المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {قلة المرعاة لمشاعر الأخرين}



أبو هنيدة ياسين الطارفي
26-May-2012, 07:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ قلة المرعاة لمشاعر الأخرين:

ـ فمن الناس من هو غليظ الطبع , كثيف النفس , صفيق الوجه , لايحجزه عن المباذل يقين , ولا تلزمه المكارم مروءة , لايراعي مشاعر الأخرين ولا يأنف من موا جهتهم بما يكرهون .

فإذا ما حضر مجلس, وأبتدر الكلام وضعت يدك على قلبك ,خشية أن يزل أو يفرط على أحد من الحاضرين .

فإذا ما وجد مجالا يشيع فيه طبيعته النزقة الجهول ـ هام على وجهه, لا ينتهي له صباح , ولا تنجس له شرة .

فتارة يذكر الحاذرين , وتارة يؤذيهم بلحن منطقه وتارة يذكرهم بئمور يسوؤهم تذكرها .

{أكب رجل من بني مرة على مالك بن أسماء يحدثه في يوم صيف , ويغمه ويثقل عليه ثم
قال: أتدري من قتلنا منكم في الجاهلية ؟ .
قال : لا , ولكني أعرف من قتلتم في الاسلام .
قال : ومن هم ؟
قال: أنا قتلتني اليوم بطول حديثك وكثر فضولك}.

قال بن القيم رحمه الله:{ ومنهم منم مخالطته حمى الروح وهو الثقيل البغيض العقل, الذي لايحسن أن يتكلم فيفيدك, ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك , ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها , بل إن تكلم فكلامه كلعصى تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به, فهو يحدث من فيه كل ما تحدث , ويذن أنه مسك يطيب به المجلس , وإن سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة , التي لا يطاق حملها , ولا يجرها على الرض .
ويذكر عن الشافعي رحمه الله: { ما جلس إليا ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر .

ورأيت يوم عند شيخناـ قدس الله روحه ـ رجلا من هذا الضرب, و الشيخ يحمله , وقد ضعفت القوى عن حمله, فلتفت إليا وقال : مجالسة الثقيل حما الربع ثم قال:لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة أو كما قال }.

ولهذا فالرجل النبيل, ذو المروءة والأدب هو من يراعي مشاعر الأخرين , فلا يؤذيهم بكلمة , ولا يجرح مشاعرهم بإشارة أو نحوها , بل يحفظ عليهم كرامتهم وماء وجوههم .
خالق الناس بخلق حسن لا تكن كلبا على الناس يهر .

{قال بعضهم : صحبت الربيع بن خثيم عشرين عاما ما سمعت منه كلمة تعاب}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. كتاب :ـ أخطاء في أدب المجادلة والمجالسةـ الشيخ محمد بن براهيم الحمد. ص 15.
ـ التفريغ:أبوهنيدة ياسين راجي عفوا ربه.ـ
الأمين السلفية.

أبو هنيدة ياسين الطارفي
27-May-2012, 12:02 PM
اللهـــــــــم إن نسألك حسن الأخلاق, وسائر إخواني .