المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال حول نار جهنم أعاذكم الله منها



أبو العرباض عطية أبو زهو
01-Oct-2012, 04:06 PM
بسم الله و السلام عليكم

قرأت و سمعت كلاما للإمام الألباني رحمه الله يرد فيه على من قال بأن نار جهنم مقرها هو الأرض و قال الشيخ لا يجوز اعتقاد هذه العقيدة و لو قيل أنها في الأرض السابعة السفلى و ساق أدلته و منها أن هذه الأرض ستبدل هي و السماوات

يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات، و هناك ءاثار عن السلف و هم علي بن أبي طالب وجابر بن عبد الله و عبد الله بن سلام رضي الله عنهم:

وهذا أثر جابر: قال الطبري حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، عن طلق بن حبيب عن جابر قوله:(والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا)، قال: رأيت المسجد الذي بني ضرارًا يخرج منه الدخان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

و هذا أثر عبد الله بن سلام: أخرجه أسد بن موسى في الزهد (44) قال : نا مهدي بن ميمون ، نا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام ، قال : « كان أكرم خليقة الله على الله تعالى ، أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، وإن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض».

و هذا أثر علي: وقال الطبري حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عليّ رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم ؟ فقال: البحر فقال: ما أراه إلا صادقا،( وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ )( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) مخففة.

فما مدى صحة هذه الآثار و ما هو القول الراجح في هذه المسألة.

ملاحظة: نقلت الآثار من مقال لأخينا إبراهيم بن رجا الشمري من موقع شبكة الورقات السلفية.

أبو بكر يوسف لعويسي
02-Oct-2012, 02:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وعلى من لنهجهم اعتقد واقتفى .
أما بعد :
أولا : أنصح أخي وغيره ... بأن لا يجعلوا همهم في المسائل العويصة، والحرص على الخوض فيها ، كما أنصحكم بالوقوف عند الواضحات وتحقيقها ، واترك عنكم المشكلات التي غيب النبي عنا التفصيل فيها ...
وإذا كان لابد من جواب لهذا السؤال فيقال : إن الأثر الذي رواه طلق بن حبيب عن جابر- رضي الله عنه – إسناده صحيح ، وهو موقوف على جابر رضي الله عنه ،ولكن ليس فيه دليل على أن النار في الأرض حتى لو صح ، فهو يخبر أنه رأى أن المسجد الذي بني ضرارا يخرج منه الدخان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي أمر بهدمه وإحراقه.. ثانيا :أثر عبد الله بن سلام فهو موقوف عليه كما قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ، وإن كان الحاكم في المستدرك صححه وقال هو ليس بموقوف لأن عبد الله بن سلام أسنده ، ولم أجد بعد البحث في حدود علمي الرواية التي أشار إليها الحاكم مسندة ، ولذلك يبقى موقوفا حتى تثبت الرواية التي أسند فيها الحكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .وتثبت صحتها .
وعلى فرض صحته -وهو الصواب - مع أثر علي رضي الله عنه ، فإنه لا يقال : أن النار في من منطقة من الدنيا ، وإنما يقال ، أن النار في الأرض باطنا ، ويؤكد هذا أحاديث صحيحة أخرى منها حديث : أن النار اشتكت إلى ربها فأذن لها في نفسين نفس في الصيف ونفس في الشتاء ، فإن شدة ما تجدون من الحر فإنه من حرها ، وشدة ما تجدون من البرد فإنه من زمهريرها ، فحرها وبردها نجده في الأرض ، ولا ندري أين هي ، ولا مكانها منه ، وقال صلى الله عليه وسلم :(( إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم)) أخرجاه ففيح جهنم يأتينا في شدة الحر منها فلو كانت في الآخرة أو في السماء غير سماء الدنيا لما وصلنا من حرها وبردها شيئا .
إذا هي في الأرض على فرض صحة هذه الآثار ،لكن باطنا وليس ظاهرا ، أي وهي مما غيب عنا لكن نجد آثارها من حر وبرد ، كحال الكثير من الأمور التي هي في الدنيا ولا نراها ولا يمكن أن نراها ..كما قال تعالى في الشيطان : {{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ }} وكما قال تعالى : في الأعمدة التي تقوم السماء عليها :{{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}} بمعنى لها أعمدة ولكن لا نراها كما نقله ابن جرير عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن وغيرهم . ومنها حديث البراء بن عازب في مآل المؤمن والكافر ، فتفتح لكل منهما نافذة إلى الجنة ونافذة إلى النار ... الحديث , فحين يوضع في القبر ، ويأتيه ملكان ، فالقبر ظاهرا من أرض الدنيا لكن باطنا هو من عالم البرزخ الذي له علاقة بالآخرة فيرى كل منهما مقعده ويفتح لكل منهما نافذة إلى مآله ، وله علاقة بالدنيا حيث نراه قبرا وأن فلانا مدفونا فيه ونعتقد يقينا أنه فيه أن يسكنه ، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعض أهل القبور يعذبون ، في قبورهم كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس ، التي هي في ظاهرها بلا شك من أرض دنيانا التي نعيش عليها ونحن لا نعلم عما في القبر من أمور تجري للمقبور فيه إلا ما أخبرنا به، ولا نراه ، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ل هذه الأرض التي تبدل يوم القيامة تبدل ظاهرا وباطنا أم باطنا فقط هذا ما لم نكلف به ، كما أننا لم نلكف بمعرفة مكان النار ولكن كلفنا بالإيمان بها وبجودها وأنها سعرت حتى أصبحت سوداء مظلمة أنها يؤتى بها يوم القيامة يجرها سبعون ألف ملك وغير ذلك مما ورد في السنة الصحيحة من وصفها نؤمن به ونتوقف عنده ويكفينا ويسعنا ما وسع أسلافنا ..
والله أعلم ...

أبو عبد المحسن زهير التلمساني
02-Oct-2012, 01:16 PM
أحسن الله إليك شيخنا الوالد المربي ونفع بك أبنائك السلفيين

أبو العرباض عطية أبو زهو
03-Oct-2012, 09:49 PM
جزى الله الشيخ لعويسي خيرا على جوابة الشافي

و اعلم شيخ أبا بكر أنني لا ديدن لي بمسائل الخلاف، و يقول أهل العلم إذا رأيت طالب العلم يبدأ بمسائل الخلاف و الجدال فاعلم أنه لن يحصل علما بهذه الطريقةو إذا رأيت طالب العلم يبدأ بصغار المسائل و واضحها و محكمها فاعلم أنه على طريق العلم

و أنا أقوم ببحوث علمية زيادة على ما أقوم به من دراسة للقرءان و التفسير و اللغة و غيرها، و لا أريد إهمال هذا الجانب، و لا أريد الإستعجال به

أيضا كتب الردود و الرجال و العلل و المصطلح فيها فوائد و علم لا تجده في غيرها من الكتب

و بارك الله فيك شيخ أبا بكر.