أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
25-Aug-2012, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد :
أولا : الحمد لله الذي بفضله ونعمته تتم الصالحات ، ولا شك أن هذا العمل عظيم يشكر عليه أولياء الأمور في ليبيا ، وليس من شك أن مثل هذا الخبر مما يفرح به كل مؤمن موحد ، ونسأل الله تعالى أن يعم وأن يعمم هذا الخير في بلاد الإسلام التي ضرب الشرك فيها أطنابه ...
تنبيه مهم إلى كل فاضل نبيه :
إن هدم القباب وبنيات الأضرحة القائمة على الشرك ماديا من فوق الأرض أمر مهم للغاية ، وقد أرسل الله نوحا والرسل من بعده ليهدموا تلك الأصنام التي جعلها قوم نوح لهم آلهة فلم يستطيعوا أن يهدموها وبقيت إلى آخر الزمان لأن الشرك إذا خالط القلوب أفسدها وصعب قلعه منها ، ولذلك أرسل الله محمدا خاتم الأنبياء لقلعها وهدمها أولا من قلوب العباد الذين تعلقوا بها أكثر من تعلقهم بالله تعالى ، فبقي ثلاث عشرة سنة يقتلع جذور الشرك من قلوب أتباعه ،ويدعو إلى التوحيد ويعلم الناس العقيدة الصحيحة ويغرسها في قلوبهم بإحكام ، قبل هدم الأوثان والأصنام من أرضهم ، فلما تمكن التوحيد من سويداء قلوبهم وحسن إسلامهم وصحت عقيدتهم وسلم منهجهم حتى يئس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب أمر بهدمها من على الأرض ، وهدم بيده بعضا منها مما كان حول الكعبة وهو يقول :<< وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا >>
ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نُصُبٍ، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول:{{ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} << جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد >> صحيح البخاري برقم (4720) (2478 ، 4287 )،. وصحيح مسلم برقم (1781).
ولكنه أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا تقم الساعة حتى يعبدَ فئامٌ من أمته الأوثان ، وها هي الدلائل على صدق نبوته تحقق ، وهاهي الأوثان في أمته تعبد من دون الله .. فعلى المتمسكين بسنته الحريصين على إقامة التوحيد أن يقيموا صرحه في قلوب أولئك المتعلقين بالأموات والأضرحة قبل أن يهدموا بناياتها لأنه إذا لم تهدم وتكسر من قلوبهم إلى غير رجعة فإنهم سرعان ما يجدون غيرها على كثرتها في بقاع الأرض لذلك نصيحتي لأخواني اللبيين وغيرهم ..ممن تتطلع نفسه لمثل هذا العمل أن نبدأ بما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نحرص الحرص الشديد على نزع فتيل الشرك من قلوب من أشركوا أو وقعوا في الشرك عن قصد أو غير قصد بالدعوة إلى التوحيد ، والعقيدة والصحيحة والمنهج السلفي السليم من تلك الوثنيات والخرافات ، أما أن نهدم القبور ولا نهدم الشرك المتمثل في المقبورين في القلوب فما فعلنا شيئا ، فإن عباد القبور لهم صور للقبور وللمقبورين فيها يضعونها في بيوتهم ويجعلونها بينهم وبين الله وسائط وقد شاهدت هذا بعيني في أتباع بلقايد التلمساني الهالك عندنا في الجزائر فله بعض الأتباع لهم صور له يضعونها في قبلتهم عند مناجاتهم وصلاتهم وقد سألت بعضهم فقال لي أنا لا أعبد الشيخ ولكن للشيخ مكانة عند الله أرجو من ورائها الزلفى والقربى ، وهذا عين ما كان يقوله المشركون ، ولا نفعل ما فعله أحد الشباب التكفيريين في تونس إذ صعد على إحدى الدوائر الحكومية وأنزل العلم وأحرقه ووضع مكانه علم لا إله إلا الله فقامت قيامة القوم ممن يعظمون العلم أكثر من تعظيمهم لله تعالى وانتفضوا لهذا العمل الذين يسيء إلى معبود من دون الله ، أما أن يسب الله وأن يكفر به فهذا يهون في نفوسهم ولا يحركون ساكنا و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
إخواني وأبنائي ، إن الحماس الفياض بغير انضباط بالعلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح -وخاصة عند الشباب - يفسد صاحبه أكثر مما يصلح ، وإن تغيير المنكر بمنكر أكبر منه ممنوع شرعا ولذلك ننصح أنفسنا وإخواننا السلفيين في كل مكان أن يرجعوا لأهل العلم قبل أن يقوموا بأي عمل يسيء للإسلام ويشين المسلمين، قال ابن باديس رحمه الله ، إن الناس ينظرون إلى معشر المصلحين إذا أحسنا يظنون أن الإحسان راجع للإسلام – والأمر كذلك – وإذا أسأنا يظنون أن الإساءة راجعة للإسلام ، والإسلام بريء من إساءتنا ، أسأل الله أن يبصرنا بالحق والأخذ به ، وأن يجنبنا الباطل والميل إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أملاه : أبو بكر يوسف لعويسي .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد :
أولا : الحمد لله الذي بفضله ونعمته تتم الصالحات ، ولا شك أن هذا العمل عظيم يشكر عليه أولياء الأمور في ليبيا ، وليس من شك أن مثل هذا الخبر مما يفرح به كل مؤمن موحد ، ونسأل الله تعالى أن يعم وأن يعمم هذا الخير في بلاد الإسلام التي ضرب الشرك فيها أطنابه ...
تنبيه مهم إلى كل فاضل نبيه :
إن هدم القباب وبنيات الأضرحة القائمة على الشرك ماديا من فوق الأرض أمر مهم للغاية ، وقد أرسل الله نوحا والرسل من بعده ليهدموا تلك الأصنام التي جعلها قوم نوح لهم آلهة فلم يستطيعوا أن يهدموها وبقيت إلى آخر الزمان لأن الشرك إذا خالط القلوب أفسدها وصعب قلعه منها ، ولذلك أرسل الله محمدا خاتم الأنبياء لقلعها وهدمها أولا من قلوب العباد الذين تعلقوا بها أكثر من تعلقهم بالله تعالى ، فبقي ثلاث عشرة سنة يقتلع جذور الشرك من قلوب أتباعه ،ويدعو إلى التوحيد ويعلم الناس العقيدة الصحيحة ويغرسها في قلوبهم بإحكام ، قبل هدم الأوثان والأصنام من أرضهم ، فلما تمكن التوحيد من سويداء قلوبهم وحسن إسلامهم وصحت عقيدتهم وسلم منهجهم حتى يئس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب أمر بهدمها من على الأرض ، وهدم بيده بعضا منها مما كان حول الكعبة وهو يقول :<< وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا >>
ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نُصُبٍ، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول:{{ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} << جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد >> صحيح البخاري برقم (4720) (2478 ، 4287 )،. وصحيح مسلم برقم (1781).
ولكنه أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا تقم الساعة حتى يعبدَ فئامٌ من أمته الأوثان ، وها هي الدلائل على صدق نبوته تحقق ، وهاهي الأوثان في أمته تعبد من دون الله .. فعلى المتمسكين بسنته الحريصين على إقامة التوحيد أن يقيموا صرحه في قلوب أولئك المتعلقين بالأموات والأضرحة قبل أن يهدموا بناياتها لأنه إذا لم تهدم وتكسر من قلوبهم إلى غير رجعة فإنهم سرعان ما يجدون غيرها على كثرتها في بقاع الأرض لذلك نصيحتي لأخواني اللبيين وغيرهم ..ممن تتطلع نفسه لمثل هذا العمل أن نبدأ بما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نحرص الحرص الشديد على نزع فتيل الشرك من قلوب من أشركوا أو وقعوا في الشرك عن قصد أو غير قصد بالدعوة إلى التوحيد ، والعقيدة والصحيحة والمنهج السلفي السليم من تلك الوثنيات والخرافات ، أما أن نهدم القبور ولا نهدم الشرك المتمثل في المقبورين في القلوب فما فعلنا شيئا ، فإن عباد القبور لهم صور للقبور وللمقبورين فيها يضعونها في بيوتهم ويجعلونها بينهم وبين الله وسائط وقد شاهدت هذا بعيني في أتباع بلقايد التلمساني الهالك عندنا في الجزائر فله بعض الأتباع لهم صور له يضعونها في قبلتهم عند مناجاتهم وصلاتهم وقد سألت بعضهم فقال لي أنا لا أعبد الشيخ ولكن للشيخ مكانة عند الله أرجو من ورائها الزلفى والقربى ، وهذا عين ما كان يقوله المشركون ، ولا نفعل ما فعله أحد الشباب التكفيريين في تونس إذ صعد على إحدى الدوائر الحكومية وأنزل العلم وأحرقه ووضع مكانه علم لا إله إلا الله فقامت قيامة القوم ممن يعظمون العلم أكثر من تعظيمهم لله تعالى وانتفضوا لهذا العمل الذين يسيء إلى معبود من دون الله ، أما أن يسب الله وأن يكفر به فهذا يهون في نفوسهم ولا يحركون ساكنا و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
إخواني وأبنائي ، إن الحماس الفياض بغير انضباط بالعلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح -وخاصة عند الشباب - يفسد صاحبه أكثر مما يصلح ، وإن تغيير المنكر بمنكر أكبر منه ممنوع شرعا ولذلك ننصح أنفسنا وإخواننا السلفيين في كل مكان أن يرجعوا لأهل العلم قبل أن يقوموا بأي عمل يسيء للإسلام ويشين المسلمين، قال ابن باديس رحمه الله ، إن الناس ينظرون إلى معشر المصلحين إذا أحسنا يظنون أن الإحسان راجع للإسلام – والأمر كذلك – وإذا أسأنا يظنون أن الإساءة راجعة للإسلام ، والإسلام بريء من إساءتنا ، أسأل الله أن يبصرنا بالحق والأخذ به ، وأن يجنبنا الباطل والميل إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أملاه : أبو بكر يوسف لعويسي .