المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [حصري] فلان كتب له القبول في الأرض !



مجدي أبوبكر عبدالكريم العوامي
06-Sep-2012, 07:42 PM
شبهة : فلان كتب له القبول في الأرض !



فلان له جهود وثمار في الدعوة ، وأصلح الله على يديه كثيرين .



قال فضيلة الشيخ أحمد بن عمر بن سالم بازمول -- حفظه الله --






ومعنى هذه الشبهة : أن الداعية الفلاني الذي انتقده أهل العلم ، وبينوا أخطاءه على حق ، لأن الله كتب له المحبة في قلوب الناس ، وأتباعه كثيرون ، ولأن الناس انتفعوا بدعوته ، فهذا يدل على أنه على خير ، ولو كانت عنده أخطاء .





وهذه شبهة باطلة من عدة وجوه :





الأول : أن العبرة بموافقة الحق ، لا بكثرة الأتباع أو قلتهم .




قال ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل و الرجلان ، والنبي ليس معه أحد )) .





الثاني : أن القبول المزعوم مصطنع من أصحاب المناهج الفاسدة بالهالة الإعلامية التي يقومون بترويجها على عامة الناس ، لكن القبول و المحبة التي جاءت في النصوص الشرعية ابتداؤهما من الله عزوجل




قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ "




قال ابن عبدالبر : (( الود و المحبة بين الناس الله يبتدئها ويبسطها ))




وقال ابن كثير : (( يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات وهي الأعمال التي ترضي الله عزوجل لمتابعتها الشريعة المحمدية يغرس لهم في قلوب عباد الصالحين محبة ومودة وهذا أمر لابد منه و لامحيد عنه ))






الثالث : أن القبول أمر غيبي لا يعلمه إلا الله ، فلايمكن الجزم به ، فقد يثني الناس على من عمله شرك أصغر .




كما في حديث أبي هريرة : أول ثلاثة تسعر بهم النار : رجل استشهد ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران ، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، كلهم أثني عليهم الناس في الدينا ، وصير بهم إلى النار ، لأنهم مراءون .






الرابع : أن العبرة بالعلم الشرعي ، لا بمجرد التأثير والقدرة على جذب الناس .




قال الشيخ ابن عثيمين : (( الواجب أن تنظروا إلى العلم ، لأن العلم هو الأصل ، وأما القدرة على التأثير وعلى الدعوة فهذا باب آخر ، فكم من إنسان جاهل في ميزان أهل العلم يعني في علم الشريعة ، لكن عنده قوة تأثير حينما يتكلم بوعظ أو ما أشبه ذلك .



فالواجب على الإنسان : ألا يأخذ دينه إلا ممن هو أهل اللأخذ منه ))




وقال الشيخ صالح الفوزان : (( كون عنده شيء من الحق ، فهذا لا يبرر الثناء عليه أكثر من المصلحة ، ومعلوم أن قاعدة الدين ( إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح )




وفي معاداة المبتدع درء مفسدة عن الأمة ترجح على ما عنده من المصلحة المزعومة ، إن كانت ، ولو أخذنا بهذا المبدأ لم يضلل أحد ، ولم يبدع أحد ، لأنه ما من مبتدع إلا وعنده شيء من الحق ، وعنده شيء من الالتزام ))





الخامس : أين القبول المزعوم ، وأهل العلم والإيمان يردون عليهم ويبينون أخطاهم ومنهجهم الفاسد ، ويحذرون منهم بما ظهر لهم من سوء قولهم ؟


كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( إن إناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءًا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة ))




ثم إن العبرة بقول أهل العلم لا كل أحد




قال الذهبي : (( إنما العبرة بقول جمهور الأمة الخالين من الهوى و الجهل ، المتصفين بالورع والعلم ))




وقال الشيخ صالح الفوزان : (( العلماء الراسخون الذين يؤخذ بقولهم ، لا علماء والضلال و لا المتعالمين ، ولا الجهال ))





كتبه : - أبو معاذ مجدي أبوبكر عبد الكريم العوامي




الخميس الموافق 19/ شوال /1433 للهجرة النبوية الشريفة






من كتاب: - المعين لتوضيح معاني أثر الإمام ابن سيرين إن هذا العلم الدين

أبو عبد الله المعتز بالله الجيلالي السلفي
06-Sep-2012, 07:59 PM
جزاك الله خيرا اخي