المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهج التعامل مع الشائعات ..ملخص محاضرة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
20-May-2012, 09:45 PM
منهج التعامل مع الشائعات ..ملخص محاضرة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

مبيناً منهج التعامل مع الشائعات.. المفتي العام في جامعة أم القرى:
الفتن والشائعات هدفها زعزعة الثقة بين المسلمين وحكوماتهم


حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارات البحوث العلمية والافتاء من خطورة الشائعات ونقل الكلام من شخص الى آخر او اخرين مشيراً ان ذلك سبب الفتن بين الناس افراداً وجماعات.
وقال:ان الناس اذا التزموا بالصدق فيما يتحدثون به فان دور الشائعات ينتفي في المجتمع.وبين ان اي مجتمع لا يخلو من وجود نقص واخطاء في بعض افراده ولكن يجب على الجميع التعاون ضد من يحبون نقل الكلام واشاعة الفاحشة بين المؤمنين..
واوضح ان المنافقين في المدينة اتهموا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في عرضها وكان الله لهم بالمرصاد حيث انزل في حقهم قرآناً يتلى الى قيام الساعة واشار الى ان بعض الشائعات هدفها الانتقام وتحطيم معنويات الناجحين مطالباً سماحته بالصدق والعدل في القول والعمل حتى تقلل من الشائعات ورد كيد المنافقين الى نحورهم.
وقال سماحة المفتي في محاضرته التي القاها بعنوان (المنهج الصحيح في التعامل مع الشائعات والفتن) بقاعة الأمير فيصل بن فهد بجامعة أم القرى بمكة المكرمة وبحضور مدير ومنسوبي واعضاء هيئة التدريس بالجامعة وعدد كبير من طلبة العلم امتلأت بهم قاعة الصالة.. قال سماحته:
مما لا يشك فيه مسلم ان دين الاسلام دين الشمول ودين العموم لأن الله جل وعلا ختم به كل الاديان وختم بنبيه جميع الرسالات وبالكتاب العزيز كل الكتب فجعل هذا الدين ختام الاديان كلها فهو الجامع لما قبله وهو المهيمن على ذلك.. (وانزلنا اليك الكتاب تبياناً لكل شيء).
اذاً فالدين كفيل بحل كل المشكلات (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعتمي ورضيت لكم الاسلام دينا).وقال المفتي العام يتساءل البعض عن هذه الشائعات وموقف الاسلام منها..
هل في شريعتنا علاج لتلك الشائعات وهل في شريعتنا علاج لهذه الفتن وكيف التخلص منها على ضوء الكتاب والسنة..
فاطمئن اخوتي بأن شريعة الاسلام لم تهمل هذا الجانب بل عالجته العلاج الصحيح والنافع بأن عالجته من اصله فلم تدعه ينشر ولا يسرى وانما جففت منابعه من الاصل بما جاءت به من تعاليم سامية وتوجيهات قيمه سيتضح لنا ان شاء الله اثناء الحديث..
وقال ان الله جل وعلا جعل في اخلاق المؤمنين وصفاتهم الحميدة الصدق في القول فالصدق من علامات المؤمن والصدق من اخلاص المؤمن وصفاته قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) فاهل الاسلام اهل صدق فيما يقولون واهل فيما يخبرون ويعملون.. صدق في الظاهر والباطن.. سلم القلب واستقام فاستقام اللسان على الخير والهدى.
وبين سماحته ان الكذب خلق المنافق والصدق خلق المؤمن.. ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ولا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وان الكذب ليهدي الى الفجور وان الفجور ليهدي الى النار ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.والصدق خلق المؤمن دائما وابداً صدق الله في ايمانه.. صدق الله في اقواله..صدق الله في معاملته صدق نفسه وصدق اخوانه في تعامله فيما بينه وبينهم فاطمأنوا الى القول ووثقوا بالقول واعتبروه حقاً ووثيقة صدق ولذا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ذلك الفتى الذي عاش بمكة عرفه اهل مكة منذ نعومة اظفاره عرفوه بالصدق في قوله والامانة في عمله فكان معروفاً بينهم بالصادق الأمين لقبوه بالصادق والأمين،لما ظهر عليه من صدق دائم وامانة دائمة فهو بين اهل مكة اصدقهم حديثاً واحسنهم امانة صلوات الله وسلامة عليه لما اراد به من الكرامة والفضيلة حيث جعله الله الرسول الاخير للخليقه صلوات الله وسلامه عليه دائماً وابداً الى يوم الدين.. فاذا التزمنا الصدق في القول فيما نخبر به وفيما نتحدث عنه فان الشائعات ينتفي دورها في مجتمعنا.. وقال دين الاسلام كما ارشدنا الى العدل في افعالنا ارشدنا الى القول بالعدل في اقوالنا وحقيقة العدل في القول الا نجور فيما نقول ولا نظلم فيما نقول وانما نتحدث عن حق واقع.. قال تعالى( واذا قلتم فاعدلوا) اعدلوا في الاقوال كما مطلوب عنكم العدل في الافعال لتكونوا مؤمنين حقاً.. والشائعات في الغالب لا عدل فيها هي شائعة واخبار مستقاة من غير مصادرها متلقاه من غير ثقافتها هدفها الضرر العام وليس هدفها المصلحة فاذا صدقنا وعدلنا كنا مساهمين في الاقلال من الشائعات. واضاف لا يخلو اي مجتمع من وجود نقص واخطاء في بعض افراده وهذه سنة الله جل وعلا في خلقه ان الناس متفاوتون في ايمانهم وعقولهم ومداركهم لما لله في ذلك من الحكمة العظيمة (وربك حكيم عليم) فليس الناس على حد سواء في العقل ولا في الادراك واستيعاب الاشياء وتصورها على الحقيقة كل له اتجاهه وله مسلكه واذا فكرت في الناس رأيت هذا امراً بيناً واضحاً هذا انسان يسمع القول فيزنه بالميزان العادل يفكر فيه طويلاً ويتأمله طويلاً وينظر هذا الخبر ما مصدره وما شأنه يقلبه على كل الجهات ليفحصه فحصاً حقيقياً اهو قول يستحق ان يقال ام هو قول يظهر عليه الافتراء والاختلاق فحري به ان يطرح فمن الناس من لا تمييز عنده ولا فحص عنده انما هو مكبر صوت لكل ما يقال يبلغه بنفسه كل ما سمع دون تمييز ولا فحص للاقوال ومنهم من يطمئن ويتأنى ويفكر طويلاً ويتأمل طويلاً ايقدم على هذا القول ام لا .. ينظر هذا القول من جميع الجوانب ما هي علامة الصدق عليه وما هي علامة الكذب عليه.. هذا القول يمر بمراحل ويقلبه ذات اليمين وذات الشمال حتى اما ان يقبله واما ان يرده ولا شك ان هذه هي البصيرة والفكر الصائب الذي لا تروج عليه الاباطيل.. واوضح سماحته ان الاشاعة على اسمها اشاعة واذاعة واعلام لكنها لا تعتمد على الواقعية انما هي اشاعة غالبها مبني على عدم الثقة.. وانما مجرد بث صوت وايصال الصوت الى ابعد مكان دون التأمل فيه. والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من ان نشيع الاقوال بدون تروي فقال (بئس مطية القوم زعموا) وقال (كفى بالمرء كذباً ان يحدث بكل ما سمع) فمن حدث بكل ما سمع فانه لا يخلو من كذب وان لم يقل هو في نفسه كذباً لكن القول الذي نقله كذب فينسب الكذب اليه من لا يدري عن حقيقة الحق اذا رأى هذا القول مخالفاً للواقع نسب هذا القول الى هذا المتحدث به الذي لم يتأمل ما قال ولم يفكر فيما نقل وبين المفتي العام ان الشائعات لها اقسام شائعات من حيث الرد وشائعات على المجتمع عموماً فهناك شائعات تثار حول فرد ما.. وهناك شائعات تثار حول المجتمع عامة والمسلم موقفه التثبت في الامور كلها (يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) ادب من ربنا لنا.. ان جاءنا فاسق بنبأ فعلينا التثبت وان لا نقبل القول على علاته بل ننظر فيه احق هو ام غير حق فبعد التبين نحكم على الخبر صحة او عدمه قيل ان سبب نزول هذه الآية ان رجلاً بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً مصدقاً فخاف من القوم بعدما ذكرت له بعض الاخبار فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واد على انهم منعوا الصدقات وان النبي هم بغزوهم الى ان جاءوا وابدوا انهم لم يأتهم احد ولم يبلغهم احد فانزل الله هذه الآية.. واضاف بعض الناس يشيع عن افراد من الناس اشاعات مغرضة لقصد تحطيم ذلك الانسان واذلال ذلك الانسان والقضاء على معنوية ذلك الانسان سواءً كان هذا الانسان مسؤولاً فيجب ان يحط من قدره ويشوه سمعته ويلفق به ما هو براء منه ويأخذ من هذا رواية ومن هذا رواية ويكون اساطير واكاذيب لاجل الانتقام من ذلك الانسان.. وشريعة الاسلام ضد هذا كله المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده هكذا يقول نبينا صلى الله عليه وسلم فاذا اردت ان تكون مسلماً حقا فليسلم المسلمون من شر لسانك.. لا تلفق التهم عليهم لا تنسبهم بما هم براء منه لا تقل فيهم ما ليس فيهم (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً واثماً مبيناً) وقال الشائعات في الفرد قضى الاسلام عليها خذ مثلاً في الاعراض فاذا اشعت عن مسلم انه ارتكب جريمة اخلاقية توجب حداً من الحدود فاعلم انك بذلك اخطأت ووقعت في المحظور ولا ينجيك من هذا الخطأ الا بينة واضحة تدل على صدق قولك والا طبقت عليك العقوبة الشرعية قال تعالى(والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون) في عهد نبينا صلى الله عليه وسلم تسلق المنافقون على أم المؤمنين عائشة وقالوا فيها ما يعلم الله براءتها لما رأوا ذلك المسلم جاء بها منقذا لها لما غادر الجيش المكان دون علمهم بها وجاء بها يمشي امامها في الظهيرة قال المنافقون ما قالوا واشاعوا ما اشاعوا واصاب النبي صلى الله عليه وسلم هم عظيم وحزن كبير وخيم الحزن على بيت الصديق رضي الله عنه ومضى اربعون يوماً والنبي والصديق والمسلمون في غاية الهم والغم. والمنافقون يرجفون ويشيعون والاقوال يقولونها ويحكونها وكل يوم لهم فيها صورة وكل يوم لهم فيها لون ولكن الله تعالى بالمرصاد فجاءت آيات القرآن لتبين براءة أم المؤمنين براءة بيت النبوة وان هذه الدعايات كلها كذب وافتراء.. قال الله للمؤمنين (لولا اذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين) (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم اذا تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابداً ان كنتم مؤمنين) وجعل عقوبة هذه الشائعة جلد الحد ثمانين ورد الشهادة والحكم بالفسق لأن ذلك مقتضى الحكم الشرعي.
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=30031

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
07-Nov-2015, 01:02 PM
للفائدة