المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تويتر...نصائح وأحكام بقلم الاخ الفاضل حمود الكثيري حفظه الله



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
15-Aug-2012, 09:34 PM
تويتر...نصائح وأحكام



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
ومن استن بسنته وهديه إلى يوم يبعث خلقه؛ أما بعد:




فلا يخفى على أحد أن موقع كتويتر بدأ بالأنتشار بين كثير من الناس لسهولة الولوج والدخول إليه من خلال الأجهزة المحمولة كـــ"ــالآيفون"وغيره من الأجهزة، ومثل هذا الإنتشار مع سهولة الدخول وسهولة نشر الكلام فيه، جعل كثير من الناس يقع في مخالفات شرعية دون أن ينتبه وأحياناً وهو منتبه والله المستعان.


لذا كان من الواجب –فيما أرى-التذكير بجملة من الأحكام والنصائح المهمة التي لابد على المسلم إلتزام فعلها وتطبيقها في حياته، فلا يكون إلتزامه بتطبيق هذه الأحكام مقتصراً على تواصله المباشر مع الناس، وفي الأنترنت أو برامج التواصل الاجتماعي كتويتر يتخلى عن هذه الأحكام! وذلك أنه محاسب على كل ما يفعله سواء كان ذلك في تواصله المباشر أو عبر هذه البرامج أي بشكل غير مباشر.


والله أسأل أن يوفقني وإخواني المسلمين للعمل بما يرضيه وأن يجعلنا من الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه.






الحرص على الإخلاص لله



أول الأحكام الواجب التذكير بها:


الإخلاص لله، فكثير من الناس يحرص على نشر الخير في هذا البرنامج كالتذكير بالأحكام الشرعية والفتاوى الفقهية ونشر الأحاديث النبوية وغيرها من صور نشر الخير.


وهذا عمل طيب لكن يجب على الإنسان أن يخلص العمل لله فلا ينشر هذه الأحكام ليقال:فلان ما أحرصه على الخير! وفلان صالح!


بل ليكن هم الهم العبد وهدفه الذي لا هدف أسمى منه هو إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى أيً كانت صورته؛قال تعالى(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)


وليكن الإنسان على حذر من صور للرياء خفية يقع فيها كثير من أهل تويتر، ولعلي أضرب أمثلة على بعضها:


-الإخبار بما تقوم به من عبادات:


بعض الناس دون أن يسأله أحد يخبر بما يقوم به من عبادات لولا أنه أخبر لما علم بما يقوم به أحد، فترى بعضهم يقول:


انتهيت من قراءة سورة كذا وكذا وفيها معاني أود أن أخبركم عنها !


وهو لو أخبر بهذه المعاني دون أن يخبر بقراءته لها لحقق مراده من إيصال الأحكام والمعاني !


وبعضهم تراه يضع صورته الشخصية وبيده كتاب وهو قد تجهز للصورة بهذه الوضعية ! ولا يخفى أن طلب العلم الشرعي من العبادات السامية العلية، فلماذا تقوم بالتمثيل وفتح الكتاب بهذه الوضعية والوقوف أما الكاميرا للتصوير مالذي تود أن توصله لمن يطلع على هذه الصورة؟ أنك جادٌ في طلب العلم ومجتهد فيه؟


فالنية النية-معاشر الإخوة-فالأمر خطير.


وبعضهم يأتيه الشيطان من طريق خفي فيجعله يقع في التسميع بما عمله لله، فتراه يقول على سبيل المثال وفي وقت متأخر من الليل:


لقيام الليل لذة لا يشعر بها إلا من كابده! ولصلاة الفجر راحة ما بعدها راحة...


فهو لم يخبر أنه قام الليل لكنه أخبر بما يحصل للقائم من لذة فلا يفهم من قرأ هذا الكلام إلا أن كاتبه قد صلى لله ركعات من الليل، هذا إن كان صلى فكيف بمن يسمع بمالم يعمل فيقول مثل العبارة السابقة وهو لم يتزحزح من فراشه فهو يرائي بما لم يفعل أي وهذا لا شك أنه أشد من الأول والله المستعان، وتأمل معي هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه؛فعن حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ، وَلَكِنِّي لُدِغْتُ...


فتأمل عندما أخبر رحمه الله بأنه رأى الكوكب الذي انقض في وقت متأخر من الليل خشي أن يقع في نفس من يسمع أنه كان قائماً في صلاة الليل، فبادر لدفع التشبع بما لم يفعل عن نفسه قائلاً:أنا إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت .


أي لدغته عقرب فاستقيظ من الوجع فرأى هذا الكوكب،وهذا كله حرصاً أن لا يُمدح بما لم يفعل.


أما اليوم فإننا نحرص على أن نمدح بما لا نفعل والله المستعان.


فالحرص الحرص معاشر الإخوة على حفظ العمل من الرياء والتسميع حتى تقبل الأعمال فأحد شرطي قبول العمل الإخلاص لله والشرط الثاني هو المتابعة وهذا ينقلنا للتذكير بالحكم الثاني من الأحكام.




تحري السنة والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم
وصحبه رضوان الله عليهم




قال تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك]


وقد رويعن الفضيل بن عياض أنه قال في تفسير قوله تعالى(أحسن عملاً) قال: أخلصه وأصوبه فإنه إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً، والخالص إذا كان لله والصواب إذا كان على السنة


فلا تنشر في توتير ولا تكتب إلا ما كان على السنة، وتويتر وغيرها من المواقع أصبح مرتعاً للمحدثات والبدع، فمن صور البدع:


حملة الاستغفار الجماعي!!!


فترى أحدهم يكتب"تغريدة" فيها أنه على كل من تأتيه هذه التغريدة أن يستغفر الله مائة مرة أو أن يقول لا إله إلا إله كذا وكذا مرة وهذه الطريقة بدعة لأنه لم يرد عن السلف الاجتماع والتداعي بهذا الشكل(وأقصد بالتداعي أن يدعو بعضهم بعضاً لمثل هذه العمل)


بل الوارد عنهم إنكار مثل هذه الصور كما هو معروف ومشهور عن ابن مسعود من إنكاره لمن كانوا يجتمعون على الذكر في مسجد الكوفة.


ولا يقال إن المنكر الإستغفار أو الذكر لا بل هذه من العبادات العظيمة بل المنكر الهيئة والاجتماع بهذه الصورة والتداعي على مثل هذه العبادة بالشكل الذي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه فدل على أنه محدث ومن زعم أنه من السنة فعليه الدليل.


ومن الصور المحدثة حملة قراءة القرآن بحيث يتم إرسال صورة من المصحف بين مستخدمي البرنامج ليتم قراءتها وهذه ليست بعيدة عن الأولى بل هي بعينها لكن الذي تغير أن تلك تسبيح واستغفار وهذه قراءة للقرآن.




البعد عن أصحاب الشبهات والبدع


لقد انعقد إجماع السلف على هجر أهل البدع ومبيانتهم وترك الجدال معهم ؛قال الإمام الصابوني رحمه الله وهو يذكر عقيدة السلف الصالح التي أجمعوا عليها:


"ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرّت في القلوب ضرت، وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}"


فلا يجوز لكم معاشر المسلمين سماع ولا مابعة أهل البدع الذين حذر منهم أهل العلم ومن اشتهروا بنشر الشبه ولا الجدال معهم ولا يظن الواحد في نسفه خيراً لدرجة أنه يستسهل الكلام معهم وبزعمه يريد أن يجادلهم فإنا قد نُهينا عن هذا وكم من واحد بدأ الأمر معه بمجادلة أهل البدع حتى انتهى الأمر به إلى أن يصبح واحداً منهم؛قال ابن بطة رحمه الله:


"فالله الله معشر المسلمين لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه وبما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء فيقول : أداخله لأناظره ، أو لأستخرج منه مذهبه ، فإنهم أشد فتنة من الدجال ، وكلامهم ألصق من الجرب ، وأحرق للقلوب من اللهب ، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم ، فما زالت بهم المباسطة وخفيٌ المكر ودقيق الكفر ، حتى صبوا إليهم"


فاعضض على نصيحة هذا الإمام النحرير ولا تجاوزها فتهلك وتكون من الضالين، واحمد الله أن وفقك الله إلى السنة ودع مجادلة القوم وسماع شبهاتهم وأخبر بالسنة فإن قبلت منك وإلا فليس عليك أن تجادل أهل البدع والأهواء فإنهم لا يتورعون عن الخوض فيما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا سقف أعلى لشبهاتهم ولا رادع ولا ورع يمنعهم من الكذب وطرح الأغاليط من المسائل فالحذر الحذر، وقد قال العباس بن غالب الهمداني:


"قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري فيتكلم مبتدع فيه أرد عليه فقال: لا تنصب نفسك لهذا أخبره بالسنة ولا تخاصم فأعدت عليه القول فقال: ما أراك إلا مخاصما"[طبقات الحنابلة1/236].


وقال شيخ السنة السجزي:


"وكان طاووس يسد أذنه إذا سمع مبتدعاً يتكلم ويقول: القلب ضعيف.


وليكن من قصد من تكلم في السنة اتباعها وقبولها لا مغالبة الخصوم، فإنه يعان بذلك عليهم، وإذا أراد المغالبة ربما غلب.


وقال الحسن :المؤمن ينشر حكمة الله فإن قبلت منه حمد الله، وإن ردت عليه حمد الله.


وموضع الحمد في الرد أنه قد وفق لأداء ما عليه،وقال الهيثم بن جميل: قلت لمالك بن أنس يا أبا عبد الله الرجل يكون عالماً بالسنة يجادل عليها؟ قال: لا. يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا أمسك"[الرد على من أنكر الحرف والصوت364-265]




الحذر من الخوض في دين الله بجهل!


قال تعالى(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)


فجعل سبحانه وتعالى القول عليه بجهل بعد الشرك،وقال تعالى(وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)


فلا تتكلم بدين الله بهواك وبجهلك وبالتخمين، فإن هذا من التعالم المذوم ولا تعتمد في دينك على قول"سمعت الناس يقولون حرام" فالدين ليس خبراً من الأخبار السياسية التي يتسهل في نقلها وأخذها بل ينبني عليه نجاتك أو هلاكك وإياك أن تخوض في مسألة من مسائل الشرع بدون سابق علم.




الحذر من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم


معلوم أنه قد تواتر(=أي ثبت بأعلى درجات الثبوت)عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).


ولا يجوز لمسلم أن ينقل حديثاً لا يعرف درجته لأنه إن كان كذباً فإنه ساعد بنشره دون أن يتأكد من درجته في نشر الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت نيته طيبة وقد سبق الكلام على أن النية وحدها لا تجعل العمل صواباً بل لابد من صواب العمل.


وليس واجباً عليك أن تنشر حديثاً لا تعرف درجته بل الواجب عليك أن تعرف درجة ثبوته وفي زماننا هذا أصبح من السهل المتيسر معرفة درجة الحديث فلا عذر لأحد.




إياكم يا أهل التويتر من الغيبة والنميمة والإشاعات


آفات اللسان كثيرة وقد صنف في بيانها والترهيب منها كثير من الأئمة والعلماء، وسأتكلم على ثلاث من آفات اللسان يقع فيها كثير من أهل "تويتر":


1-الغيبة:


عرف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة فقال:«أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ» ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ»رواه مسلم.


ومن صور الغيبة التي تكثر في توتير الطعن في المسؤلين والحكام والأمراء، ولا تنطلي عليك الكذبة التي تقول إنما ننقده لمنصبه لا لذاته فهذا كذب لأن القائم بالمنصب هو نفسه صاحب الذات وأنت تنقد صفات وأفعال لا بد لها من ذات لتقوم بها.


والأمر ليس مقتصراً على الحكام والمسؤلين بل يتعدى لغيرهم من الناس فالحذر من الغيبة أخي المسلم فإن إثمها عظيم وإن لم يكن إلا أن يأخذ الذي اغتبته من حسناتك يوم القيامة في يوم الإنسان في حاجة لأدنى أدنى مثقال من ذرة لكي ينجو؛قال تعالى(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)


ويستثنى من الغيبة المحرمة التحذير من المبتدع والمستفتي وغيرها من الصور التي دل الدليل الشرعي على جوازها وفي بعض الصور على وجوبها كالكلام في المبتدع ومن يريد أن يفسد على الناس دينهم؛قال القائل:


القـدح ليس بغيـبة في ستـة*** متـظـلم ومعرف ومحـذر


ومجـاهر فسقاً ومستفت*** ومن طلب إلاعانة في إزالـة منكر


وقد نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم على مشروعية الكلام في أهل البدع والتحذير منهم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن رجب الحنبلي والنووي وغيرهم.


2-النميمة:


يقع بعض الناس في النميمة في توتير من خلال نقل الكلام بين الناس فترى أحدهم يكلم أخر في الخاص فيصور هذا الكلام ويرسله لأخر ويكون الكلام على هذا الأخر،فهذا من السعي بالفساد بين الناس فكان الواجب عليه أن ينهى المتكلم عن الكلام في أخيه لا أن يسمعه كالمقر له ثم ينقل هذا الكلام لمن كان الكلام عليه، وقد جاء الوعيد الشديد لمن سعى بين الناس بالنميمة كما في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عباس أنه قال:مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ»


قوله(وما يعذبان في كبير) قال الخطابي في معالم السنن:


"أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه وهو التنزه من البول وترك النميمة ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين وأن الذنب فيهما هين سهل"


فالحذر الحذر حفظكم الباري من هذه الذنوب والمعاصي التي من وقع فيها أوردته المهالك إلا أن يتغمده الله بفضله ورحمته ولا حول ولا قوة إلا بالله.


3-الإشاعات:


الإشاعات وما أدراك ما الإشاعات بحر خاض فيه كثير من الناس بل لا أكون مبالغاً إن قلت:
أن نسبة 97% من مستخدمي توتير يقعون في نشر الإشاعات الكاذبة إما ابتداءً أو مشاركة ونقلاً، ومجال الإشاعات ليس مقتصرا على الأخبار السياسية بل يدخل في شتى المجالات،وقد جاء الوعيد العظيم والترهيب الشديد في حق من يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق-كما هي حقيقة الإشاعات-فعن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ:((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟» قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، قَالَ: وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ: " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَ...ثم قال: فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَيْهِ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَيْهِ إِلَى قَفَاهُ "، قَالَ: «ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ الْأَوَّلُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِهِ الْمَرَّةَ الْأُولَى» ، قَالَ: قُلْتُ: " سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟...ثم قال:«فَإِنِّي رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟» قَالَ: قَالَا لِي: " أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ...وأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ))رواه البخاري وأحمد وغيرهما وهذا لفظ أحمد.


هذا في حق مطلق الإشاعة والمساعد على نشرها له نصيب من الإثم فكما أن الدال على الخير يكون كفاعله كذلك من دل وساعد على نشر الشر والكذب له نصيب الله أعلم به,وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن قال ((بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)).




الحذر من الصور يا أهل تويتر !



مما تساهل فيه كثير من الناس الصور ونشرها، وقد ورد الوعيد على التصوير والمصورين في أحاديث كثيرة متكاثرة على حرمة الصور وإن لم يكن أمام الإنسان إن لم يقتنع بأن الصور هذه يشملها عموم الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم((أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ))-فليس له إلا التورع عن هذه الصور والورع منه ما يكون واجباً ومنه ما يكون مستحباً-كما ذكر ذلك شيخ الإسلام- ثم إن مسألة الصور تتقاطع معها مسألة مهمة وهي غض البصر فأنت عندما تزيل صورتك تكون قد أعنت أختك المسلمة على غض بصرها ، أما المسلمة فلا يجوز لها كشف وجهها فضلاً عن أن تضع صورتها.
وحتى لو زعمت أنها تقلد القائلين بجواز كشف الوجه-وهو قول ضعيف!- فإنه لابد أن تعين إخوانها على غض البصر والله سبحانه وتعالى يقول(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فمالفائدة المرجوة من وضع صورتك الشخصية؟!


وبعضهم يقع في الكذب في الصور كأن يمسك كتاباً أو يمسك قلماً وكأنه يكتب فلماذا التمثيل؟ وأنت في غنى عن هذا كله.


الحذر من التساهل في مخاطبة النساء للرجال والعكس!


قال تعالى مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن يدخلن من باب أولى(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)


فإياك أختي المسلمة أن تفتحي المجال أمام أي أحد من المستخدمين لمخاطبتك والكلام معك إلا لحاجة شرعية معتبرة والبعد عن هذا الباب فيه السلامة كلها وكم من قصة حزينة مؤلمة ابتدأت بجزاكم الله خيراً وانتهت بتعلق القلب بغير الله، فالشيطان له خطوات يستدرج بها المرأة والرجل وأول خطواته قد تكون مشروعة مباحة بل قد تكون صورتها صورة الطاعة فالحذر الحذر من هذا الباب الخطر.


وإن كان ولابد فليكن بقدر الحاجة ويغلق هذا الباب.


وأنت أخي المسلم أترضى لأختك أو لغيرها من عرضك أن تكلمها كما تسعى في ذلك مع نساء المسلمين؟!


أترضى أن يكلم الغريب أختك بعبارات كصباح الخير وما أحلى كلامك ولم أر مثل أدبك إلى أخر هذه العبارات التي ظاهرها الأدب وباطنها الخبث والهوى والشهوة؟


كلنا لا يقبل بهذا مع أهله إلا الديوث(والديوث هو من يرضى بالردى في أهله نسأل الله السلامة وهذا لا يشم رائحة الجنة كما ورد في بعض الأخبار).فليتق الله الواحد منا في نساء المسلمين .




مجموعة من النصائح


1-من أتبع؟


الجواب:احرص على متابعة من ينفعك في دينك ودنياك،ففي الدين لا تتبع إلا السني الذي لا يأتي إلا بخير ولا ينشر ما فيه خطر عليك من شبه وأهواء، وأما من تجهل حاله فاسأل عنه قبل أن تتبعه وانظر ماذا ينشر قبل أن تتبعه ومن يتابع لأن الرجل لا يتابع-في الأصل-إلا من يرتضيه فالناس كالطيور والطيور لا تقع إلا على أشكالها.


وإياك ثم إياك أن تتبع أهل البدع وإن كانوا من المشاهير، لأن في ذلك عدة من المحاذير:
· تكثير سواد أهل البدع:
فبسببك وبسبب متابعة الأخر والأخر لهذا المبتدع يغتر من يجهل حاله بسبب كثرة متابعيه فيقول لو كان هذا ضالاً لما اتبعه أكثر هؤلاء!!
وهذا مقياس خاطئ لأن العبرة ليست بالكثرة لكن العبرة بموافقة الحق وإصابته وكما لا يخفى أن يوم القيامة يأتي النبي وليس معه أحد ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان...
ومن هجر المبتدعة إهانتهم المطلوبة شرعاً عمل حظر لهم أو ما يسمى "Block"حتى لا يمر عليك كلامه وقد رأيت أحد هؤلاء يقول:لا أعلم لماذا هؤلاءيقصد السلفيين"لا يتكلمون ثم استدرك :اكتشفت أنهم قد عملوا لي حظر!!
فانظر كيف أصبح مهاناً حتى ظن أن السلفيين تركوا تويتر.
· تعريض نفسك للشبه والبدع:
وقد سبق الكلام على خطر متابعة ومجادلة أهل البدع.
· تعريض نفسك لأن يظن بك السوء:
فأنت بمتابعتك لهؤلاء المبتدعة لا تلم من يحكم عليك بأنك موافق لهم على بدعهم أو على الأقل بأنك مميع من المميعة، فالرجل يحكم عليه بجليسه ومجالسه والبعد عن مواطن الريب مطلب شرعي.
وباختصار فالناس ثلاثة:
-إما سني فتتبعه وتنشر كلامه الذي أصاب فيه محتسباً للأجر.
-إما مبتدع فهذا لا تتبعه وإن مر معك كلام له فإنك تنصح مع عمل له إعادة نشر فإن استجاب وإلا فألغ متابعة هذا الناشر له.
-وإما مجهول لا تعرف حاله فتتوقف فيه حتى يتبين أمره إلى أحد القسمين السابقين.
أما في أمور الدنيا كالطب والأدب وغيره فإن كان في دائرة المباح فلا إشكال فإن رأيت من ينشر مقاطع فيه أغاني أو صور أو ينشر لنساء متبرجات فهذا تنصحه بل وتنكر عليه فإن استجاب وترك ما ينشر من بلاء وإلا فاترك متابعته وانصح إخوانك بعدم متابعته.


2-ماذا أنشر؟
احرص على نشر ما يسرك أن تلقاه في صحيفتك يوم القيامة، فلا تنشر الكذب كالنكت الكاذبة لورود النهي عن إضحاك القوم بالكذب، ولا تنشر إلا المفيد والمباح ولا تكن كالمجرى المحفور في جهة معينة لا سيطرة له بجهة ما يمر فيه فكل ما يمر عليه يمر! لا بل لا تنشر إلا ما ينفع.
ولا تعيد نشر إلا لمن تثق بدينه وتعرف استقامة منهجه لأنك بالنشر له تكون داعية له، ولا تنشر المعلومات التي تشك في صحتها أو الإشاعات والأخبار وقد سبق الكلام على خطر ذلك.
وبعض الناس تراه كتب معرفاً عن نفسه بأنه دكتور في علم من العلوم الشرعية ثم تدخل لصفحته فإذا هي أشبه ما تكون بوكالة أخبار...أين نفع الناس أين زكاة العلم أم أنها شهادات كاذبة ورسوم خادعة نسأل الله السلامة والعافية.


3-ما حكم شراء المتابعين ؟


إن شراء المتابعين الذي وقع فيه الكثيرون والله المستعان لا يجوز لأنه تشبع بما لم يعط والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور؛قال النبي صلى الله عليه وسلم«الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبِي زُورٍ» متفق عليه.


ومعنى المتشبع بما لم يعط:أي من يدعي أن عنده شيء ما والحقيقة خلاف ذلك، كالذي يزعم مثلاً أنه دكتور والحقيقة أنه لم ينه دراسة المرحلة الإعدادية فهذا متشبع بما لم يعط، فهذا الذي اشترى المتابعين يريد أن يوحي للناس أن هؤلاء قد اتبعوه إعجاباً بطرحه الذي يطرحه فيبدأ الناس الذين يرون هذا الرقم المهول من المتابعين بإضافته، والمصيبة أنك إذا دخلت على أسماء هؤلاء المتابعين وجدتهم من الأوربيين والأعاجم الذين لا يفهمون ماذا يقول صاحبنا المغرور!


وهو واقع في الكذب والتشبع بما لم يكسب ومع هذا كله فكذبه مكشوف ومصير هذا وأمثاله السقوط من أعين الناس لأنه لا يحترم إلا من كان صادقاً.




هذه ما يسر الله التذكير به، فالله أسأل أن يجعله نافعاً وأن يجعله سبباً لتنبيه-من غفل- من المسلمين





وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً









وكتب


حمود الكثيري





المصدر


شبكة الورقات السلفية