المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصائح والوصايا الذهبية لشباب الدعوة السلفية للعلامة ربيع السنة حفظه الله (الحلقة الأولى)



أبو يوسف عبدالله الصبحي
23-Mar-2010, 09:21 PM
النصائح والوصايا الذهبية لشباب الدعوة السلفية من درر ونفائس
الوالد العلامة ربيع السنة حفظه الله ورعاه

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) ، ألا وإن أصدق الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد :
فهذه مجموعة من النصائح والوصايا لسماحة الوالد العلامة المحدث حامل لواء الجرح والتعديل بحق ــ وإن رغمت أنوف ــ الشيخ الربيع بن هادي حفظه الله ورعاه جمعتها من المجلدين الأخيرين الرابع عشر والخامس عشر الخاصيْن بالفتاوى من مجموع كتبه وفتاواه حفظه الله تعالى
وهي عبارة عن درر ونفائس ثمينة أحببت أن تكون مجموعة مع بعضها لتكون عقدا جميلا يسهل الانتفاع به

الحلقة الأولى

قال حفظه الله :
أوصيكم ـ يا إخوتاه ـ بتقوى الله ـ تبارك وتعالى ـ : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
في أي باب من الأبواب يجعل لك فرجًا ومخرجًا ، إن تتق الله عز وجل يجعل لك فرجًا في الدنيا والآخرة ، تنجو بتقوى الله من غضب الله وسخطه ، تنجو من عقابه في الآخرة ، أعد الله لك بهذه التقوى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا )
كل هذه تنال بالتقوى ، تنال الفرج والرجاء والرحمة من الله عز وجل بهذه التقوى ، تنال أعلى الدرجات في الآخرة بهذه التقوى ، كن سليم العقيدة ، سليم المنهج ، سليم العبادة تعتقد ما شرعه الله من العقائد في أبواب التوحيد، الربوبية، في الأسماء والصفات، في توحيد العبادة، في صلاتك، في صومك، في زكاتك، في حجك، في بر الوالدين، في اجتناب المعاصي الكبائر والصغائر .
فعليكم بتقوى الله وعليكم بالإخلاص، الإخلاص ضروري في العبادة، في طلب العلم، في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، في كل الأعمال التي تتقرب بها إلى الله يجب عليك أن تكون مخلصا فيها لله عز وجل : (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ) , (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ).
ج 14 / ص 87

سئل حفظه الله
ما هي نصيحتكم ـ حفظكم الله ـ لمن وقع في بحر الهوى والشبهات؟
الجواب : نصيحتي له أن يتوب إلى الله، وأن يستحضر قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
فلو دخلت في بحر الكفر، وتبت إلى الله توبة نصوحا لهَدَمت هذه التوبة كل ما سلف منك من الكفر، والله يقبل التوبة، فباب التوبة مفتوح للعباد جميعا، فعليه أن يتوب إلى الله ويرجع إلى الحق.
ج14 / ص 137،138

قال حفظه الله :
ومما ينبغي التنبه له : أن الخوارج الجدد الآن يسمون أهل السنة بالإرجاء على طريقة الخوارج والمعتزلة الذين كانوا يرمون أهل السنة بالإرجاء وبأنهم مشبهة ومجسمة.
ج14 / ص169

قال حفظه الله :
فأنا أنصح الآن ، هناك لهجة تمزق السلفيين : ( هذا متشدد ) ، ( هذا متساهل ) ويبثها أهل البدع ليضربوا السلفيين بعضهم ببعض ، فأنا أنصح السلفيين في كل مكان أن يدرسوا منهج السلف ومواقف السلف لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب، ويتركوا التنابز بالألقاب والقيل والقال فيما بينهم، ويتفقوا أن يقفوا جميعا صفا واحدا في مواجهة البدع بالحجة والبرهان والعلم والبيان.
وأنا أعرف الآن أن هناك أناسا يطعنون في أهل المدينة، فأنصح الجميع أن يتقوا الله ـ تبارك وتعالى ـ، وأن الإسلام لا يطلب منا أن نصب الناس كلهم في قالب واحد، فإذا صدع بالحق شجعه ـ يا أخي ـ ولاتخذله، وإذا رأيت أخاك ضعيفًا فاصبر عليه.
(( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير ))
إذا كنت مؤمنا ضعيفا لا تخذل أخاك، وإذا كان هذا مؤمنا قويا فلا يحطم أخاه الضعيف، فليتماسكوا وليجعلوا من أنفسهم جماعة واحدة ويتركوا الكلام هذا ويحسموا هذا الباب .
فأنا أنصح الجميع أن يتقوا الله وأن يتآخوا ويتعاونوا على البر والتقوى، ومن كان قويًّا يقول بالحق فلا يعارَض، يشجع ولا يوصم بالتشدد، فإن هذا أعظم فرصة لأهل البدع، كلمة واحدة قالها بعض المشايخ في إنسان مجاهد يدعو إلى الله ويبين، تعلقوا بها وضربوا بها الدعوة السلفية، فالعبارات التي تسقط من بعض الإخوان (متساهل) أو (متشدد) تُترَك، إذا كان أخوك يدعو وعنده شيء من الضعف فلا تخذله ولا تحطمه، وإذا تشجع أخوك وقال كلمة الحق وصدع بها فلا تفت من عضده.
هذه نصيحة للجميع .
ج 14 / ص175،176،177


سئل حفظه الله
:إننا وجدنا هنا ـ والحمد لله ـ مجتمعين متحدثين وليس بيننا خلاف، ولكن نرى بعضنا لما رجعوا إلى بلادهم أصبحوا مختلفين، بل ويحذر بعضهم من بعض مع أنهم سلفيون مرجعهم واحد يعظمون المشايخ من أهل السنة في هذه البلاد، فما نصيحتكم لهولاء جزاكم الله خيرًا ؟
فأجاب حفظه الله :
أنا أنصح إخواني دائما وأبنائي من طلاب العلم أن يبتعدوا عن أسباب الخلاف، يعني التمسك بالنصوص أمر محتم ولابد منه، لكن الاجتهادات التي قد تؤدي إلى الفرقة، فيه اجتهادات نافعة، ينفع الله بها الإسلام والمسلمين، ولهذا بقي باب الاجتهاد مفتوحا لنفع الأمة وهدايتهم والاستنباط من كتاب الله وسنة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
ج14 / ص 195،196

قال حفظه الله ورعاه:
فأنصح إخواني أن يتعلموا العلم النافع وأن يُدْرِكُوا عِظَمَ المسئولية وثِقَلَها فيقوموا بها على وجهها ولا يخشوا في الله لومة لائم، ولِيُنْقِذُوا أنفسهم من الخسران
قال الله ـ تبارك وتعالى ـ (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )
علم، إيمان قائم على العلم، عمل صالح بهذا العلم، الصدع بالحق الذي عمل به ويدعو إليه ويوصي به الناس ويهدم ما يقابله من الباطل بالحُجَجِ والرابهين ويصبر على الأذى، هذه الأمور شروط للخلاص من الخسران الذي ينتظر كل فرد من أفراد البشر، إلا من قام بهذه الأمور وتوفرت فيه الشروط.
فيجب أن نراقب الله ـ تبارك وتعالى ـ فإن مراقبة الله عز وجل واستحضار مثل هذه المعاني تقضي ـ إن شاء الله ـ على هذا الضعف الذي يعانيه الكثير من الناس، وتشجعه على القيام بواجبه، أسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يجعلنا وإياكم من العلماء العاملين والدعاة المخلصين إلى منهج رب العالمين .
ج14 / ص227،228

وقال حفظه الله :
وأنا اطلب من الناصح أن يكون عنده علم أولا، وأن يكون عنده من الرفق واللين والحكمة ما يساعده على قبول النصيحة، هذا ينصح به، قبل أن يتكلم الواحد تكون عنده هذه الأمور.
لكن ننصح هذا الذي يهتم بهذا النصح القيام بهذا الواجب أن يجاهد نفسه بكل ما يستطيع، يحملها على الحكمة وعلى الصبر وعلى الحلم، حتى تقبل دعوته وتسمع من كل أحد، وعلى المنصوح أن يصبر أيضا، إذا قسا عليه أخوه وهو يريد مصلحته، وأن يقبل الحق والنصيحة من أخيه، وأن يفرح بذلك أسوة بالسلف الصالح.
ج 14 / ص228،229

قال حفظه الله :
وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله ـ تبارك وتعالى ـ والثبات على الحق ودعوة المسلمين الذين وقعوا في هذا البعد عن الحق لما ينفعهم بصراحة ووضوح أو باللين والرفق وكل ذلك مطلوب، وهذا موجود في القرآن، القوة موجودة واللين موجود، وفي أساليب الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ موجود هذا وذاك.
ج14 / ص241

قال حفظه الله :
فنيصحتي لطلاب العلم: أن يعتصموا بالكتاب والسنة، وأن ينضبطوا بمنهج السلف في كل ناحية من نواحي دينهم، وخاصة في باب التكفير والتفسيق والتبديع، حتى لا يكثر الجدال والخصام في هذه القضايا.
وأوصي الشباب السلفي خاصة: بأن يجتنبوا الأسباب التي تثير الأضغان والاختلاف والتفرق، الأمور التي أبغضها الله وحذر منها، وحذر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والسلف الصالح، وأن يجتهدوا في إشاعة أسباب المودة والأخوة فيما بينهم، الأمور التي يحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 24 رمضان 1424 هـ
ج14 / ص292

سئل حفظه الله عن مسألة العذر بالجهل فمما قاله في جوابه حفظه الله :
وأنصح الشباب أن يتركوا هذه القضية ( يعني حفظه الله الجدال في هذه المسألة ) لأنها وسيلة من وسائل أهل الشر والفتن يبثونها بين المسلمين .
طيب مر عليكم دهور من عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى وقتنا هذا ليس هناك صراعات بينهم في هذه القضية أبدا، الذي اجتهد ورأى هذا المذهب سكت ومشى، قرره في كتابه ونشره فقط ومشى، والذي يخالفه مشى، كلهم إخوة ليس بينهم خلافات ولا خصومات ولا أحد يضلل أحد ولايكفره، أما هؤلاء يكفرون!
انظروا توصلوا به إلى تكفير أئمة الإسلام، مما يدلك على خبث طواياهم وسوء مقاصدهم.
فأنصح الشباب السلفي ألا يخوضوا في مثل هذا الأمر

سئل الشيخ حفظه الله
هناك بعض من إخواننا السلفيين يجالسون أهل الأهواء؟
فأجاب حفظه الله ورعاه:
سأذكر لكم بعض الأمثلة، وقد حصل هذا لابن عقيل، وحصل للبيهقي، وحصل للهروي، وحصل لكثير وكثير على امتداد التأريخ الإسلامي، والكثير اغتروا بأنفسهم وجالسوا أهل الأهواء فضاعوا، وفي الأصل عبر وعظات كثيرة وكثيرة حصلت لأناس كانوا يتبعون السلفيين، فلمجالستهم ومخالطتهم وقراءتهم لكتب أهل الباطل تاهوا وضاعوا .
فنصيحة لهؤلاء: أن يستفيدوا من إخوانهم، ويستفيدوا قبل ذلك من هذا المنهج العظيم الذي يحثك على السلامة والنجاة بنفسك، فوالله إن السلامة لا يعدلها شيء.
ج14 / 345

وقال حفظه الله تعالى :
فعليكم يا أيّها الإخوة بمجالسة الصالحين و أهل التّقوى و الورع و الزهد واحترام السنة هؤلاء هم الجلساء الصالحين ، و إيّاكم و مجالسة أهل الأهواء فإنّ لهم شبهاً ، ربّما واحد يستدرجك ويقول لك أدخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلاّ ما شاء الله نادر جدّا .
أو لتعرف ما عندهم ، هذه الطريقة ليست من الإسلام ، الإسلام لا يرفضها - بارك الله فيكم - ، و أنصح هذا بأن لا يخالطهم بأي حجة من الحجج ، لأنّهم قد نشروا شرهم وانتشر و عُرف ووصل إلى درجة التفجير و التدمير و التخريب ، و قد كتبنا في سيد قطب و كتبنا في الإخوان و كتبوا هم أنفسهم وبيّنوا هذا في كتبهم من حيث لايدرون فقد كفيت يا أخي ،اللهم إلاَّ إذا كان هناك عالمٌ سلفيٌ يتصدَّى لدعوة من يرجو منه قبول الحقِّ فله ،بل عليه أن يدعوه ويُبيِّن له الحقَّ .
أمَّا السلفي الضعيف علماً وشخصيةً فعليه أن يبتعد عنهم حفاظاً على ما عنده من الحقِّ. والسلامة لا يعداها شيء .
ج14 / ص 348

قال حفظه الله تبارك وتعالى :
فأنصح الشباب السلفي :
أولاً: أن يطلبوا العلم وأن يجالسوا أهل الخير وأن يحذروا أهل الشر، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلاً للجليس السوء وآثاره السيئة، والجليس الخير وآثاره الطيبة، فقال: (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، - يعني أنت رابح و مستفيد منه على كل حال من الأحوال، لا تجد منه إلا الخير، كالنخلة كلها خير، وكلها نفع كما هو مثل المؤمن - والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه ))
فالأذى لابد لاحق بك، والشر لا بد أن يلحق بك، جسيماً أو خفيفاً، فإذا كان لابد من الضرر من مجالسة أصحاب السوء، فلماذا تحرص على مجالستهم ومخالطتهم ما دليلك على الجواز، الرسول صلى الله عليه وسلم حَذَّر ، الرسول صلى الله عليه وسلم أنذر، الرسول صلى الله عليه وسلم بَيَّن الخطر فما هو عذرك ، و أئمة الإسلام حَذروا وأنذروا ، ونفذوا توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتوجيهات القرآن الكريم والسنة، فبأيِّ دليل تخالف منهج أهل السنة والجماعة، وتتحدى إخوانك الذين يحبون لك الخير، ويخافون عليك من الوقوع في الشر.
فأنا أنصح الشبابٍ السلفي أينما كانوا، وأينما نزلوا، أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوا قدْر أهل السنة والجماعة، وأن يدركوا فيهم أنهم أهل النصح، وأهل الخبرة، وما يقولونه –والله - يتحقق فيمن يأخذ بقولهم أو يخالفهم، فمن خالفهم؛ فالغالب عليه الوقوع في الباطل، والوقوع في الشر، ومن استفاد منهم سَلِمَ ونجى،والسلامة والنجاة لا يعدلها شيء.
وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تجرك إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نصح، فأوصي الشباب أن يستفيدوا:
أولاً: من كتاب الله .
ثانياً: من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً: من توجيهات ومواقف السلف الصالح ، بدأً بالصحابة، وعلى رأسهم عمر، الخليفة الراشد، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم ، وعبد الله ابن عباس، وجابر بن عبد الله، و عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم جميعاً، ونذكر لكم مواقف بعضهم؛ لأن الوقت لا يتسع لاستقصائهم .
أما عمر، فقصته مع صبيغ بن عسل مشهورة و معروفة، إذ كان يقذف ببعض الشبهات في أوساط الناس؛ فاستدعاه عمر، وضربه ضرباً شديداً، وأودعه في السجن، ثم استدعاه مرةً أخرى، وضربه، وأودعه في السجن، ثم في الثالثة قال: يا أمير المؤمنين، إن أردت قتلي فأحسن قتلتي، وإن أردت أن يخرج ما في رأسي فوالله لقد خرج، فلم يأمن جانبه أبداً، بعد كل هذا نفاه إلى العراق، وأمر بهجرانه، فهذه عقوبة بسبب هذه الشبهات الذي كان يقذفها في أوساط الناس، إذا قِستَها بالبدع التي تنتشر من أخف الناس بدعة تجد البون الشاسع بين ما عند صبيغ وما عند هؤلاء المتأخرين من الضلالات؛ لأن هذه أخطر وأشد بكثير وكثير، ولها دعاة، ولها نشاطات- مع الأسف الشديد- على كل المستويات .
وأما علي بن أبي طالب، فيكفي أنه قَتَل الخوارج، الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: شر الخلق والخليقة، شر من تحت أديم السماء، وفي هذا الوقت بزغ قرن الخوارج في غاية العنف، وفي غاية الشدة، ولهم من الوسائل والإعلام والدعايات والأعمال والفتك مالا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى؛ فكيف يأنس المسلم الصادق إلى من يحب هؤلاء ويواليهم؛ وكيف يثق بمن هذا منهجه وهذه عقيدته وهذا موقفه من الأمة .
وأما عبد الله بن عباس فله كلام شديد في أهل القدر رضي الله عنه، منها قال إئتوني بواحد منهم حتى أعض أنفه، حتى أجدعه، أو كما قال، يعني هكذا سيتعامل مع أهل البدع.
ابن عمر لمَّا بلغه أن قوماً يتقفرون العلم ويقولون أن لا قدر، قال: أبلغهم أنني منهم بَراء، وأنهم مني بُرءاء، لم يفتح ملف وتحقيقات وإلى آخره كما يفعل الآن أهل البدع، يقذفون الناس ظلماً وعدواناً، فإذا ثبت لك شيء من ضلالهم وتكلمت وحذرت منه قالوا: ما يتثبت ، نعوذ بالله من الهوى ولو يأتي ألف شاهد على ضال من ضلالهم لا يقبلون شهادتهم ، بل يسقطونها ، ألف شاهد عدل، على ضال من ضلاَّلهم لا يقبلون شهادته؛ فضيعوا الإسلام وضيعوا شباب الإسلام بهذه الأساليب الماكرة نسأل الله العافية .
ابن عمر لما أخبره واحد، و الثاني يسمع فقط؛ صدقه لأنه مؤمن، عدل، وثقة، وديننا يقوم على أخبار العدول، من قواعده أخبار العدول، فإذا نقل لك الإنسان العدل كلاماً فالأصل فيه الصحة، ويجب أن تبني عليه الأحكام، وحذر الله من خبر الفاسق، فإذا إنسان معروف بالفسق وجاءك بخبر لا تكذبه، تَثَّبَت؛ لأن هناك احتمالاً أن يكون هذا الفاسق في هذا الخبر صادق، تَثَّبَت لا بأس، أما الآن العدل تلو العدل، والعدل تلو العدل يكتب ويشهد ما يُقبل كلامه، ويَنقل كلام الضال بالحروف ما تقبل شهادته، يقولون حاقد، فهذه من الأساليب عند أهل البدع و الفتن في هذا الوقت- نسأل الله العافية- لا يعرفها الخوارج، ولا الروافض، ولا أهل البدع في الأزمان الماضية، وجاءوا للأمة بأساليب وقواعد ومناهج وفتن ومشاكل وأساليب؛ إذا جمعتها –والله – ما يبقى من الدين شيء، إذا جمعت أساليبهم وقواعدهم لا يُبقون من الإسلام شيئاً، ومنها أخبار العدول يريدون أن يسقطونها، ومنهج السلف في نقد أهل البدع يسقطونه بطرق خبيثة، يسموها بالعدل والموازنة بين السيئات والحسنات إلى أخره، وإذا أخذت بهذا المنهج صار أئمتنا كلهم فاسقين، غير عدول، ظالمين، فَجَرَة على هذا المنهج الخبيث.
ج14 / ص366،367،368،369

ثم قال رعاه الله :
فنحن عل كل حال بعد هذا كله ننصح الشباب السلفي أن يُقبلوا على طلب العلم، وأن يحرصوا على معاشرة الصالحين، وأن يحذروا كل الحذر من مخالطة أهل البدع وأهل الشبه والفتن، وهذه النصيحة أرجو أن تلقى آذاناً صاغية من إخواننا طلاب الحق وأهل الحق، ونسأل الله أن ينفعنا وإياهم، وأن يجعلنا وإياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذين يُؤثِرون طاعته واتباعه على كل أمر من أمور الحياة هذه، إن ربنا سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ج14/ ص370

سئل حفظه الله :
ما نصيحتكم للشباب الذين من الله عليهم بالهداية والاستقامة حديثا في ظل وجود الجماعات الحزبية التي تتلقف كل الناس باسم الإسلام؟
فأجاب حفظه الله :
أوصيهم بالثبات على الهداية والاستقامة، والبعد عن أسباب الانحراف، فلا يخالطوا هذه الأحزاب ولا يعاشروها ولا يماشوها، وليطلبوا العلم على يد علماء السنة والجماعة، وليختلطوا بالشباب الطيب النظيف الخالي من الأهواء والبدع حتى ترسخ أقدامهم في العلم ....إلى آخر كلامه حفظه الله
ج14 / ص 372

سئل حفظه الله :
إذا تكلمتم في شخص معين، ثم سئل بعض المشايخ الفضلاء من أهل السنة عن ذللك الرجل فتكلموا بما علموا من صلاح ظاهر وزكوه، كيف يكون موقف الشباب السلفي من ذلك؟
فأجاب حفظه الله :
أنا أنصح الشباب السلفي أينما كانوا ألا يتفرقوا بسبب فلان وفلان ولايتعصبوا لفلان أو فلان، وإنما عليهم في مثل هذه المشاكل أن يترووا وأن يتثبتوا وأن يبحثوا عن الحق، فإذا تبين لهم الحق في أي جانب فعليهم نصرة الحق، ولا يجوز لهم أن يتسرعوا بالانضمام إلى هذا أو ذاك، بل يجب أن يقف المسلم الموقف الصحيح الذي يرضاه الله ـ تبارك وتعالى ـ من معرفة الحق والوقوف إلى جانبه ولو كان صادرا من أعدى الأعداء، ومحاربة الباطل ولو صدر من أصدق الأصدقاء .
فنصيحتي للشباب السلفي في قضية المغراوي وغيره أن لا يتسرعوا إلى التعصب لهذا أو ذاك
وإنما يسلكوا المسلك الإسلامي الصحيح الذي يرضي الله ـ تبارك وتعالى ـ والبحث عن الحق والتروي حتى تصل إلى الحقيقة الناصعة، وبعد ذلك يقول للمخطئ: أخطأت، وعليك أن تعود إلى الحق، ويكون جوابه جزاك الله خيرا فقد أصبت، وليس من المنهج السلفي في شيء من يسارع إلى نصرة المخطئين أو غير المخطئين إلا بعد أن يتبين له الحق .
هذه نصيحتي للشباب السلفي، أن يسلك هذا المسلك، وهذا عالجه شيخ الإسلام وشبه من يتسرع بالتعصب لهذا أو ذاك بالتتار المجرمين الذين يتعصبون للباطل فليحذروا أن يقعوا في هذه الخزية .
ج14 / ص387،388

سئل حفظه الله تعالى :
كثر من يفتي بغير علم فسهل للناس معاصيهم عن طريق القنوات الفضائية فما توجيهكم حفظكم الله تعالى تجاه هذه الظاهرة ؟
فأجاب حفظه الله :
أنصح الشباب المسلم ألا يستمع لهؤلاء، لا في القنوات ولا على المنابر ولا في الكتب ولا في الأشرطة، فليجعل بينه وبين هؤلاء حاجزا من الحق ومن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
أما هؤلاء فإنهم يخدمون الشرق والغرب باسم الإسلام، يميعون الإسلام، ويميعون شباب الأمة بالفتاوى الضالة، نسأل الله العافية.
فلتحتم كما تحتمي من مجالسته، احتم من سماع فتاواه، أما أن تذهب تفتح على نفسك أبواب الشر وتبحث عن القنوات الداعية إلى الفتن، هذه التي يسمونها قنوات الإفتاء بحثا عن الهلاك فحالك كحال الذي يبحث عن حتفه بظلفه، والعياذ بالله .
ج14 / ص400،401

قال الشيخ حفظه الله :
وأقول بهذه المناسبة: أنا أنصح السلفيين في كل مكان أن يتقيدوا بمنهج السلف وفهمهم، وله أن يرجع في إطار هذا المنهج وإطار هذا الفهم، يرجع ما يتبين له أنه الحق، لكن لا يخرج على السلفيين بآراء جديدة يقتبسها من خارج منهج السلف، من طوائف البدع والضلال ومن الأحزاب وغيرها، ثم يريد أن يفرضها على السلفيين، فتؤدي إلى الفرقة والخلاف.
ج14 / ص 495

وهذه الكتب التي نصح بها في هذا المجلد

قال حفظه الله تعالى:
عليكم بالعلم، عليكم بالعلم، العلم الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-: كتاب الله، وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- بفهم السلف الصالح. يعني إذا صعب عليك فهم الآية والحديث؛ عندك -ولله الحمد- دُونت شروح وتفاسير القرآن؛ تفاسير السلف: تفسير ابن جرير، تفسير البغوي، تفسير ابن كثير، تفسير عبد الرزاق -يعني الشيء المطبوع منه-، تفسير أبي حاتم -الشيء المطبوع-بارك الله فيكم-، ويكفيكم بعضها، وتفسير السعدي جيد -بارك الله فيكم-، عليكم بكتب التوحيد، كتب العقيدة، وشروح الحديث: الحافظ ابن حجر في " الفتح " -مع تجنب زلاته في " الفتح "-، وهو أحسن شرح لكتاب البخاري -صحيح البخاري-، لكن يساعدك في فهم كثير من النصوص لا تستغني عنه -مع الحذر مما ورد في هذا الكتاب من المخالفات العقدية-.
ج14 / ص88

قال الشيخ حفظه الله:
فنقول: نرجع إلى فهم السلف، وإلى آيات الاستواء، وإلى فهوم السلف، وإلى تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وتفسير البغوي، وتفسير ابن أبي حاتم، وأمثالها لنميز بين المحق والمبطل، وهناك تتساقط الدعاوى الباطلة، ويظهر الفرقان بين الحق والباطل، وبين أهل الحق وأهل الباطل ...
أخذنا جزءًا من الإجابة، والآن أريد أن أكمل، وهو أن نرجع إلى (صحيح البخاري)، (كتاب الإيمان)، وإلى (كتاب الاعتصام)، وإلى (كتاب التوحيد) ونرجع إلى كتاب الاتباع لابن ماجه في مقدمة كتابه، ونرجع إلى (كتاب السنة) من سنن أبي داود في آخر الكتاب، ونرجع إلى (شرح السنة) للبغوي، ونرجع إلى (خلق أفعال العباد) للبخاري، وإلى (رد عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي)، وإلى(شرح أصول اعتقاد أهل السنة) للالكائي، وإلى الشريعة (للآجري)، وإلى مثل هذه الكتب، وإذا فهمناها فإننا سوف نميز بين أهل الحق والباطل.....
ج14 / ص180

قال حفظه الله :
اقرأ العلل للإمام أحمد وأقواله في الجرح والتعديل تقول: على منهج الموازنات والله هذا ظالم !! سقط أحمد وعقيدته وكتاباته وتآليفه وكل شيء! نعوذ بالله من هذا المنهج الفاسد وأهله.
وتقرأ ليحيى بن معين عنده ألوف من الأحكام ما فيها موازنات، هذا ظالم عند أهل الموازنات لأنه لم يذكر حسنات الروافض والجهمية والكذابين والضعفاء.
هذا منهج أهل السنة والجماعة في الجرح والتعديل لا يقوم الإسلام إلا به، فانتبهوا إلى هذا، كيف يقولون أنهم سلفيون ؟!
ج14 / ص188

قال الشيخ حفظه الله تعالى :
وجاء باشميل الكذاب الأفاك، وبَينْتُ كذبه وضلاله في ((إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل)) فعليكم بهذا الكتاب؛فإن هذا الأفاك عدو لدود للسنة.
ج14 / ص 433

قال حفظه الله :
السلف رضي الله عنهم كما يحكي عنهم البغوي والإمام الصابوني وأئمة الإسلام أجمعوا على بغض أهل البدع وهجرانهم ومقاطعتهم، فارجعوا إلى هذا الكلام في اعتقاد أهل السنة للصابوني، وارجعوا إليه في شرح السنة الجزء الأول للإمام البغوي، ونقل بعد هذه الجملة أقوال مالك وغيره وغيره من أئمة الإسلام.
ج 14 / ص303

سئل الشيخ حفظه الله تعالى :
عن الموازنات والاستدلال بما فعله الذهبي في سير أعلام النبلاء.
فأجاب حفظه الله جل وعلا :
هذه القضية قد كتبت فيها ـ ولله الحمد ـ كتابين: كتاب ((منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)).
وكتاب: ((المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زيغ أهل الأهواء وزلات أهل الأخطاء)).
وأردفت الكتابين بإجابات كثيرة على شبه وافتراءات عبد الخالق، في كتابي (( النصر العزيز على الرد الوجيز)).
وأجبنا على أسئلة كثيرة في هذا الباب، فأحيل القراء أولاً إلى هذه الكتب التي ذكرتها؛ ليعرفوا الأدلة والأصول التي قام عليها المنهج السلفي، وتدل على بطلان هذا المنهج المبتدع الضال الذي أعتبره من أخبث البدع وأفجرها وأخطرها، وأن هذا المنهج لو أخذوا به فعلا لهدموا القرآن والسنة والعلوم الشرعية كلها، بل العلوم البشرية كلها والعياذ بالله .
ج14 / ص477،478

قال حفظه الله وهو يتكلم عن منهج الموازنات :
فالشاهد: أن هذا منهج باطل، وأهدافه خسيسة، ومن أحطها؛ لأنه وضع لحماية البدع وحماية الضلال، وحماية أهل الباطل.
وهذا ما يمكن أن نقوله وارجعوا إلى كتبي (( منهج النقد))، و((المحجة))، و((النصر العزيز))لرد هذه الشبهات .
ج14 / ص484



يتبع الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى