المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {أحد ..خصال خواص الخلق ...}



أبو هنيدة ياسين الطارفي
02-Apr-2012, 06:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصلت: 34].

قال السعدي رحمه الله و غفر له في تفسير هذه الاية:
" يقول تعالى :
" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة "
أي : لا يستوي فعل الحسنات والطاعات ، لأجل رضا الله تعالى ، وفعل السيئات والمعاصي ، التي تسخطه ولا
ترضيه . ولا يستوي الإحسان إلى الخلق ، ولا الإساءة إليهم ، لا في ذاتها ، ولا في وصفها ، ولا في جزائها
" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "
. ثم أمر بإحسان خاص ، له موقع كبير ، وهو : الإحسان إلى من أساء إليك فقال
" ادفع بالتي هي أحسن "
أي : فإذا أساء إليك مسيء من الخلق ، خصوصا من له حق كبير عليك ، كالأقارب ، والأصحاب ، ونحوهم ،
إساءة بالقول أو بالفعل ، فقابله بالإحسان إليه . فإن قطعك فصله ، وإن ظلمك فاعف عنه ، وإن تكلم فيك ،
غائبا أو حاضرا ، فلا تقابله ، بل اعف عنه ، وعامله بالقول اللين . وإن هجرك ، وترك خطابك ، فطيب له
الكلام ، وابذل له السلام . فإذا قابلت الإساءة بالإحسان ، حصل فائدة عظيمة .
" فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
أي : كأنه قريب شفيق .
" وما يلقاها "
أي : وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة
" إلا الذين صبروا "
نفوسهم على ما تكره ، وأجبروها على ما يحبه الله . فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم
العفو عنه ، فكيف بالإحسان ؟ فإذا صبر الإنسان نفسه ، وامتثل أمر ربه ، وعرف جزيل الثواب وعلم أن
مقابلته للمسيء بجنس عمله ، لا تفيده شيئا ، ولا تزيد العداوة إلا شدة ، وأن إحسانه إليه ليس بواضع قدره ،
بل من تواضع لله رفعه ، هان عليه الأمر ، وفعل ذلك متلذذا مستحليا له .
" وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
لكونها من خصال خواص الخلق ، التي ينال بها العبد ، الرفعة في الدنيا والآخرة ، التي هي من أكبر خصال
مكارم الأخلاق . انتهى.

[تفسير السعدي رحمه الله تعالى].
أبو عبد الاحد السني. البيضاء

أبو عبد الله المعتز بالله الجيلالي السلفي
05-Apr-2012, 12:36 PM
بارك الله فيك وفي علمك