لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم !!

[أبو خالد الوليد خالد الصبحي]

حدثنا علي بن محمد المعدل قال: أخبرنا حمزة بن محمد الدهقان قال: حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب قال: كان أبو قلابة يقول: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون" ورواه الآجري عن الفريابي عن قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد، وذكره.

نعم؛ هذا الأثر عن أبي قلابة وهو التابعي رواه الدارمي، ورواه ابن وضاح في البدع في النهي عنها، واللالكائي في شرح الاعتقاد، وابن بطة في الإبانة .

يقول أبو قلابة -رحمه الله-: لا تجالسوا أهل الأهواء. أهل الأهواء: أهل البدع. تحذير، يحذر من مجالسة أهل الأهواء؛ قال: لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم. حذر من شيئين:

الأمر الأول: مجالسة أهل البدع. والأمر الثاني: مجادلتهم، وبين ما يترتب على تلك المسألة؛ قال: فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون.

إذن! مجالسة أهل البدع ومجادلتهم تخشى فيها من أن يغمسوا الإنسان في ضلالتهم؛ فيحملونه على بدعتهم، أو يلبسوا عليه الحق بالباطل؛ فيكون الإنسان في حيرة. لا بد أن تبتعد عن أهل البدع لا تجالسهم ولا تجادلهم؛ يعني: يخشى عليك إذا جلست إليهم أو جادلتهم أن يحملوك على بدعتهم فتعتقد ما يعتقدون، أو يلبسوا عليك الحق بالباطل فتكون في حيرة. نعم.
_______________
شرح المختار في أصول السنة
لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي