المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من: معالم تُنسى أو تَضِيع أو تُغَيب أزمنة الفتن ـ خطبة لعبد القادر الجنيد



أبو هنيدة ياسين الطارفي
18-Jul-2012, 07:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{....أيها الناس:
إنه في أزمنة الفتن تضيع أو تُنسى أو تُغَيَبُ معالمٌ كبيرة في الدين، وتضعف أديان كثير من الرجال والنساء، ويَتْبَعُ الناسُ كلَ متكلم وناعق جزيلِ الألفاظ، قوي الكلام، سلس المنطق، بليغ الخطابة، عبر الإذاعات والفضائيات والخطب والندوات والمحاضرات، أو يحسن الكتابة عبر الصحف والمجلات والكتب والمطويات والمنشورات والإنترنيت، أو يبدع في تحليل الوقائع والأحداث السياسية والاقتصادية، ويرجعون في أحكام هذه الفتن وأحداثها ومآلاتها إلى عقولهم ورغباتهم وأهوائهم لا إلى شرع الله ودينه، لا إلى القرآن والسنة، لا إلى قال الله قال رسوله.

أيها الناس:
إن من الأصول الدينية الكبيرة، والمعالم الإسلامية الجليلة، والركائز الشرعية الرفيعة، التي ضُيعت أو أُنسيت أو غُيبت عند كثير من المسلمين اليوم في أزمنة الفتن: تحكيم شرع الله المطهر بين عباده، تحكيم القرآن والسنة النبوية في سائر الأمور، وبين كل أحد، حيث تسمع من كثير من أفرادهم أو كتابهم أو محلليهم أو مذيعيهم أو قادة أحزابهم التي تنسب نفسها إلى الإسلام أو العمال أو إلى مذاهب فكرية أو غيرها، تسمع المطالبة بالديمقراطية، والديمقراطية مضادة للإسلام، مضادة للقرآن والسنة، لأن الديمقراطية في عرف واضعيها ودعاتها تعني: حكم الشعب بالشعب، فما كان عليه الأكثرية من الشعب يحكم به، فإذا اختارت الأكثرية حكماً صار معتمداً، ولو كان مخالفاً لحكم الله وحكم رسوله، فلو طالب الأكثرية بعدم قطع يد السارق ولا قتل القاتل ولا رجم الزاني، لاعتمد ذلك، ولو اختارت أن تُحكم بغير الإسلام كأن تحكم بالقانون الفرنسي أو الإنجليزي أو غيرهما طُبق ذلك، ولو اختارت أن تساس وفق المذهب اللبرالي أو العلماني أو الماسوني أو الشيوعي أو البعثي نفذ ما تُريد.

وهذا الأمر مصادم للإسلام، ومخالف للدين والشريعة، ومضاد للقرآن والسنة، ومفارق لما جاء به النبيون والمرسلون، حيث قال الله عز وجل لعباده زاجراً محذراً: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }.

وقال جل وعلا متوعداً ومهدداً: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }.
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }.

فكيف بعد هذا تطيب نفس مسلم، كيف تطيب نفس مصل لله وصائم وذاكر أن يطالب بالديمقراطية، ويسعى لتحقيق الديمقراطية، ويشيد بالديمقراطية؟ كيف يستسيغ أن يُغيِب عقله طلاب الدنيا، طلاب الحكم والكراسي، قادة الأحزاب والجماعات، كتاب الصحف والمجلات، المتحدثون في الإذاعات والفضائيات، حتى يتفوه بالمطالبة بالديمقراطية، ويسعى ويعمل لأجل تحقيقها، ويثني عليها، ويرفع من دعاتها.
اللهم مغفرتك نرجو وهدايتك وتثبيتك....}

ـ مستل من:معالم تُنسى أو تَضِيع أو تُغَيب أزمنة الفتن ـ خطبة لعبد القادر الجنيد.
من هنا:
ـــ معالم تُنسى أو تَضِيع أو تُغَيب أزمنة الفتن ـ خطبة لعبد القادر الجنيد (http://www.osalaf.com/vb/showthread.php?t=766) ـــ
ـــ ش.الأصول السلفية.ـــ