المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهل الأهواء يجعلون المناقب مثالب - للأخ حمود الكثيري -رعاه الله-



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
22-Aug-2012, 11:45 PM
أهل الأهواء يجعلون المناقب
مثالب!


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين



وعلى آله وصحبه أجمعين



ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...أما بعد:




فإن من صفات أهل الانحراف عن سواء السبيل جعل المناقب مثالب، فيأتون للحسنة فيقلبونها سيئة بأفواههم ويطعنون على من تلبس بتلكم الحسنة بأنه قد ارتكب سيئة توجب مفارقة طريقته ودربه،وهذا الخبث من هؤلاء ليس أمراً حديثاً جد في هذه الأيام بل هو قديم قدم مقارعة الحق للباطل،فهاهم قوم لوط كما ذكر الله سبحانه وتعالى عندما أرادوا الطعن على لوط عليه السلام لم يطعنوا عليه إلا بجعل الحسنة سيئة؛فقال تعالى:﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾.



قال الطبري: حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:( إنهم أناس يتطهرون ) ، يقول: عابوهم بغير عَيْب، وذمُّوهم بغير ذَمّ [12/551].



قلت:وإسناده حسن عن قتادة،والشاهد منه قوله عابوهم بغير عيب، وذموهم بغير ذم،فقوم لوط لما أرداو حجة لإخراجه من قريته لم يختاروا إلا هذه الحسنة لأنها في أعينهم المريضة والغارقة في مستنقع الفاحشة والتي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين سيئة،وكذلك أهل الباطل في كل زمان ومكان يطعنون على أهل الحق بجعل حسناتهم سيئات!،ومن ذلك ما أثاره أتباع الحلبي على العلامة أبي محمد ربيع بن هادي-حفظه الله- بسبب طعنه في أقوام قد زكاهم وعدلهم يوماً من الأيام،فمكروا مكراً كبارا وقالوا:إن هذا لهو التناقض المبين فكيف يكون من كان يوماً من الأيام "الشيخ السلفي" مبتدعاً ضالاً في ليلة وضحاها !،وهؤلاء سلكوا درب من أشرت لبعض أفعالهم ومقالهم من جعل السيئة حسنة والمنقبة مثلبة !وسيكون الرد على هذه الشنشنة الأخزمية عبر الوقفات التالية:


الوقفة الأولى:مكانة علماء الجرح والتعديل عموماً



إذا أردت معرفة مكانة علماء الجرح والتعديل فعليك بمعرفة غايتهم من هذا العلم حينها تعرف مكانتهم حقاً،فإن غاية علماء الجرح والتعديل حفظ الشريعة من التحريف والنقص فلا يقبلون من مجروح ولا يرفضون من معدّل فأكرم وأنعم بها من غاية،فهم يشملهم قول الإمام المبجل أحمد بن حنبل-رحمه الله-:



الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة[الرد على الزنادقة والجهمية 170].



و ليس القول بدخولهم تحت هذا الوصف بدعاً من القول بل قد ذكر هذا العلامة سليمان بن سحمان-رحمه الله-حين قال: وأهل الجرح والتعديل الذين حفظ الله بهم الدين عن تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الزائفين[الصواعق المرسلة الشهابية181].



ولا يعني هذا عصمتهم من الخطأ والزلل في هذا الباب لكن خطأهم نادر بجانب صوابهم؛قال الحافظ الذهبي رحمه الله:
نحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صوابا، وأندرهم خطأ، وأشدهم إنصافا، وأبعدهم عن التحامل [السير6/496].



وقال المعلمي –رحمه الله-:
ومع هذا كله فالصواب في الجرح والتعديل هو الغالب.[التنكيل1/57].




الوقفة الثانية:مكانة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في هذا العلم




إن السبيل لمعرفة مكانة عالم ما في علم من العلوم يكون بسبر جهوده في ذلك العلم ويكون أيضاً بثناء العلماء عليه في ذلك العلم،وبما أن أهل الباطل قد نازعوا في جهود الشيخ ربيع في علم الجرح والتعديل وما رفعوا بها رأساً بل جحدوها وكأن لم تكن،فيكون السبيل الثاني هو الحكم علينا وعليهم.



فنقول:هل هناك ثناء من العلماء على العلامة ربيع بن هادي في علم الجرح والتعديل خصوصاًدون بقية العلوم الأخرى؟



الجواب:إن تزكيات العلماء على الشيخ ربيع في هذا الباب كثيرة ولو جمعت لخرجت في جزء مستقل،وعلى رأس هذه التزكيات التزكية المشهورة التي يود الحلبيون وأهل البدع وغيرهم أنه لو لم تكن أعني قول الإمام الألباني رحمه الله عن الشيخ ربيع :



وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع[من شريط الموازنات بدعة عصرية للألباني].



وسئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله عن الشيخ ربيع حفظه الله فأجاب:



الظاهر أن هذا السؤال لا حاجة إليه، وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله جميعاً- فقال: مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني[من شريط الاعتصام بالكتاب والسنة محاضرة مشتركة بين الشيخيين ابن عثيمين وربيع]



فاستشهاده رحمه الله بقول الإمام أحمد :بل إسحاق يسأل عني؛شهادة للشيخ ربيع بأنه أهلٌ لأن يسأل عن أحوال الرجال.



وقال العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله-في شريط "الأسئلة السنية لعلاّمة الديار اليمنية، أسئلة شباب الطائف": مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-، مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي، ستذكرون ذلك، فقط الشخص يكون في بدء أمره متستراً ما يحب أن ينكشف أمره لكن إذا قوي وأصبح له أتباع، ولايضره الكلام فيه أظهر ما عنده، فأنا أنصح بقراءة كتبه و الاستفادة منها -حفظه الله تعالى.



وقال أيضاً-رحمه الله-:
والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، فهو آية من آيات الله في معرفة الحزبيين، لكن لا كآيات إيران الدجالين[الجواب على السؤال135 كما في تحفة المجيب].



وهذا الإمام ابن باز يرسل للشيخ ربيع حفظه الله يسأله عن حال أحدهم



انظر صورة للكتاب هنا (http://www.rabee.net/almadani/ibnbaz2-2.jpg)



ومن المضحك أن الحلبيين يزعمون أن هذه التزكيات من هؤلاء العلماء للشيخ ربيع حفظه الله في هذا الباب أعني الجرح والتعديل إنما قيلت فيه بعد جرحه لسيد قطب،لكن لما جرح من يعتبرونهم من أهل السنة كالمأربي وعرعور والمغراوي فإن هذه التزكيات لا تنفعه لأنها خرجت عندما جرح أهل البدع أما وأنه جرح أهل السنة ظلماً وعدواناً كما يزعمون فلا تنفعه هذه التزكيات!



أقول:



إن هذه شبهة باردة والرد يكون عليها من قول "بحركم" الذي شهد للشيخ ربيع شهادةً موافقة لكلام من سبق من العلماء المزكين للشيخ ربيع في الجرح والتعديل وذلك بعد جرح الشيخ للمأربي وعرعور،ففي يوم الأحد25ربيع الثاني1428ه الموافق13-5-2007 ميلادي[أي بعد جرح من ذكرت لك!!]سئل الحلبي:



هل ما زال الشيخ ربيع-حفظة الله- حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر ؟



فكان جواب الحلبي أن قال :



هذا هو الظن به وهذا هو الأمل به، -جزاه الله خيراً ورفع الله قدره وأعلى الله مقامه- لكن الشيخ ربيع على كونه بهذه المنزلة السامية الرفيعة هو كغيره من أهل العلم قد يصيب وقد يخطىء ، لكن نحن على يقين أن صوابه أضعاف أضعاف خطئه ، وأن خطئه إنْ صدر فإنما يصدر باجتهاد وعلم وبديانة وبتقوى وبحرص على هذه الدعوة والعقيدة ، وكثير مما قاله الشيخ ربيع وحذَّر منه مما قد يخالفه فيه غيره نرى أن الزمن يأتي ويجري بما يوافق قول الشيخ ربيع وما يخالف غيره، فهذا في الحقيقة يجعلنا أكثر منه قرباً ، وأكثر له تقديراً ، وأكثر له إشادةً ، ولكن هو في إطاره البشري الذي لا يخرج عما ذكرت من قول النبي- صلى الله عليه وسلم -:"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".اهــ



أقول:



فلم يقل بحركم أن الشيخ يحتاج إلى تزكيات جديدة لأن تلكم بطلت بجرحه لمن تعتبرونهم أهل سنة! بل قال كلمة أظن أنه ندم عليه الآن وهي:أن كثيراً من جروح الشيخ ربيع لأهل الباطل وتحذيراته منهم تبين بعد حين صوابه فيها !،وتأمل أخي القارئ هذه الكلمة من الحلبي وقارنها مع كلمة الإمام الوادعي وهي من التزكيات التي أبطلوها عندما قال:



مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي، ستذكرون ذلك



هل تجد اختلافاً بين الكلمتين من حيث المعنى ؟!



مما يدلك على صلاحية تلكم التزكيات واستمراريتها لأن منهج العلامة المدخلي هو هو لم يتغير ولم يتبدل ولله الحمد والمنة ونسأله تعالى أن يختم له بخير وأن يلقاه وهو راض عنه سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه.



وتأمل أخي القارئ قول الحلبي:



" نحن على يقين أن صوابه أضعاف أضعاف خطئه ، وأن خطئه إنْ صدر فإنما يصدر باجتهاد وعلم وبديانة وبتقوى وبحرص على هذه الدعوة والعقيدة"



وقارن بينه وبين قول الذهبي:



" نحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صوابا، وأندرهم خطأ، وأشدهم إنصافا، وأبعدهم عن التحامل"



هل تجد فرقاً في المعنى؟


﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾
فلماذا عندما جرح الشيخ ربيع الحلبي أصبح جرح الشيخ مبناه الهوى وأنه ظلم المأربي وعرعور والمغراوي بل وسيد قطب كما قال الفارسي في منتداكم وأقر المشرفون المشاركة ولم يمنعوها؟!!
ولك أن تعجب أخي القارئ عندما تعلم أن الحلبي لا يثرب على من اعتقد أنه مرجئ ووزع فتوى اللجنة الدائمة فيه إذا كان مبنى هذا الاعتقاد وباعث هذا التوزيع خالياً عن الهوى والمقاصد الخبيثة بل ويعتبره مأجورا من الله!!!
قال الحلبي:
" إذا كان الَّذي وزَّع هذه الورقةَ ونَشَرها قد فَعل ذلك دِيانةً وأمانةً، وقد عَرف أنَّ ما فيها حقٌّ، وقد اطمأنَّ قلبُه أنَّ ما فيها صواب -ولو كان مُخطئًا-، المهمُّ: أنه اجتهدَ في بذلِ الجهدِ في معرفةِ الحقِّ؛ فإنَّه مأجورٌ عندَ الله.وأمَّا إن فعلَ ذلك حسَدًا، أو جَهلاً، أو عَصبيَّةً، أو حِزبيَّةً، أو شِفاءً لما في الصُّدور، أو شَيئًا ما وراءَ السُّطور؛ فهو آثمٌ مَأزورٌ، لا لأنَّها في زيدٍ مِن عَمرٍو -أو العَكس-؛ لكن لأنَّه تكلَّم بما لا يَعلم، وخاضَ بحرًا ظَلَم فيه -أول ما ظلم- نفسَه -عياذًا باللهِ-؛ وإلا: فنحنُ لا نُحجِّر على العُقول -أيها الإخوةُ الأحبَّة!-؛ وإنما نُطالبُ بأن تنطلقَ العُقولُ مِن مَعاقِلِها؛ لِتنضبطَ بضوابطِ الشَّرع، وتحتَكِمَ إلى أُصولِ العِلم"[رحلتي في بلاد الحرمين]
أقول:
فياأيها المتعصب للحلبي هب أن العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-قد أخطأ في جرح "بحركم"،فلماذا تطعن في الشيخ ربيع وتحاول جاهداً أن تطعن فيه تارة بإبطال تزكيات أهل العلم وتارة بنسبة المذاهب الخبيثة له[1] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn1) وشيخكم يقول:
" وأن خطئه إنْ صدر فإنما يصدر باجتهاد وعلم وبديانة وبتقوى وبحرص على هذه الدعوة والعقيدة"؟!!فهلا التزمتم قول شيخكم.



الوقفة الثالثة:هل تعديل العالم لرجل ما ثم جرحه للرجل نفسه إن كان مبناه الحجة والدليل



يعد مثلبة وتناقضاً ؟



لا يعتبر ذلك منقصة ومثلبة وسيئة إلا جاهل ظلوم لنفسه قبل غيره،فكيف يكون من غير موقفه من رجل ما بسبب الحجة والدليل متناقضاً واقعاً في باقعة من البواقع؟!



والحلبيون ومن لف لفهم يطعنون على الشيخ ربيع لأنه زكى في يوم من الأيام بعض الناس كالمأربي والمغراوي والحربي ثم جرحهم الجرح الشديد،والحق أن هذه منقبة للشيخ ربيع حفظه الله ودليل على إنصافه،فهو عندما عدل هؤلاء وغيرهم إنما عدلهم لما أظهروه من السنة وعندما جرحهم جرحهم لأسباب تكفي طالب الحق وليس هذا محل بسطها.



وإن كان هذا الأمر من الشيخ سبباً لرميه بالتناقض فإن هذا الأمر ينسحب على كل علماء الجرح والتعديل الذين عدلوا أناساً ثم جرحوهم بعد ذلك!!،وهذا الحلبي يقول في الأنوار الكاشفة(52-53) في تكلم الألباني وجرحه لحبيب الرحمن الأعظمي بعد أن أثنى عليه من قبل:



" لما تكلم فيه وجرحه إنما كان ذلك لما ظهر له من تقليده وتعصبه وتحريفه وتلاعبه ...فهل موقف شيخنا من قبل ومن بعد يعد تناقضاً ؟ أم أنه يعد علامة من علامات فضله وإنصافه؟



أما أهل الأهواء فإن بعضهم يداري بعضاً ويداهنه، على كثرة ما يقف الواحد منهم للآخر على أخطاء، حرصاً على إبقاء خيط البدعة بينهم موصولا ! لا وصله الله !!"[2] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn2)



فتأمل عد الحلبي تغير الموقف دليل إنصاف وأن السكوت بعد تغير حال المزكى هو من فعل أهل الأهواء!



والأمثلة قديماً وحديثاً من علماء الجرح والتعديل في هذا المعنى كثيرة فهل يقول عاقل يعرف ما يخرج من رأسه أن هذه المواقف هي مثالب لعلماء الجرح والتعديل؟!!



وبهذا يتبين ولله الحمد أن ما أثاره هؤلاء هو حجة عليهم لا لهم وأن طعنهم على العلامة ربيع المدخلي بسبب جرحه لمن عدلهم سابقاً هو من أبطل الباطل وأزيف المقالات.



-----------------------------------------

[1] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref1) كما فعل ذاك الجويهل عندما نسب للشيخ القول بأن الله استولى على العرش معتمداً على ما كتبه الجاهل عبد الله الفارسي في منتدى أنا المسلم !وكما فعل ثلة الجهلة الذين يكتبون بإسم مستعار مشترك من نسبة الإخوانية للشيخ ربيع وليت شعري من أحق بوصف الإخوانية ؟ من يرد عليهم ويهتك أستارهم أم من يثني على رسالة عمّان التي جمعت شروراً كثيرة منها عدم التفريق بين أحد بسبب دينه !وأن الذي يجمع الناس أكثر من الذي يفرقهم !!!
[2] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref2) بواسطة تعليقات الشيخ الحبيب أحمد بن عمر بازمول حفظه الله على رد الشيخ عبيد الجابري على قواعد الحلبي الجديدة(65).