المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عروض للزواج في منتديات سلفية !!!



أم إبراهيم
29-Sep-2012, 04:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله

عروض للزواج في منتديات سلفية !!!
وهذا آخر ما كنت أتوقعه.

شيخنا حفظك الله وأحسن إليك وزادك الله من فضله وبارك لك في وقتك وعلمك.

لقد تلقيت أكثر من سلفية في أكثر من منتدى سلفي نحسبه على خير والله -سبحانه- حسيبه من عرض للزواج من أخوة نحسبهم سلفيين سواء كان ذلك عبر الرسائل الخاصة أو رسائل للزوار

الله المستعان


أحسن الله اليك شيخنا ما حكم مثل هذا الفعل من قبل سلفيين يراسلون من أجل الزواج ويرفقون طلبهم بكلمات تبيح لهم الإرسال مع الآدلة سواء كان ذلك من الكتاب أو السنة وما حكم من يرد عليهم أو يقبل دعوتهم لان منهم من يضعون شروط تكون موافقة .

كما نحتاج منكم لكلمة للسلفين الذين يتبعون مثل هذا الأسلوب .

والسلام عليكم ورحمة الله

*****************************************

أبو بكر يوسف لعويسي
10-Oct-2012, 12:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله
أما بعد :
عرض الرجل نفسه على المرأة للزواج ، والعكس ، أمر مشروع ، وليس فيه ما يمنع وهذا أدلته كثيرة في عصر التشريع ونزول الوحي ، وسواء كان ذلك عن طريق التكليم المباشر أو عن طريق التوكيل ، أو عن طريق التعريض للمعتدة لزوج من وفاة ،أو طلاق المثوثة ( غير الرجعية )، أو عن طريق الكتابة بشروط التقيد بالضوابط الشرعية ، فلا يتجاوز بهما حدود المشروع إلى التشبيب وذكر ما يحرك الشهوة الغريزية أوالغزل والعشق ومقدمات الفاحشة وإنما يكون قصدهما قصدا شرعيا صحيحا بحتا ...ومن منع ذلك فإنما منعه سدا للذرائع الفساد ، وليس لذاته ، فكذلك يقال في عروض الزواج عن طريق النت ، فلا يمنع لذاته وإنما نمنعه سدا للذرائع ،ولما فيه من الجهالة والغرر ، الذي يحصل فساد بسبب هذه الوسيلة التي فتحت بابا من الشر على المسلمين ، لذلك ننصح أبناءنا من أراد أن يتزوج وأن يعرض نفسه على امرأة ، أو امرأة تعرض نفسها على رجل أن يكون ذلك في العلن والوضوح ، ولا يكون من وراء الكواليس من وراء الناس وإنما يكون على ما كان على عهد النبوة ..
وعرض الرجل نفسه على المرأة وأهلها كثير ، ومنه ما في البخاري (5121) في الواهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم قال البخاري :حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ أَنَّ امْرَأَةً عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ زَوِّجْنِيهَا فَقَالَ مَا عِنْدَكَ قَالَ مَا عِنْدِي شَيْءٌ قَالَ اذْهَبْ فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : لاََ وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا ، وَلاَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي وَلَهَا نِصْفُهُ- قَالَ سَهْلٌ وَمَا لَهُ رِدَاءٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى إِذَا طَالَ مَجْلَسُهُ قَامَ فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَاهُ ، أَوْ دُعِي لَهُ فَقَالَ مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا لِسُوَرٍ يُعَدِّدُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمْلَكْنَاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ.عرضت نفسها على النبي ،وعرض نفسه عليها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة .
قال الحافظ ابن حجر (9/175) وفي الحديثين جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه وأن لا غضاضة عليها في ذلك وأن الذي تعرض المرأة نفسها عليه بالاختيار لكن لا ينبغي أن يصرح لها بالرد بل يكفي السكوت وقال المهلب فيه أن على الرجل أن لا ينكحها الا إذا وجد في نفسه رغبة فيها ولذلك صعد النظر فيها وصوبه انتهى .
ويقصد بالحديثين هذا الحديث والحديث الذي بوب عليه البخاري باب عرض المرأة نفسها على الرجل وسيأتي .
وفي مصنف عبد الرزاق (10454 ) قال أخبرنا بن عيينة عن بيان قال انطلق بلال يخطب امرأة وأخوه معه فلما أتاهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال أنا بلال وهذا أخي ونحن رجلان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله ومملوكين فأعتقنا الله فإن أنكحتمونا فالحمد لله وإن رددتمونا فسبحان الله. مصنف عبد الرزاق: ( ج6/ص189 ح10454) وحديث فاطمة بنت قيس لما خطبها معاوية وأبو جهم ..وهو في الصحيحين .
وذكر عبد الله بن وهب في مسنده قال أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن عبيد الله بن سعد عن الحارث بن أبي ذياب أن جريرا البجلي أمره عمر بن الخطاب أن يخطب امرأة من دوس ثم أمره مروان بن الحكم من بعد ذلك أن يخطبها "عليه" ثم أمره عبد الله بن عمر بعد ذلك فدخل عليها فأخبرها بهم الأول فالأول ثم خطبها لنفسه فقالت والله ما أدري أتلعب أم أنت جاد قال بل جاد فنكحته وولدت له ولدين. التمهيد (14/24) والاستذكار (5:337).
وعرض المرأة نفسها على الرجل ما في صحيح البخاري (5120): باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح.قال :حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ قَالَ : سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَنَسٍ وَعِنْدَهُ ابْنَةٌ لَهُ قَالَ أَنَسٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ أَلَكَ بِي حَاجَةٌ فَقَالَتْ بِنْتُ أَنَسٍ مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا وَاسَوْأَتَاهْ وَاسَوْأَتَاهْ قَالَ هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ رَغِبَتْ فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا.البخاري .فإذا جاز للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح فمن باب أولى وأولى أن يعرض الرجل نفسه على المرأة وأن يخطبها من وليها بنفسه ولو كانت تسمع ، أو تراه من داخل البيت .
وأما الكتابة ففي الأدب المفرد للبخاري 462- باب الكتابة إلى النساء وجوابهن- 524فعن عائشة بنت طلحة قالت: قلت لعائشة - وأنا في حجرها - وكان الناس يأتونها من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابوني(1) لمكاني منها، وكان الشباب يتأخّوني(2) فيهدون إلي، ويكتبون إلي من الأمصار، فأقول لعائشة: يا خالة! هذا كتاب فلان وهديته فتقول لي عائشة: "أي بنية! فأجيبيه وأثيبيه؛ فإن لم يكن عندك ثوابٌ،أعطيتك"فقالت: فتعطيني. صحيح الأدب المفرد( 851/1118) (حسن الإسناد) وقال في الصحيحة تحت رقم (178) صحيح الإسناد .
وعائشة بنت طلحة ابن عبيد الله التيمية، بنت أخت أم المؤمنين عائشة، أم كلثوم بنتي الصديق.تزوجها ابن خالها عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، ثم بعده أمير العراق مصعب، فأصدقها مصعب مئة ألف دينار.قيل: وكانت أجمل نساء زمانها وأرأسهن. أما التوكيل فكثير وهو المشهور والغالب..
وأما التعريض بالمتوفى عنها زوجها والمطلقة ثلاثا ففي البخاري - باب قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ ، أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ} الآيَةَ.إِلَى قَوْلِهِ {غَفُورٌ حَلِيمٌ}.{أَكْنَنْتُمْ} أَضْمَرْتُمْ وَكُلُّ شَيْءٍ صُنْتَهُ فَهْوَ مَكْنُون.5124 - وَقَالَ لِي طَلْقٌ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {فِيمَا عَرَّضْتُمْ} يَقُولُ إِنِّي أُرِيدُ التَّزْوِيجَ وَلَوَدِدْتُ أَنَّهُ تَيَسَّرَ لِي امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ. إني أريد التزويج الخ وهو تفسير للتعريض المذكور في الآيةوَقَالَ الْقَاسِمُ يَقُولُ إِنَّكِ عَلَيَّ كَرِيمَةٌ وَإِنِّي فِيكِ لَرَاغِبٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَائِقٌ إِلَيْكِ خَيْرًا ، أَوْ نَحْوَ هَذَا.انتهى .قال أبو عمر ابن عبد البر في الاستذكار (5/385)وأباح التعريض بالنكاح في العدة ولم يختلف العلماء من السلف والخلف في ذلك فهو من المحكم المجتمع على تأويله إلا أنهم اختلفوا في ألفاظ التعريض . فقال القاسم بن محمد ما ذكره مالك في هذا الباب عنه .
وذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثني يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه في ذلك قال يقول إني بك لمعجب وأني فيك راغب وإني عليك لحريص وأشباه ذلك . وكذلك ذكر ابن كثير الاتفاق على التعريض ، واختلفوا فيما يعرض به ..
فإذا عرض عليها ووافقت بعيد عن النت ، وكان يريد حقا الزواج فعليه أن يتقدم إلى أهلها وأن يطلب رؤيتها منهم أو أن يوكل من محارمه أولا بالذهاب لرؤيتها قبل أن يراها هو فإذا وافقوه فليطلب رؤيتها هو بنفسه أو أن يراها من ورائها كيفما تيسر له ذلك دون طلب النظر إلى صورتها فإن ذلك لا يعطي حقيقة شخصيتها والله أعلم ..