المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير والنكير على بدعة الجهر والصياح عند الانتصار بالتكبير



أبو عبد الله المعتز بالله الجيلالي السلفي
05-Jul-2012, 01:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:


فقد انتشرت في هذا الزمان بدعة هرم عليها الكبير وربى عليها الصغير واتخذها الناس سنة، إذا غيرت قيل غيرت السنة وهي أن بعض المقاتلين ممن يعلن القتال ضد الكفار سواءا بنية الجهاد أو الثوره إذا انتصروا جهروا وصاحوا بالتكبير كما يصيح الصحابة بالتلبية فيسمع دويها في الجبال وتبح أصواتهم
((الله أكبر الله أكبر)) ويرفعوا أيديهم ويشيروا بها تعبيرا عن النصر ويجعلون الذكر بذلك ملازما لكل انتصار أو مهاجمة ربما.


والتكبير حق ولكن الاتيان به على طريقة مخترعه بجعله على هيئة لم يكن عليها دليل من الصياح به جماعيا أو تفرقا في غير المواطن الذي جاءت بها السنة ولاعمل بها السلف لايكون إلا بدعة في دين رسول الواحد القدير صلى الله عليه وسلم ولم ياتي جماعيا بصوت واحد قط فكيف لو أن النبي صلى الله عليه وسلم نها عنها فلاشك أنها أشد، فالبدعة التي تكون مقرونة مع نهي أشد من المجردة عن ذلك ، وبعضهم ينادي عند الفراغ من موعظة بها يقول نريد تكبير أي جهرا مع المبالغة في رفع الصوت فيقول الجمهور : (( الله أكبر الله أكبر ))
كأنها سنة وقد يعتبرها أفضل من التصفيق وشهاب الدين أقبح من أخيه قال شيخنا العلامه عبدالعزيز بن باز التصفيق فيه تشبه فلايجوز ؛ ويدل على ذلك مارواه البخاري في صحيح عنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ أَوْ قَالَ لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.


وفي رواية له عند البخاري أيضا :


قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شَرَفًا وَلَا نَعْلُو شَرَفًا وَلَا نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ، قَالَ فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِيَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.


وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ 0000الحديث.


وفي رواية لمسلم تدل على غلط الجهر بالتكبير كما يفعلون في المحاضرات لجماعة الاخوان ومن تشبه بهم ينادي ويذكر واحد ثم يتتابعون عليه قائلا ((نريد تكبير)).


عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَصْعَدُونَ فِي ثَنِيَّةٍ قَالَ فَجَعَلَ رَجُلٌ كُلَّمَا عَلَا ثَنِيَّةً نَادَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ لَا تُنَادُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا 000الحديث.


وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ.


ويفعلون ذلك جماعيا بصوت جماعي واحد فيجمعوا بظلمات بعضها فوق بعض ، ولو جهروا به متفرقين لكان بدعة فكيف وهم منسجمين بصوت واحد ويشيروا بايديهم رافعينها

ولقد جاء في الجهر بالتكبير في السنة في صحيح البخاري حديث أنس عند الرواح من منى إلى عرفة جاء معلقا عن أبي هريرة وابن عمر عند دخول العشر من ذي الحجه يجهر من يقتدى به في الاسواق والطرقات.
واما عند مهاجمة العدو والانتصار والفراغ من موعظة فلم أسمع ولم أقرا عن سلفنا أنهم فعلوه ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ومن عرف من ذلك علما فليسعفنا به وله جزيل الشكر.


ولقد غزا النبي صلى الله عليه عدة غزوات وحالفه فيها الانتصار فهل كبر مهاجما أو منتصرا قافلا جهرة وأمر الصحابة بذلك.


وقولهم إن هذا فيه تخويف للعدو نقول لايستدل على دين الله بالتجربة بل بالسنة فنبأوني بعلم أين هي والله يرفع من عمل بها وسخفض من أهملها
فالمشروع الثبات وذكر الله وليس الجهر به كما يفعلون في الطواف ويشوشون على الناس ، إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله ، ولم يقل اجهروا يذلك ولو كان يفعل لنقل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وبقد كان خلقه القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها
ثم أن عامة السلف على كراهة رفع الصوت به
قال بن حجر في شرح الحديث الآنف الذكر قَوْله : ( اِرْبَعُوا ) بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة أَيْ اُرْفُقُوا , قَالَ الطَّبَرِيُّ : فِيهِ كَرَاهِيَة رَفْع الصَّوْت بِالدُّعَاءِ وَالذِّكْر , وَبِهِ قَالَ عَامَّة السَّلَف مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ اِنْتَهَى . وَتَصَرُّف الْبُخَارِيّ يَقْتَضِي أَنَّ ذَلِكَ خَاصّ بِالتَّكْبِيرِ عِنْد الْقِتَال.



وَأَمَّا رَفْع الصَّوْت فِي غَيْره فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَاب الصَّلَاة حَدِيث اِبْن عَبَّاس أَنَّ رَفْع الصَّوْت بِالذِّكْرِ كَانَ عَلَى الْعَهْد النَّبَوِيّ إِذَا اِنْصَرَفُوا مِنْ الْمَكْتُوبَة , وَتَقَدَّمَ الْبَحْث فِيهِ هُنَاكَ .


أقول اذن الاصل عدم رفعه إلا في المواطن الذي دل عليها الدليل

قال صاحب نصب الرايه في أصل الجهر بالتكبير أنه بدعه ،

ولم يدل الدليل على رفعه أي الصوت به والصياح أي بالتكبير عند القتال أو الانتصار والجهر به كما يجهر بالتلبية .
كما هو حال بعض المقاتلين الاسلاميين الذين نسمعهم يجهرون عند الانتصار او القتال، ونامل من وجد دليلا عليه أن يسفعنا به قال تيمية كل عبادة لادليل عليها فهيه ضلالة .


وأما ماجاء في تكبيره عند دخول خيبر فليس هو مما جهر به وأمر أصحابه أن يرفعوا الصوت به مبالغين كما يفعل المقاتلين اليوم ولو فعل الجيش ذلك لكان مما تتوفر دواعي النقل له فلم ينقل .


فخرج البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا خَيْبَرَ فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ حَسَرَ الْإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا مُحَمَّدٌ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَالْخَمِيسُ يَعْنِي الْجَيْشَ قَالَ فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً
فيظهر أن جهر بلاصياح ولم يامر الجيش أن يجتمعوا على الصياح برفع الصوت به بل سمعه من كان بجانبه ولو كان خيرا لسبقونا إليه.


واما الجهر به بعد الصلاة كما في صحيح مسلم عن ابن عباس وعند الغدو إلى عرفة من منى كما في صحيح البخاري عن انس وفي منى أيام التشريق كما ثبت عن ابن عمر فهذا مستثنى بحسب الدليل وكل عباده لادليل عليها فهي بدعة وضلاله وان انتشر فعلها في الناس فشر الامور في العبادات محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار ، والسلف في باب العباده يطلقون الكراهة ويريدون التحريم وانها بدعه اذا لم يكن لها اصل كقول مالك في روايه اكره القيام طويلا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء وفي روايه له صرح أن ذلك العمل بدعه لأنه لااصل له من عمل السلف.
فهل ثبت ياعباد الله أن الجيش المسلم بالغوا وجهروا به بالتكبير جماعة أو افرادا أو امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عند الهجوم أو القفول والانتصار في المعارك لتحميس الجيش كما يقولون فاتوا ببرهان لنعود لطريقة رسول الرحمن صلى الله عليه وسلم.
منقــول

ماهر بن ظافر القحطاني

المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار

maher.alqahtany@gmail.com