : علينا أن نعد العدة التي نواجه بها عدونا كما قال تعالى : ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ . [ الأنفال : 60 ] .
بتكوين الجيوش والأسلحة المناسبة والقوة الرادعة .ثالثًا : اجتماع كلمة المسلمين على عقيدة التوحيد وتحكيم الشريعة ، والالتزام بالإسلام في كل أمورنا من معاملات وأخلاق ، وتحكيم لكتاب الله ، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، ودعوة إلى الله بعلم وبصيرة وإخلاص . قال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ . [ آل عمران : 103 ] . وقال تعالى : ﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ . [ الأنفال : 46 ] ، ولا يمكن الاجتماع مع الاختلاف في العقيدة وفي المقاصد والأهداف حتى تكون العقيدة سليمة والأهداف موحدة لنصرة الحق وإعلاء كلمة الله .
وليت الخطباء والوعاظ يركزون في خطبهم ومواعظهم على هذه المعاني مع التنديد بالعدو والمعتدي ، وبيان مقاصده الخبيثة ، وأنه لا يقصد إضعاف المسلمين ونزع ثرواتهم فقط ، وإنما يقصد بالدرجة الأولى فساد عقيدتهم وصرفهم عن دينهم حتى يتسنى له تقطيع أوصالهم .
هذا ما أحببت التنبيه عليه حيال هذه النوازل المروعة .

البصيرة .يونس.