المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعبير رؤيا (الحلبي!!!) بشرى خير أم ماذا؟.



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
04-Jul-2012, 03:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد،

فقد رأيت كما رأى غيري (رؤيا الحلبي!) التي فرح بها وتهللت وجوه أتباعه لها، فما بين مُفسِّر ومُبشِّر ومُبَارِك (للحلبي!) برؤياه، مع العلم أن الرؤى تفسَّر على حسب حال الرائي-والله المستعان-.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [رضي الله عنه] قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-:‏‏ (الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)(سنن ابن ماجة/3893)‏.

فــ(الحلبي!) حاله معروف لا يخفى على أحد، فهو مبتدع معاند مكابر، مخالف للحق وأهله، متَّبع لكل مبطل مِمَّن على شاكلته أمثال: (أبي الفتن-المأربي-، والعرعور، وحسَّان، والحويني) أفراخ البنا وقطب، وقد بيَّن النبي-صلى الله عليه وسلَّم-أنَّ الرؤيا الحسنَّة هي: (...جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ...)، ولكنّ مِمَّن؟، قال: (...مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ...)

ثمَّ إن عرض هذه الرؤيا على الملأ فيه مخالفة لهدي النبي-صلى الله عليه وسلَّم-، فقام بعرض رؤياه على من أحب وأبغض، فقد جاء في صحيح البخاري-رحمه الله-: (...حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: لَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ: وَأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: (الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاَثًا، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ)(صحيح البخاري/ 7044).

ومن المعلوم أن الرؤى بمثابة الفتيا، فقد جاء في سورة يوسف-عليه السلام-: (...يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)(يوسف/43)، كما تحتاج إلى الحنكة والفِراسة أيضًا.

قال (الحلبي!): (...رأيت فيما يرى النائم..بعد صلاة فجر هذا اليوم..فلعلها بشرى خير..: رأيت شيخنا الإمام الألباني -رحمه الله-يناولني من يده إلى يدي كتاباً مخطوطاً من تأليفه ، ويقول لي: اكتب (مقدمة)لهذا الكتاب..
(تنبيه): رؤاي المنامية في الشيخ الألباني لعلها نادرة ؛ إن لم تكن معدومة! فاللهم ربنا ...اجعل هذا خيراً لنا ، ولدعوتنا وديننا -يا كريم-...)أهـ.

أقول:
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ[رضي الله عنه] قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ-صلى الله عليه وسلم-إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: ‏(هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ الْبَارِحَةَ رُؤْيَا)‏(صحيح مسلم/ 23).

فهنا يتبين النبي-صلى الله عليه وسلم-سأل أصحابه-رضي الله عنهم-عمَّا رأوه قبل صلاة الصبح وليس بعدها، والحديث واضح بيِّن (صلَّى) بهم الصبح ثم سأل.‏

أمَّا بالنسبة لتعبير (رؤيا الحلبي!) فأقول:

فالكتاب هو كتابك يا (حلبي!) قال-تعالى-: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)(الإسراء/31-14).

وقال: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)(الإسراء/71).

فأنت تدَّعي أن الإمام الألباني هو إمامك! فلو كان كذلك فلن يغني عنك من الله شيئًا، فستقرأ كتابك بنفسك أيها المسكين، ورؤيتك له في المنام إنَّما جاء محذِّرًا لك ومنبِّهًا، عسى أن تتوب إلى الله.

أما (المقدمة): فهي ما قدَّمت أيها (الحلبي!) لنفسك يوم المعاد، قال-تعالى-: (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا)

قال الله-سبحانه وتعالى-: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)(الفجر/23-24).

وأخيرًا، أيها (الحلبي!) قدِّم لنفسك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، واعلم أن الإمام الألباني ليس بحاجة إلى تقديمك فهو علم بنفسه، واعلم أن الإمام الألباني ما رفع ذكره إلَّا بتمسكه بكتاب الله-سبحانه وتعالى-وسنَّة رسوله-صلى الله عليه وسلم-.

فلا أرى في هذه الرؤيا إلَّا أن أجلك قد اقترب، فبادر إلى التوبة عسى الله أن يغفر لك، والله-سبحانه وتعالى-أعلى وأعلم.
وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب:
أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأربعاء الموافق: 14/ شعبان/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.