المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة في قوله تعالى : { فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ }



أبو يوسف عبدالله الصبحي
16-Sep-2012, 05:26 PM
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسوله الأمين
أما بعد


قال الله تعالى : {
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
}

قال الطبري في تفسيره (17246) : حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله) إلى قوله:(فانهار به في نار جهنم) قال:
والله ما تناهَى أنْ وقع في النار
ذكر لنا أنه تحفَّرت بقعة منها فرُؤي منها الدخان.


وقال الطبري أيضاً : حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، عن طلق بن حبيب عن جابر قوله:(والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا)، قال:
رأيت المسجد الذي بني ضرارًا يخرج منه الدخان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.



وقال محمود شاكر :
هذا خبر صحيح الإسناد


وقد قال الحاكم في المستدرك (4-638) :
أما النار فإنها تحت السابعة وقد شهد الصحابة فمن بعدهم على رؤية دخانها
كما حدثناه
(ثم ساق أثر جابر بن عبدالله رضي الله عنهما) ثم قال :
هذا إسناد صحيح وقد حدثني جماعة من أصحابنا الغرباء أنهم عرفوا هذا المسجد و شاهدوا هذا الدخان
وقد قدمت الرواية الصحيحة أن جهنم تحت الأرض السابعة
. ا.هــ

ومما يؤكد أن النار –أعاذنا الله منها- تحت الأرض ما أخرجه أسد بن موسى في الزهد (44) قال : نا مهدي بن ميمون ، نا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام ، قال : «
كان أكرم خليقة الله على الله تعالى ، أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، وإن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض
... »

وقد تابع أسد بن موسى عبد الله بن محمد بن أسماء كما في الشعب للبيهقي (366) وعفان بن مسلم أيضاً كما في المستدرك (8698)
و قال الحاكم بعد إخراجه :
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و ليس بموقوف فإن عبد الله بن سلام على تقدمه في معرفة قديمة من جملة الصحابة
وقد أسنده بذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم في غير موضع و الله أعلم
. ا.هــ

وقال الطبري في تفسيره (22-458) : حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عليّ رضي الله عنه لرجل من اليهود:
أين جهنم ؟ فقال: البحر فقال: ما أراه إلا صادقا،( وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ )( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) مخففة
.

قال ابن رجب في التخويف من النار ص69 :
و قد روى القاضي أبو يعلى بإسناد جيد عن أبي بكر المروذي أن الإمام أحمد فسر له من القرآن آيات متعددة فكان مما فسره له قوله تعالى : { و إذا البحار سجرت } قال : أطباق النيران
{ و البحر المسجور } قال : جهنم
وهذا يدل على أن النار في الأرض بخلاف عن المروذي و الله أعلم
ا.هــ

وقال الحافظ ابن رجب أيضاً في التخويف من النار ص 67 :

الباب الخامس [ في ذكر مكان جهنم ]
روى عطية عن ابن عباس قال : الجنة في السماء السابعة و يجعلها الله حيث يشاء يوم القيامة و جهنم في الأرض السابعة . أخرجه أبو نعيم

وخرج ابن منده من حديث أبي يحيى القتات عن مجاهد قال : قلت لابن عباس : أين الجنة ؟ قال : فوق سبع سموات قلت : فأين النار ؟ قال : تحت سبع أبحر مطبقة

وروى البيهقي بإسناده فيه ضعف عن أبي الزعراء عن ابن مسعود قال : الجنة في السماء السابعة العليا و النار في الأرض السابعة السفلى ثم قرأ { إن كتاب الأبرار لفي عليين } { إن كتاب الفجار لفي سجين } (...)
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن قتادة قال : كانوا يقولون : إن الجنة في السموات السبع و إن جهنم لفي الأرضين السبع (...)

وقال : استدل بعضهم لهذا بأن الله تعالى أخبر أن الكفار يعرضون على النار غدوا و عشيا ـ يعني في مدة البرزخ ـ و أخبر أنه لا تفتح لهم أبواب السماء فدل أن النار في الأرض
و قال تعالى : { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين }

وفي حديث البراء بن عازب [ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صفة قبض الروح قال في روح الكافر : حتى ينتهوا بها السماء فيستفتحون فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
{ لا تفتح لهم أبواب السماء و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } ]
قال : يقول قال تعالى : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى قال : فتطرح روحه طرحا . خرجه الإمام أحمد و غيره

و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صفة قبض الروح و قال في روح الكافر : [ فتخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به إلى باب الأرض فيقولون : ما أنتن هذه الريح ! كلما أتوا على أرض قالوا ذلك حتى يأتوا به إلى أرواح الكفار ] خرجه ابن حبان و الحاكم و غيرهما

و قال عبد الله بن عمرو بن العاص : أرواح الكفار في الأرض السابعة
. ا.هــ

وقد ذكر بعض الأئمة هذا في كتب عقائد أهل السنة

قال الامام البربهاري في شرح السنة :
والإيمان بأن الجنة حق والنار حق وأنهما مخلوقتان الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش والنار تحت الأرض السابعة السفلى
. ا.هــ

قال الامام الربيع في عون الباري (1-176) عند تعليقه على هذه العبارة :
النار في سجين في أسفل سافلين نعوذ بالله منها وأن لا يسمعنا حسيسها
. ا.هـ

وقال الشيخ ابن سحمان في ايضاح الحجة والدليل ص 30 :
من المعلوم أن الجنة فوق السماوات في أعلا العليين , وأن النار تحت الأرض السابعة في أسفل سافلين
.. ا.هـــ المراد

ولا أعرف أحداً من الصحابة -ثبت عنه- خلاف ما في هذه الآثار ومن عنده زيادة علم فليتفضل مشكوراً

ورحم الله الإمام البربهاري القائل في شرح السنة : "
إن الدين إنما هو التقليد (أي الاتباع) يعني للنبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضوان الله عليهم
"

وصل اللهم على نبينا محمد وصحبه