المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا هو أخوك .



أبو هنيدة ياسين الطارفي
02-Mar-2012, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تدبر وتمعن أخي الموفق:كلام يكتب بدمع العين....

قال الشيخ محمد المدخلي حفظه المولى:

{....فهكذا المسلم ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ولا يدّعي العبد الكمال ولا يدّعي أنه معصوم ولا يدّعي بأنه يأمن على نفسه ، لا الكمال - من ادّعاه فهو كاذب - ولا العصمة - من ادعاها فهو كافر - ولا أنه لا يفتن لا تأتيه الفتنة .

وإذا كان الأمر كذلك فهو محتاج لإخوانه وحاجته لإخوانه في دينه أهم من حاجته إليهم في الدينار و الدرهم ، و ذلك لأن إخوانك هم الذين يسددونك و يعينونك و يثبتونك و يكملونك أيضاً ، إن رأوا منك نقصاً حثوك على الكمال واستكمال ذلك النقص ، و إن رأوا منك خطئاً صوبوك و سددوك و قوموك ، و إن رأوا منك ضعفاً أعانوك و إن رأوا فيك عيباً ستروك وأعادوك إلى الحق و الجادة ، هؤلاء هم الإخوان ، و الأخ الناصح هو الذي منك بمحل الروح كما ساق الخطيب في المهروانيات وابن عبد ربه في العقد :
هموم أنـاس فـي أمـور كثيرة وهمي في الدنيـا صديـق مساعـد
نعيش كروح بين الجسمين قسمت فجسماهما جسمان و الروح واحد
هذا هو أخوك ...}

أبو عبد الله المعتز بالله الجيلالي السلفي
04-Mar-2012, 11:33 AM
بارك الله فيك

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
05-Mar-2012, 01:39 PM
بارك الله فيك هذا الذي ينقص الاخوة السلفيين

أبو يوسف عبدالله الصبحي
05-Mar-2012, 01:54 PM
جزاك الله خيراً

أبو هنيدة ياسين الطارفي
06-Mar-2012, 12:42 PM
وإياكم وحفظكم الله وشكرا.
والحمد لله إني قوي بكم ...

أبوسيف الجزائري
06-Mar-2012, 02:54 PM
بارك الله فيك أخي ياسين ، حقا هذا ما ينقص السلفيين الخلص .

أبو هنيدة ياسين الطارفي
07-Mar-2012, 11:49 AM
قال الشيخ محمد المدخلي حفظه المولى:


{.......ولكن هذه الإخوة الصادقة ما تحصل يا إخوتي إلا بالترابط و ما تحصل إلا بالتعاهد وما تحصل إلا بالمداومة في السؤال ، وما تحصل إلا بالإلتقاء ، وما تحصل إلا بما ذكرنا من بذل النصح بذل التذكير بذل التصويب بذل التوجيه بذل الستر على من أخطأ إن كان فيما بينه وبين نفسه أو لم يشع خطئه ثم إعادته إلى الجادة وهكذا .
لأنك أنت داعية و الداعية إنما همه رحمة الناس و الرحمة للناس في هدايتهم ،
ولذلك وصف الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله : { بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} فالواجب على العبد أن يكون بإخوانه رؤوفاً رحيماً ، و أن يكون لطيفاً في معشره معهم و أن يكون معهم كريماً ، وهذه المعاني كلها لا تأتي بدون الارتباط بدون التلاحم بدون التلاقي بدون التزاور بدون التعاهد ما يمكن أن تأتي فلا بد معشر الإخوان من هذا .

- و أعظم ثمراتها اضافة إلى ما ذكرنا تفويت الفرصة على العدو اللدود وهو الشيطان الرجيم ، و اتباعه من شياطين الإنس الذين قال الله عنهم { شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ }[8] فهناك من شياطين الإنس الآن من هو متوجه إلى ابناء الدعوة السلفية إلى العسكر الذين حمى الله بهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ابناء الدعوة السلفية هم جنودها علماء الدعوة السلفية هم قادة هؤلاء الجند في كل زمان ومكان ، وقد أدرك ذلك أعداء الدعوة السلفية في كل مكان ، فاتَحَدوا - يا معشر الإخوان - و أظن أنّ هذا الأمر غير خاف على كثير منكم -

- فاتَحَدوا فيما بينهم في الآونة الأخيرة و عقدوا اللقاءات و انصهروا في بوتقة واحدة ، وهذا ليس بغريب عليهم منذ القدم ، لكنهم في الآونة الأخيرة اتحدوا جميعاً باختلاف طوائفهم وبدعهم كبرى كانت أو صغرى ،اتحدوا على عدو واحد وهو حملة المنهج السلفي ودعاة المنهج السلفي وعلماء المنهج السلفي ، و للأسف أقولها وبمرارة و صراحة أيضاً ؛ في حالة ضعف منّا وتساهل منّا بسبب ضعفنا و إحسان الظن بنفوسنا - الذي لا ينبغي للمسلم أن يأمن على نفسه الفتنة فإنه إبراهيم عليه الصلاة و السلام أبو الأنبياء وهو المعصوم يقول : { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأصْنَامَ }[9] طلب ربه أن يجنبه و أن يعصمه من عبادة الأصنام وهو النبي المعصوم المرسل فكيف بمن دونه ؟! فكيف بمن لم يعصم ؟! قال التيمي - كما تعلمون - : [ فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم ] .}

أبو هنيدة ياسين الطارفي
11-Mar-2012, 04:00 PM
قال فضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله:


....عباد الله، ينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه؛ فإن رأى من أخيه المسلم نقصا في دينه اجتهد في إصلاحه، فلا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يغتابه أحد ، فكيف يغتاب أخاه ، وقد قال الله تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات : 12]، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يسعى أحد بينه وبين أحبابه بالنميمة؛ فكيف يسعى هو بين إخوانه المتحابين في النميمة ليفسد ما بينهم ؟ وقد قال الله تعالى: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ *هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) [القلم: 10، 11]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة نمام "، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يسخر منه أحد أو يستهزيء به أحد؛ فيكف يسخر من إخوانه ويستهزئ بهم وينقصهم، وقد قال الله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) [الهمزة : ا]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ*وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ) [ المطففين : 29، 30]، إذا كان المؤمن لا يرضى أن يغشه أحد في بيعه وشرائه؛ فكيف يغش إخوانه ويخدعهم في معاملاته معهم ؟ إذا كان المؤمن لا يرضى أن يؤذيه جاره؛ فكيف يؤذي هو جيرانه ؟ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والله لا يؤمن والله لا يؤمن ، والله لايؤمن ، من لايأمن جاره، بواثقه"، إذا كان المؤمن لا يرضى أن يظلم فكيف يظلم الناس؟ وإذا كان المؤمن لو خطب امرأة أو باع سلعة أو اشتراها لا يرضى أن يفسد عليه ذلك أحد؛ فيخطب على خطبته أو يبيع على بيعه أو يشتري على شرائه؛ فكيف تصدر منه هذه الأمور في حق إخوانه المؤمنين؟! وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بعض، وكونوا عباد الله إخوانا "، وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "لا يبع المؤمن على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه"، لقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- المقباس الصحيح للمؤمن الحقيقي في كلمة مختصر جامعة وهي قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه"؛ فإذا كان يحب لنفسه الخير؛ فليجبه لإخوانه ويجتهد في جلبه لهم، وإذا كان يكره لنفسه الشر فليكرهه لإخوانه؛ فيصرف شره عنهم ويجتهد في صرف شر غيره عن إخوانه، وتلك قاعدة نافعة ووصية جامعة.
(من كتاب الخطب المنبرية، لمعالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان/ ج1)