المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى مهمة في فضل الذكر للعلامة ابن باز



أبو الوليد خالد الصبحي
29-Mar-2010, 06:16 PM
هذه فتاوى مهمة في فضل الذكر المطلق والمقيد من فتاوى الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله وقد نقلتها من موقعه والحمد لله على نعمة الإسلام :

::: 1 :::

أسأل عن فضل الذكر وعن منزلته، مثلاً: هل أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هل تذكر على هذه الصفة، أو أقول: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، ثم أنتهي وأقول: الحمد لله ثلاثاً وثلاثين..، وجهوني بهذا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالذكر له شأن عظيم فهو من أفضل الأعمال وأفضله قراءة القرآن، أفضل الذكر كلام الله عز وجل ثم ما شرعه الله لعباده من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقول لا حول لا قوة إلا بالله والدعاء كله من الذكر يقول الله جل وعلا: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً "ويقول جل وعلا: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون "ويقول جل وعلا: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات..."إلى أن قال سبحانه:" والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً"،وقال الله جل وعلا:"فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون"، ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم -:(سبق المفردون" قالوا: ما المفردون؟ قال: "الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه، كان عليه الصلاة والسلام يذكر الله على كل أحيانه" يعني ليلاً ونهاراً، على طهارة وعلى غير طهارة، هذا يبن لنا فضل الذكر وأن ينبغي للمؤمن أن يكثر منه ولو كان على غير طهارة، الذي يحتاج إلى طهارة قراءة القرآن لا يقرأه الجنب، ولا يمس المصحف من كان محدثاً، وأما بقية الأذكار يقولها محدث وغير محدث التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وقول لا حول ولا قوة إلا بالله والاستغفار، كل هذا ذكر والذكر بعد الصلاة أنت فيه مخير إن شئت أفردت وإن شئت جمعت، إن شئت جمعت فقلت: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم تقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، وإن شئت أفردت تقول سبحان الله سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، ثم تقول الحمد لله ثلاثاً وثلاثين، ثم الله أكبر ثلاثاً وثلاثين، الأمر في هذا واسع، وهناك نوع آخر وهو أن تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة تزد فيها لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خمساً وعشرين مرة بعد كل صلاة، أنت مخير بين هذا وهذا، ثم تقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم، ثم تقرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين بعد كل صلاة وتكررها ثلاثاً بعد المغرب وبعد الفجر وعند النوم وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من التسبيح، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ويقول: (أحب الكلام إلى الله أربع) يقول عليه الصلاة والسلام: (أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )، ويقول عليه الصلاة والسلام: (الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) وإذا تيسر لك أن تقرأ القرآن فالقرآن أفضل الذكر عن ظهر قلب أو من المصحف فذلك من أفضل الأعمال، كلام الله أفضل الذكر فلك بكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها.

::: 2:::


حدثونا -فضيلة الشيخ- عن فضل الذكر وعن فضل الاستغفار، جزاكم الله خيراً

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الله -جل وعلا- شرع لعباده الذكر والاستغفار وأمرهم بالإكثار من ذكر الله قال -جل وعلا-:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"[الأحزاب: 41-42]، وقال تعالى:" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ "[البقرة: 152]، وقال -جل وعلا-:" وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ"[هود: 3]، وقال: "وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"[البقرة: 199]، فالمؤمن مأمور من الإكثار بالذكر، والإكثار من الاستغفار، لعل الله -جل وعلا- يضاعف له المثوبة ويغفر له السيئات، ويشرع الإكثار من ذلك في أوئل الليل وأوئل النهار، يكثر من ذكر الله فيها، في أول الليل وأول النهار للحديث الصحيح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قال سبحان الله وبحمده حين يصبح وحين يمسي مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، قال -عليه الصلاة والسلام- لزبيدة لما رآها في مصلاها صباحاً وعاد إليها ضحىً، قال: (أما زلت في مصلاك) قالت: نعم، قال: (لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، ثلاث مرات: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله عدد زنة عرشة، سبحان الله مداد كلماته)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، وقال الأعرابي: يا رسول الله علمني شيئاً أذكر ربي به قال: (قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم)، قال يا رسول الله: هذا لربي، فما لي؟ قال قل: (اللهم اغفر لي وارزقني وعافني واهدني)، فالمؤمن يدعو ربه ويستغفر ربه، يكثر من ذكره -جل وعلا-، في الصباح والمساء، يرجو ثوابه ويخشى عقابه -سبحانه وتعالى-، كما قال تعالى: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا"[طـه: 130]، وقال سبحانه: "فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ"[الروم: 17]، وهكذا في بقية الوقت، يكثر من ذكر الله في الليل والنهار، ولا يسأم، لأن الله يحب أن يشكر ويحب أن يذكر -سبحانه وتعالى-، وقال في الحديث الصحيح -عليه الصلاة والسلام-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل)، هذه الكلمات العظيمة، من قال عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال في يومٍ مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، كانت له عدل عشر رقاب، يعني يعتقها، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله)، فهذا فضل عظيم، وشرع للناس أن يقولوا بعد كل صلاة: سبحان الله، والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍ قدير، وذكر أن العبد إذا قال ذلك غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، فهذا فضل عظيم، بعد كل صلاة، بعد الفريضة، إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، مرةً أو ثلاث مرات، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله الله إلا الله مخلصين له الدين وله كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ثم يسبح ثلاثاً وثلاثين مرة، سبحان الله، والحمد لله والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، وهذا فضل عظيم، كونه يسبح ويحمد ويكبر ثلاثاً وثلاثين هذه تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير مرةً واحدة، تمام المائة، فهذا فيه فضل عظيم، من أسباب المغفرة، وإن قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمساً وعشرين مرة، صارت مائة، هذا نوع آخر أيضاً، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر بعد كل صلاة خمساً وعشرين مرة يكون الجميع مائة مرة، إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة كان جميعها مائة مرة، يكون سبحان الله خمساً وعشرين، والحمد لله خمساً وعشرين، ولا إله إلا الله خمساً وعشرين، والله أكبر خمساً وعشرين، الجميع مائة مرة، ولكن أحاديث من سبح الله ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍقدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، هذا أصح وأكمل من ذاك الأول، فينبغي للمؤمن أن يكثر من هذه الأذكار العظيمة ويقول بعد هذا، يقرأ آية الكرسي أيضاً: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ....[البقرة: 255]، بعد كل صلاة، بعد هذا الذكر، ويقرأ: (قل هو الله أحد)، والمعوذتين، بعد كل صلاة، وإذا كررها ثلاثاً بعد الفجر، في الصباح والمساء كان أفضل، ثلاث مرات، بعد المغرب والفجر، وبكل حال المشروع لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من ذكر الله في جميع الليل والنهار، الإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتحميده وتكبيره والإكثار من الاستغفار، لحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له بكل همٍ فرجا، ومن كل ضيقٍ مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).

:::3 :::





أختنا تسأل عن أفضل أنواع الذكر، وكيف يكون الشكر لله -عز وجل-؟

أفضل أنواع الذكر قراءة القرآن، هو أفضل الذكر، فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من قراءة القرآن مع التدبر والتعقل، ولو كان لا يحفظه كثيراً، يقرأ ما تيسر منه، أو من المصحف إذا كان يقرأ من المصحف، يكثر من ذلك، وإذا كان لا يقرأ من المصحف يقرأ ما حفظ، الذي يحفظ الفاتحة ويكررها كثراً في أوقات كثيرة؛ لأنها أعظم سورة، وأفضل سورة في القرآن العظيم، كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وإذا كان يحفظ معها بعض السور القصيرة كررها وأكثر منها في الليل والنهار، يرجوا ثواب الله -سبحانه وتعالى-، وإذا كان يقرأ من المصحف قرأ من المصحف، من أوله إلى أخره كلما كمله عاد وقرأ من أوله من الفاتحة، ثم أفضل الذكر بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا أفضل الذكر بعد القرآن "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"، كل هذه أنواع من الذكر جاءت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، يقول عليه الصلاة والسلام: (الإيمان بضع وستون شعبة – أو قال: بضع وسبعون شعبة- فأفضلها قول: لا إله إلا الله)، وروي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)، متفق على صحته، وقال أيضاً: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في يومٍ كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا من عمل أكثر من عمله)، هذا حديث عظيم رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا الذكر، وأن يقول ذلك مائة مرة كل يوم، كل صباح يوم، أو في أثناء اليوم، أو في آخر اليوم، لكن إذا كان في الصباح يكون أفضل، حتى يعم اليوم كله "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة، وإن قال: يحيي يميت بيده الخير فكذلك مائة مرة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، يعني عدل عشر رقاب يعتقها في سبيل الله، عشر رقبات من العبيد، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، فهذا خيرٌ عظيم، وكان في حرزٍ من الشيطان وهذا أيضاً فضل عظيم، وكان في حرزٍ من الشطيان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا وملازمته يومياً. وهكذا الإكثار من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، كلما حصل فرصة قالها عشر مرات، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) خرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، فهذه أنواع من الخير وأنواع من الذكر، ويقول -صلى الله عليه وسلم -: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (لئن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم في الصحيح، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). فأنا أوصي جميع إخواني في كل مكان بالإكثار من هذا الذكر ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءً في كل وقت، أوصي جميع المؤمنين والمؤمنات، أوصي جميع إخواني في الله في كل مكان أن يكثروا من هذا، مع الإكثار من قراءة القرآن في كل وقت، كما أوصي الجميع بعد كل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أن يقولوا بعد السلام: "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" بعد كل صلاة إذا سلم من الفريضة "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" هكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، ثم يقول بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت لا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" هذا يقوله بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقول هذا اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كان يقول هذا -عليه الصلاة والسلام- وإذا كان إمام بعد الاستغفار يقول: اللهم أنت السلام ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه، إذا سلم يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام"، ثم ينصرف إذا كان إمام إلى الناس ويعطيهم وجهه، والمأموم يقول هذا، والمنفرد يقول هذا: "أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" ثم يقول الإمام والمنفرد والمأموم كلهم يقولون: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وبلفظ آخر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، ويزيد بعد هذا في المغرب والفجر خاصة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، زيادة على ما تقدم في المغرب والفجر: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول في صلاة الفجر بعد الذكر والمغرب أيضاً: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، جاء في ذلك حديث فيه بعض الين، ولكن هذا الدعاء حسن بعد المغرب والفجر، "اللهم أجرني من النار، اللهم أجرني، من النار سبع مرات" بعد هذا الذكر، روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقوله بعد الفجر وبعد المغرب: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، فإذا قاله حسن، وليس الحديث فيه بقوي في الثبوت، لكن دعاء حسن من باب الفضائل والترغيب في خير الأعمال، وما ينفع العبد في دنياه وأخراه، فإذا قاله بعض الأحيان، أو دائماً فهو حسن؛ لأنه ليس ضعفه شديداً وإنما هو فيه لين؛ لأن التابعي الذي رواه عن الصحابي ليس مشهوراً ومعروفاً بالعدالة، ولكنه من التابعين، والتابعين يغلب عليهم الخير والفضل ولاسيما أولاد الصحابة -رضي الله عنهم-. ثم بعد هذا كله يستحب لكل مؤمن ولكل مؤمنة أن يقول: "سبحانه الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعين، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال هذا غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، فينبغي الإكثار منها، ينبغي المحافظة على هذا، وعلى هذا الذكر بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء يقول: "سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعون، ثم يقول تمام المائة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا فيه فضل عظيم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قاله غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) فهذا، وعد عظيم وخيرٌ كثير، لكن أهل العلم بينوا أن هذه المغفرة مقيدة باجتناب الكبائر، للنصوص الأخرى، يعني باجتناب الكبائر مثل: الزنا، والسرقة، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، ونحو ذلك؛ لأن الله يقول -سبحانه-:" إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ"[النساء: 31]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر)، وفي اللفظ الآخر: (إذا اجتنب الكبائر)، فينبغي للمؤمن أن يحذر الكبائر، يحذر السيئات، وأن لا يصر عليها، بل يبتعد عنها ويحذرها خوفاً من الله، وتعظيماً له، وحذر عقابه -عز وجل-. والكبائر هي الذنوب العظيمة التي جاء فيها الوعيد بالنار، أو بغضب الله، أو جاءت بها الحدود الشرعية: كالزنا، والسرقة، وأكل الربا، وأكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، أو أحدهما، قطيعة الرحم، الغيبة، النميمة، شهادة الزور، ظلم الناس، هذه الكبائر يجب الحذر منها، غاية الحذر، ومن أسباب عدم المغفرة نسأل الله السلامة والعافية. ويستحب أيضاً مع ما تقدم من الذكر بعد كل صلاة أن يقرأ آية الكرسي:" اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"[البقرة: 255] هذه آية عظيمة هي أعظم آية في القرآن، وأفضل آية في القرآن، ويقال لها: آية الكرسي: "اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ السنة: النعاس، لا تأخذه سنة ولا نوم لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "هذا أخرها هذه آية الكرسي العظيمة، يستحب المجيء بها بعد الذكر بعد كل صلاة، ويستحب أيضاً أن يأتي بعد كل صلاة بـ (قل هو الله أحد) والمعوذتين، يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"[الصمد": 1-4]، ويقرأ أيضاً بعدها: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"[الفلق:" 1-5]، وأيضاً يقرأ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ"[الناس: 1-6]، مع التسمية في أول كل سورة، يسمي في أول كل سورة ثم يقرأها، ويستحب تكرار هذه الثلاث بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، وعند النوم ثلاث مرات، يكرر (قل هو الله أحد) ثلاث مرات، وهكذا (قل أعوذ برب الفلق)، وهكذا (قل أعوذ برب الناس) بعد الفجر والمغرب وعند النوم، كل هذا مستحب، فإذا حافظ عليهما المؤمن والمؤمنة فيه خيرٌ عظيم، وفضل كبير، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم

::: 4:::


قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(
من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرةٍ تامة تامةٍ
تامة)
، هل هذا الفضل يكون للنساء –أيضاً- إذا صلين في بيوتهن، وهل يشترط لهذا الفضل أن تكون الصلاة في جماعة، أي هل يكون للمرأة إذا صلت في بيتها وحدها في غير جماعة، وقعدت تذكر الله حتى تطلع الشمس، ذلك الفضل؟



نعم، يرجى لها ذلك، يرجى لها هذا الخير العظيم

::: 5:::.

ورد في الحديث أن من جلس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس على مصلاه يذكر الله حتى يصلي ركعتي الفجر؛ كتبت له أجر حجة وعمرة، وقال أهل العلم: إن المرأة إذا فعلت ذلك في بيتها يرجى لها نصف الأجر، السؤال:

نعم، جمعت بين الخيرين، بين الذكر وبين رضا الوالدة وبرها من أهم المهمات فالتحدث معها إذا طلبت الحديث أمرٌ مطلوب مشروع ولا يضر ولا يقطع الجلسة ولا يؤثر عليكِ فمن جلس في مصلاه يذكر الله ويصلي على النبي ويسبح ويدعو حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين سنة الضحى، هاتان الركعتين يقال لهما سنة الضحى، ويسميها العامة سنة الإشراق، وهي سنة الضحى مبكرة فله أجر، جاء في الحديث: (أجر حجة وعمرة تامتين) ولا فرق بين الرجال والنساء، المرأة كالرجل ما نص، نص حجة لا، بل تامة الرجل والمرأة سواء في هذا، الحديث عام للرجال والنساء، فالمرأة في بيتها تجلس في مصلاها، والرجل في مصلاه في المسجد حتى تطلع الشمس، ثم يصلي ركعتين هذا كله خيرٌ عظيم، يشتغل بذكر الله بالدعاء بقراءة القرآن الحمد لله، وإذا تكلم مع أخيه بشيء دعت إليه الحاجة لا بأس، أو تكلمت المرأة مع زوجها أو مع والدتها أو مع غيرهم في الحاجة فلا بأس. جزاكم الله خيراً، إذاً الذين قالوا إن المرأة لها نصف الأجر ليسوا على صواب؟ غلط لا، الأجر عام، الحكم واحد، المرأة والرجل سواءٌ. وسواءٌ كان ذلك في المسجد أو في بيتها؟ في المسجد أو في البيت.

محمد النهدي
30-Mar-2010, 01:38 PM
احسنت وجزاك الله خيرا