ابو اسحاق
25-Feb-2012, 07:15 AM
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين من البتدعة و المشركين :
أما بعد فكل سلفي صادق بحمد الله و منته يفرح بتراجع الشيخ الفاضل الصادق-كما نحسبه- عبد المالك الرمضاني الجزائري, و حصلت الغاية من ردود أهل السنة و لله الحمه من قبل و من بعد.
و هنا أذكرمسألة و هي أن بعض أتباع على الحلبي المتعصبين له ممن يرمون أهل السنة بأنهم يفتشون في أخطاء من خالفهم ليسقطوه بغيا و حسدا, و يقصدون بذلك الشيخ رائد آل طاهر صاحب الرد على الشيخ عبد المالك الرمضاني, و الرد عليهم من وجهين :
أولا : قال الله عز وجل : ﴿ ولْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾.
فهذا منطلق أهل السنة في الرد على المخالف, و لو فرضنا أن الراد صاحب نية فاسدة - و هذا قد يحصل في كل الأعمال الصالحة- فهل ينفي هذا كون المنكَر الذي وقع فيه المردود عليه منكرا , من يقول هذا ؟؟
فكون صاحب الرد و النصيحة ذا نية فاسدة لا يسقط عن المردود عليه الرضوخ للحق و التراجع عن الباطل.
ثانيا : و هذا من باب الإلزام الذي لا يملك القوم غيره في الرد على أهل الحق, فهل نسي القوم مقال شيخهم الحلبي -هداه الله و سدده- و صنيعه الآثم في حق البخاري في مقاله :"قال الإمام البخاريُّ:(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ؛ فكيف يفهمُها السلفيُّ إذا صدرت من سلفي؟؟".
أليس البخاري إمام من أئمة المسلمين, أليس أمير المؤمنين في الحديث النبوي الشريف و أفضل منزلة من شيخنا الرمضاني-وفقه الله- و من مشايخ الشيخ الرمضاني.
فلماذا يذهب الحلبي ليفتش في أخطائه و زلاته لينصر قاعدته البدعية التي تلقفها من المأربي (حمل المجمل على المفصل), فيأتي بكلام صحيح صريح لا غبار عليه و لا مرية في صحته و نقائه فيجعله قولا منكرا صدر من البخاري ليطبق عليه قاعدته : يعذر البخاري في كلامه الباطل لأن مجمل عقيدته سليم.
نصرة لمنهجه و دفاعا عن نفسه أمام من تكلموا فيه.
فأين أنتم من الإنصاف يا أدعياء الإنصاف, حتى لا تكاد تجد في منتدياتهم عبارة يرمون بها أهل السنة أكثر تكرارا من عبارة (الكيل بمكيالين) و هم غارقون فيه .
و أخيرا أختم كلامي بكلام نفيس في الرد على هذه العبارة من كتاب الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول الكندي حفظه الله [عبارات موهمة]
:
(ومن العبارات الموهمة: قول بعضهم: "لا تفتش عن عقائد الناس وأخطائهم".
هذه العبارة يكررها بعض الناس إذا ما بلغه تحذير من أحد العلماء أو طلبة العلم من مقالة بدعية صدرت من بعض الناس، أو خطأ علمي ينبه عليه، ويحذر منه، فتراه يتمعر وجهه ويتغير شكله، ويقول: لا تفتشوا عن عقائد الناس وتبحثوا عن أخطائهم.
والواقع أن هذه العبارة في هذا المحل من الحق الذي أريد به باطل، وبيان ذلك هو التالي:
أولًا: محل هذه العبارة في البحث عن السرائر والأمور الخفية التي لم تظهر بـــذاتها أو بقرائن تدل عليها، وليس محل هذه العبارة عند ظهور بدعة صدرت من أحدهم، أو مقالة باطلة نادى إليها أحدهم، إذ فرق بين الظاهر وبين ما هو خفي يستر ولا يعرف هو أو ما يدل عليه.
ثانيـًا: ترك التنبيه على الخطأ والتحذير من البدعة والباطل، معناه تغرير عامة الناس بل حتى بعض طلبة العلم الذين قد لا ينتبهون لهذا الحال.
ثالثـًا: هل كلام السلف في تحذيرهم من بدع أهل الباطل إلا من باب الكلام والتحذير من العقائد الباطلة، والبدع المخالفة للسُّنَّة؟ فكيف يُقــال لمن حذر من بدعة أظهرها شخص ما، أو نبه على خطأ وقع فيه إنسان ما: لا تفتش عن عقائد الناس؟!
رابعـًا: التفتيش عن عقائد الناس بالسؤال والامتحان كما صنع المأمون في مسألة خلق القرآن من البدع التي يحذر منها، وليس منه بيان البدع التي ينادي بها بعض الناس والتحذير منها، وليس منه كشف أباطيل دعاة الباطل والتحذير منهم، فإن هذا غير هذا.
خامسًا: هؤلاء الذين يذمون من يكشف أهل الباطل ويحذر منهم، إما أن ينكروا البدع وإمّا أن لا ينكرونها، فإن أنكروا البدع ونبهوا على الخطأ والباطل وحذروا منه فقد أصابوا ـ إن شاء الله تعالى ـ لكن لماذا ينكرون على غيرهم ما يقومون هم به من إنكار البدع والتحذير من الباطل؟! أما إذا لم ينكروا البدع ولم يحذروا الناس من الباطل فهذا خروج عن منهج السلف في هذا الباب وكفى بهذا ذمًا لهم!
سادسـًا: قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كما في الدرر السنية (1/33): "وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله.
ومن ولي الخلافة، واجتمع عليه الناس، ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته؛ وحرم الخروج عليه.
وأرى هجر أهل البدع، ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر، وأَكِلُ سرائرهم إلى الله؛ وأعتقد: أن كل محدثة في الدين بدعة"اهـ.
والشاهد قوله: "وأرى هجر أهل البدع، ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر، وأَكِلُ سرائرهم إلى الله؛ وأعتقد: أن كل محدثة في الدين بدعة" اهـ.
وهذا كلام سلفي أثري ينبثق من كلمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، التي ذكرتها سابقًا حيث قال رضي الله عنه، كما جاء في صحيح البخاري: "إن أناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة".
فانظرْ إلى قوله رحمه الله: "وأحكم عليهم بالظاهر" وإلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة"، ثم انظر إلى هذا الذي يُنكر على من حذر من أهل البدع وفضح باطلهم، بدعوى أنه من باب تفتيش عقائد الناس، هل يصح هذا؟ سبحانك ربي! أليس في الحكم على الناس بحسب الظاهر والتحذير من صاحب البدعة إن أظهر بدعته عمل بهذا الأصل الذي قرره الفاروق رضي الله عنه؟!
ثم ماذا يريد هؤلاء، هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وقف من داود بن علي موقفًا لا أدري ماذا يسميه هؤلاء، في قصة ذكرها الخطيب البغدادي (في تاريخ بغداد 8/374 بسند رجاله ثقات)، فقد أتى داود بن علي الأصبهاني إلى صالح بن أحمد بن حنبل وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن (يعني: علاقته به كانت حسنة) فكلم صالحا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه.
فأتى صالح أباه (أحمد بن حنبل) فقال له: رجل سألني أن يأتيك؟
قال: ما اسمه؟
قال: داود.
قال: من أين؟
قال: من أهل أصبهان.
قال: أي شيء صناعته؟
قال: وكان صالح يروغ عن تعريفه إياه. فما زال أبو عبدالله يفحص عنه حتى فطن.
فقال: هذا قد كتب إلي محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني.
قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره.
فقال أبو عبدالله (أحمد بن حنبل): محمد بن يحيى أصدق منه لا تأذن له في المصير إلي".
تأمل أخي موقف الإمام أحمد، هل هذا الإمام وهو إمام أهل السُّـنَّة والجماعة في الاقتداء بسُّـنَّة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وإتباع آثار الصحابة رضوان الله عليهم، فهل كان يفتش عن عقائد الناس ويتتبع أخطاءهم؟! وانظر كلامه مع كلام عمر بن الخطاب السابق: "ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة".
فهذا كلام محمد بن عبدالوهاب يصدقه كلام أحمد بن حنبل يصدقه كلام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فهل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأحمد بن حنبل رحمه الله ومحمد بن عبدالوهاب رحمه الله كانوا يفتشون عن عقائد الناس ويتتبعون أخطاءهم لما يردون البدع ويحكمون على الناس بحسب ظاهرهم وإن قالوا إن باطنهم حسنا؟! والله الموفق.)
و الحمد لله رب العالمين.
أما بعد فكل سلفي صادق بحمد الله و منته يفرح بتراجع الشيخ الفاضل الصادق-كما نحسبه- عبد المالك الرمضاني الجزائري, و حصلت الغاية من ردود أهل السنة و لله الحمه من قبل و من بعد.
و هنا أذكرمسألة و هي أن بعض أتباع على الحلبي المتعصبين له ممن يرمون أهل السنة بأنهم يفتشون في أخطاء من خالفهم ليسقطوه بغيا و حسدا, و يقصدون بذلك الشيخ رائد آل طاهر صاحب الرد على الشيخ عبد المالك الرمضاني, و الرد عليهم من وجهين :
أولا : قال الله عز وجل : ﴿ ولْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾.
فهذا منطلق أهل السنة في الرد على المخالف, و لو فرضنا أن الراد صاحب نية فاسدة - و هذا قد يحصل في كل الأعمال الصالحة- فهل ينفي هذا كون المنكَر الذي وقع فيه المردود عليه منكرا , من يقول هذا ؟؟
فكون صاحب الرد و النصيحة ذا نية فاسدة لا يسقط عن المردود عليه الرضوخ للحق و التراجع عن الباطل.
ثانيا : و هذا من باب الإلزام الذي لا يملك القوم غيره في الرد على أهل الحق, فهل نسي القوم مقال شيخهم الحلبي -هداه الله و سدده- و صنيعه الآثم في حق البخاري في مقاله :"قال الإمام البخاريُّ:(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ؛ فكيف يفهمُها السلفيُّ إذا صدرت من سلفي؟؟".
أليس البخاري إمام من أئمة المسلمين, أليس أمير المؤمنين في الحديث النبوي الشريف و أفضل منزلة من شيخنا الرمضاني-وفقه الله- و من مشايخ الشيخ الرمضاني.
فلماذا يذهب الحلبي ليفتش في أخطائه و زلاته لينصر قاعدته البدعية التي تلقفها من المأربي (حمل المجمل على المفصل), فيأتي بكلام صحيح صريح لا غبار عليه و لا مرية في صحته و نقائه فيجعله قولا منكرا صدر من البخاري ليطبق عليه قاعدته : يعذر البخاري في كلامه الباطل لأن مجمل عقيدته سليم.
نصرة لمنهجه و دفاعا عن نفسه أمام من تكلموا فيه.
فأين أنتم من الإنصاف يا أدعياء الإنصاف, حتى لا تكاد تجد في منتدياتهم عبارة يرمون بها أهل السنة أكثر تكرارا من عبارة (الكيل بمكيالين) و هم غارقون فيه .
و أخيرا أختم كلامي بكلام نفيس في الرد على هذه العبارة من كتاب الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول الكندي حفظه الله [عبارات موهمة]
:
(ومن العبارات الموهمة: قول بعضهم: "لا تفتش عن عقائد الناس وأخطائهم".
هذه العبارة يكررها بعض الناس إذا ما بلغه تحذير من أحد العلماء أو طلبة العلم من مقالة بدعية صدرت من بعض الناس، أو خطأ علمي ينبه عليه، ويحذر منه، فتراه يتمعر وجهه ويتغير شكله، ويقول: لا تفتشوا عن عقائد الناس وتبحثوا عن أخطائهم.
والواقع أن هذه العبارة في هذا المحل من الحق الذي أريد به باطل، وبيان ذلك هو التالي:
أولًا: محل هذه العبارة في البحث عن السرائر والأمور الخفية التي لم تظهر بـــذاتها أو بقرائن تدل عليها، وليس محل هذه العبارة عند ظهور بدعة صدرت من أحدهم، أو مقالة باطلة نادى إليها أحدهم، إذ فرق بين الظاهر وبين ما هو خفي يستر ولا يعرف هو أو ما يدل عليه.
ثانيـًا: ترك التنبيه على الخطأ والتحذير من البدعة والباطل، معناه تغرير عامة الناس بل حتى بعض طلبة العلم الذين قد لا ينتبهون لهذا الحال.
ثالثـًا: هل كلام السلف في تحذيرهم من بدع أهل الباطل إلا من باب الكلام والتحذير من العقائد الباطلة، والبدع المخالفة للسُّنَّة؟ فكيف يُقــال لمن حذر من بدعة أظهرها شخص ما، أو نبه على خطأ وقع فيه إنسان ما: لا تفتش عن عقائد الناس؟!
رابعـًا: التفتيش عن عقائد الناس بالسؤال والامتحان كما صنع المأمون في مسألة خلق القرآن من البدع التي يحذر منها، وليس منه بيان البدع التي ينادي بها بعض الناس والتحذير منها، وليس منه كشف أباطيل دعاة الباطل والتحذير منهم، فإن هذا غير هذا.
خامسًا: هؤلاء الذين يذمون من يكشف أهل الباطل ويحذر منهم، إما أن ينكروا البدع وإمّا أن لا ينكرونها، فإن أنكروا البدع ونبهوا على الخطأ والباطل وحذروا منه فقد أصابوا ـ إن شاء الله تعالى ـ لكن لماذا ينكرون على غيرهم ما يقومون هم به من إنكار البدع والتحذير من الباطل؟! أما إذا لم ينكروا البدع ولم يحذروا الناس من الباطل فهذا خروج عن منهج السلف في هذا الباب وكفى بهذا ذمًا لهم!
سادسـًا: قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كما في الدرر السنية (1/33): "وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله.
ومن ولي الخلافة، واجتمع عليه الناس، ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته؛ وحرم الخروج عليه.
وأرى هجر أهل البدع، ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر، وأَكِلُ سرائرهم إلى الله؛ وأعتقد: أن كل محدثة في الدين بدعة"اهـ.
والشاهد قوله: "وأرى هجر أهل البدع، ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر، وأَكِلُ سرائرهم إلى الله؛ وأعتقد: أن كل محدثة في الدين بدعة" اهـ.
وهذا كلام سلفي أثري ينبثق من كلمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، التي ذكرتها سابقًا حيث قال رضي الله عنه، كما جاء في صحيح البخاري: "إن أناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة".
فانظرْ إلى قوله رحمه الله: "وأحكم عليهم بالظاهر" وإلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة"، ثم انظر إلى هذا الذي يُنكر على من حذر من أهل البدع وفضح باطلهم، بدعوى أنه من باب تفتيش عقائد الناس، هل يصح هذا؟ سبحانك ربي! أليس في الحكم على الناس بحسب الظاهر والتحذير من صاحب البدعة إن أظهر بدعته عمل بهذا الأصل الذي قرره الفاروق رضي الله عنه؟!
ثم ماذا يريد هؤلاء، هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وقف من داود بن علي موقفًا لا أدري ماذا يسميه هؤلاء، في قصة ذكرها الخطيب البغدادي (في تاريخ بغداد 8/374 بسند رجاله ثقات)، فقد أتى داود بن علي الأصبهاني إلى صالح بن أحمد بن حنبل وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن (يعني: علاقته به كانت حسنة) فكلم صالحا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه.
فأتى صالح أباه (أحمد بن حنبل) فقال له: رجل سألني أن يأتيك؟
قال: ما اسمه؟
قال: داود.
قال: من أين؟
قال: من أهل أصبهان.
قال: أي شيء صناعته؟
قال: وكان صالح يروغ عن تعريفه إياه. فما زال أبو عبدالله يفحص عنه حتى فطن.
فقال: هذا قد كتب إلي محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني.
قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره.
فقال أبو عبدالله (أحمد بن حنبل): محمد بن يحيى أصدق منه لا تأذن له في المصير إلي".
تأمل أخي موقف الإمام أحمد، هل هذا الإمام وهو إمام أهل السُّـنَّة والجماعة في الاقتداء بسُّـنَّة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وإتباع آثار الصحابة رضوان الله عليهم، فهل كان يفتش عن عقائد الناس ويتتبع أخطاءهم؟! وانظر كلامه مع كلام عمر بن الخطاب السابق: "ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة".
فهذا كلام محمد بن عبدالوهاب يصدقه كلام أحمد بن حنبل يصدقه كلام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فهل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأحمد بن حنبل رحمه الله ومحمد بن عبدالوهاب رحمه الله كانوا يفتشون عن عقائد الناس ويتتبعون أخطاءهم لما يردون البدع ويحكمون على الناس بحسب ظاهرهم وإن قالوا إن باطنهم حسنا؟! والله الموفق.)
و الحمد لله رب العالمين.