أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
31-Aug-2012, 02:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث متواضع اقتطفته من رسالتي : "" شرح أصول السنة "" للإمام أحمد رحمه الله . فإن وفى بالمطلوب فأرجو أن تدعو لجامعه بالاستقامة على السنة وحسن الخاتمة .وإلى المقصود .
السنة : هي اللسان العربي : الطريقة والسيرة سواء حسنة أو قبيحة ، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: << من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فله وزها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء>> أخرجه مسلم [ح3059] بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي .وقوله : من سن في الإسلام في الموضعين يريد من عملها ليقتدى به فيها.
وفي الشرع : إذا أطلق لفظ السنة فإنما يراد به ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عنه ، وندب إليه قولا وفعلا ، ولهذا يقال أدلة الشرع الكتاب والسنة ، أي القرآن والحديث ، ولكن معنى السنة تختلف في اصطلاح العلماء حسب اختلاف اختصاصاتهم وأغراضهم ، فهي عند الأصوليين غيرها عند المحدثين ، والفقهاء ويظهر مدلول معناها من خلال أبحاثهم .
أ- فعلماء الحديث إنما بحثوا عن رسول الله الإمام الهادي والرائد الناصح والمرشد المبلغ الذي أخبر الله عز وجل أنه أسوة لنا وقدوة حسنة ، فنقلوا كل ما يتصل به من سيرة وخلق وشمائل وأخبار وأقوال ، وأفعال ، سواء أثبت الحديث المنقول حكما شرعيا أم لاء؟
ب – وعلماء الأصول ،إنما بحثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث أنه مشرّع بمعنى يبين أحكام الحياة الدينية والدنيوية ، ويضع القواعد للمجتهدين من بعده ، ولذلك اعتنى الأصوليون بأقواله وأفعاله وتقريراته التي تثبت الأحكام الشرعية الإجمالية .
ج – وعلماء الفقه إنما بحثوا عن رسول الله الذي تدل أقواله وأفعاله على حكم شرعي ، وهم يبحثون عن حكم الشرع في أفعال العباد من حيث شروطها وواجباتها ومستحباتها وآدابها ، ومحظوراتها وغير ذلك...
ومما تقدم يتلخص لدينا ما يلي :
أ-أ – السنة في اصطلاح علماء الحديث هي كل ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خِلقية أو خُلقية ، أو سيرة سواء كان ذلك قبل البعثة كتحنثه في غار حراء ، أو بعدها ، وسواء كان عقدي أو في العابدات والمعاملات ، أو السلوك.
ب-ب – والسنة في اصطلاح علماء الأصول – أصول الفقه – هي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن الكريم من قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون قاعدة كلية ، أو دليلا على الإجماع ، أو القياس ،أو دليلا على الأحكام الشرعية الإجمالية من واجب ومباح ومحظور ومكروه ومباح ، أو عام ، أو خاص ، أو ناسخ ومنسوخ ، أو صحيح ـو فاسد وشرط ، أو سبب ، أو علة ...
ج – ج - والسنة في اصطلاح الفقهاء ، هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان من قبيل المستحب وليس من قبيل الواجب ، ولا الفرض ...
د- د- والسنة عند علماء العقيدة يراد بها ما يقابل البدعة ..
هذا من باب التأصيل والتقعيد عند المتأخرين ،بعد أن استقل كل علم بنفسه ، وإلا فالسنة عند المتقدمين من علماء السلف الصالح هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدين سواء في أصوله أو فروعه ، وقابل البدعة ، وهذا هو مراد الإمام أحمد رحمه الله في رسالته الصغيرة "أًول السنة " وغيره ممن ألفوا كتبا في السنة .
والمعنى أن أساس الطريقة السليمة والمستقيمة التي ينبغي التمسك بها وإتباعها لتطبيق هذا الدين وفهمه فهما صحيحا على مراد الله ومراد رسوله هي التمسك بالمنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسير على سبيلهم حذو القذة بالقذة علما وعملا .
والله اعلم .
جمعه : أبو بكر يوسف لعويسي
هذا بحث متواضع اقتطفته من رسالتي : "" شرح أصول السنة "" للإمام أحمد رحمه الله . فإن وفى بالمطلوب فأرجو أن تدعو لجامعه بالاستقامة على السنة وحسن الخاتمة .وإلى المقصود .
السنة : هي اللسان العربي : الطريقة والسيرة سواء حسنة أو قبيحة ، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: << من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فله وزها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء>> أخرجه مسلم [ح3059] بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي .وقوله : من سن في الإسلام في الموضعين يريد من عملها ليقتدى به فيها.
وفي الشرع : إذا أطلق لفظ السنة فإنما يراد به ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عنه ، وندب إليه قولا وفعلا ، ولهذا يقال أدلة الشرع الكتاب والسنة ، أي القرآن والحديث ، ولكن معنى السنة تختلف في اصطلاح العلماء حسب اختلاف اختصاصاتهم وأغراضهم ، فهي عند الأصوليين غيرها عند المحدثين ، والفقهاء ويظهر مدلول معناها من خلال أبحاثهم .
أ- فعلماء الحديث إنما بحثوا عن رسول الله الإمام الهادي والرائد الناصح والمرشد المبلغ الذي أخبر الله عز وجل أنه أسوة لنا وقدوة حسنة ، فنقلوا كل ما يتصل به من سيرة وخلق وشمائل وأخبار وأقوال ، وأفعال ، سواء أثبت الحديث المنقول حكما شرعيا أم لاء؟
ب – وعلماء الأصول ،إنما بحثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث أنه مشرّع بمعنى يبين أحكام الحياة الدينية والدنيوية ، ويضع القواعد للمجتهدين من بعده ، ولذلك اعتنى الأصوليون بأقواله وأفعاله وتقريراته التي تثبت الأحكام الشرعية الإجمالية .
ج – وعلماء الفقه إنما بحثوا عن رسول الله الذي تدل أقواله وأفعاله على حكم شرعي ، وهم يبحثون عن حكم الشرع في أفعال العباد من حيث شروطها وواجباتها ومستحباتها وآدابها ، ومحظوراتها وغير ذلك...
ومما تقدم يتلخص لدينا ما يلي :
أ-أ – السنة في اصطلاح علماء الحديث هي كل ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خِلقية أو خُلقية ، أو سيرة سواء كان ذلك قبل البعثة كتحنثه في غار حراء ، أو بعدها ، وسواء كان عقدي أو في العابدات والمعاملات ، أو السلوك.
ب-ب – والسنة في اصطلاح علماء الأصول – أصول الفقه – هي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن الكريم من قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون قاعدة كلية ، أو دليلا على الإجماع ، أو القياس ،أو دليلا على الأحكام الشرعية الإجمالية من واجب ومباح ومحظور ومكروه ومباح ، أو عام ، أو خاص ، أو ناسخ ومنسوخ ، أو صحيح ـو فاسد وشرط ، أو سبب ، أو علة ...
ج – ج - والسنة في اصطلاح الفقهاء ، هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان من قبيل المستحب وليس من قبيل الواجب ، ولا الفرض ...
د- د- والسنة عند علماء العقيدة يراد بها ما يقابل البدعة ..
هذا من باب التأصيل والتقعيد عند المتأخرين ،بعد أن استقل كل علم بنفسه ، وإلا فالسنة عند المتقدمين من علماء السلف الصالح هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدين سواء في أصوله أو فروعه ، وقابل البدعة ، وهذا هو مراد الإمام أحمد رحمه الله في رسالته الصغيرة "أًول السنة " وغيره ممن ألفوا كتبا في السنة .
والمعنى أن أساس الطريقة السليمة والمستقيمة التي ينبغي التمسك بها وإتباعها لتطبيق هذا الدين وفهمه فهما صحيحا على مراد الله ومراد رسوله هي التمسك بالمنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسير على سبيلهم حذو القذة بالقذة علما وعملا .
والله اعلم .
جمعه : أبو بكر يوسف لعويسي