المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضعف الولاء والــبراء في المنهج الإخواني



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
27-Mar-2010, 04:53 PM
ضعف الولاء والــبراء في المنهج الإخواني


فمن الأدلة الواضحة على ذلك :
أولا: ما نقل في كتاب ((الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ)) تحت عنوان (في قضية فلسطين) تحدث محمود عبد الحليم وهو من قادة حزب الإخوان عن لجنة مشتركة أمريكية بريطانية جالت العالم العربي من أجل قضية فلسطين وقد حضر البنا اجتماعا لها في مصر ممثلا عن الحركة الإسلامية وألقى كلمة قال فيها ما نصه:
((والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية إلا أنّ هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي فأريد أن أوضحها باختصار فأقرر: أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأنّ القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}.
وحينما أراد القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الإقتصادية والقانونية قال تعالى:
{فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}))أهـ.
وأقول: إذا كان البنا يقرر أنّ خصومتنا لليهود ليست دينية فما هي؟ أليس القرآن يقرر بأنها دينية ويخبر الله نبيه بأن اليهود والنصارى لا يرضون عن المسلمين إلا باتباع ملتهم ويحذر نبيه من اتباع ملتهم بعد ما جاءه الحق ويتوعد من اتبع ملتهم من أمة محمد r فيقول{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إنّ هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جائك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير} وأما قوله أنّ القرآن حضنا على مصافات اليهود ومصادقتهم فهذه إن صحت عنه فهي فرية ما أعظمها وكيف لا تصح وقد ذكرها أتباعه معتزين بمثل هذه الأقوال ومفتخرين بها فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثانيا: سعيه وجميع أتباعه في التقريب بين الشيعة مع ما عندهم من البلايا المكفرة والمفسقة وبين أهل السنة وزعمهم أنّ الشيعة والسنة كلهم مسلمون

وأقول:
1- أيكون مسلما من سبّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بأبشع السب وأقذعه وأقذره.
2- أيكون مسلما من سب أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق المبرّأة من فوق سبع سموات رضي الله عنها وعن أبيها ورماها بالفاحشة بعد أن برأها الله في كتابه وكذب القرآن في تبرئته لها.
3- أيكون مسلما من يحكم على جميع الصحابة بالرّدة عن الإسلام إلا نفرا قليلين ويزعم أنهم كفروا بسحبهم للخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعنهم واتفاقهم على ذلك مع أنّ النبي r يقول: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) وهم خير أمته وأفضلهم وقدوتهم أفيعقل أن يجتمعوا كلهم على ضلالة.
4- أيكون مسلما من يدعي العصمة لعلي بن أبي طالب وبنيه الإثني عشر مع أن العصمة لم تثبت لأحد غير رسول الله r ووالله ما ادعاها علي لنفسه ولا ادعاها الحسن ولا الحسين ولا أحد من أبنائهم الغر الميامين الذين ادعيت لهم.
5- أيكون مسلما من عبد بعض المخلوقين أحياء وأمواتا ودعاهم عند الشدائد وتطوف بقبورهم بل وزعم أن الحج إلى كربلاء يعدل الحج إل بيت الله الحرام.
6- أيكون مسلما من يُعَبِّدُ أبناءه للمخلوقين فيسميهم بعبد الحسين وعبد الكاظم وعبد الزهراء وما أشبه ذلك.
7- أيكون مسلما من يعتقد أن جبريل خان فذهب بالرسالة إلى محمد وكانت الرسالة إلى علي فعدل بها عنه ويلزم منه لوازم كفرية.
أ- تخوين الأمين جبريل عليه السلام الذي وصفه الله بقوله: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين} وذلك تكذيب لله في خبره وهو الكفر بعينه.
ب- ويلزم من ذلك نفي علم الغيب عن الله تعالى وأنه يمكن أن يخان من الوراء وهو لا يعلم كما يخان المخلوق وهو لا يعلم وهذا كفر بإجماع المسلمين.
ج- ويلزم منه أنه جل وعلا وتقدس لا يعرف المصلحة وأنّ جبريل كان أعرف بالمصلحة منه حين وجه بالرسالة إلى ابن ثمان سنوات فعدل بها جبريل إلى ابن الأربعين وفي ذلك تجهيل لله جل وعلا ونفي للحكمة عنه وهذا أعظم الكفر.
8- أيكون مسلما من يعتقد أن القيامة هي إحياء أعداء آل محمد r عند خروج المهدي المنتظر والاقتصاص لآل محمد منهم عند ذلك ويزعم أن أول من يقتص منه هما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
9- أيكون مسلما من يزعم أن المهدي المنتظر إذا خرج سيحقق ما لم يحققه محمد r وهذه مقالة الخميني التي صرح بها في كتابه.
10- أيكون مسلما من يبيح الزنا ممثلا في نكاح المتعة إذ أنه إذا أبيح فلا فرق بين نكاح ليلة أو ليال معدودة أو شهر أو أقل أو أكثر وهذا هو عين الزنا.
وأخيرا أيكون مسلماً: من فيه هذه البلاوي كلها وما هو أكثر منها؟ وهل يمكن التقريب بين هؤلاء وبين أهل السنة؟ وهل سيحصل تقارب بين أهل العقائد المتناقضة دون أن يتنازل أحد الفريقين أو كلا الفريقين عن شيئ مما هو من صميم عقيدته؟ فهل تنازلت الرافضة عن عقائدها التي هي عليها من أكثر من ألف سنة أو حتى عن بعضها هذا ما لايكون إلا أن يشاء الله؟ وهل يمكن أن يتنازل أهل السنة عن بعض عقائدهم من أجل أن يتفقوا مع الرافضة هذا ما لايكون إلا أن يشاء الله وإن من يتخيل ذلك يتخيل سرابا لا ماء فيه وظنونا لا حقيقة لها وإن السعي إلى التقريب لم يقتصر على البنا في حياته بل استمر عليه أتباعه من بعده وقد أرسل الأخوانيون وفدا إلى الخميني أيام ثورته يهنئونه بالثورة الإسلامية كما زعموا فإنا لله وإنا إليه راجعون.

انتهى ؛؛؛ من ( كتاب المورد العذب الزلال ) للشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى ..