المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه المميِّع الغبيّ وتذكير السَّلفيّ الذكيّ ( الحلقة الأولى )



أبو يوسف عبدالله الصبحي
12-Mar-2010, 02:21 PM
تنبيه المميِّع الغبيّ

وتذكير السَّلفيّ الذكيّ

بما آلت إليه حال أبي الحسن المأربيّ


( والسَّعيدُ من وُعِظ بغيره )

( الحلقة الأولى )




بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم من إخوانهم السلفيين الصادقين إلى يوم الدِّين وسلم تسليما كثيراً .

أما بعد :

فروى الإمام البخاري في صحيحه قال : حدثنا الْحُمَيْدِيُّ عبد اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ قال حدثنا سُفْيَانُ قال حدثنا يحيى بن سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قال أخبرني محمد ابن إبراهيم التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سمع عَلْقَمَةَ بن وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يقول سمعت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه على الْمِنْبَرِ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول : " إنَّما الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " ( )


وروى الإمام مسلم في صحيحه قال : حدثنا محمد بن الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بن حَاتِمٍ وَعَبْدُ بن حُمَيْدٍ وأبو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ قالوا حدثنا عُمَرُ بن يُونُسَ حدثنا عِكْرِمَةُ بن عَمَّارٍ حدثنا يحيى بن أبي كَثِيرٍ حدثني أبو سَلَمَةَ بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ قال سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كان نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلَّم يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إذا قام من اللَّيْلِ ؟ قالت : كان إذا قام من اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ : ( اللهم رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أنت تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه من الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي من تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ( )

اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم
- آمين -


ثمَّ أمَّا بعد :

فسبحان من فتح لمعرفته باب الكتاب والسنَّة ،وكشف عن قلوب أوليائه كل غيٍّ وحجابٍ وفتنة . فله سبحانه الفضل والمنَّة .

واقتضت حكمته الإلهية ، ومشيئته الربانية ، أن يبتلي ورثة رسله وأنبيائه بحسب ميراثهم عن صفوته وأوليائـه ، فأكثرهم ميراثا أشدهم متابعة ، وأعظمهم اقتداء هو أكبرهم محنة وأعظمهم بلية وأصعبهم أضداداً ، لا سيما ورثة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلَّم ذي الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود والتعظيم ؛فإن الله ابتلاهم بجهال هذه الأمة ومنافقيها ، كما ابتلى مؤمنيها بكفارها ، وخيارها بشرارها ، وأبرارها بفجارها ، وأهل سنتها بمبتدعيها ( وكان ربك بصيراً ) .

ومن سبر أحوال الناس واستقرأها ،ونظر فيما أصيب به أهل العلم وابتلي به أئمة الهدى عرف سنة الله التي قد خلت من قبل ،واستبانت له حكمة الترجيح والفضل ،وأكثر الناس في خفارة جهله ، وغباوة فهمه .

• يقول الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- : في شريط " الأسئلة السنية لعلاّمة الديار اليمنية - أسئلة شباب الطائف" : (( مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله- مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام أنه حزبي، ستذكرون ذلك، فقط الشخص يكون في بدء أمره متستراً ما يحب أن ينكشف أمره لكن إذا قوي وأصبح له أتباع، ولايضره الكلام فيه أظهر ما عنده، فأنا أنصح بقراءة كتبه و الاستفادة منها -حفظه الله تعالى- )) اهـ.

• وقال الشيخ رحمه الله أيضاً في جواب له على سؤال : (( وأنا أنصح الأخوة بالاستفادة من كتب أخينا الشيخ ربيع بن هادي –حفظه الله تعالى- فهو إن شاء الله بصير بالحزبيين، ويخرج الحزبية بالمناقيش . قال بعضهم : إنّ بعض المحشين على الكشاف يخرج الاعتزال بالمناقيش، هذا -أيضاً- يخرج الحزبية بالمناقيش، أنا أنصح بالاستفادة من كتبه ،وكذلك بالاستفادة من أشرطته )) اهـ.

أقول : لقد علم القاصي والداني بكلام شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله في أبي الحسن المصري المأربي بما لا يخفى فلا حاجة لإعادته ههنا .

فالله قد نصر دينه وأبقى لحمايته رجالاً وأي رجال .

ولكن للذكرى فقط أنقل ما سطرته يمين هذا الجبل الأشم ربيع السنَّة والحديث تذكيراً لنفسي أولاً ولإخواني السلفيين الصادقين ثانياً وأثلِّث بأولئك الذين لا يزالون بأبي الحسن مخدوعين وفي الدفاع عنه وتلميعه مستميتين (!).


• قال ربيع السنَّة حفظه الله : " وأبو الحسن يسير بهوى على هذه الأصول الفاسدة فيدافع بها عن أهل الباطل ،كما يحارب بها أهل الحق ، ولا يعطيهم نصيبا من هذه الأصول ،بل هو يفتري عليهم ويسبهم بأقذع السباب ويتهمهم بالعظائم ،ويرد ما عندهم من حق ،وما يخضع له ظاهرا من الحق يحفه بقرائن تدل على أنه غير صادق في هذا التظاهر ، وقد كتب في الأخير مقالا سماه ( الجواب البديع في رد بعض تشنيعات الشيخ ربيع ) .
وهو فعلا جواب بديع ولكنه من الابتداع ، وبديع في الكذب والتلبيسات والمراوغات و كنت أنوي أن أرد عليه ردا وافيا ، فترجاني بعض الناس أن أترك الرد على هذا الرجل الذي قد فضحه الله ، وأسقطه على أيدي علماء السنة في اليمن ، والمدينة ، ومكة ، وسقط عند الناس عموما ، وعند من انخدع به خصوصا .
ولم يبق معه إلا من تجمعهم المصالح الدنيوية من الأكالين للسُّحت ،السَّمَّاعيين للكذب فنـزلت على رغبة هذا الصادق العاقل " اهـ ( ) .


أقول : تدبَّر أخي الكريم قول الشيخ -وفقه الله وزاده بصيرة في السنَّة- : " ولم يبق معه إلا من تجمعهم المصالح الدنيوية من الأكالين للسحت ، السماعيين ، للكذب " !

حاشا بعض مشائخنا السلفيين الذين لم يدرسوا فتنة أبي الحسن بالتفصيل من كل جوانبها .ورغم ذلك هم لا يؤيدونه على أباطيله وأصوله الفاسدة وظلمه ،وإنما لحسن ظنهم بقي لهم أمل في أن يرجع إلى الصواب (!) ، ولو عرفوا الحقيقة لانتهت آمالهم وهم في الطريق إلى معرفة حقيقته إن شاء الله تعالى .

وممَّا شدَّ انتباهي وأنا أتصفح ( موقع أبي الحسن السليماني !) على شبكة الانترنت الوضع المزري الذي آلت إليه حال هذا الرجل الفاتن المفتون فقد أنزل عدة حوارات مع صحف أبان فيها أكثر وأكثر عن عوار منهجه البدعي وسلوكه الرَّدي الخلفي ! بلا حياء من الله (!!) ,ولا خجل من عباد الله (!) .

عن أبي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ الناس من كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إذا لم تستح فَاصْنَعْ ما شِئْتَ "

وهذه حال كل من أعرض عن الارتقاء إلى منهج أهل السنَّة وإسنادهم العالي وضرب عرض الحائط بتوجيهاتهم ونصحهم الغالي .


فنعوذ بالله من الحور بعد الكور
ومن الضلالة بعد الهدى
ونعوذ بالله أن نردَّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى – آمين.


وليس الأسى عليه -والله- فقد بيَّن له أئمة السنَّة والحديث وأخلصوا له النُّصح الحثيث وأطاعوا الله فيه وما عليهم إلاَّ البلاغ .

( قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلَّ فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل )

ولكنَّ الأسَى -وكلَّ الأسَى- على إخوان لنا يدَّعون السلفية يمشون مِشيته العرجاء (!) ويقتفون خُطَى طريقته العوجاء (!) ويذبُّون عنه -بكل ما أوتوا من قوَّة- صباح مساء (!) وهم صائرون إلى ما صار إليه إن لم يتوبوا إلى الله فيتداركهم ربنا برحمة منه رب الأرض والسماء- .

وأكتفي في الرد على هذا المفتون من خلال (بعض!) ما جاء في ( نص حوار صحيفة إيلاف ) ( ) معه الذي أنزله في موقعه (السليماني) بعنوان : ( الشيخ أبو الحسن المأربي يتحدث لإيلاف عن طبيعة الخلاف الإخواني السلفي وعن الشيخ الزنداني وقضايا أخرى ) .
والذي كان في مدينة صنعاء الفيحاء -طهَّرها الله منه ومن أمثاله- وكان الحوار في أوائل شهر ذي القعدة لعام 1428 هـ. والذي أتى فيه بالعجائب الغرائب (!) والطَّوام العِظَام (!!)

أكتب هذا الرد نصحاً لله تعالى ولأهل السنَّة الصادقين ؛تذكرةً وتثبيتاً للمُؤْتَسِي
وتنبيهاً وتحذيراً للمخالف الذي غفل (أو تغافل!) أو نَسِي ...

واللهُ مُعِزٌّ وحافظٌ دينَه ... و ناصرٌ عسكرَ الحقِّ وأولياءَه ... كما وعد سبحانه وتعالى في قوله : ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )

قال شيخنا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- : " ما ابتدع أحد بدعة إلا قيَّض الله بمنِّه وكرمه من يُبيِّن هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول الله تبارك وتعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ( )

ولولا أنَّ الرَّدَّ على أهل البدع والأهواء يُعتبر جهاداً في سبيل الله كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( الرَّادُّ على أهل البدع مجاهد ... والجهاد عمل مشكور لصاحبه في الظاهر لا محالة وهو مع النية الحسنة مشكور باطنا وظاهرا ووجه شكره نصره للسنَّة والدِّين ) ( ) .

أقول : بل الردُّ على أهل البدع والذبِّ عن السنَّة أعظم من ذلك كما قال الإمام يحي بن يحيى النيسابوري -رحمه الله- : ( الذَّبُّ عن السنَّة أفضل من الجهاد في سبيل الله ) .

فقال له أحدهم : الرجل ينفق ماله ويتعب نفسه ويجاهد فهذا أفضل منه ؟ قال : ( نعم بكثير ) !!

ولرجاء أن يتنبه لنفسه ويرجع إلى جادة الحق والصواب من يزال مخدوعاً بهذا الرجل المفتون .
لولا هذا كلّه لَماَ أضعتُ الأوقات الغاليات في تبييض هذه الصحيفات لأنَّ هذا الرَّجل -بحمد الله- قد قضى عليه العلماء الأكابر وطلبة العلم الأفذاذ بالردود العلمية الرصينة فنزلت في نحره كالسهام المسدَّدة المتينة والتي جاءته من كل حدبٍ وصوب (!) وإن قاومها بالكذب والخيانات والافتراءات التي يأنف منها غلاة أهل البدع (!!).

فقمت مستعيناً بالله تعالى على تسطير هذا الرد والذي رأيت أن أسميه : ( تنبيه المميِّع الغبيّ وتذكير السَّلفيّ الذكيّ بما آلت إليه حال أبي الحسن المأربيّ )

أسأل الله أن يرزقني فيه الإخلاص والصواب( إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ )

وآن الأوان للشروع في المقصود فأقول وبالله سبحانه وحده أصول وأجول :

• 1- قال أبو الحسن : ( الطلاب في حياة الشيخ -يعني مقبلاً- يرونه كبير الدعوة ووالدها والنفس تواقة إلى تقديم قول الأكبر غالباً وهذه آفة في الأوساط السلفية للأسف )

أقول : الله أكبر

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم حيث قال : " إنَّ من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر "( )

قال أبو عبيد رحمه الله -في حديث عمر رضي الله عنه : "تفقهوا قبل أن تسودوا"- : " تعلموا العلم ما دمتم صغارا قبل أن تصيروا سادة رؤساء منظور إليكم فإن لم تعلموا قبل ذلك استحييتم أن تعلموا بعد الكبر فبقيتم جهالا تأخذون من الأصاغر فيزري ذلك بكم .وهذا شبيه بحديث عبد الله : " لن يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم فإذا أتاهم من أصاغرهم فقد هلكوا "

قال أبو عبيد : وفي الأصاغر تفسير آخر بلغني عن ابن المبارك أنه كان يذهب بالأصاغر إلى أهل البدع ولا يذهب إلى السن " اهـ ( ) .

أقول : ففيه لأهل العلم عدة تفاسير .

وأما تفسير ابن المبارك الذي أشار إليه فقد سُئِل رحمه الله عن تفسير حديث : " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا أخذوا عن أصاغرهم هلكوا " ما معناه ؟ فقال : هم أهل البدع ،فأمَّا صغير يؤدي إلى كبيرهم ؛فهو كبير " .

وقال الإمام ابن قتيبة رحمه الله : " سُئِلْتُ عن قوله : " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم " : يريد لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ ولم يكن علماؤهم الأحداث لأن الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه واستصحب التجربة والخبرة فلا يدخل عليه في علمه الشبهة ولا يغلب عليه الهوى ولا يميل به الطمع ولا يستزله الشيطان استزلال الحدث ومع السن الوقار والجلالة والهيبة والحدث قد تدخل عليه هذا الأمور التي أمنت على الشيخ فإذا دخلت عليه وأفتى هلك وأهلك " اهـ.( )


وكان إبراهيم الحربي يقول في قوله : " لا يزالون بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم " معناه : أن الصغير إذا أخذ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلَّم والصحابة والتابعين فهو كبير والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير " اهـ.( )


قال الحافظ ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1/160) : " وقد يحتمل حديث هذا الباب أن يكون أراد أن أحق الناس بالعلم والتفقه أهل الشرف والدين والجاه فإن العلم إذا كان عندهم لم تأنف النفوس من الجلوس إليهم وإذا كان عند غيرهم وجد الشيطان إلى احتقارهم السبيل وأوقع في نفوسهم أثرة الرضا بالجهل أنفة من الاختلاف إلى من لا حسب له ولا دين وجعل ذلك من أشراط الساعة وعلاماتها ومن أسباب رفع العلم " اهـ .

وقال ابن عبد البر -رحمهُ اللهُ- أيضا (1/617) : " "وقال بعض أهل العلم : إنَّ الصغير المذكور في حديث عمر وما كان مثله من الأحاديث إنما يراد به الذي يُسْتَفْتى ولا علم عنده، وإن الكبير هو العالم في أي سِنٍّ كان " .

أقول : وعلى كل التفاسير لا يدخل تحتها مقبل -رحمه الله- ولا طلبته السلفيون الأكابر ,بل الصَّغير علماً وسنًّا والذليل قدراً المخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلَّم ومنهج السلف الصالح أبو الفتن وحزبه الأصاغر .

فعن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم : ( .. وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ) ( )

وأسأل أبا الحسن : هل يعلم وقتها في اليمن : أعدل وأعلم وأحفظ وأورع وأخشى لله تعالى وأتبع للكتاب والسنَّة وأكبر سناً وعلماً من مقبل الوادعي رحمه الله ؟

وهل تَطَلُّعُ السلفيين في اليمن وغيرها لعلم الشيخ مقبل وتقديم قوله على قول غيره بالدليل والبرهان يُعَدُّ آفة سلفية ؟!!

نعوذ بالله من الهوى المُردِي .


• 2- قال أبو الحسن عن فرقة الإخوان المسلمين : ( فأنا أعدهم من عموم أهل السنة في الجملة وإن خالفتهم في مسائل جوهرية ، وهم إخواننا وإن بغوا علينا ، ولا نجيز لأحد أن يظلمهم أو يتجاوز الحد معهم )

• وقال في لقائه مع صحيفة ( البلاغ ) : ( ومع وجود الخلافات بيننا وبين الإخوان المسلمين إلا أنني أراهم من جملة أهل السنة ) !

وقال أيضا في هذا اللقاء نفسه : ( والأصل أننا نعد من لم يقع في الشركيات والبدع الكبار المخالفة لأصول أهل السنة أنه من أهل السنة والجماعة وإن كان عامّيًا أو تاجرًا أو جنديًا أو ليس له صلة بالعلماء والسير في فلك الدعوة، وهناك نظرة للسنّة بالمعنى العام، والسنة بالمعنى الخاص، وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية واضح في هذا المعنى ..) اهـ.

أقول : الرد على شبهته القديمة هذه من عدَّة وجوه :

• الوجه الأوَّل : شيخ الإسلام -رحمه الله- يذكر أحيانا بعض الفرق الضالة ويذكر أنَّهم يُحسبون على أهل السنَّة مقابلة بالروافض -أخابيث خلق الله- .

فهل الإخوان المسلمون مع الروافض في خندق واحد أم مباينون لهم متميزون عنهم منابذون لهم ؟

أترك أبا الحسن ليدلي لنا بشهادته حول هذا الأصل العقدي الخطير :

فقد سألت جريدة ( إيلاف) هذا السؤال : س : ما هي القضايا أو النقاط التي يختلف فيها أبو الحسن كممثل لأحد الفرق السلفية مع الإخوان المسلمين ؟

فكان من ضمن جوابه : " هناك نقاطا خلافية يشترك فيها الإخوان غالباً هنا وهناك وهنالك ...(منها) تهميش الدعوة إلى التميز العقدي بدعوى أن الاشتغال بذلك يثير بلبلة فكرية ، ..فالاهتمام بالتكتل الحزبي يقدم عند كثير من الإخوان على الاهتمام بالعقيدة ، وموقف كثير منهم من الخميني وغيره ، ومن الرافضة وغيرهم في اليمن وغيرهم دليل على ذلك ، وأنا هنا أتحدث عن ظاهرة ... أتحدثت عن ظاهرة موجودة عند من يملكون القرار في الجماعة وعند كثير من الجمهور المتفجر حماساً " اهـ المقصود من شهادته .

أقول : فهذه شهادة أبي الحسن على الإخوان المسلمين وولائهم للروافض -أخابيث خلق الله- وعدم تميزهم عقديا عنهم (!) فكيف يقول بعد هذا كله : " ومع ذلك فأنا أعدهم من عموم أهل السنة في الجملة وإن خالفتهم في مسائل جوهرية ، وهم إخواننا وإن بغوا علينا ، ولا نجيز لأحد أن يظلمهم أو يتجاوز الحد معهم .." !

ويقول " ومع وجود الخلافات بيننا وبين الإخوان المسلمين إلا أنني أراهم من جملة أهل السنة " !!

ومن تلبيسات أبي الحسن العظيمة على أتباعه الأغرار قوله : " والأصل أننا نعد من لم يقع في الشركيات والبدع الكبار المخالفة لأصول أهل السنة أنه من أهل السنة والجماعة وإن كان عامّيًا أو تاجرًا أو جنديًا أو ليس له صلة بالعلماء والسير في فلك الدعوة، وهناك نظرة للسنّة بالمعنى العام، والسنة بالمعنى الخاص، وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية واضح في هذا المعنى .." اهـ.

أقول : قد علمتَ أيها القارئ اللَّبيب ما في كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- وأنَّه عليه ( المأربي ) لا لَهُ (!) .


• الوجه الثاني : أزيد الأمر بياناً شافياً فأقول : هل ارتماء الإخوان المسلمين في أحضان أخابيث خلق الله الروافض وولائهم لهم بل وقبول النصارى أعداء الله ضمن تنظيماتهم البدعية وتصريحاتهم المتكررة بإخوتهم لهم (!) وبأنَّ ليس بينهم وبين اليهود أعداء الله عداوة دينية (!!) وتحالفهم مع الاشتراكيين والعلمانيين ... هل كل هذا -عند هذا المفتون الذي أعمى الله بصيرته (أبو الحسن)- يعد من البدع الصغار ؟!! أم أن هذه العظائم ليست مخالفة – في نظره السقيم – لأصول أهل السنّة والجماعة ؟!!

إنَّ هذا لمن ثمار منهجه الفاسد الذي عبَّر عنه بقوله : " منهجاً واسعا أفيح يسع أهل السنَّة والأمَّة جميعاً " !!

فهذا وغيره مما سيأتي من ثمار هذا المنهج الخلفي الواسع الذي يُحارب به أهل السنَّة ويرميهم بالغلو وضيق العطن (!) ( )وهو أوَّل ما ينطبق على السَّلف وأئمتهم ومنهجهم الذي ضاق به أبو الحسن ذرعاً فاخترع هذا المنهج وغيره ضد منهج أهل السنَّة وذهب يطبِّقه بكل وقاحة وحماقة (!!) .

وقديما قيل :

لكل داءٍ دواءٌ يستطبّ بهِ *** إلاّ الحماقة أعيت من يداويها !! ( )

فلقد ذهب يشنِّع على من يذبُّون عن حياض السنَّة ويقمعون ويصدون عنها من يريد إفسادَها وأهلَها (!) "وهذا الأحمق يعد هذا بابا ضيقاً ويسفه رأي الأئمة وعلماء الأمة ويجهلهم ... وما أحسن ما قيل : لأن يعادي المرء عاقلاً خير له من أن يكون له صديق أحمق .والباب الذي يسع كل أحد هو الباب الشرعي الذي عليه الداعي النبوي " ( )


وأما إهمال الذبِّ عن السنَّة وأهلها ,وترك جهاد أهل البدع والأهواء ،وعدم التميُّز عنهم فهذا إنما يسلكه من لم يذق حلاوة السنَّة ولم يشمَّ طِيبَ ريحها ،ولم يسلك صراط الله المستقيم ،ولم يقدر منهج السلف حق قدره ،بل ولا قدَّر علماء الأمة وأئمتها حق قدرهم ،وهذا هو الحرج والضيق.


• الوجه الثالث : أُورد فيه هذا "المجموع الثمين من فتاوى العلماء السلفيين الناصحين في جماعة الإخوان المسلمين" : وهو جمع لطيف لفتاوى "العلماء الأكابر" في "جـماعة الإخوان الأصاغر" وأنَّهم ليسوا من أهل السنَّة والجماعة ( ) :


1- شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- :


أ- سئل رحمه الله هذا السؤال : أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم، قوله: (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلاَّ واحدة )) فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع ،وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة، هل هاتين الفرقتين تدخل في الفرق الهالكة ؟
فأجاب : " تدخل في الثنتين والسبعين ،من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين ،المراد بقوله (أمتي) أي : أمة الإجابة ،أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية، السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع، أقسام "
فقال السائل : -يعني- هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين ؟
فأجاب : " نعم، من ضمن الثنتين والسبعين ،والمرجئة وغيرهم ،المرجئة ،والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين ،لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين " اهـ .( )


ب- وقال رحمه الله في مقال له بعنوان ( واجب العلماء تجاه الاختلاف الحاصل بين الجمعيات والجماعات ) ( ) : " فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله فإنَّ الواجب التشهير به، والتحذير منه ممن عرف الحقيقة، حتى يتجنب الناس طريقهم، وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولا وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم ،وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة، إنه ولي ذلك والقادر عليه " اهـ.


2- الشيخ العلامة حامد الفقي -رحمه الله- :


كان رحمه الله يسمي الإخوان المسلمين بـ : ( الخُوَّان ) (!) .
حدَّث به عنه المحدِّث الألباني -رحمه الله- .( )


3- المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- :


أ‌- قال رحمه الله : " ليس صوابًا أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السُنة، لأنهم يحاربون السُنة " اهـ.( )

ب‌- وسأل أحدهم الشيخ الألباني : هل صحيح مقولة ( إنَّ خطر الإخوان المسلمين أشد على الأمة من خطر اليهود والنصارى ) ؟

فكان جوابه : " نعم قد يكون ضررهم أكبر ولكن لا نعاملهم معاملة اليهود و النصارى " ( )


ج- وقال رحمه الله : " لا يعنون –أي جماعة التبليغ- بالدعوة إلى الكتاب والسنَّة كمبدأ عام؛ بل إنهم يعتبرون هذه الدعوة مفرقة، ولذلك فهم أشبه ما يكونون بجماعة الإخوان المسلمين.
فهم يقولون إن دعوتهم قائمة على الكتاب والسنَّة، ولكون هذا مجرد كلام ، فهم لا عقيدة تجمعهم، فهذا ماتريدي، وهذا أشعري، وهذا صوفي، وهذا لا مذهب له . ذلك لأن دعوتهم قائمة على مبدأ: كتّل جمّع ثمّ ثقّف، والحقيقة أنه لا ثقافة عندهم، فقد مرّ عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان ما نبغ فيهم عالم " اهـ.( )


4- شيخنا العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- :


سأل سائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن جماعة الإخوان المسلمون وجماعة التبليغ هل هما مبتدعة أو من أهل السنة ؟
فأجاب الشيخ : إنَّهما جماعة مبتدعة " اهـ. ( )


5- شيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- ( ) :


أ- قال في مقاله البديع " جواب للشيخ ربيع حول مسألة اشتراط إقامة الحجة في التبديع" : " أما من وقع في بدعة فعلى أقسام :
القسم الأول : أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالإخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي يقال عنه : مبتدع والخارجي يقال عنه : مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا " اهـ المقصود.
ب- وقال في مقاله "حقيقة دعوة الإخوان" : " وسوف يقف القارئ على حقيقة دعوة الإخوان المسلمين وعلى مدى صدق وإخلاص ونصح قادة هذه الدعوة للإسلام والمسلمين أو أنه سيبهر بضد كل ذلك مما يدفعه إلى تأكيد المقولة بأنهم سدنة الرفض والمروجون له في العالم " اهـ.
ت- وقال -وفقه الله- : " أهل السنة يعتبرون الإخوان المفلسين من الفرق الضالة ولو لم يكن من ضلالهم إلا ولاؤهم للروافض والخوارج والمعتزلة والمرجئة ... وحربهم لأهل السنة لكفاهم ذلك بدعة وبعداً عن أهل السنَّة فكيف وبدعهم قد أعيت الكتَّابَ
ملاحقة ونقداً واستنكاراً " اهـ.( )


ث- وسُئِل هذا السؤال : هل جميع الجماعات التي في الساحة اليوم داخلة في حديث الثنتين وسبعين فرقة الهالكة وهل جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ معهم أيضاً ؟
فأجاب : " كل من لم يكن في عقيدته ومنهجه ودعوته على ما عليه رسول الله وأصحابه فهو من الفرق الضالة ,والإخوان المسلمون يجمعون فرقاً إذ هم فتحوا أبوابهم على مصارعها للروافض والخوارج والزيدية والمعتزلة بل والنصارى , فهم مجمع للفرق الضالة , ما نسميهم فرقة ضالة , بل هم مجمع فرق ... وقد سئل الشيخ ابن باز فقال " إنهم من الفرق الأخرى وليسوا من أهل السنة والجماعة " إذ أهل السنة والجماعة هم من كان عليه الرسول وأصحابه هذا الميزان للإخوان المسلمين ولغيرهم هل هم في عقائدهم ومناهجهم ودعوتهم وولائهم وبرائهم على ما عليه الرسول وأصحابه ولا لهم مناهج أخرى , الجواب لهم مناهج أخرى تختلف تماماً عما كان عليه الرسول وأصحابه في عقيدته ومنهجه وولائه وبرائه " اهـ.( )

ج- وقال "في دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب" : " وسيد قطب والمودودي ومحمد قطب ومن سار على نهجهم من الإخوان المسلمين ليسوا من أهل العلم وعقائدهم فاسدة مستمدة من الجهمية والروافض ولا يسيرون في فقههم على طريق السلف الصالح ولا على طريقة المذاهب الإسلامية بل يأخذون من كل ما هب ودب، ولهذا ميعوا الفقه الإسلامي وتشددوا بحسب أهوائهم وتبعاً لهذه الفوضوية الفكرية والمنهجية التي سلكوها فتراهم لبلائهم تبنوا الاشتراكية.
وفي سياستهم تبنوا الديموقراطية.
وفي عقائدهم الخرافات والبدع بالإضافة إلى تجهمهم وتمشعرهم في أبواب العقائد بل وأخذهم بعقائد المعتزلة.
وفي أبواب الإيمان والتكفير ساروا على مذاهب الخوارج ولا سيما في ما يتعلق بالحكام وفي مواجهة العلماء ساروا على طريقة أهل البدع من الخوارج والروافض والمعتزلة .." اهـ.


6- الشيخ العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله- :


قال رحمه الله : " السلفية هم السنة والجماعة، لأن معنى السلفية التمسك بما كان عليه السلف الصالح في الماضي"

ثم قال : " كل من كان على فكر مخالف لأهل السنة فليس منهم، فجماعة الإخوان والتبليغ ليسوا من أهل السنة، لأنهم على أفكار تخالفهم " اهـ.( )


7- الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- :


أ- سئل السؤال التالي : ما هو موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين وحزب التحرير؟ بيّنوا لنا وجه انحرافهم وجزاكم الله خيرًا ؟

فأجاب : " موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين أنّهم يحكمون على منهجهم بأنه منهج مبتدع، وعلى أفرادهم بأنه من كان يعلم بالمنهج ويلتزم به فإنه مبتدع، ومن كان لا يعلم المنهج وهو يظن أنه ينصر الإسلام والمسلمين فيعتبر مخطئًا، وأصل دعوة الإخوان المسلمين دعوة قبورية ... حسن البنا كان يطوف بالقبور، وكان يحضر الموالد ... كان يهمه أن يجمع الناس، ويجمع بين المتناقضات يقول في بعض رسائله: دعوتنا سلفية صوفية. وكيف يتأتى هذا! والصوفية بمنأى عن السلفية، وقد قرأت أن سكرتيره الخاص كان نصرانيًا .. فدعوة الإخوان المسلمين تعتبر نكبة على الدعوات لأن أكبر أعدائها هم أهل السنة، فهم يتحالفون مع الشيوعي والبعثي والناصري والعلماني والرافضي، ولكن لا يمكن أن يتعاونوا مع السّني فهو خطير وقد قال قائلهم: لو أن لي من الأمر شيئًا لبدأنا بكم يا أهل السنة قبل الشيوعية.
وشاهد ذلك ما حصل لأهل (كُنَر) في أفغانستان الشيخ (جميل) ومن كان معه رحمه الله، وأبادوا الدعوة وأفنوها في كنر وذبحوا رجالها، فدعوة الإخوان المسلمين نكبة على الدعوة، دعوة سياسية فهم يأتون السّني بالوجه السني إذا احتاجوا إليه والبعثي بالوجه البعثي إذا احتاجوا إليه، والشيوعي بالوجه الشيوعي ... فهم ليس لهم مبدأ ويمكن أن يتقربوا بالسّني إلى الولاة ...) اهـ. ( )

ب- وقال رحمه الله : " .. وأما الإخوان المفلسون فهم دعاة فتن ... ننصح أهل السنة كلهم ألا يحضروا محاضرات الإخوان المفلسين ولا الشيعة ولا الصوفية ولا غيرهم من أصحاب البدع والحاقدين على السنة " اهـ.

ج- وقال رحمه الله : " والإخوان المفلسون قواد شر وضلال ،فيجب علينا أهل السنة أن ننهض بما أمرنا الله سبحانه وتعالى وأن نتزود جميعًا من العلم النافع، ( وقلْ ربّ زدْني علمًا ) ما دامت الشبهات تتوارد علينا من علماء السوء " اهـ.( )


8- الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله- :


فقد سئل السؤال الآتي : هل يجب على المسلم أن يلتزم جماعة معينة من الجماعات الدينية الموجودة حاليا ؟

فأجاب : " الله المستعان ،قبل الإجابة على هذا السؤال ، والإجابة تدخل في المقدمة ، الواجب أن يكون المسلمون جماعة واحدة كما كانوا في الجماعة الأولى التي كنا نتحدث عنها ، وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام أنهم الفرقة الناجية ، لما وصف تلك الفرقة أنها ناجية وسئل عنها قال هي الجماعة ، جماعة بالتاء المربوطة التي تجمع ، أما جماعات ، لا ، لا يجوز أن توجد بين المسلمين جماعات ".

إلى أن قال في جوابه : " الجماعة واحدة هي التي أثنى عليها القرآن في الآية التي تلوناها قبل قليل ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار )

وشيء مشاهد : هذه الجماعات كما ذكر السائل جماعة الإخوان المسلمين ،الجماعة الإسلامية ،جماعة التبليغ ،شباب محمد ،شباب فلان ،الجماعة الفلانية ،الجماعة الفلانية ...
الدين واحد ،الإسلام جاء به القرآن والقرآن واحد ،قبلتنا واحدة ،نبينا واحد ،الله المعبود واحد ،ما هذه الجماعات من أين جاءت ؟
جماعات أنشئت لأغراض سياسية أو أغراض شخصية أو إلحاد في دين الله ، الذي تمخض في هذه الآونة الأخيرة هذه جماعات سياسية اتخذت الإسلام سلما ليصلوا به إلى قبة البرلمان ، فإذا دخلوا قبة البرلمان رموه رميا ،ليس للدين لديهم مكانة ولا منزلة ولكن سلم يريدوا أن يصلوا به إلى الهدف ،وجماهير المسلمين عبارة عن قطيع يسير خلف القادة ،والقادة يعرفون هدفهم ، وقد صرح بعضهم معاتبا لدعاة الحق : ( هؤلاء يهتمون بالدعوة العقيدية فنحن إذا رأينا من يطوفون بالأضرحة مررنا عليهم ونحن سائرون إلى قبة البرلمان ) . هذا كلام لقائد كبير من قوادهم يعيش الآن (!!) " اهـ.( )


9- شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- :


أ- قال الشيخ حفظه الله : " لقد حاول أعداء هذه الدعوة - يعني دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله - أن يقضوا عليها بالقوة، فلم ينجحوا، وحاولوا أن يقضوا عليها بالتشكيك والتضليل والشبهات ووصفها بالأوصاف المنفرة، فما يزيدها إلا تألقًا ووضوحًا وإقبالاً، ومن آخر ما نعيشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلى بلادنا باسم الدعوة على أيدي جماعات تتسمى بأسماء مختلفة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ، وجماعة كذا وكذا، وهدفها واحد، وهو أن تزيل دعوة التوحيد، وتحل محلها، وفي الواقع أن مقصود هذه الجماعات لا يختلف عن مقصود من سبقهم من أعداء هذه الدعوة المباركة، كلهم يريدون القضاء عليها، ولكن الاختلاف اختلاف خطط ... تغزو بلاد التوحيد تريد تغيير مسارها الإصلاحي الصحيح إلى مسار معوج، وتريد التغرير بشبابها وإيقاع الفتنة والعداوة بينهم ... وإذا كانت هذه الجماعات قد غررت ببعض شبابنا فتأثروا بأفكارها وتنكروا لمجتمعهم وتشككوا في قادتهم وعلمائهم وانطفأت الغيرة على العقيدة فيهم وصاروا يهرفون بما لا يعرفون، وينعقون بما يسمعون، فإن في هذه البلاد - ولله الحمد - رجالاً يغارون لدينهم، ويدافعون عن عقيدتهم، ويردون كيد الأعداء في نحورهم، ولا يتأثرون بالحماس الكاذب ... وإذا كان الكتاب والخطباء المتحمسون من شبابنا يحذرون من الغزو الفكري، فأي غزو فكري أخطر من هذا الغزو ؟! فالواجب أن تصرف الهمم لمقاومته والوقوف في وجهه ) اهـ.( )


ب- وسئل حفظه الله : ما حكم وجود مثل هذه الجماعات : "التبليغ" و"الإخوان" و"حزب التحرير" وغيرها في بلادنا خاصة، وبلاد المسلمين عامة ؟

فأجاب : " بلادنا ولله الحمد كانت جماعة واحدة ولا تزال جماعة واحدة بكل أفرادها حكامها وشعبها وكل حاضرتها وباديتها، تسير على منهج الكتاب والسنة، تحكم بالشريعة، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقيم الحدود، ويوالي بعضهم بعضًا، ويحب بعضهم بعضًا، أما هذه الجماعات الوافدة فيجب ألا نتقبلها، لأنها تريد أن تنحرف بنا أو تفرقنا، وتجعل هذا تبليغيًا وهذا إخوانيًا، وهذا كله... لمَ هذا التفرق ؟! هذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى ، ونحن جماعة واحدة وعلى بينة من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ لماذا نتنازل عما أكرمنا الله - سبحانه وتعالى - به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح، وننتمي إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا وتزرع العداوة بيننا ؟! هذا لا يجوز أبدًا ) اهـ. ( )


10- شيخنا العلامة صالح اللحيدان -حفظه الله- :


قال -وفقه ربي- : " الإخوان ،وجماعة التبليغ ،ليسوا من أهل المناهج الصحيحة " اهـ.( )


11- شيخنا العلامة الفقيه الأصولي زيد بن محمد بن هادى المدخلي -حفظه الله- :


قال -وفقه ربي- : " وفي خلال القرن الماضي وإلى وقتنا هذا أضيف إلى بدع الرفض والتجهم والاعتزال والتمشعر وبدع المبادئ الهدامة على اختلاف أسمائها ومسمياتها بدع مضللة في منهج من أطلقوا على أنفسهم جماعة الإخوان المسلمون ومن أطلقوا على أنفسهم جماعة التبليغ ،وقد تصدى للرد على جميع تلك البدع والمبادئ وهاتين الجماعتين علماء سلفيون قديما وحديثا فنصر الله بمؤلفاتهم وفتاواهم السنة وهي المستحقة للنصر وأدحض بمؤلفاتهم وفتاواهم كل بدعة محدثة وكل مبدأ هدام حكمة منه وعدلا ورحمة من لدنه وإحسانا وفضلا فقامت الحجة على الجميع واتضحت المحجة لمن يريد أن يتفيأ ضلالها " اهـ.( )


12- شيخنا العلامة عبد المحسن العباد البدر -حفظه الله- :

سُئل -وفقه الله- عن جماعتي التبليغ والإخوان المسلمين ؟

فأجاب : هذه الفرق المختلفة الجديدة أولاً هي محدثة ميلادها في القرن الرابع عشر، قبل القرن الرابع عشر ما كانت موجودة وما كانت مولودة هي في عالم الأموات وولدت في القرن الرابع عشر.
أما المنهج القويم والصراط المستقيم فميلاده أو أصله من بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حين بعثته عليه الصلاة والسلام فمن اقتدى بهذا الحق والهدى فهذا هو الذي سلم ونجى ،ومن حاد عنه فإنه منحرف.
تلك الفرق أو تلك الجماعات .. أخطاؤها كبيرة وعظيمة فيحذر منها ويحرص على إتباع الجماعة الذين هم أهل السنة والجماعة والذين هم على منهج سلف هذه الأمة والذين التعويل عندهم إنما هو على ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام وليس التعويل على أمور جاءت عن فلان وفلان وعلى طرق ومناهج أحدثت في القرن الرابع عشر الهجري الذي انفرط .
فإن تلك الجماعات أوالجماعتين اللتين أشير إليهما إنما وجدتا وولدتا في القرن الرابع عشر على هذا المنهج وعلى هذه الطريقة المعروفة التي هي الالتزام بما كانوا عليه مما أحدثه من أحدث تلك المناهج وأوجد تلك المناهج ، فالاعتماد ليس على الأدلة على أدلة الكتاب و السنة وإنما هو على آراء وأفكار ومناهج جديدة محدثة يبنون عليها سيرهم ومنهجهم ، ومن أوضح ما في ذلك أن الولاء والبراء عندهم إنما يكون لمن دخل معهم ومن كان معهم .
فمثلاً جماعة الإخوان من دخل معهم فهو صاحبهم يوالونه ومن لم يكن معهم فإنهم يكونون على خلاف معه ،أما لو كان معهم ولو كان من أخبث خلق الله ولو كان من الرافضة فإنه يكون أخاهم ويكون صاحبهم ، ولهذا من مناهجهم أنهم يجمعون من هبَّ ودبَّ حتى الرافضي الذي هو يبغض الصحابة ،ويكره الصحابة ولا يأخذ بالحق الذي جاء عن الصحابة : إذا دخل معهم في جماعتهم فهو صاحبهم ويعتبر واحد منهم له ما لهم وعليه ما عليهم ! " اهـ. ( )


13- العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- :

قال -وفقه الله- : " أما جماعة الإخوان المسلمين فإن من أبرز مظاهر الدعوة عندهم التكتم والخفا والتلون والتقرب إلى من يظنون أنه سينفعهم ،وعدم إظهار حقيقة أمرهم يعني أنهم باطنية بنوع من أنواعها ...
ومن مظاهر الجماعة وأصولها أنهم يغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم ،ولهم في هذا الإغلاق طرق شتى متنوعة :
منها : إشغال وقت الشباب جميعه من صبحه إلى ليله حتى لا يسمع قولاً آخر.
ومنها : أنهم يحذرون ممن ينقدهم ،فإذا رأوا واحداً من الناس يعرف منهجهم وطريقتهم وبدأ في نقدهم وفي تحذير الشباب من الانخراط في الحزبية البغيضة أخذوا يحذرون منه بطرق شتى : تارة باتهامه ،وتارة بالكذب عليه ،وتارة بقذفه في أمور هو منها براء ويعلمون أن ذلك كذب ،وتارة يقفون منه على غلط فيشنعون به عليه ،ويضخمون ذلك حتى يصدوا الناس عن إتباع الحق والهدى وهم في ذلك شبيهون بالمشركين يعني في خصلة من خصالهم حيث كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجامع بأن هذا صابيء وأن هذا فيه كذا وفيه كذا حتى يصدوا الناس عن اتِّبَاعه .
أيضاً مما يميز الإخوان عن غيرهم : أنهم لا يحترمون السنة ولا يحبون أهلها ،وإن كانوا في الجملة لا يظهرون ذلك ،لكنهم في حقيقة الأمر ما يحبون السنة ولا يدعون لأهلها وقد جربنا ذلك في بعض من كان منتمياً لهم أو يخالط بعضهم ،فتجد أنه لما بدأ يقرأ كتب السنَّة مثل صحيح البخاري أو الحضور عند بعض المشايخ لقراءة بعض الكتب حذروا وقالوا هذا لا ينفعك وش ينفعك صحيح البخاري (!!) ،ماذا تنفعك هذه الأحاديث (!!) ،أنظر إلى العلماء هؤلاء ما حالهم هل نفعوا المسلمين ،المسلمون في كذا وكذا ،يعني أنهم لا يقرون فيما بينهم تدريس السنة ولا محبة أهلها فضلاً عن أصل الأصول ألا وهو الاعتقاد بعامة .
من مظاهرهم أيضاً : أنهم يرومون الوصول إلى السلطة وذلك بأنهم يتخذون من رؤوسهم أدوات يجعلونها تصل وتارة تكون تلك الرؤوس ثقافية ،وتارة تكون تلك الرؤوس تنظيمية ، يعني أنهم يبذلون أنفسهم ويعينون بعضهم حتى يصل بطريقة أو بأخرى إلى السلطة ،وقد يكون مغفولاً عن ذلك ، يعني إلى سلطة جزئية ،حتى ينفذون من خلالها إلى التأثير وهذا يتبع أن يكون هناك تحزب ، عني يقربون منهم في الجماعة ويبعدون من لم يكن في الجماعة فيقال : فلان ينبغي إبعاده ، لا يمكن من هذا . لا يمكن من التدريس ، لا يمكن من أن يكون في هذا ، لماذا ؟ والله هذا عليه ملاحظات ! ما هي هذه الملاحظات ؟ قال : ليس من الشباب ! ليس من الإخوان ونحو ذلك . يعني صار عندهم حب وبعض في الحزب أو في الجماعة ،وهذا كما جاء في حديث الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم )) قال : وإن صلى وصام ؟ قال : (( وإن صلى وصام ، فادعو بدعوة الله التي سماكم بها ربكم المسلمين والمؤمنين عباد الله )) . وهو حديث صحيح ...
ففيهم من خلال الجاهلية شيء كثير ، ولهذا ينبغي للشباب أن ينبهوا على هذا الأمر بالطريقة الحسنى المثلى حتى يكون هناك اهتداء إلى طريق أهل السنة والجماعة وإلى منهج السلف الصالح " اهـ.

وقال أيضاً : " أيضا من مظاهرهم بل مما يميزهم عن غيرهم أن الغاية عندهم من الدعوة هو الوصول إلى الدولة هذا أمر ظاهر بين في منهج الإخوان بل في دعوتهم . الغاية من دعوتهم هو الوصول إلى الدولة أما أن ينجى الناس من عذاب الله جل وعلا وأن تبعث لهم الرحمة بهدايتهم إلى ما ينجيهم من عذاب القبر وعذاب النار وما يدخلهم الجنة وما يقربهم إليها فليس في ذلك عندهم كثير أمر ولا كبير شأن ولا يهتمون بذلك لأن الغاية عندهم هي إقامة الدولة ولهذا يقولون الكلام في الحكام يجمع الناس ،والكلام في أخطاء الناس ومعاصيهم يفرق الناس فابذلوا مابه تجتمع عليكم القلوب ،وهذا لا شك أنه خطأ تأصيلي ونية فاسدة "اهـ.( )


14- الشيخ العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- :


قال -وفقه الله- : " أما ما سألت عنه من حال هذه الجماعة - أو المجموعة – فهذه الجماعة جماعة إخوانية وجماعة الإخوان إحدى الجماعات الدعوية الحديثة التي كلها ضالة مضلة ... تلك الجماعة،جماعة بدعية ضالة،وإن انتسبت إلى الدعوة !!،وتسمَّى المنتسبون إليها بالدعاة ،فلا تغتروا بها ... واعلموا أن جميع الجماعات الدعوية الحديثة كلها ضالة ـ سواء كانت تبليغية،أو إخوانية أو قطبية سرورية أو غيرها " اهـ.

أقول : هذه أحكام سادةِ علماء السنَّة وخيار دعاتهم ؛أئمةِ الهُدَى ومصابيح الدُّجَى كوكبةٍ من الأئمةِ الفحول ودعاة أهلِ السنَّة العدولِ في هذه الجماعة الحزبية البدعية (الإخوان المفلسون) –وغير هذه النقول كثير-.

أفنأخذ بها وبجرحهم المفصَّل والمفسَّر بإخراجهم لهذه الفرقة الضالة عن دائرة أهل السنَّة والجماعة أهل الحديث الفرقة الناجية المنصورة ؟

أم نأخذ بأحكام وشهادات الكذب والزور لأبي الفتن الإخواني صاحب البهت والفجور؟!

وأحض نفسي وإخواني السلفيين بالتمسك بغرز أهل العلم والإيمان وبجواب الأوَّلين أقول :


مـا الفخر إلا لأهل العلم إنَّهمُ *** على الهدى لمن استهـدى أدلاَّءُ
وقيمة المرء ما قد كان يحسنـهُ *** والجاهلون لأهل العلم أعـداء
فَـفُزْ بعلمٍ تَعِـشْ حياًّ به أبداً *** فالناس موتى وأهل العلم أحياء


هذه أوصاف أهل العلم الإيمان . فما وصف أبي الحسن الجويهل المغرور ؟

أترك الجواب للعلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- يصف لنا مثلَ حالِ أبي الفتن حيث يقول -للهِ دَرُّه وعلى الله أجره- :

" اللهم فعياذاً بك ممَّن قَصُر في العلم والدِّين بَاعه وطالت في الجهل وأذَى عبادِك ذِرَاعُه .فهو لجهله يرى الإحسان إساءة، والسنَّة بدعة والعرف نُكْراً، والظلمة نوراً ويجزي بالحسنة سيئة كاملة ،وبالسيئة الواحدة عشراً (!). قد اتَّخذ بطر الحق وغمط الناس سُلَّماً إلى ما يحبه من الباطل ويرضاه، ولا يعرف من المعروف، ولا ينكر من المنكر إلا ما وافق إرادته أو خالف هواه ،يستطيل على أولياء الرسول وحزبه بأصغريه ،ويجالس أهل الغي والجهالة ويزاحمهم بركبتيه. قد ارتوى من ماء آجن وتضلع واستشرف إلى مراتب ورثة الأنبياء وتطلَّع ،يركض في ميدان جهله مع الجاهلين ويُبَرِّزُ عليهم في الجهالة فيظن أنَّه من السابقين ،وهو عند الله ورسوله والمؤمنين عن تلك الوراثة النبوية بمعزل ,وإذا أُنْزِل الورثة منازلَهم منها فمنـزلته منها أقصى وأبعد منـزل :

نزلوا بمكة في قبائل هاشمٍ *** ونزلتَ بالبيداء أبعد منزل

وعياذاً بك ممن جعل الملامة بضاعته ،والعذل نصيحته ،فهو دائما يُبدِي في الملامة ويُعيد ويُكرِّر على العذل فلا يُفِيدُ ولا يَسْتَفِيد ،بل عياذاً بك من عدوٍّ في صورة ناصحٍ ،ووَليٍّ في مِسْلاَخِ بَعِيدٍ كَاشِحٍ ،يجعل عداوته وأذاه حذاراً وإشفاقاً ،وتنفيره وتخذيله إسعافاً وإرفاقاً (!!) " انتهى كلامه -رحمه الله- ( )


أقول : عدُّك يا أبا الحسن للإخوان المسلمين من أهل السنَّة عموماً (!) على ما عرفنا ما عندهم من بلايا -بعضها تخرجهم بالكلية عن دائرة أهل السنَّة والجماعة فضلا عن كلِّها (!)- يُبَيِّـنُ للناظرين المحققين أنَّ نهجك هذا أسوأ من نهج الإخوان المسلمين أنفسهم (!!) ؛إذْ أنَّهم يعترفون بالصوفي والرافضي والعلماني والنصراني ... ويقولون نجمعهم . فهم يعترفون بالفوارق بينهم وأنَّهم طرائقَ قِدَداً ليسوا على منهج واحد بل وليسوا على دين واحد (!).


أمَّا أنت : فتريد أن تجمع الجميع وتصهر هذا الخليط في بوتقة واحدة فهم -رُغم أنف علماء السنَّة(!)- من أهل السنَّة (!) -على منهجك البدعي الواسع الأفيح !- .

ولعلَّ هذه الخدمة الجليلة العظيمة التي تقدمها لإخوانك (الإخوان) لم تَخْطُرْ لهم ببال ولم تَدُرْ لهم بخيال !!

قال شيخنا العلامة ربيع السنَّة -حفظه الله- : " إنَّ اعتبار أبي الحسن هاتين الجماعتين - الإخوان المسلمين والتبليغ – من أهل السنة مع ما عُرِفَـتَا به من البدع والضلالات لمن أشد المخالفات لأهل السنة ومنهجهم وأصولهم ولقد ألفت في بيان ضلالهم مؤلفات كثيرة منها كتاب الشيخ حمود التويجري "القول البليغ في جماعة التبيلغ"، وكتاب "السراج المنير" للشيخ تقي الدين الهلالي وغيرهما من المؤلفات،كما صدرت فيهم فتاوى( ) " اهـ.( )


وقال : " نعم يا أبا الحسن بالنسبة لمنهجك أنت ،فالخلاف بينك وبين الإخوان ليس خلافاً مؤثراً ولا يفسد للود قضية. ومن هنا نلمس منك تدفق عواطف الرحمة واللطف والمحبة والاحترام لهم ولأمثالهم وتتأجج روحك بنيران الغضب والحقد والعداوة والتحقير والسبِّ لأهل السنة .
وكل إناء بما فيه ينضح .

ومهما تكن عند امرئٍ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم " ( )

أقول : إذا علمتَ هذا أيها القارئ اللبيب وفقهه قَلبُك تبيَّن لك زيغ هذا الرجل بأتم بيان وأوضح برهان (!) .

ولقد أنسانا هذا المصري بجهله ما سمعناه عن إخوانه الجاهلين ،وما أحسن ما قال مجاهد رضي الله عنه في قوله تعالى : ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه )

قال : " حتى يتركه لا يعقل " اهـ( ).

فسبحان من يحول بين المرء وقلبه .

( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ) آمين .


******

كتبه الفقير إلى عفو ربِّه
أبو إسحاق السطائفي الجزائري
غفر الله له ولوالديه ولمشائخه وللمسلمين
ليلة 29 من شهر ربيع الأول لعام 1430
من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلَّم .

يتبع بالحلقة الثانية ... بإذن الله تعالى

وإليك أخي السلفي الحبيب المقال منسق على ملف وورد بالهوامش كاملة :