المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جماعة الإخوان المسلمون؟



ابو عبد الله المغربي
31-May-2012, 09:58 PM
السؤال: فضيلة الشيخ, من هي جماعة الإخوان المسلمون؟ وهل لهم وجود في جزيرة العرب؟ وما أهداف دعوتِهم؟ وما حكم الجلوس معهم؟ وهل يجوز لمن علم شيئًا من ضلالاتِهم السكوت عنها خوفًا من الفرقة ودرءًا لحصول الأذى منهم؟
الجواب: أ- جماعة الإخوان المسلمون هي تلك الجماعة الَّتِي أسسها حسن البنا ووضع لها أسسًا تقوم عليها وأهدافًا تسعى لتحقيقها, وكانت بدايتها في مصر عام (1347’) ثُمَّ انتشر منهجها المخالف لجل منهج أهل السنة والجماعة في كثير من وسائل الدعوة إلى الله وغايتها كما هو موضح في كتب الردود على هذه الجماعة.
وشعارها المرفوع والشهير عند كثير من الناس: "دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه"، وهو تقعيد فيه تلبيس على الناس لاحتماله خطأ وصوابًا وحقًّا وباطلاً، وكم في منهج هذا الحزب من البدع والمخالفات الَّتِي يكفي بعضها في وجوب التحذير من أهله, وممن اشتهروا بالدعوة إليه, والترويج للدخول في تنظيمه السياسي السري ابتغاء الفتنة وابتغاء التغبير على المنهج السلفي الذي قامت دعوته على نصوص الكتاب والسنة بالفهم الصحيح. ب- نعم لها وجود في جزيرة العرب في كل سهل وجبل ومدينة وقرية، بل لها وجود في العالم الإنساني كله لكثرة الدعاة إلى تنظيمها والمروجين لها والمدافعين عن قادتِها بكل ما يستطيعون من تلبيسات على الناس, وبالأخص الشباب منهم لما عندهم من الحماس والطيش عند فقد معرفة المنهج السلفي والمعلم السلفي. ت- وأما أهداف دعوتِهم فهي إقامة دولة واحدة للعالم الإسلامي من طريق إحداث الانقلابات على الملوك و الرؤساء والأمراء في العالم الإسلامي بدون تفريق بين الصالح والطالح, ولا سير صحيح على منهاج الدعوة المحمدية الَّتِي مشى عليها السلف الصالح وأتباعهم في دعوة الخلق إلى رحاب الحق, واسمع إلى ما قاله أحد منظريهم والناطق بلسان منهجهم وقياداته صاحب كتاب "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التأريخ" حيث قال وهو يصف دعوة الإخوان وأسلوبَها المتميز في نظره ونظر قيادتِها: "ولم يعد في مصر صوت أعلى من صوتِها ولا يد أقوى من يدها, ولا كلمة أنفذ في القلوب من كلمتها, وكانوا يعتقدون بعد أن رأوا نفوذها قد تعاظم, أن هذا النفوذ مجاله مصر لا يتعداها فإذا بِهم يفاجئون بِهذا النفوذ يصل إلى أبعد البقاع العربية, فيديل دولة اليمن ويقيم دولة أخرى, وتبسط الدولة الجديدة سلطانَها ويستتب لها الحكم ومعنى هذا -والقول له- أن هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة لا تلبث الدول العربية أن تقع واحدة تلو الأخرى وتحقق بذلك نواة الدولة الإسلامية" ا’. وكم لهذا المقطع في هذا المعنى من نظائر يتبين من خلالها أهداف الدعوة الإخوانية والتي في مقدمتها قصد مسك أزمة الحكم في دنيا البشر. ث- وأما حكم الجلوس مع زعماء الدعوة الإخوانية وأتباعهم ففيه تفصيل: وهو أنَّهم إذا جاءوا إلى العلماء القادرين على رد البدع والأهواء بنصوص الكتاب والسنة وقصدوا الاستفادة منهم ليكونوا على بصيرة من أمرهم فيقبلوا الحق ويردوا الباطل ويعتصموا بالسنة ويردوا البدعة, فلا حرج من جلوس العالم معهم لهذا الغرض الدعوي الشريف بل فيه أجر للجميع وبراءة للذمة من كتمان العلم. وأما إذا جاءوا للجدل والمناقشة مستعملين أساليب أهل الزيغ والانحراف من استعمال الكذب فيما يدلون به أخذًا وعطاءً وتظلمًا واحتيالاً ودفاعًا عن أخطاء حزبِهم, وهجومًا على منتقديه ونحو ذلك مما عرف عن المنتمين لهذا الحزب فحينئذٍ يحق لصاحب السنة من أتباع السلف أن يضرب صفحًا عن مجالستهم؛ لأنه لا يرجى من وراءها فائدة تعود على العالم ولا خير ينقلب به المجادل لنفسه، وهذا صنيع العلماء مع أهل البدع في كل زمان ومكان كما هو مدون في كتب هذا الشأن. وأما طلاب العلم الصغار الذين لا يقدرون على إقامة الحجج على المخالفين ولا يحسنون الردود عليهم فإنَّهم لا يجوز لهم أن يجالسوا الإخوانية لمناقشتهم ومجادلتهم, وإنما يجب عليهم تجنب مجالسهم كي يسلموا من التأثير عليهم لقلة علمهم وضعف قلوب البشر, ويأووا إلى علماء الشرع وإلى أقرانِهم من كل طالب علم سلفي مصدر علمه الشرع الشريف بالفهم الصحيح الحصيف, لا الفكر المخالف المخيف. ج- ولا يجوز لمن علم شيئًا من بدع حزب الإخوان المسلمين أو غيرهم من أهل البدع والأخطاء أن يسكت عن بيانه وهو قادر على البيان, برد البدعة وتصحيح الخطأ؛ لأن الرد على أصحاب البدع والأخطاء واجب على القادرين من أهل العلم ومتى قام به بعضهم سقط الوجوب عن الباقين. وأما توقع الفرقة بسبب الرد فليس بعذر شرعي لأن حب الاجتماع إنما هو على الحق الذي هو أحق أن يحب ويتبع، والمبتدع هو الذي أتى بسبب الفرقة؛ لأن الفرقة مقرونة بالبدعة وأن الألفة مقرونة بالسنة، ولا توقع الأذى من المخالف يسقط وجوب الرد من العالم على المبتدع والمخالف إلا إذا كان يتوقع أذىً لا يطيقه فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا تخلو الأرض من أهل العلم الذين يقومون بالرد على كل مبتدع ومخالف.

الشيخ زيد بن محمد المدخلي


العقد المنضد الجديد - باب: العقيدة والسلوك

( فتوى رقم: 69 ) - الشاملة
نقلها لكم اخوكم ابو عبد الله المغربي