المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (من أحيا عقيدة الخوراج ) لفضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله-



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
28-Mar-2010, 03:27 PM
للاستماع: http://www.sahab.net/home/index.php?Site=Sound&Show=44 (http://www.sahab.net/home/index.php?Site=Sound&Show=44)



بسم الله الرحمن الرحيم



لقد أرسل الله عز و جل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل ، ففتح الله به أعيناً عميا ً، وآذاناً صما ً ، وقلوبا ً غلفا ً ، هدى الله به من الضلالة ، وعلَّم به من الجهالة ، وأغنى به بعد العَيْلة ، وأعز به بعد الذِلَّة ، حول الله به رعاة الإبل والغنم ، حول الله به رعاة الإبل والغنم إلى قادة أمم ، بسبب اعتناقهم لدينه ، وإتباعهم لهذا الرسول النبي الأمِّي ، فنصرهم الله في كل موطن على أعداء الله سبحانه وتعالى ، فما حاربوا قوما ً إلا هزموهم ، حتى ابتزوا الممالك ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ً، وامتدت مملكة الإسلام ما بين المحيط الأطلسي إلى حدود الصين ، وخرج ابن كسرى الذي مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبرا ً، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يُمزِّق الله ملكه ، فخرج في آخر خلافة عثمان من آخر مملكته ، وانحسرت دولة الروم في شمال بلادها ، ففي آخر عهد معاوية غَزى جيش كان فيهم أبو أيوب القسطنطينية ، حتى أن أبا أيوب توفاه الله في ذلك المكان ، والمهم أن هذا النصر بماذا كان ، لأي شيء ؟ ، إنه بإتباع كتاب الله وإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الذي كتب الله به النصر لأوليائه وكبت بهم أعداءه ، وتحقق وعد الله عز و جل بقوله في قوله أن الله سيورث الأرض عباده الصالحون ، أولئك القوم الذين كانوا يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم ، يكونون مع الحق ، ويتبعون توجيهات الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، يمتثلون ما أمر ويجتنبون ما نهى .
ونحن الآن في حاجة إلى أن نكون كما كانوا ، فإذا كنا كما كانوا نصرنا الله كما نصرهم ، فيا عباد الله الذي ألفِتُ نظركم إليه ، وأنصح به إخواني المسلمين في كل مكان : ( متابعة الحق وإن خالفه الناس ، وترك البدع والمبتدعين الذين يخلطون الحق بالباطل ، ويجعلون مع السنة ضلالة ) ، هذه الضلالة أو الضلالات يدخلونها في الناس بالظواهر المتعبدة ، فيرى الناس عبادتهم فيظنون أنهم على حق ، وفي ذلك في هذا الكلام وبهذا الكلام ، لست أقلل من شأن العبادة ، لكن الخوارج الذين حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبر أصحابه بأنهم يحقرون صلاتهم عند صلاة أولئك المبتدعة ، وأنهم يحقرون صيامهم عند صيام أولئك المبتدعة ، وأنهم يحقرون قراءتهم عند قراءة أولئك المبتدعة ، ولكن قال عندما ذكر هذا : ( تحقرون صلاتكم عند صلاتهم ، وصيامكم عند صيامهم ، وقراءتكم عند قراءتهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ) ، مع كونه بيَّن صلوات الله وسلامه عليه أنهم أصحاب عباده ، مع هذا بيَّن بأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ثم لا يعودون إليه آخر ما عليه ) ، هذا إخبار ممن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى ، أخبر بأن المتعمقين فيهم قَلَّ أن يرجعوا وإن أظهروا الرجوع والتوبة ، لكنهم يريدون بهذا غرضا ً دنيويا ً فقط ، أما دينهم وعقيدتهم التي هم عليها فإنها مستقرَّة في قلوبهم والعياذ بالله .



ولهذا فإنهم زعموا بأنهم يتقربون إلى الله بقتل أفضل عباده ، حصروا عثمان في بيته رضوان الله عليه ، حصروا عثمان في بيته وقتلوه ، وقاتلهم علي بن أبي طالب ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، ثم قتلوه غيلة ، علي بن أبي طالب الذي ما كان على وجه الأرض في ذلك الزمن أحد أفضل منه ، ولهذا يقول قائلهم عمران بن حطَّان مادحاً لعبد الرحمن بن ملجم الخبيث ، يقول :
يا ضَربَةً مِنْ تَقِيٍ ما أرادَ بِها إلا لِيَبْلُغَ مِنْ ذي العَرشِ رَضْوانا


فزعموا بأنهم يرضون الله عز وجل بفعلهم هذا وقد كذبوا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول عنهم : ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) ، وفي رواية : ( لأقتلنهم قتل ثمود ) ، وفي رواية : ( فأين ما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجر عند الله سبحانه وتعالى ) ، وقال أيضا ً : ( طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ) ، وقال أيضا ً : ( إنهم كلاب أهل النار ) ، هذه كلها أوصاف أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء .



وقد كانت عقيدة الخوارج اندثرت نوعاً ما ، حتى أحياها سيد قطب في كتابه الظلال وغيره من كتبه ، ( فهو يسمي الدين الإسلامي بأنه دين انقلابي ، ويقول أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلها قد ارتدت عن الإسلام و خرجت منه ، لا يوجد الآن في أمة محمد دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم ، شريعة التحاكم فيه هي شريعة الله أو الشريعة الإسلامية ) .


هكذا يقول ، وما بينه وبين السعودية هذه الدولة المباركة ، التي قامت من أول قيامها على التوحيد ، وحصل لها من ( التعثق ) (1) حتى قامت بالدور الثالث على الملك عبد العزيز ، الذي وحد الله به الجزيرة ، وهذه الجزيرة كان سيد قطب يعرف بأنها لا يوجد فيها ضريح يعبد ولا قبر يزار زيارة شركية ولكنه والعياذ بالله مفتون ، نسال الله العفو والعافية .


فالمهم أن هذا الرجل وأمثاله ممن تلقوا كتبه بالقبول ، وقرؤوها واتخذوها نبراساً لهم ، معظمين لصاحبها ، وكانت الثورة التي حصلت في أفغانستان أولها كانت محاربة للشيوعية ، ومن أجل ذلك فقد شُجعت من هذه الدولة ومن علماءها ومن مواطنيها ومن كل المسلمين ، لكنه استولى عليها أناس لهم هوى والعياذ بالله ، فنشروا في من ذهبوا إلى ذلك المكان ، نشروا فيهم تعظيم سيد قطب والأخذ من كتبه ، وبالأخص الظلال الذي احتوى على ضلال كثير والعياذ بالله .
هذه هي الحقيقة التي أعادت بذرة الخوارج من جديد وجددتها ، ومن يقول أن الخوارج اكتسبوا هذا التكفير من الإمام محمد بن عبد الوهاب أو من الدرر السنية فقد كذب وافترى ، الذي يقول هذا قد كذب وافترى ، إذ أن محمد بن عبد الوهاب رجل مصلح ،


ومع أن الآيات القرآنية التي لا حصر لعددها تنعى على من أشرك بالله شرك أكبر أنه كافر
. وأن عمله هابط ، فلذلك يقول الله عز و جل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (65 الزمر) ، ويقول سبحانه وتعالى : (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ) ( 213 الشعراء ) ، وآيات كثيرة وكثيرة جدا ً ، مع أن هذه الآيات تبين أن من أشرك بالله الشرك الأكبر فإنه كافر حلال الدم والمال ، إلا أن الإمام محمد بن عبد الوهاب قد توقف وجعل إقامة الحجة ، إقامة الحجة على الناس الذين ربما يكون بعضهم ملبَس عليه جعلها شرطا ًفي استحلال دماءهم ، وما أشبه ذلك .


هذه عقيدة التوحيد التي جاء بها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحياها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وسانده في ذلك أيضا ً محمد بن سعود رحمه الله ، رحم الله الجميع الذين نشروا هذه الدعوة ، الذين يعني أحيوا هذه العقيدة في هذه البلاد فانتشرت فيها وفي غيرها .


نصيحة : أن هؤلاء المبتدعة ينبغي أن ينصحوا وأن ينبذوا ، من أصر منهم ينبغي أن ينبذ ، ومن ظُفر به ينبغي أن يقام عليه أمر الله عز و جل إذا كان قد أراق دما ً، أو استباح دماء المسلمين أو غيرهم بغير حق ، هذا يقام عليه شرع الله عز و جل ، الذي هو يعني النظام ، يعني السنة المتبعة في هذه الدولة .
نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


تم بحمد الله .
قام بتفريغه : أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
السبت / الموافق الحادي عشر من ربيع ثاني الموافق لعام إحدى وثلاثين وأربعمائة وألف .




(1) ( التعثق ) : العَثَقُ: شجر نحو القامة وورقة شبيه بورق الكَبَر إِلا أَنه كثيف غليظ ، ينبت في الشواهق كما ينبت الكَتَمُ ، لا يأْكله شيء ويُجَفَّفُ ورقه ويُدَقُّ ويُوخَفُ بالماء كما يُوخَفُ الخِطْمِيُّ فيطلى به في موضع كَنينٍ ، فإِذا جفَّ أُعيدَ فحَلَقَ الشعر حَلْق النُّورة . أَبو عمرو: سحاب مُنْعَثِقٌ إِذا اختلط بعضه ببعض ، وفي لغات هذيل: أَعْثَقَت الأَرضُ إِذا أَخصبت.
للتحميل الملف من المرفق منسق للنشر والتوزيع

صالح بن علي الزهراني
02-May-2021, 06:28 AM
https://archive.org/details/51-.-you-tube


https://archive.org/download/51-.-you-tube/%2851%29%20%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D8%AD%D9%8A%D8%A7 %20%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D 8%AE%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AC%20_%20%D9%84%D9%81%D8 %B6%D9%8A%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D 8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9% 20%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D9%8A %D8%AD%D9%8A%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%8 5%D9%8A%20-%20%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D 9%87%20%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%20.%20-%20YouTube.mp3