المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد حسان: يدعو حتى الكفرة للمشاركة في انتخابات الرئاسة، ويصف الممتنع بالسلبية!! وأنه كاتمٌ للشهادة!! آثمٌ قلبُه!!



أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد
19-Jun-2012, 07:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمدُ لله والصلاةُ والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:

في مدينة (دمياط الجديدة)، وفي خطبة جمعة بعنوان: (صبرًا يا مصرُ، أَقْدَمْتِ فصممي، وبدأتِ فتممي)، والتي كانت بتاريخ 18-05-2012 م
لم يكتفِ (محمد حسّان) بإيجازة الانتخابات الرئاسية التي تجري تحت سَمْعِ وبَصْرِ النظام الديمقراطيّ الكفريّ فحسب، بل إنه وصف مَن يتردد عن الخروج والمشاركة في هذه الانتخابات الطاغوتية بـ (السلبية)!! وعدم (الإيجابية)!! وأنه كاتِمٌ للشهادة!! آَثِمٌ قلبُه!! –كذا تَقَيَّأ- قائلاً: ( وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ). أي فاجِرٌ قلبُه –كما فسّرها العلماء-.
اضغط هنـــا لتحميل وسماع هذياته. (http://archive.org/download/Hassan_Intekhabat/Hassan_Intekhabat.mp3)
التفريغ:
قال محمد حسّان: "وَدِدتُ ورجوتُ كما تمنى كلُّ مسلمٍ يعيش على أرضكِ الآن في هذه الأزمة الحالية: (أزمة الانتخابات، انتخابات الرئيس).
وهي أمرٌ جَلَل قد يستهين به بعضُ مَن يعيشون على أرض مصر ممن أسمع منهم التَّلَكُّؤ والتردد عن الخروج في الأسبوع القادم للإدلاء بأصواتهم بصدقٍ وأمانةٍ وحرية اختيار.
قد يستهينُ البعضُ بما تُقْدِمُ عليه مصرُ في الأيام القليلة الباقية، أنتم يا أهلَ مصر أمام حَدَثٍ جَلَل، وأمام حَدَثٍ تاريخيٍّ كبيرٍ بكل المقاييس، فكونوا أهلاً لهذا الحَدَث، كونوا على مستوى الحَدَث، وكونوا على مستوى المسئولية والأمانة..
ولا تكن سلبيًا!! أيها المسلم وأيها المصري، أيًّا كان دِينُكَ!! ومُعْتَقَدُكَ!!، لا تكن سلبيًا!! وكن إيجابيًا!!، واخرج لتؤدي الشهادةَ لله!!؛ فمَنْ يَكْتُمْهَا؛ فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ، ( وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)، وإنْ كانت الآية في مَعْرِض الحديث عن آية الدَّيْنِ؛ فليستِ العبرةُ بخصوص السبب، ولكنّ العبرةَ بمعموم اللفظ، فاخرج وأدِّ صوتكَ بصدقٍ وأمانةٍ". اهـ
قلتُ:
يا حسّان إنْ كانت المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تجري تحت النظام الديمقراطيّ الكفريّ، والتي يتساوى فيها العالِم والجاهل، والمؤمن والفاسق، والمسلم والكافر، والرجل والمرأة، من باب الشهادة!! فنقولُ لكَ: فإنها إذن شهادة زور، فاذهبْ فَأَشْهِدْ عليها غيرنا؛ فإنّا لا نشهدُ على زور.
ثم عن أي (شهادة) تتكلم يا رجل؟!!
ألا تعلم أنّ شهادة الرجل تعدِل شهادة امرأتين، كما قال -تعالى-: (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) [البقرة: 282].
أما الشهادة التي تطالبنا بأدائها، فإنها تُساوِي بين شهادة الرجل والمرأة سواءً بسواء!!
بل إنها تُساوِي بين شهادة المسلم العَدْل وشهادة المسلم الفاسق!! إذ المعيارُ في النظام الديمقراطيّ هو (المواطنة)، وليس الدِّين أو العدالة، وهذا مخالفٌ لقوله –تعالى-: (ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) [المائدة: 95].
بل إنكَ –يا حسّان- زدتَ الطينَ بِلَّة عندما دعوتَ الكفارَ للمشاركة قائلاً: (أيها المصري، أيًّا كان دِينُكَ!! ومُعْتَقَدُكَ!!).
فأولاً: هل من الإسلام أن يشاركَ الكفار في اختيار ولي الأمر المسلم؟!!
إنّ الإسلام لم يجز لعامة المسلمين أن يشاركوا في اختيار ولي الأمر، بل إنه قَصَر ذلك على أهل الحَلِّ والعَقْدِ فقط (أهل العِلم والرأي)، فكيف تجرؤ –يا حسان- أن تطلبَ من النصارى وغيرهم من الكفار المشاركة في اختيار ولي الأمر؟!!!
ثانيًا: زعمتَ أنّ هذه الانتخابات هي من (الشهادة)، فما هو رأي الشرع –يا فضيلة الشيخ!!- في شهادة الكافر؟!!
لقد أجمعَ العلماءُ -رحمهم الله- على عدم قبول شهادة الكافر على المسلم في غير الوصية في السفر.
وقد حكى هذا الإجماع غيرُ واحدٍ من العلماء، فمِن أولئك:
ما حكاه الإمام ابن القطان -رحمه الله- بقوله : ( واتفقوا أنه لا يقبل مشرك على مسلم في غير الوصية في السفر ) .
وما حكاه أيضاً ابن رشد الحفيد : ( وأما الإسلام فاتفقوا على أنه شرط في القبول ، وأنه لا تجوز شهادة الكافر إلا ما اختلفوا فيه من جواز ذلك في الوصية في السفر ) .
وما ذكره الزركشي الحنبلي بقوله : ( الثاني : -أي من الشروط في قبول الشهادة- الإسلام ، وهو والله أعلم إجماع في الجملة ) .
وما ذكره الإمام العمراني شارح المهذب : ( وأجمعوا على أن شهادتهم -الكفار- لا تُقبل على مسلم ) .
ودليلُ ذلك من كتاب الله:
1- قوله تعالى : (واستشهدوا شهيدين من رجالكم).
وجه الدلالة من الآية الكريمة : أن الخطاب في الآية للمسلمين لقوله تعالى : (من رجالكم)، أي: نحن المسلمين، ولذلك فإن الشاهد لا يكون إلا مسلماً.
2- قوله تعالى: (وأشهدوا ذوي عدل منكم).
وجه الدلالة من الآية : أن الكافر تنتفي فيه العدالة إذ هو فاسق وزيادة ، والفاسق من زالت عدالته فالكافر أولى .
وهناك وجه آخر : وهو قوله (منكم) حيث جعل الشهود من المسلمين لا من غيرهم وإلا كما قال ابن النجار : ( لم يكن لقوله [ منكم ] فائدة ) .
3- قوله تعالى : (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً).
وجه الدلالة من الآية : أن الشهادة فيها معنى الولاية ، وقد نفى سبحانه أن يكون للكافر على المؤمن سبيل ، فلا ولاية له على المسلم .
4- قوله تعالى : (ممن ترضون من الشهداء).
وجه الدلالة من الآية : أن قبول الشهادة مخصوص بالرضا، والكافر ليس مرضياً .
ثالثًا: إنّ الخطابَ -يا حسان- في آية ( وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)، كان مُوَجَّهًا للمؤمنين، ودليلُ ذلك الآية التي قبلها مباشرةً، فكيف أقحمتَ فيه الكفار؟!!
وإليكم –أيها الإخوة- سياق الآيات، قال –تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).

هذا، ولتستبينَ سبيلُ المجرمين.