المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب للشيخ ربيع المدخلي شفه الله وعافه



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
06-Jun-2012, 05:17 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. الحمد لله الذي قال: } هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون { [الصف:9] وصدق رسوله الكريم القائل:" لاتزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك” أخرجه مسلم (1920). وبشر وأنذر ومما أنذرها به قوله عليه الصلاة والسـلام:” إنمـا أخاف على أمتي الأئمة المضلين” أخرجه أبو داود (2/203)، والـدارمـي (1/70، 2/311)، والترمذي (3/231تحفة)، وأحمد (5/178) ومما أنذرها به في سياق الحديث عن الدجال قوله صلى الله عليه وسلم:” غير الدجال أخوفني عليكم” أخرجه مسلم (2137). فهذه النوعيات أشد خطراً على الإسلام من الدجال ومن أعداء الإسلام الواضحين. إن هذه الأصناف لا تحارب الإسلام جهاراً وإنما تتظاهر بالإسلام وتحمل شعارات براقة خلابة وهي تحمل في ثناياها السموم القتالة والموت الزؤام ومن المؤسف أشد الأسف أن تجد هذه الأصناف أتباعاً وجنوداً يعظمونهم تعظيماً يؤدي إلى رفعهم فوق مستوى النقد مهما بلغوا من الضلال والانحراف ويؤدي إلى استصغار عظائمهم وطوامهم فتصير في أعينهم أدق من الشعر ولو كانت أعظم من الجبال الشامخة فيصدق عليهم قول أنس رضي الله عنه:" إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات”، فلو عاش أنس وإخوانه أولو الأحلام والنهى حتى رأوا هؤلاء وعرفوا حالهم وواقعهم لذهلوا عما كانوا يعدونه من الموبقات ولرأوا الفروق الهائلة الشاسعة بين حال من عاصروهم وواقعهم وبين حال هؤلاء وواقعهم، ولعل كثيراً منهم يفرون منهم إلى الجبال والشعاب. إنه والله لواقع مرير وإن الأمر كما قال تعالى: } فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ { [الحج:46] فنعوذ بالله من حال هؤلاء وإنا لنضرع إلى الله ونضرع إليه أن يعافي المسلمين من هذا البلاء وأن يأخذ بنواصي من أصابهم هذا البلاء إلى الحق والهدى. ومما ابتلي به المسلمون في هذا العصر كتب ومناهج سيد قطب التي راجت في أوساطهم وروج لها كثيراً وعميت بصائر وأبصار كثيرٍ منهم فلا يدركون خطرها الماحق ولاضررها المدمر، ومن أشدها خطراً” التصوير الفني في القرآن” الذي أعجب به كثيرٌ من عميان البصائر فاغتر سيد قطب بإعجاب هؤلاء العميـان التائهـين فاندفـع بكل اعتزاز قائلاً في خاتمة كتابه التصوير الفني ص(253):” منذ سبعة أعوام صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب وأحمد الله على أن صادف التوفيق فقوبل من الأوساط الأدبية والعلمية والدينية على السواء مقابلة طيبة إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الدين لايقف في طريق البحوث الفنية والعلمية التي تتناول مقدساته تناولاً طليقاً من كل قيد وعلى أن البحوث الفنية والعلمية لاتصدم الدين ولا تخدشه حينما تخلص فيه النية وتتجرد من الحذلقة والادعاء وأن حرية الفكر لاتعني حتما مجافاة الدين كما يفهم بعض المقلدين في التحرر…” لقد أخذ سيد قطب من هذه المقابلة الطيبة في زعمه من الأوساط المذكورة دليلاً على أن الدين لايقف في طريق البحوث الفنية والعلمية التي تتناول مقداساته تناولاً طليقاً من كل قيد ولايشك عاقل أن هؤلاء الذين قابلوا كتابه هذه المقابلة إما جهال أغبياء وإما متحررون منفلتون في الدين كانفلاته الذي شهد به على نفسه حينما كتب هذا الكتاب. ونقول لسيد قطب: فماذا يبقى لهذه المقدسات إذا تناولتها البحوث الفنية والعلمية تناولاً طليقاً من كل قيد وكيف لا تصدم المقدسات ولا تخدش مكانتها وقد انفلت في هذه البحوث من كل قيد فلا عقيدة تمسكه وتقيده ولا أدب ولا احترام ولا إجلال ولا هيبة لهذه المقدسات. فهذا سيد قطب نفسه يصرح بقوله في خاتمة هذا الكتاب” وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم”. التصوير الفني ص (255)

تتمة الموضوع في ملف وارد و ب د ي ف

أبو عبد الله المعتز بالله الجيلالي السلفي
07-Jun-2012, 06:26 PM
جزيت خيرا