المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإرهاب والتطرف وعلا قتهما بالتقصير في التربية



أبو الوليد خالد الصبحي
19-Mar-2010, 12:43 AM
الإرهاب والتطرف وعلا قتهما بالتقصير في التربية .





دور التربية في مكافحة التطرف والإرهاب


لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عمر بن سالم بازمول حفظه الله









عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى كلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة


أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله
فهذه محاضرة للشيخ محمد بازمول حفظه الله بعنوان (( دور التربية في مكافحة التطرف والإرهاب ))
ألقاها بمكة المكرمة وهي محاضرة قيمة أدار فيها الكلام على النقاط التالية :
أولاً: شرح عنوان الْمُحَاضَرة.
ثانيًا: الْمُجتَمَع والتربية.
ثالثًا: الإرهاب والتطرف وعلاقتهما بالتقصير فِي التربية!!
رابعًا: لِمَاذَا التربية الإسلاميَّة تقاوم وتواجه التطرف والإرهاب؟
خامسًا: كيف تقاوم التربية الإسلامية التطرف والإرهاب؟


فجزى الله شيخنا خير الجزاء عليها وبارك في علمه وعمله وأسأل الله تعالى ان ينفع بها كاتبها وقارئها إنه ولي ذلك والقادر عليه . وإليكم بعضا من المحاضرة مكتوبة :



ان الحمد الله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ با لله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له



وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك لهوأشهد أن محمد عبده ورسوله



يأيها اللذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاوأنتم مسلمون. (1)



ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلقمنها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامإن الله كان عليكم رقيبا(2)



يأيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلحلكم أعمالكم ويغفرلكم ذنوبكم ومنيطع الله ورسوله فقد فازفوزاً عظيما (3)



أما بعد /



فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد رسولاللهوشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .



وبعد. (4)



هذا الموضوعمهم جدا حيت ذكرت إحدى الباحثات " أن العوامل التربوية ليست من الأسباب المباشرةالإرهاب " اه (5)



وهذا صحيح. اذالتطرف والإرهاب قد يكون مرده الى الجهل أو النفس الأمارة بالسوء أو دعاةالضلالة.فلا تلازم بين وجود الإرهاب والتطرف والتقصير في التربية بمعنى_ أنه قد لايوجد تقصير في التربية أصلا ومع ذلك يوجد سلوك متشدد أو متطرف وسلوكارهابي



وقد يوجد قصور في التربيةولا يوجد تطرف وإرهاب



ودلك يدل عليهالواقع فان الصور الأولى للتشدد والتطرف ظهرت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهل يقول قائل. ان التقصير في التربية كان سببا في ذلك الذي قال " اعدل يا محمد " وفي رواية " والله ان هذه القسمة ما عدل وما أريد بها وجه الله" قاله في زمن الرسولصلى الله عليه وسلم والذين خرجوا على عثمان واستباحوا دمه لم يستبيحوه بشيء من الحقبل جاء في الحديت الشريف ما يشير الى أن عثمان على حق. فلم يكن لهم أي مبرر صحيحلما فعلوه اذ لا تقصير من عثمان رضي الله عنه. وفي هذا دليل على أن أهم الأسبابالمباشرة في حدوت الارهاب أسباب تعود الى ذات الشخص لا الى أمر خارج عنه فهي طبيعة عند بعض الناس وهي قصور وجهل فيهم. بدون أن يكون هناك أي تقصير في التربية



والتعليم أحيانا وقد يكون مرده ذلك الى أحقاد شخصية. وترسبات نفسية أدت الى مثل هذا السلوك الاجرامي. " الارهاب ولنا في إبليس أكبر عبرة في ذلك فانه كان في ملأ الملائكة. ومع ذلك صدر منه الاباء والاستكبار على أمر الله تعالى . ولذلك الشرع لم يقتصر على دور الأسرة في التأثير على الطفل بل ذكرت تأثير العوامل الخارجية مع العوامل الداخلية



فقرر الرسول صلى الله عليهوسلم أثر الأسرة على الانسان في قوله فيما جاء عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن . أن أباهريرة رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما من مولولد الا يولد على الفطرة.فأبواه يهودانه وينصرانه أو يمجسنانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. هل تحسون فيها من جدعاء . ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه " فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم" (6)



وبين رسولالله صلى الله عليه وسلم المؤثرات الخارجية في قوله فيما جاء عن عياض بن حمارالمجاشعي. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته . " ألا ان ربيأمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا كل ما نحلته عبدا حلال واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا" ( 7)كما جاء ذكر تأثير النفس الأمارة بالسوء على صاحبها في قوله تعالى " وما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء الاما رحم ربي ان ربي غفور رحيم " ( سورة يوسف. الآية 53) فهذه جميعها أسباب في السلوك الانسان التطرف والإرهابوالعنف والمقصود أنه مع أهمية ووضوح دور التربية في مكافحة ومقاومة التطرفوالإرهاب. الا أن التقصير في التربية ليس هو السبب المباشر لهما. اذ من الناس من لاينقصه شيء من التربية الصالحة ومع هذاسلك هذا السبيل اما تبعا لنفسه الأمارةبالسوء. أو تبعا لدعاة الضلالة ولكن هذا قليل جدا. اذ غالبية الموقوفين لوحظ فيهم أن وراء كل واحد منهم مشكلة أسرية بل أكترهم عاش فترة عقوق للوالدين انطلق منها الى هذه الخلية أو على هذا العمل الإرهابي المتطرف





" لماذا التربية الاسلامية تقاوم وتواجه التطرف والإرهاب "





من خصائص الدين الاسلامي أنه لا يقف بالمسلم عند ظواهر الأمور والعلوم بل يتسامى به الى معرفة الغايات والأهداف ويتميز المسلم بذلك عن الكفارالذين " يعلمون ظهرا من الحيوةالدنيا وهم عن الأخرة هم غفلون " ( الروم .7) يقول الله تبارك وتعالى – في فاتحة سورة الروم. " الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنينلله الأمر من قبل ومن بعد ويومد يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيزالرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكتر الناس لا يعلمون يعلمون ظهيرا من الحيوة الدنيا وهم عن الأخرة غفلون " (سورة الروم . الأية 1-7) قا ل صاحب اضواءالبيان في ايضاح القران با لقران " قد ذكر جلا وعلا – في هذه الاية الكريمة اربعة أمور .



الاول . أنه لا يخلف وعده



والثاني . ان أكتر الناس – وهم الكفار – لا يعلمون



والثالث. أنهم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا.



والرابع. أنهم غافلون عن الأخرة



وهذه الأمور الأربعة جاء ت موضحة في غير هذا الموضع" ثم قال " وأما الثالث منها – وهو كونهم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا – فقد جاء أيضا فيغير هذا الموضع, كقوله تعالى. وزين لهم الشيطن أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوامستبصرين ( العنكبوت. 3أي في الدينا . وقوله تعالى " فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحيوة الدنياة ذلك مبلغهم من العلم" ( النجم .( 30 - 29) وقوله ." يعلمون ظهرا من الحيوة الدنيا " يفيد أن للدنيا ظاهرا وباطنا :



فظاهرها. ما يعرف الجهال من التمتع بزخارفها والتنعم بلاذها



وباطنها وحقيقتها أنها مجاز الى الأخرة , يتزود منها اليهابالطاعة والأعمال الصالحة .



وفي تنكير " الظاهر" بيان أنهم لا يعلمون الا ظاهر واحد من ظواهرها , وفيه تقليل لمعلومهم, فهو لا علم في الحقيقة.



ثم لما نفى عنهم – جلا وعلا – اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل., أثبت لهم نوعا من العلم في غاية الحقارة بالنسبة الى غيره في قوله تعالى . " ولكن أكتر الناس لا يعلمونيعلمون ظهرا من الحيوة الدنيا " وعاب ذلك النوع المذكور من العلم بعيبين عظيمين .



- أحدهما. قلته وضيق مجاله, الأنه لا يجازظاهرا من الحياة الدنيا, والعلم المقصور على ظاهر من الحياة الدنيا في غاية الحقارة وضيق المجال بالنسبة الى العلم بخالق السموات والأرض – جلا وعلا , والعلم بأوامره ونواهيه وبما يقرب عبده منه , ومايبعده عنه وما يخلد في النعيم الأبدي والعذاب الأبدي من أعمال الخير والشر



- والثاني منهما هو دناءة هدف ذلك العلم , وعدم نبل غياته, لأنه لا يتجاوز الحياة الدنيا , وهي سريعة الانقطاع والزوال , ويكفيك من تحقير هذا العلم الدنوي. أن أجود أوجه الاعراب في قوله" يعلمون ظهرا " أنه بدل من قوله قبله " يعلمون " فهذا العلم كلا علم لحقارته



وفي هذا الابدال من النكتة . أنه أبدله منه وجعله بحيت يقوم مقامه’ ويسد مسده, ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم – الذي هو الجهل – وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا. (



والمقصود . أن علم المسلم علم لا يقف عند وصف الظاهر, بل ينظر الى الغايات والأهداف,



ويتسامى بدلك عن علم الكفار .



ومن هنا يأتي السؤال المهم لماذا تهتم التربية الاسلامية بمقاومة التطرف والارهاب والجواب لأنالتطرف والارهاب يعطل الانسان عن عبادة الله تعالى ,واقامة الشرع فى الأرض ,واعمارها بالدين ,فان الله خلق الانسان لعبادته "وماخلقت الجن والانس الاليعبدون"( الذاريات .الاية 56) وتوعد من أعرض عن ذكره "ومن أعرض عن ذكرى فان لهم عيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى "(طه 124) فالتطرف والارهاب من المعيشة الضنك التى يحياها الانسان فى الارض ,وتعطله عن عبادة الله ,يخرج عن دين الله الذى ارتضاه لهم سبحانه .ألاترى الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى صفتهم ,يقول ."يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". وفى وصفه الذين يفارقون الجماعة بأنهم يفارقونالدين ."التارك لدينه المفارق للجماعة " وألا ترى كيف وصف الرسول صلى الله عليهوسلم التشد د فى العبادة بأنه رغبة عن سنته صلى الله عليه وسلم ."ومن رغب عن سنتي فليس منى " حتى الجهاد انما شرع لإعلاء كلمة الله ."من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا ,فهو فى سبيل الله ". وجعل عقوبة للكافر لما يمتنع عن شرع الله وعن الجزية .فالارهاب والتطرف لما كانا يخرجان بالمسلم عن الصراط المستقيم ." صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ( الفاتحة الأية 7) ولما كان يحييان المسلم في عيشة الضنك في مجتمعه وأمته في دنياه واخرته لما كان كذلك , قاومتهما التربيةالاسلامية



والخلاصة-



أن مقصود التربية الاسلامية تهيئة الفرد ليتكيف مع بيئتهومجتمعه,لا قامة شرع الله تعالى , على الوجه الذي يرضاه الله لنا .





كيف تقاوم التربية الاسلامية التطرف والإرهاب







الذي يظهربعد تأمل في ذلك . أن دور التربية في مقاومة التطرف والارهاب



يتركز على ثلاثةمحاور




المحور الأول .الكتاب المدرسي.




المحور الثاني. تكوين المعلمالناجح.




المحورالثالث التعا ون الأسري.




ولبيان هذه المحاور أقول.




المحور الأول الكتابالمدرسي.




ويقصد به الأمورالنظرية في تكوين المنهج الدراسي للطالب , حيت يهتم بما يربى عليه الطالب ,



فتبسط المعاني الشرعية التي تقي – باذن الله – من الوقوع في هذه الاتجاهات الفكرية, وتأثيرها مع العاطفة على السلوك البشري .(9)والله أمرنا أن نكون ربا نيين قال – تبارك وتعالى -. "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتبوبما كنتم تدرسون "( ال عمران الاية 79)



وفي كتاب العلم من صحيح البخاري , باب العلم قبل القول والعمل , علق البخاري قول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى " كونواعبادا" ( العمران الآية 79) قال " حلماء فقهاء "



قال البخاري " ويقال . الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره "اه



وعلى هذا فالعالم الرباني نسبة إلى التربية لتعلم العلم .فالعالم الرباني الذي يربي الناس على صغارالمسائل قبل كبارها.وفي شرح صحيح البخاري فتح الباري. " المراد بصغار العلم . ماوضح من مسائله,



وبكباره . ما دقمنها .



وقيل . يعلمهم جزئياته قبل كلياته , أو فروعه قبل أصوله, أو مقدماته قبل مقاصده.



وقال ابن الأعرابي. لا يقال لعالم رباني, حتى يكون عالمامعلما عاملا" اه



ولعل من أهمالمعاني الشرعية في ذلك *




1- ترسيخ أن الاسلام دين الحنيفية السمحة , ودين اليسر .




2- بياننهي الإسلام عن التشدد في الأمر في غير محله




3- توضيح فقه الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر.




4- ابراز نهي الشرع




5-ترسيخ أهمية لزوم الجماعة ,وخطر ترك السمع والطاعة لولاةالأمور.




وقبل التحلية فكر الطالب بهذه المعاني الشرعية يجب القيام براجعة جميع مناهج الدراسة, وتحليتها مما قد يكون تسرب إليها من أفكار وتصورات أو اجمالات تمهد عقلية الطالب لتقبل مأتي به دعاة هذه الجماعة أو تلك مما يخالف ما عليه السلف الصالح , وما جرى عليه علماء الأمة في هذه البلاد – حرسها الله – على ألا تقتصر المراجعة على المناهج الدينية بل حتى كتب القراءة ( المطالعة) والأدب التاريخ والجغرافيا وغيرها بحاجة الى مراجعة متأنية , والله المستعان.



واليك بينها.




1- ترسيخ أنالاسلام دين الحنيفية السمحة, ودين اليسر




يقول الله – تبارك وتعالى -. "يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون" ( المائدة الأية 6)



ويقول تعالى " يريد الله بكماليسر ولا يريد بكم العسر " ( البقرة الأية 185)



ويقول تعالى " يريد الله أن يخفف عنكم " ( النساء الأية 2



ويقول – تبارك وتعالى- . " وجهدوا في الله حق جهاده هو أجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سمكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداءعلى الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وعتصموا بالله هو مولكم فنعم المولى ونعم النصير" ( الحج الأية 7



وجه الدلالة. أن وصف الله سبحانه وتعالى الدين بأنه يسر , وبأنه الله ما جعل علينا فيها حرج , وأن الله يريد أن يخفف عنا , وكل هذا يدل على أن الغلو في الدين غير مطلوب , بل ليس هو من الدين , وأن التوسط هو سمة الدين ومنهاجه. والوسطية بين طرفين. تشدد وتساهل



وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم الاسلام بأنه دين الحنيفية السمحة ,



عن ابن عباس قال " قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ' أي الاديان احب الى الله ' قال ' الحنيفة (.السمحة '(10)



والحديث نص في أن الاسلام دين الحنيفة السمحة والسماحة تتنافى مع الغلو والتشدد فيه اذ هو دين لا ضيق ولا شدة فيه



عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولاتعسروا وبشروا ولا تنفروا انما بعتثم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" (11)



والحديث يأمر بالتيسير وترك التنفير والتعسير مما يستلزم ترك الغلو وطلب الوسط اذ اليسر هوالسماحة وترك التشدد وخير الامور الوسط



وقد بوب البخاري على الحديث في كتاب الادب " باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ' يسروا ولا تعسروا ' وكان يحب التخفيف واليسر على الناس "



وقد أخد العلماء بهذه الأمورفقعدوا قاعدة فقهية من قواعد الفقه الكبرى(12)والتي عليها مدار الفقه الاسلامي وهي قاعدة " المشقة تجلب التيسير " ومن فروعها " الضرورة تبيح المحظورة ""الرضا بأهون الضررين لدفع أعلاهما اذا لم يكن من أحدهما بد " (13)






2- بيان نهي الاسلام عن التشدد في الأمر في غيرمحله.






عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ." هلك المتنطعون, هلك المتنطعون هلك المتنطعون " ( 14)



والمتنطعون هم – كما قالشارح الحديث- . المتعمقون, الغالون , المجاوزون الحدود في أقولهم وأفعالهم.



والحديث ظاهره خبر عن حال المتنطعين, الا أنه في معنى النهي عن التنطع وهو دليل على أن التوسط والاعتدال في الأمور هو سبيل النجاة من الهلاك , فاذ ذم التنطع- وهو المغالاة والمجافاة وتجاوزالحد في الأقوال والأفعال – فقد دل على أن المطلوب هو التوسط , وذلك متصور في الطرفين, مثلا شأن الدنيا. من تشدد في طلبها والسعي وراءها دون الأخرة فقد تنطع فيطلبها وهلك , ومن تشدد في مجافتها , والغلو في تركها والبعد عنها فقد تنطع وهلك ووالتوسط بينهما هو المطلوب.



عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ." ان الدين يسر ولن يشاد (15) الدين أحد الا غلبه فسددو (16)وقاربو( 17) وأبشروا – ( 1 ) واستعينوا بالغدوةالروحة وشيء من الدلجة ( 19) " ( 20) والحديث نص في أن الدين يسر وأن الدين قصدوأخد بالأمر الوسط فلايفرط المرء على نفسه , ولا يفرط






3- توضيح فقه الأمربالمعروف والنهي عن المنكر







يقول الله تبارك وتعالى " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هيأحسن أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " النحل" الآية 125



عن ابي سعيد الخدري قال سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان " أخرجه مسلم تحت رقم (49) في كتاب الايمان باب النهي عن المنكر من الايمان.(21)



فللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب وللامر بالمعروف والناهي عن المنكر صفات ولذا قالوا ليكن أمرك بالمعروف معروفا ونهيك عن المنكر غير منكر



وقالوا ليكن الامر بالمعروف والناهي عن المنكر فقيها فيما يأمر فيه فقيها فيما ينهى عنه رفيقا فيما يأمر فيه رفيقا فيما ينهي عنه صابرا فيمايأمر فيه صابرا فيما ينهي عنه .(22) فيوضح للشاب انه ليس من الاعمال البطولية القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر على غير هذه الصفة اذ منشرط قبول العمل الاخلاص والمتابعة فاذا لم يكن العمل على وفق ما امر به الشرع فهورد يقول الله تعالى "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" فيفهم الشباب أن لا محلللاحتساب في باب يخالف في طريقته وأسلوبه ما أمر به الشرع , اذ لا يتقرب الى اللهبما لم يشرعه



4- ابراز نهي الشرع عن الغلو في الأمور.



الغلو . هوالمبالغة في الشيء , والتشديد فيه بتجاوز الحد وفيه معنى التعمق(23)يقال . غلا في الشيء يغلو غلوا وغلا السعر يغلو غلاء . اذا جاوز العادة والسهم يغلو غلوا – بفتح تم سكون - . اذا بلغ غاية مايرمي.



عن ابن عباس قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته. " هات القط لي . فلقطت له حصيات هنحصى الحذف فلما وضعتهن في يده قال . بأمثال هؤلاء, واياكم والغلو في الدين فانماأهلك من كان قبلكم الغلو في




الدين"( 24) .




والحديث نص صريح في النهي عن الغلو في الدين .



فمنهاج الدين وسبيله هو : السماحة والتيسير،وترك التشدد ،في حدود ماجاء في الشرع .




ومن فوائد الحديث : تنبيه على قضية خطيرة جدا،وهي أن الغلو في الدين من أسباب



هلاك الأمم قبلنا ، فالقصد القصد.




وتعظيم الأمر والنهى من الدين ، ومن التعظيم لهما : ترك الغلو فيهما.



قال صاحب منازل السائرين ـرحمه الله ـ((تعظيم الأمر والنهي :وهو ألا يعارضا بترخص جاف ،ولا يعرضا لتشدد غال ،ولايحملا على علة توهن الانقياد )) [الجزاء]



5 ـ ترسيخ أهمية لزوم الجماعة ،وخطر ترك السمع والطاعة لولاة الأمور.



السمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين واجبة ،مالم يأمروا بمعصية .



قال ـ تبارك وتعالى ـ:((ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) (النساء:59)



وقد عظم الرسول صلى الله عليه وسلم أمر طاعة ولي الأمر ،فجعل سبيل السلامة من دعاة على أبواب جهنم هو:لزوم جماعة المسلمين وامامهم . عن بسر بن عبيد الله الحضرمي قال : حدثني أبو إدريس الخولاني : أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول :((كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ،مخافة أن يدركني ،فقلت :يارسول الله ،انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟



قال : نعم.



قلت :وهل بعد ذلك الشر من خير؟



قال: نعم،وفيه دخن.



قلت: وما دخنه ؟



قال: قوم يهدون بغير هديي،تعرف منهم وتنكر .



قلت:فهل بعد ذلك الخير من شر؟



قال:نعم ،دعاة الى أبواب جهنم ،من أجابهم إليها ،قذفوه فيها،



قلت:يارسول الله،صفهم لنا؟



فقال:هم من جلدتنا ،ويتكلمون بألسنتنا (الإلتزام)



قلت:فما تأمرني إن أدركني ذلك؟



قال:تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.



قلت:فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟



قال:فاعتزل تلك الفرق كلها ،ولوأن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )) (الصبر)



بل أخد رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على السمع والطاعة ،وترك منازعة الأمر أهله :



عن جنادة بن أبي أمية قال ((دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض ، قلنا :اصلحك الله ، حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم.



قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخد علينا : أن بايعنا على السمع والطاعة ؛ في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله ؛ الا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان (العلم) "



وأرشد صلى الله عليه وسلم الى طاعة الأمير وان رأينا منه ما نكره ، لا ننزع يدا من طاعة : عن عوف بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أئمتكم الدين تحبونهم ويحبونكم ، ويصلون عليكم وتصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الدين تبغضةنهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم .



قيل : يا رسول الله ، أفلا ننابدهم بالسيف ؟



فقال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة، وإدا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه ؛ فاكرهوا عمله ، ولا تنزعوا يدا من طاعة"



وفي رواية : "خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم .



قالوا : قلنا : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم عند ذلك ؟



قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ؛ ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال ، فرأه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعة " (علم )



وقد عظم الرسول صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة للأمير ؛ فجعلها سببا لدخول الجنة :عن أبي هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" كل أمتي يدخلون الجنة الا من أبى .قالو : يارسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " (السلم )



عن أبي هريرة رضي الله عنه :أن رسول الله صللى الله عليه وسلم قال :" من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني " (الرأفة )



فانظر ـ رحمك الله ـ كيف قرن رسول الله بين طاعة الأمير وطاعته ، ومعصية الأمير ومعصيته؟



وكيف قرن بين طاعته ودخول الجنة ،وبين معصيته وإباء دخول الجنة ؟



والنتيجة :من أطاع الأمير ،فقد أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة .




ومن عصى الأمير فقد عصى الرسول صلى الله عليه وسلم ،ومن عصى الرسول صلىالله عليه وسلم فقد أبى دخول الجنة.



بل جعل الرسول صلى الله عليه وسلم ترك بيعة الأمير ،والخروج عن طاعته ،خروج عن جماعة المسلمين وهو بوابة الخروج عن الدين.



ومن ذلك حديث العرباض بن سارية قال:((وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ،ذرفت منها العيون،ووجلت منها القلوب ،فقال رجل :إن هذه موعظة مودع ،فماذا تعهد إلينا يارسول الله؟قال:أوصيكم بتقوى الله،والسمع والطاعة وان عبد حبشي ،فانه من يعش منكم يرى اختلافاكثيرا ،واياكم ومحدثات الأمور ،فانها ضلالة ،فمن أدرك ذلك منكم ،فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين ،عضوا عليها بالنواجد )) (المجتمع )



*هذه وصية المودع،اقتصر فيها على الأمور التالية :



ـ الأمر بتقوى الله:التي بها صلاح مابين العبد وربه .



والأمر بالسمع والطاعة لولاة الأمر،وان كان عبدا حبشيا :وبهذا صلاح دنيا المسلم ومجتمعه.



ـ والوصية عند رؤية خلاف ماكان عليه الحال في عهده صلى الله عليه وسلم من تقوى الله تعالى ،والسمع والطاعة للأمير ب:الرجوع إلى سنة الرسول،وسنة الخلفاء الراشدين المهدين،وبهذا يدوم الصلاح،ويزول الفساد الذي يطرأ،والتغير الذي يحدث على المجتمع في الأمرين السابقين،وهما:تقوى الله،والسمع والطاعة لولاة الأمر.



ففي الحديث تعظيم ذلك وايجابه



وانظر كيف عبر عن ذلك بالصيغة الاسمية ،ولم يعبر بالصيغة الفعلية ،فلم يقل مثلا:أوصيكم بأن تتقوا الله ،وأن تسمعوا وتطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي ، إنما جاء الحديث بالاسمية : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ... " .



ودلك ـ والله أعلم ـ لما في الخطاب بالاسمية من الدلالة على الدوام والثبوت والاستقرار، بخلاف الفعلية التي تدل على حدوث الفعل وتجدده ، دون الدلالة على دوامه .



وفي هذا دلالة على : أن المطلوب من المسلم أن يلازم هدا الوصف حتى يصير دائما وثابتا مستقرا، وهدا تأكيد للزوم التقوى، والسمع والطاعة لولي الأمر وعدم الخروج عليه .



· المحور الثاني : تكوين المعلم الناجح



وهو الذي يتصف بثلاث صفات وهي :



1. الصفة الاولى : القوة العلمية التي تؤهله للتدريس ؛ بحيث يفهم المادة ، ويحسن تدريسها ، وتوضيح مشكلاتها .



2. الصفة الثانية : سلامة المنهج ، بمعنى : ان يكون المعلم على منهج سليم ، غير متأثر بالافكار الدخيلة على مجتمعنا ، ولا يسير في ركب الأحزاب والجماعات



3. الصفة الثالثة : حبه لعمله وشعوره بالمسؤولية الدينية والوطنية، والاجتماعية .



هده الصفات الثلاث يندرج تحتها الأمور التالية التي على المعلم أن يراعيها وهي :



a) مراعاة جانب الإجمال في كلام العلماء بتفصيله وبيانه ، ومراعاة الرد على الشبه الواردة والمعاصرة ، فان الإنسان ابن بيئته شاء أم أبى ‼



b) مراعاة بيان مسائل الخلاف التي لا إنكار فيها على المخالف، ومسائل الخلاف التي ظهر فيها الدليل الذي يجب المصير إليه.



c) فتح باب الحوار البناء ، والتفكير الناقد في العملية التعليمية التربوية ، وعدم الاقتصار على أسلوب التلقين ، والتركيز على هدا المبدأ الشرعي الهام .



d) تعظيم وابراز مكانة العلم والعلماء ، وبيان صفاتهم وأحوالهم ، حتى يعرف الطالب يرجع لمن عند نزول الفتن ، ويتعلم الاستفادة منهم .



e) ابراز القدوة الصالحة ، والشعور بالمسؤولية ، وعظم الأمانة الملقاة على عاتق المعلم والمعلمة .



واليك بيانها :



a) – مراعاة جانب الاجمال في كلام العلماء بتفصيله وبيانه ، ومراعاة الرد على الشبه الواردة والمعاصرة ؛ فان الانسان ابن بيئته شاء أم أبى ‼!



فالكتاب المدرسي هو في الحقيقة متن دراسي ، على المعلم والمعلمة شرحه وتفصيله ، فلا يصح أن يعامل كالنص المقدس الدي لا تتجاوز حرفيته ، فان هدا غير مقصود للعلماء الدين وضعوه !



فادا جاء المدرس أو المدرسة الى مسالة مثلا :الموالاة للكفار ، وأنها ناقض من نواقض الاسلام :بين أنواع الموالاة ، وضابط كل نوع ، ودلل على دلك ؟ فيأخد الطالب معلومة كاملة منضبطة .



وقد كان المشايخ –رحمهم الله- يدرسوننا المسائل على هدا النهج من التفصيل ، ويبدو أن لضعف مستوى بعض من يقوم بالمهمة التعليمية دورا هنا ، وعلى كل حال فاني أقترح ان يجعل للكتب الدينية كتابا خاصا للمدرس ، يفصل فيها المسائل ؛ بحيث يحسن المدرس عرض الدرس وفهم المقصود .



وقد يقوم في خاطر بعض المدرسين والمدرسات أن بعض المعلومات في الكتاب يظهر لهم أنها خلاف الدليل ‼



فهنا أقول : ينبغي ملاحظة أن أحكام الشرع تدرس على طريقتين :



- أما على أساس الأخد من الدليل مباشرة .



- أما على أساس التوصل للحكم عن طريق اتباع مذهب من المذاهب الفقهية المتبعة ن مع الالتزام بالدليل .



فادا جاءت مسألة تبين أنها على خلاف الدليل اتبع الدليل وترك المدهب .



والحاصل اليوم بالنسبة للعموم -إلا بعض الأفراد – هو: تعلم الأحكام من خلال مدهب ، ومعنى هدا : ان المادة التي تدرس التزم فيها أن تكون من خلال مذهب معين ، وهو في بلادنا المذهب الحنبلي ، وأنت حينما تكلف بتدريس هدا المقرر ؛ فإنما دلك على هدا الأساس...



وعليه ، فالواجب تعليم المقرر وإيضاحه،لاأن هذا المطلوب ، ،وبيان دليله ،لأن هذا المطلوب ،تم النظر في نوع الخلاف الحاصل في المسألة، فان كان مما يسوغ الاختلاف فيه،فهي من المسائل الاجتهادية ،التي تتحمل تعدد وجهات النظر ،فلامبرر لأن تلغي المسألة كما هي مقررة عندك في المنهج الدراسي ،ولا مانع من الاشارة الى رأيك الخاص بك،على أنه رأيك فقط.



وأما اذا كانت المسألة من النوع التاني التي ظهر لأحد القولين دليل يلزم المصير إليه،فهنا الواجب عليك ـ مع ماسبق من تقرير المسألة كما هي في المقرر ـ أن تكتب بحثا أو تقريرا ترفعه للجهات المسئولة عن المناهج للنظر في هذه القضية ،وتنتظر التوجيه في ذلك.



2مراعاة بيان مسائل الخلاف التي لاانكار فيه على المخالف ،ومسائل الخلاف التي ظهر فيها الدليل الذي يجب المصير إليه .



فان إهمال ذلك أنتج عند بعض الناس ترسيخ مبدأ إقصاء المخالف ،مهما كان خلافه ،فان الطالب الذي لايتعلم أن هذه المسألة مما يسع فيها الخلاف،وأنها تتحمل تعدد وجهات النظر،وأن المسألة للمخالف فيها وجهة نظر ،إذا تعلم ذلك أنتج لدينا عند الطلاب الأمور التالية :



أ ـ ترك إقصاء الأخر المخالف في هذا النوع من المسائل .



ب ـاحترام وجهة النظر الأخرى المخالفة .



ج ـالتأدب في الحوار والتعامل .



وهذه الأمور من المهمات التي نفتقدها في كثير من الأحيان عند بعض الناس



3ـ فتح باب الحوار البناء ،والتفكير الناقد في العملية التعليمية التربوية ،وعدم الاقتصار على أسلوب التلقين،والتركيز على هذا المبدأ الشرعي الهام :



فإذاكان الله أمرنا بمجادلة الذين أوتوا الكتاب ـ اليهود والنصارى ـ بالتي هي أحسن ، فمن باب أولى المخالف من المسلمين.



وقال ـ تبارك وتعالى ـ :(( ولاتجادلوا أهل الكتاب إلابالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إليناوأنزل إليكم والاهنا والاهكم واحد ونحن له مسلمون )) (العنكبوت 46)



فان[من عيوب التربية والتعليم في المدارس :أسلوب التلقين ،وحشوالمواد الدراسية فيها يماثل ما عليه الحال في وسائل الإعلام بما يجمد الفكر ويسطحه في عديد من الدول العربية الإسلامية عاى وجه الخصوص ،أوبأفكار وبرامج تدعم الإرهاب والعنف بطرق مباشرة أووقتيه غير مباشرة ](الجمال)



قال ـ تبارك وتعالى ـ:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) [النحل:125].



قال ـ تبارك وتعالى ـ وقل لعبادي يقولو التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا )



4ـ تعظيم وإبراز مكانة العلم والعلماء،وبيان صفاتهم وأحوالهم ،حتى يعرف الطالب يرجع لمن عند نزول الفتن ،ويتعلم الاستفادة منهم :


ولايتغير بالدعاة الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق :((قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟


قال:نعم، دعاة إلى أبواب جهنم ،من أجابهم إليها قذفوه فيها



قلت:يارسول الله صفهم لنا



فقال :هم من جلدتنا ،ويتكلمون بألسنتنا)).



وقال ـ تبارك وتعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أوالخوف أذاعوابه ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمة الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ) [النساء 83


إن عدم الاهتمام بذلك يجعل بعض الشباب يقع في خطأ الفهم وسوء التصور لمسائل الدين ،[وهذا الأمر الذي يتعرض له بعض الناس يدعمه وجود من يدعون العلم والفقه في الدين ،وينصبون أنفسهم أئمة ،ويتساهلون في أمور الحلال والحرام ، ويأخدون من الأمور ظاهرها ،أو وفق أهوائهم الشخصية ،دون الرجوع إلى العلماء الأكفاء وأهل العلم الشرعي الصحيح ،وربما كان ديدنهم الاستعجال ،وعدم الجمع بين الأدلة ، أو عدم فهم مقاصد الشريعة ] )



5ـ إبراز القدوة الصالحة ، والشعور بالمسئولية ،وعظم الأمانة الملقاة على عاتق المعلم والمعلمة :





هذا الأمر من الأمور التي يجب مراعاتها والانتباه إليها ،والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((كلكم راع ،وكلكم مسئول عن رعيته )).....




المصادر



.(1).( ال عمران. الأية 102)



(2). ( النساء . الأية 1)



(3). ( الأحزاب. 81-7)



(4). وهي خطبة الحاجة التي كان يعلمه اصلى الله عليه سلم أصحابه رضوان الله عليهم مفتتحا بها خطبه . ( رواها مسلم , وأصحاب السنن . أبو داود والنسائي – وزيادة له والترمدي وابن ماجة, وغيرهم).



(5).أسباب الإرهاب والعنف والتطرف , أسماء بنت عبد العزيزالحسين, المؤتمر العالمي عن موقف الاسلام من الإرهاب في جامعة الإمام محمد بن سعود (29-27ص)



(6). أخرجه البخاري في كتاب الجنائز, باب . إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ( 135



ومسلم في كتاب القدر با ب معنى كل مولديولد على الفطرة , حديث رقم ( 265



(7). أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفةنعيمها, باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا اهل الجنة حديث رقم ( 2865)



(. انظر . أضوء البيان ( 167-164/6) باختصار وتصرف



(9). ويلاحظ أن الكفار يهتمون بهذه الأمور التربوية ويجعلونها في مناهج الدراسة الأبنائهم, ولكن بالتصورات والمقاصد التييريدونها.



قال رجاء غارود في محاضرته " مستقبل الاسلام في الغرب" ( 2." ان سفر يشوع – وهو السفر المفضل للقادة الصهاينة الإسرائيليين, والمعتمد من الحاخامية العسكرية لتبرير الحرب المقدسة, والمقرر إجباريا في البرامجالمدرسية- انما يركز على الابادة المقدسة) للشعوب المغلوبة" اه



(10). أخرجه احمد في المسند ( الرسالة- 17/4), تحت رقم ( 2107) والبخاري في الأدب المفرد ( صحيح الأدب المفرد ), 122ص) تحت رقم ( 287,220) وعبد بن حميدمسنده



( المنخب – 497/1) تحت رقم ( 567), وعلقه البخاري في كتاب الايمان, باب . الدينيسر



وقولالنبي صلى الله عليه وسلم " أحب الدين الى الله الحنيفية السمحة " والحديث حسن اسناده ابن حجر في فتح الباري ( 94/1) وحسنه لغيره الألباني في" صحيح الأدب المفرد" وكذا في سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم ( 881) وكذا محقق المنتخب, وصححه لغيره محققو المسند.



(11). أخرجه البخاري في كتاب العلم باب ماكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم, حديث رقم ( 69)



ومسلم في كتاب الجهاد والسير, باب فيالأمر بالتيسير وترك التنفير , حديث رقم ( 1734)



(12). انظر الأشباه والنظائر للسيوطي ( 76ص) , الوجيز في ايضاح قواعد الفقه الكلية ( 157)



القواعيد الفقهية الخمس الكبرى, والقواعدالمندرجة تحتها من مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام بن تيمية ( 239-233ص)



(13). فتح الباري ( 525/10) وهذه القاعدة الفرعية معدودة فيكتب القواعد الفقهية ضمن فروع قاعدة " لا ضرر ولا ضرار " أو" الضرر يزال " ولاتمانع فهي تدخل تحت القاعدتين, فان من التيسير . الرضا بأهون الضررين اذا لم يكن مناحداهما بد , ومن الضرر الذي يزال دفع الضرر الأعلى بالأدنى. ودل على مادكرت . أنهجاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب الوضوء, باب صب الماء على البول حديث رقم ( 220) عن أبي هريرة قال " قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس , فقال لهمالنبي صلى الله عليه وسلم دعوه وهرقوا على بوله سجلا من ماء – أو ذنوبا من ماء – فانما بعثتم ميسرين , ولم تبعثوا معسرين " وقد أشار الى ذلك ابن حجر والله الموفق



(14). أخرجه مسلم في كتاب , باب هلك المتنطعون, حديث رقم ( 2670)



(15). المشادة – بالتشديد -. المبالغة يقال شادة يشاده , اذا قاواه , والمعنى . لا يتعمقأحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق , الا عجز وانقطع فيغلب



(16). أ ي الزموا السداد – وهو الصواب – من غير افراط ولاتفريط قال أهل اللغة . السداد التوسط في العمل



(17). أي ان لم تستطيعوا الأخد بالأكمل , فاعلموا بما يقر ب منه



(1.أي بالتواب على العمل الدائم وان قل , والمراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل بأن العجز اذا لم يكن من صنيعه لا يستلزمنقص أجره, وأبهم المبشر به تعظيما له وتفخيما .



(19). أي استعينوا على مداومة العبادةبايقاعها في الأ وقات المنشطة



والغدوة – بالفتح سير أول النهار , وقال الجوهري . ما بينصلاة الغداة وطلوع الشمس .



والروحة – بالفتح -. السير بعد الزوال .



والدلجة – بضم أوله , وفتحه , واسكان اللام – سير اخر الليل وقيل سير الليل كله ولهذا عبرفيه بالتبعيض , ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار وهذه الأ وقات أطيب أوقات المسافروكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافر الى مقصد فنبهه على أوقات نشاطه , لأن المسافراذا سافر الليل والنهار جميعا عجز وانقطع واذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطةأمكنته المداومة من غير مشقة وحسن هذه الاستعارة . أن الدنيا في الحقيقة دار نقلةالى الآخرة وأن هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكن فيها البدن للعبادة



هذاالتقرير لمعنى الحديث مأخوذ من فتح الباري ( 95-94/1) , وفيه " قال ابن المنير فيهذا الحديث علم من أعلام النبوة فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدينينقطع وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة, فانه من الأمور المحمودة , بل منعالافراط المؤدي الى الملال أو المبالغة في التطوع المفضي الى ترك الأفضل أو اخراجالفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم الى أن غلبته عيناه في اخرالليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة أو الى أن خرج الوقت المختار , أو الى أن طلعتالشمس , فخرج وقت الفريضة " اه



(20). أخرجه البخاري في كتاب الايمان باب الدين يسر حديثرقم ( 39) , ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار حديث رقم (281).



(21). ألحقت في اخر المحاضرة شرح النووي لهذا الحديث منخلال كتابه شرح صحيح مسلم .



( 22) . انظر بحث " دور التربية الأسرية في حماية الأبناءمن الارهاب " للدكتورة سارة صالح عيادة الخمشي, حيث أشارت الى هذا الأمر وجعلته مندور التربية الأسرية , وظهر لي أنه من دور التربية عموما , فيشمل الأسرة والمدرسة .



(23). التعمق. هو بالمهملة وبتشديد الميم ثم قاف , ومعناه التشديد في الأمر حتى يتجاوزالحد فيه فتح الباري ( 278/13).



(24). أخرجه أحمد في المسند ( الرسالة – 351/3), تحث رقم ( 1851), والنسائي في كتاب مناسك الحج باب . التقاط الحصى , رقم ( 3057),






نقلته من رسالة " دور التربية في مكافحة التطرف والإرهاب"



للشيخ بتصرف يسير






نقلته من رسالة " دور التربية في مكافحة التطرف والإرهاب"



للشيخ بتصرف يسير





الطبعة الأولى


1427 هـ ـ 2006م