المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال العلامة عبد المحسن العباد الكلام الأول جميل والكلام الأخير خبيث؟؟؟



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
01-Jun-2012, 11:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم عُرض على الشيخ عبد المحسن العبّاد- حفظه الله- هذا المقطع من رسالة عمان:
"أصل الديانات الإلهيّة واحد، والمسلم يؤمن بجميع الرسل، ولا يفرّق بين أحد منهم، وإنّ إنكار رسالة أي واحد منهم خروج عن الإسلام، مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الأخرى على صعد مشتركة في خدمة المجتمع الإنساني دون مساس بالتميّز العقدي والاستقــلال الفكري" .
فأجاب الشيخ حفظه الله :
" الكلام الأول جميل والكلام الأخير خبيث , أوله حسن وآخره سيء ، يعني كون الرسل ديانتهم واحدة وأنهم يدعون إلى التوحيد وأنه يجب الإيمان بكل واحد منهم وأن من كفر بواحد فهو كافر بالجميع هذا كله حق , وأما هذا الكلام الذي يقول فيه بالتقاء الديانات بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليس في دين حق إلا دين الإسلام ولا يجوز أن يعتقد بأن هناك دين موجود الآن يعني يتبعه غير المسلمين هو حق بل الشرائع كلها نسخت ببعثته صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام ((والذي نَفْسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأُمّة يهوديٌّ أو نصرانيٌّ ثم يموت ولا يُؤمن بالذي أُرسلتُ به إلا كان من أصحاب النَّار)) ، وقال ((ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعى)) .
وعيسى إذا نزل في آخر الزمان يحكم بشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحكم بالإنجيل , الشرائع انتهت بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ليس لها وجود الآن، لكن يعني جاء بما يتعلق بأهل الكتاب أنهم يعاملون معاملة خاصة لأن لهم أصل دين فإذا أعطوا الجزية فإنهم يبقون تحت ولاية المسلمين لإن ذلك من أسباب دخولهم في الإسلام أما كونه يقال أن الديانات بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها حق وأنها معتبرة وأنه لا فرق بينها فهذا الكلام من أبطل ما يكون , ومن أقبح ما يكون".
ماذا في هذا الجواب من الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-؟
فيه ما يأتي:
أولاً- مدح رسالات الأنبياء حق.
ثانياً- فرّق بينها وبين الديانات الضالة؛ كالديانة اليهودية والنصرانية المحرفتين، فوصف الكلام المنوه بها بأنه كلام خبيث.
ثم قال: " وأما هذا الكلام الذي يقول فيه بالتقاء الديانات بعد بعثة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ليس في([1]) دين حق إلا دين الإسلام".
فقد فَهم -وفهمه حق- أن هذا الكلام من رسالة عمان اعتراف بالأديان الباطلة، وأنها حق، وأنها تلتقي مع دين الإسلام.
فما معنى التقاء هذه الأديان مع الإسلام؟
معنى ذلك أن هذه الأديان تقف مع الإسلام على قدم المساواة، وأنها كلها حق، وهذا هو القول بوحدة الأديان أو أخوة الأديان وحرية الأديان.
ثالثاً- يقول الشيخ عبد المحسن كما يقول علماء الإسلام: إن الشرائع كلها نسخت برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وساق الشيخ بعض الأدلة على هذا النسخ، ونص الرسالة لا يعترف بهذا النسخ، بل يقرر ضده.
رابعاً- يقول الشيخ: " الشرائع انتهت بعد بعثته -صلى الله عليه وسلم- ليس لها وجود الآن".
وأصحاب الرسالة لا يعترفون بانتهاء الرسالات.
خامساً- نص الشيخ على أن أهل الكتاب يعاملون معاملة خاصة بأن تؤخذ منهم الجزية، ويدخلون تحت ولاية المسلمين؛ لأجل أن يدخلوا في الإسلام، وهذا ينفي المؤاخاة والمساواة بين أهل الأديان، قال تعالى: (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ).
سادساً- يقول الشيخ عبد المحسن:
1- " أما كونه يقال أن الديانات بعد بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كلها حق".
2- "وأنها معتبرة".
3- " وأنه لا فرق بينها فهذا الكلام من أبطل ما يكون , ومن أقبح ما يكون".
لأن أصحاب الرسالة يرون أنه لا فرق بين الأديان؛ فللناس حرية الاختيار يختارون ما يشاءون من هذه الأديان، فالكل عندهم حق والأصل واحد.
فإذا كان لا فرق بين هذه الأديان وبين دين الإسلام، فهي شيء واحد عند أصحاب هذه الدعوة الباطلة الهدامة.
يؤكد هذا قولهم: "أصل الديانات الإلهية واحد" ، ويقصدون بهذا القول ما عليه اليهود والنصارى الآن من الديانتين المحرفتين المبدلتين.
ويزيد هذا تأكيداً قولهم في السياق نفسه:
" مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الأخرى على صعد مشتركة....".
فهذه الديانات الأخرى عندهم هي الديانات الإلهية التي أصلها عندهم واحد لا غبار على ذلك.
فهل يوافق الحلبي الشيخَ عبد المحسن في هذا التقرير العلمي السلفي، ويرجع عن ثنائه ودفاعه عن رسالة عمان؟
وهل يتراجع عن تأويله لهذا النص الذي أدانه العلامة العبّاد هذه الإدانات، ويصدع بذلك، ويعلن توبته وتراجعه؟
في انتظاركم أيها البحر !!!



[1] - يقصد: "لا يوجد".

منقول من سحاب (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=129815)