المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [صوتية وتفريغها] تفريغ محاضرة (مايجب على السلفي معرفته، للشيخ أحمد بازمول _حفظه الله_)..



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
06-Oct-2012, 05:09 PM
تفريغ محاضرة (مايجب على السلفي معرفته، للشيخ أحمد بازمول _حفظه الله_).. (http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=16071)
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المادة فرغها الأخ الفاضل: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد _وفقه الله_، وهي من صفحته في (شبكة سحاب السلفية) _أعانها الله على الخير_، وهي محاضرة للشيخ أحمد بازمول _حفظه الله_، ألقاها في الدورة الصيفية لعام 1431هـ.
______ *** ______


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







بسم الله الرحمن الرحيم





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد-صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.




أما بعـــد:





فهذه الكلمة التي أتدارس بها مع إخواننا طلاب العلم من بلاد شتى من البلاد الإسلامية، هي كلمة توجيهية لنفسي أولًا ثم لإخواني ثانيًا، وبعد الكلمة-إن شاء الله-ستكون هناك مجموعة من الأسئلة، وهذه الكلمة ستكون بإذن الله-عز وجل-تتمة للكلمة التي بالأمس، وهي عبارة عن: (ما يجب على السلفي معرفته من قواعد السلف).

فمن الأمور المهمة: التي-إن شاء الله-تخرج السلفيين من كثير من المشاكل، معرفة قاعدة مهمة ومعرفة أمر مهم وهو: (الفرق بين التبديع وبين التحذير، ومتى يكون هذا ومتى يكون هذا)، وهذه القاعدة معرفتها تخرج السلفيين من مشاكل، لأنك أحيانًا حينما تحذر من شخص يقول: تبدعه؟!، ثم يقيم عليك الدنيا، ويختلف معك ويتضارب معك.

فالعلماء-رحمهم الله تعالى-، والسلف الصالح-رضي الله عنهم وأرضاهم-ومن سار على منهجهم إلى يومنا هذا، يفرقون بين تبديع الشخص وبين التحذير منه.

فالتبديع: حكم عليه بوقوعه في البدعة ووجوب الحذر منه، أما التحذير: فليس حكمًا عليه بالوقوع في البدعة، وإنما هو في مرحلة المخالفة مع النصح، بمعنى: أنه خالف المنهج في مسائل قد تكون ملتبسة عليه، قد يكون أخطأ فيها وأصر على خطأه، يعني: في بداية أمره، حينها يحذرون من هذا الشخص، انتبهوا فلان من الناس لا يلتف حوله ويحذر حتى يتوب ويرجع، وحتى نقف على فصل قول العلماء فيه.

ما هي القضية الخطيرة هنا؟، القضية الخطيرة هنا من جهات:

الجهة الأولى: حصول الاختلاف بين الشباب السلفي في الولاء والبراء لهذا الشخص، فبعضهم يرى أنك بدعته وأنك طعنت فيه وبالتالي تحصل هناك الفرقة، هذه قضية خطيرة.

القضية الثانية: أن بعض الشباب وهم الطرف الآخر يظنون أن هذا الشخص لا زال محطة، ولازال صالحًا للاستفادة منه، لا فإن هذا الشخص بهذه المخالفة في مرحلة التوقف عنه والبعد عنه حتى لا يؤثر، فإن تاب وترك ورجع إلى الحق يرجع إليه، وإن أصر حكم عليه العلماء بالتبديع ونحوه.

فالمحذر منه يجتنب خاصة لطلاب العلم، الذين لم ترسخ قدمهم في العلم، لماذا؟، لأنه في هذه المرحلة هذا المحذر منه بين أمرين:

الأمر الأول: بين أن يرجع إلى الحق-فجزاه الله خيرًا.

الأمر الثاني: وبين أن يصر على باطله ولا يرجع.
وفي هذه المرحلة يبث في قلوب وأفكار الشباب قواعد وأدلة متشابهه، ويؤصل فيهم تأصيلات تجعلهم لا يرونه أنه مبتدع، ولا يرون أنه خرج من المنهج، فلو بدعه العلماء بعد ذلك ما يرضون، لأنه خلاص زرع في قلوبهم أن هذا الكلام لا يصدق عليه.

طيب، أن يتركوه؟، نقول: نعم اتركه ابتعد السلامة ما في خير منها، أن تسلم، يسلم لك دينك، الحمد لله العلماء موجودون وطلاب العلم السلفيون متوافرون، فإن عدموا فالأشرطة والكتب السلفية موجودة، الله ما علق الدين على شخصه، والدين والحق سائر بإذن الله ولا يعلق بالأشخاص، اعرف الحق تعرف أهله.

فهذه قاعدة خطيرة جدًا يجب التنبه لها، بعضهم تأتي تقول: فلان من الناس عنده وعنده وعنده، يقول لك: للساعة العلماء ما بَدَّعُوْه، طيب إذا ما بَدَّعُوْه معناه هو في مرحلة إما استجابة للحق وإما رفضه، وأنت قد تغتر به وتقع في حبائله، فبالتالي الواجب عليك شرعًا أن تبتعد عنه، وأن تنتظر قول العلماء فيه، هل يصلح أن يرجع إليه ويستفاد منه، أم يترك؟، واضح الآن كيف هذه القاعدة.

أيضًا الواجب: في هذه القاعدة كما سبق بالأمس، عدم التعصب وعدم تعليق الحق بالشخص، إيش الحلبي؟، قرآن، سُنَّة، سلف صالح؟!!، ولا شيء، إن اهتدى فلنفسه وإن ضل فعليها والحق ثابت، أما أن تعلق الحق بالحلبي إن قاله قلته وإن رفضه رفضته، دون أن يكون مرجعك القرآن والسنة هذا ضلال.

كيف والحلبي الآن مثلًا كما تعلمون على سبيل المثال: وقع في مسألة وحدة الأديان، وأن الإسلام الوسط الذي جاء به النبي-صلى الله عليه وسلم-هو الذي يجمع الناس على مبدأ الإنسانية، وعدم التمييز والتفريق، وهذا الإلحاد والكفر بذاته.

ومع هذا القول الباطل الذي وقع فيه الحلبي إلا أنك تجد بعض أو كثير أو كل يتبعه من أحبابه يدافعون عنه، وهذا يؤكد لكم ما سبق، أن طالب العلم المحذر منه، والحلبي ليس بعالم، طالب العلم المحذر منه ينبغي أن يجتنب حتى لا يفتتن بفتنته.

ولذلك الشيخ النجمي-رحمه الله تعالى-، ماذا قال؟، قال: (هؤلاء أهل الشام يدافعون عن أهل البدع ومثلهم لا يؤخذ منه العلم)، يعني: يتوقف فيه تنتظر، إما أن يتوب إلى الحق وإما أن تتركه، لا تعلق دينك ولا تعلق الحق الذي تتبعه بأشخاص.

ولذلك أيضًا: قول ابن مسعود-رضي الله عنه-، أيضًا هذه قاعدة مع نفس القاعدة هذه: (من كان مستنًا) مقتديًا مهتديًا (فليستن بمن قد مات)ممن لم يفتن وهم الصحابة-رضوان الله عليهم-(فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنه)، وهذه قالها ابن مسعود وقالها ابن عمر-رضي الله عنهم أجمعين-، فأين السلفيون عنها؟!.

بعضهم في بعد عنها، بعضهم معلق الاقتداء بفلان غن اهتدى اهتدوا وإن ضل ضلوا، وهذا خطأ، وأنت بهذا آثم ومسئول عند الله-عز وجل-، فإن الله-عز وجل-جعل للحق أهلًا وأمارات وعلامات، وجعل للباطل أهلًا وعلامات وأمارات، وأمرك بإتباع سبيل الحق ونهاك عن إتباع سبل الباطل، (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(الأنعام/153)، وهذا وصاية من الله-عز وجل-كما هو معلوم.

القاعدة الثانية: وهي معلومة لكن لا بد من تكرارها والتذكير بها، لأننا نجد كثيرًا من الشباب السلفي لا يطبقها ولا يفهما، أو يفهما ويتغافل عنها، فنذكر(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)(الذاريات/55).

القاعدة الثانية: (أن الطعن في أهل السنة طعن في السنة التي يحملونها، وأن من طعن في أهل السنة فهو مبتدع ضال)، من طعن في أهل السنة قاصدًا متعمدًا فهو مبتدع ضال، وهذه القاعدة معلومة عندنا ومقررة، ولكن تطبيقها يقع فيه الخلل عند كثير من الشباب.

فكم من شاب نجده يسمع من يطعن في بعض العلماء السلفيين، من أمثال الشيخ أحمد النجمي، أو الشيخ محمد أمان الجامي، أو الشيخ زيد المدخلي، أو الشيخ ربيع المدخلي، في بعض العلماء السلفيين يسمع الطعن ولا يحرك ساكنًا، وقد يكون الطعن مبطنًا غير ظاهر، فلا يحرك ساكنًا بل قد يردد هذه الطعونات، مع أنه يعلم أن الطعن في علماء السنة طعن في السنة، وأن من طعن في أهل السنة متعمدًا قاصدًا فهو ضال مبتدع.

طيب، هل هذا لَمَّا قال أهل العلم أن الطعن في بعض أهل السنة، أو في من حمل السنة ودافع عنها، طعن في السنة وابتداع، هل هذا تعصب؟، الجواب: لا، لأننا مثلًا الشيخ ربيع المدخلي لَمَّا نتكلم أو نطعن فيمن يطعن فيه، هل طعنا فيمن طعن في الشيخ ربيع المدخلي لأجل عيون الشيخ ربيع المدخلي؟.

أو لأجل نسب الشيخ ربيع المدخلي؟، أو لأجل مصلحة مالية، وإلا الشيخ ربيع المدخلي كما هو معلوم رجل حمل السنة ودافع عنها، ورد على أهل البدعة ووقف في حلوقهم شجن-جزاه الله خيرًا-نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا، فمن الواجب علينا له أن ندافع عنه، وأن نحبه وأن نذب عنه، لذبه وحبه ودفاعه.

فموطن الطعن فيمن طعن في أمثال هؤلاء العلماء السلفيين، وإلا فأنتم تعلمون أن الحلبي، نأخذ مثال: الحلبي كان الشباب يعظمونه السلفيون ويحترمونه، فلما وقع في الضلالات وفي البدع وفي أوحالهما، السلفيون الصادقون تركوه، ونابذوه وردوا عليه وبينوا ضلالاته، طيب لما أحبوه! موقف، ولما أبغضوه! موقف، ما السبب؟، الحب في الله والبغض في الله، وهذه قاعدة في الهجر.

بعض الناس يقول: الولاء والبراء لا دخل له في الهجر، وهذا جهل وضلال، فإن الهجر للمبتدع سببه الحب لله والبغض في الله، فأنت تبغضه لله-عز وجل-، كما أننا نحب السلفيين والمشايخ السلفيين لله لا لذواتهم، فينبغي أن يتنبه لهذا.

على سبيل المثال: من الطعونات في الشيخ ربيع وغيره من المشايخ السلفيين: رميهم بالتشدد أو رميهم بعدم التعقل، أو رميهم بأنهم جراحون ودكتاتوريون، أو رميهم بأنهم أهل إخصاء، أو عندهم شدة، فمثل هذه الطعونات طعن في أهل السنة.

فنحن وأنتم تعلمون أن بعض الناس في المدينة وفي غيرها يصف الشيخ ربيع بأنه: متشدد، غير متعقل، ويصف بعض المشايخ بأنهم متعقلون، وهذه قاعدة حق أريد بها باطل، فإن العلماء قسموا من تكلم في الجرح والتعديل ثلاثة أقسام: (متساهلون، متوسطون، متشددون).

ما هو الضابط في المتوسطين؟.

الجواب: هو أن يكون سبب الجرح والتعديل معتبر شرعًا، وأن يكون بحق وبدليل وبإقامة البرهان على ذلك، وبذكر العلة، وأن يكون التعديل والجرح مثلهما معتبر.

أما التساهل: فهو أن يوثق المجهولين، أو المجروحين أو نحو ذلك....، هذا تساهل وتمييع للحق.

وأما التشدد: هو أن يجرح بغير سبب جارح مثله، هذا هو التشدد.

نأتي ونطبق: على المشايخ السلفيين المعروفين، وعندنا أبرز واحد في هذا، يتكلم فيه، ويطعن فيه، ومقصود بالطعن-الشيخ ربيع-معروف، الحلبي، المأربي، عرعور، المغراوي، الرحيلي، فلان..كلهم يدورون يبغوا يأتوا على الشيخ ربيع ويطعنوا فيه، ويبغوا يسقطونه، تبعًا لجمعية إحياء التراث وغيرها.

نأتي نشوف الشيخ ربيع، وهذا إجابة على سؤال ورد، هل يوصف الشيخ ربيع بالتشدد، فأقول:

نأتي وننظر للشيخ ربيع:

أولًا: الشيخ ربيع لَمَّا يأتي يجرح أحد، يجرحه بذكر السبب، فأنت يا مغراوي، ويا مأربي، ويا عرعور، جرحك الشيخ ربيع بكلامك وصوتك وكتاباتك، وذكر قلت كذا وفعلت كذا وأمرك كذا.....إلى آخره.

فهل جاء قال المأربي مجروح، ليش يا الشيخ ربيع؟، قال: رأيته يحك رأسه، لا بين لك الحجة، المأربي يقول: أن الإخوان المسلمين والفرق الضالة تدخل في أهل السنة.

وأن مصطلح السلفية أفيح واسع، ودخل في ديمقراطية، ودخل في أمور كثيرة من الضلالات كما هو معروف، ويصف علماء السنة بأنهم علب طماطم وأشياء مثل هذا، الحزبيون ما وصفوا أهل السنة بهذا، هذا المأربي يصف أهل السنة بهذا، فجاء الشيخ ربيع بالحجة والبرهان وبين، إذًا كلامهم عليه دليل.


ثانيًا: ما موقف علماء السنة من ردود الشيخ ربيع؟
الجواب: أثنوا عليه وقالوا هو رجل مجاهد، ولا يجرح أحد إلا مبينًا للسبب، ويتثبت في جرحه، ولا يجرح إلا أن يظهر له الحق، ويناصح قبل الرد والجرح، وهو رجل علم في الجرح والتعديل كما وصفه الألباني، إذًا هذا الثاني.

ثالثًا: هل من جرحهم الشيخ ربيع تفرد بجرحهم، أم وافقه عليه العلماء؟.

الجواب: ايتيني برجل جرحه الشيخ ربيع ما وافقه عليه أحد! ما تجد، إذًا الشيخ ربيع لم يتفرد بالجرح، بل من خالف الشيخ من العلماء حينًا من الزمن بعد فترة يرجع إلى قوله، وأظهر شيء على ذلك الألباني.

فإنه في بعض من طعن فيهم الشيخ ربيع قال: يبدوا أن علماء المدينة يقصد: الشيخ ربيع، و محمد بن هادي، والشيخ محمد أمان الجامي، ويدخل فيهم الشيخ النجمي، والشيخ زيد، لأنهم هم الذين كانوا متصدرين في الردود على أهل الباطل، يبدوا أن أهل المدينة معهم حق فيمن ردوا عليهم.

مع أنه كان في البداية يرى أنه كان هناك نوع من التشدد، وهذا الألباني يقال فيه ما مر من قاعدة بالأمس، وهي: (أن علماء السنة إذا دافعوا عن أهل البدعة فمحمله أنهم لم يطلعوا على حالهم، فإن اطلعوا على حالهم بينوا)، فوافق الشيخ الألباني الشيخ ربيع فيما بين.

رابعًا: كم عدد الذين جرحهم الشيخ ربيع؟.

الجواب: خمسة!، عشرة!، عشرين؟!، أنا ما أظن يتجاوزون العشرين، ما أظن، انظروا إلى علماء السلف بالمئات بل بالآلاف جرحوا، فتأتي للشيخ ربيع الذي لم يتكلم إلا بأشخاص معدودين في مدة من الزمان الآن-نسأل الله أن يطيل في عمره وفي طاعته، وأن يبارك فيه، وأن يرزقه الصحة والعافية، ويجعله شجن في حلوق أهل البدع-، جاوز الثمانين-حفظه الله تعالى-، في ثمانين سنة ما جرح إلا ما يقارب العشرين نفر، قل مائة نفر، هل جرح ناس كثير؟، ما جرح ناس كثير.

أيضًا: من أصاب بهم الحق بجرحه، فإننا لا نعلم أن الشيخ-حفظه الله تعالى-بَدَّع رجل أو رد عليه، ولا نعلم أن الشيخ كان في رده عليهم مخطئًا، ما نعلم هذان ولو وقع فإنه معلوم من حال الشيخ أنه يعتذر ويرجع، ولو وقع فالشيخ ربيع-حفظه الله تعالى-معروف برجوعه إلى الحق.

فالمقصود: من هذا الانتباه لمثل هذا، الانتباه، لماذا يقولون الشيخ ربيع متشدد؟، حتى إذا بين حالهم وتكلم فيهم يقول أتباعه وطلابه هذا من التشدد، والله شيخنا فلان رجل طيب، لكن الشيخ ربيع سلفي لكنه تشدد، يا أخي اتق الله متوسط من المعتدلين، المتوسطين، فإذًا ينبغي الانتباه لمثل هذا.

النقطة التي تليها أو القاعدة التي تليها: (التفريق في رد العالم على الباطل، من باب رد الباطل وبين كونه يرد عليه حسدًا أو رد أقران أو ظلمًا)، الأصل أن العالم إذا رد وبين الحجة في رده المعتبرة فإننا نقبل قوله، يرد حسدًا يرد ظلمًا هذه نيات الله أعلم بها، فإننا إذا كان العالم رد الباطل برد معتبر قبله العلماء فهو مقبول في الظاهر لنا.

متى يقال أن الرد هذا من باب الحسد، أو من باب الأقران، أو من باب الظلم؟.

الجواب: أما الرد من باب الظلم فهو أن يرد بلا سبب، ويتكلم عليه بلا سبب، فهذا لا شك أنه ظلم، طيب أنت الآن تطعن فيه وتحذر منه لماذا؟، هكذا مو عاجبني، ما عاجبك الله ما جعل الشر على عقلك، هذا ظلم اتق الله في نفسك، فإن أعراض الناس إن لم تقم الحجة والبرهان على الطعن فيها فهي مسمومة، ومسئول أنت عنها، فما بالك في العلماء؟!، وما بالك بطلاب العلم المعتبرين؟!.

على سبيل المثال: يأتينا شخص يحذر من الشيخ عبد الله البخاري، لماذا تحذر منه؟، ما السبب؟، ما عنده سبب، هذا ظلم، الشيخ البخاري معروف، مشايخه السلفيون الذين تلقى عنهم العلم معروفون، ثناء العلماء عليه معروف، تصنيفاته محاضراته دروسه دعوته إلى المنهج السلفي الحق واضح بين، ما نعلم عليه مخالفة للحق، فالطعن فيه ظلم، بعض الناس يحذر من هؤلاء السلفيين.

وأما الرد عليه حسدًا: فيظهر بتكلف أسباب الجرح، ما في جرح وإنما يتكلم، هنا يرد العلماء مثل هذا الجرح ويقولون: اتق الله لعلك في نفسك شيء عليه، لاحظوا أنهم بينوا أنه وقع في الحسد أو الظلم بحجة، بعض الشباب تقول: الشيخ ربيع الشيخ فلان الشيخ فلان حذر من الشيخ الفلاني، يقول: حسدًا، من غير ما سمع ما هو الكلام، وما هي الحجة، ولا سمع كلام الشيخ، هذا خطأ.

أولًا: إن كنت عاميًا فالواجب عليك الرجوع إلى العلماء الكبار، وإن كنت طالب علم فالواجب عليك طلب الحجة لا الرد ابتداءً.

الثالث: أقران الأقران أن يكونا متقاربين سنًا وعلمًا، زائدًا أن يكون العالم في رده غير موضح للسبب، مجرد أنه يرد هكذا، فهنا يقولون: أقران، انظروا لتقاربهما سنًا وعلمًا زائدًا عدم الحجة في الرد.

أما تأتيني الشيخ النجمي-رحمه الله-في الثمانينات، وتأتيني بالحلبي ومشهور وأهل الأردن وتقول: أقران، هذا كلام ما يعقل، كلام إنسان يرد الحق وما يرده، أين القرنية بين هذا وهذا؟، كلام الأقران هو الذي يكون بين المتقاربين.

لو رد علام كبير على طالب علم صغير بالباطل، ماذا يسمى؟، هل يسمى رد أقران أو كذا؟، نقول: يوصف بالظلم ونحوه لكن ما يقال أقران، لهذا انتبه!.

اتصل علي واحد ما رأيك في الخلاف الحاصل بين علماء الأردن وعلماء المملكة؟، فقلت له: يا أخي اتق الله، أهل الأردن لا يوصفون بأنهم علماء، إنما يوصفوا بأنهم طلاب علم، أما علماء المملكة من أمثال الشيخ ربيع والنجمي، والشيخ زيد وغيرهم يوصفوا علماء لسنهم وعلمهم ورسوخهم في العلم.

أما تأتي بطلاب علم وتصفهم بالعلماء وتقارن بينهما هذا ظلم!، ناهيك أن هؤلاء وقعوا في أمور تخالف المنهج السلفي، فحتى لو كانوا علماء كبار لا يعتبروا أمام هؤلاء العلماء علماء، فينبغي التنبه لهذا الأمر.

القاعدة التي تليها: (العلماء طبقات، ومنازل ودرجات)، ما معنى هذه القاعدة؟، من العلماء من هو متفرغ للفقه والحديث مع سلفيته، ومن العلماء من هو متفرغ للرد على أهل البدع والأهواء، ومن العلماء من هو مشتغل في النحو والمواريث وجوانب أخرى، فينبغي لك معرفة العلماء وطبقاتهم.

ما الذي نستفيده من هذا؟.

الجواب: الذي نستفيده من هذا، أنك لا تأتي وتعارض بين قول عالم متخصص في الجرح والتعديل والرد على أهل الباطل، لا تأتي وترد هذا العالم بسكوت العلماء الآخرين، يا أخي الشيخ ابن باز ما تكلم فيه، الشيخ الفوزان ما تكلم في فلان، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ما تكلم في فلان، يا أخي هؤلاء مشايخ سلفيون على العين والرأس معروفون، ولكن هؤلاء ما تعرضوا لهذه الفتن، وسكوتهم لا يعني إقرار.

وعندنا قاعدة معروفة: (لا ينسب لساكت قول).
وقاعدة أخرى: (أن الفرض الكفائي إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين)، فالعلماء الذين ردوا على أهل الباطل كفوا العلماء الآخرين، وهذا ينبني على قاعدة أخرى وأن يتذكرها السلفيون، وهي: (أن بيان عالم واحد لجرح شخص يكفي)، ما هو شرط اثنان أو ثلاثة أو العلماء كلهم يجرحون، إذا كان بيانه بحق يكفي ولو سكت الباقون.

أنت الآن تقول: يا أخي الشيخ الفلاني ما تكلم، والشيخ الفلاني ما تكلم، كأنك تقول: أن جرح الشخص لا بد فيه من تكلم جماعة من العلماء، وهذا باطل من القول ومنهج خلفي ما هو سلفي!، فيكفي في رد الباطل من عالم واحد.

هذه صورة: (أن يرد عالم متخصص ويسكت الآخرون).

الصورة الثانية: (أن يجرح شخص متخصص مطلع، ويزكي شخص غير متخصص في الجرح، أو ما اطلع على الجرح)، فهنا لا تعارض هذا بهذا، إذا كان تعديل هذا العالم دون اطلاع على جرح العالم الآخر، هنا ما يتعارضان لأن من زكى اطلع على أمور تعدل، ومن جرح اطلع على أمور تجرح.

فلا تأتي وتقول: أنا مع الشيخ الفلاني الذي زكى فلان، وما أنا مع الشيخ الفلاني مثل الشيخ ربيع لأنه هذا زكاه وهذا جرحه، فأنا مع الشيخ الثاني، لا، يجب أن تعلم طبقات العلماء فهذا متخصص، وهذا معروف عند العامة الذين ما هم طلاب علم.

فلو جاء طبيب متخصص في جراحة القلب وتكلم على علاج معين، وجاء طبيب آخر عام فتكلم على علاج القلب بعلاج آخر، العامة الذين ما عندهم علم ولا سلفية كقواعد ماذا يقولون؟، كلام الطبيب المتخصص مقدم.

دعنا من العامة بل هذا قول العلماء.

قاعدة عندهم: (أن المتخصص قوله مرجوع إليه ويتحاكم إليه خاصة عند الاختلاف).

الصورة الثالثة: (أن يجرح العالم ويعدل عالم آخر ويقول جرح العالم الآخر غير معتبر)، يقول: نعم أعلم أن فلان جرحه لكن فلان سني، هنا يسمى تعارض الجرح والتعديل، والصورة الثانية داخلة فيه لكن هذه أخص، هنا يسمى تعارض الجرح والتعديل.

ما المنهج السلفي في هذا؟.

الجواب: المنهج السلفي في هذا أننا ننظر إذا كان الجرح مفسرًا جارحًا مثله فإننا نأخذه وجوبًا، ونرجع إليه وجوبًا، ونحكمه وجوبًا، طيب، العالم الذي عدله أخطأ لا يقدح فيه لكن اجتهد فأخطأ، طبعًا العالم عدله لا عن هوى، هنا الكلام.

على سبيل المثال: لو جاءنا الشيخ عبد المحسن العباد زكى رجل، وجرحه الشيخ النجمي أو الشيخ ربيع، والشيخ العباد يقول: هو سني ولو جرحه فلان، ننظر بين القولين أين الدليل الحق؟، أين القول الحق ونتبعه، طيب، هل يجرح في الشيخ العباد؟، لا، الشيخ العباد عالم سلفي معتبر.

طيب، كيف الحلبي لَمَّا زكى المأربي والشيخ ربيع جرحه طعنتم في الحلبي؟، فرق، الشيخ العباد يوم زكى المغراوي والحلبي زكاه، الشيخ العباد يوم زكاه، زكاه على أنه تبين له باجتهاده أنه على حق لا هوىً.

فلم يظهر له الباطل الذي عند المغراوي، الحلبي يعلم تكفير المغراوي، ويعلم بواطن المغراوي، ويشارك المغراوي، ويقول: أنا اعلم الناس بهم، إذًا قامت عليه الحجة، والحق وضح له لكنه مصر على الباطل.

ولذلك هذا مبني على قاعدة أخرى، وهي: (التفريق بين من وقع في الباطل خطئًا، وبين من وقع بالباطل متعمدًا)، فالذي وقع بالباطل خطئًا لا يجرح، يبين له، ويصبر عليه، والذي وقع بالباطل متعمدًا مصرًا بعد البيان يجرح ولا كرامة، فهنا نقدم الجرح.

هذا ينبني على قاعدة ينبغي التنبه لها مع ما سبق، وهي: (لا يصح ولا يجوز على منهج السلف، جعل الخلاف بين العلماء في تجريح شخص و توثيقه، عذرًا لإتباع الباطل لمن تبين له الحق)، وتطبيق هذه القاعدة أننا نجد بعض السلفيين من الشباب يتبعون المأربي، ويتبعون من يوثقه.

تأتي وتقول له: يا أخي اتق الله المأربي بَدَّعَه العلماء، يقول لك: لكن الشيخ الفلاني قال سني سلفي، يا أخي المأربي يقول: كذا وكذ وكذا، هذا باطل أو ما هو باطل؟، يقول لك: باطل، المأربي أقيمت عليه الحجة ورد عليه العلماء ولا ما رد؟، يقول لك: رد، تقول له: يجب عليك إذًا أن تتركه، يقول لك: لا أنا اتبع العالم الفلاني الذي زكاه هذا عذري.

لا ما دمت علمت الحق من الباطل، فلا يجوز لك جعل خلاف العلماء فيه حجة لك وعذرًا في إتباع الباطل، فأنت آثم إن اتبعت الباطل مع العلم.
واضحة هذه القاعدة الآن؟ وهي مهمة، وكثير ما يستدل بها الشباب السلفيون، يأتيهم واحد يتصدر، فيأتون إليه يسألونه يقولون: فلان بدعه فلان وزكاه فلان، يقول: خلاص ما دام أنت اتبعت فلان فهذا عذرك، رأيت كيف يقعد لهم؟، مع أن المنهج السلفي لا، هل ظهر لك الحق؟، هل علمت الحق مع من؟، هل طلبت الحق؟، هل رجعت للعلماء المختصين؟، هل جرح من جرح مفسرًا؟، ما هو بالإجمال.

ولذلك من قواعد أهل الباطل، كما ذكرها: (التلبيس في العبارات المجملة)، هذه من قواعد أهل الباطل، فينبغي التنبه لها، بالإجمال والإطلاق يمرر عليك الباطل، فهذه قاعدة يجب على الشباب السلفي أن يتنبهوا لها، وأن يكونوا متيقظين حتى لا يخالفوا المنهج السلفي الذي يسيرون عليه .

آخر قضية هي: (الاهتمام بالعلم والتعلم والرجوع للعلماء، ولا يتصدر طالب العلم المبتدئ، أو الذي لم يتأهل للجرح والتعديل)، لا يتصدر في مسائل الجرح والتعديل، ولا يبدع ولا يضلل، هذا أمر للعلماء ولمن تأهل من طلاب العلم، طيب أنا ما موقفي؟، أسكت؟، ما أجرح المأربي؟، ما أجرح فلان؟.

نقول: فرق إن جرح العلماء أحدًا فاجرحه ناقلًا لكلامهم، هذا المأربي طعن فيه الشيخ زيد المدخلي، والشيخ النجمين والشيخ ربيع، والشيخ عبد الله البخاري، والشيخ محمد بن هادي، انقل لكن لا تأخذ تجادل وأنت طالب علم، بين لهم كلام العلماء، غن لم يقبل كلام العلماء فلن يقبل كلامك.

والخطورة هنا: أنك طالب علم قد ما تكون عندك الحجج، وخصمك يأتيك بحجج فيلبس عليك، أين العدل؟، أين الإنصاف؟، أين التقوى؟، أين الخوف من الله؟، يزلزلك ويزلزل الثوابت التي عندك فتحتار.

لا، لا تخوض في الجدال، وهذا موطن تحذير العلماء للشباب السلفيين من الكلام في الجرح والتعديل، لا أنهم يحذرون الشباب من نقل كلام العلماء في المجرحين، بعضهم ينكر على الشباب السلفيين نقلهم لكلام الشيخ ربيع والشيخ النجمي، أو فلان أو فلان في المأربي وفي الحلبي وفلان وفلان، يقول: يا أخي العلماء السلفيون حذروا من هذا.

لا، ما حذروا من نقل الحق، وما حذروا من التحذير من الباطل، ولكن حذروك يا طالب العلم المبتدئ ويا من لم تتأهل أن تخوض في الجرح والتعديل قبل تأهلك، وأن تتقدم بين يدي العلماء، والفرق بين الاثنين أمر مهم.




وفي هذا القدر أكتفي في هذه الكلمة.







وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.







تم بحمد الله.....






بتصرف يسير.....







قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد






الأحد الموافق: 21/ شعبان/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة.

لقراءة الملف منسق:

هنا بارك الله فيكم (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=7820&stc=1&d=1295475348)

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
06-Oct-2012, 05:15 PM
بيان خطأ من أخطأ على الربيع في مسألة الإلزام بالتبديع (http://www.alwaraqat.net/showthread.php?7299)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من علامات أهل التشغيب ترك الكلام الواضح لأهل العلم والذي يعارض تخبطاتهم والتمسك بما يظنوه هم موافقاً لهم، وهذا لا يدلك إلا على الهوى الذي ارتكز بين أضلاعهم نسأل الله العافية والسلامة.
ومن ذلك ما زعمه بعض الجهلة بأن العلامة ربيع بن هادي المدخلي يقول بعدم الإلزام بالتبديع وأخذوا ينشرون كلامه-على غير عادتهم طبعاً-وهم في الحقيقة إنما أتوا من قبل جهلهم وسوء طويتهم كما سترى، ولكن قبل بيان ذلك أشير إلى أمر أراه مهماً وهو:
أن هؤلاء القوم يزعمون بنشرهم لهذا الكلام للعلامة ربيع حفظه الله التمسك بكلامه وحقيقة الأمر على خلاف ذلك:
فأين هم من كلام العلامة ربيع في ابن جبرين هل رفعوا به رأساً؟
أين هم من تحذير العلامة ربيع حفظه الله من الطويل ...هل رفعوا به رأساً؟
أين هم من تبديع الربيع لعلي الحلبي ...هل رفعوا به رأساً؟
بل أين هم من نقد العلامة ربيع المدخلي لقاعدة"لا يلزمني" ومن كلامه الواضح في مسألة الإلزام بالتبديع...
هل رفعوا به رأساً([1] (http://www.alwaraqat.net/#_ftn1))
الجواب على الأسئلة السابقة كلها:
لا. لم يرفعوا بتقريرات وتحذيرات وأحكام الإمام الربيع رأساً !!
أما هذه المرة فأخذوا بما ظنوه موافقاً لما يقرره مشايخهم ونشروه وبثوه لا لأنهم يجلون العلامة الربيع بل لإحراج السلفيين.
ولكن كعادة القوم اجتمع لهم إلى جانب الجهل سوء الفهم
فقالوا:
قال العلامة ربيع بن هادي في مجموع الكتب والرسائل(15/220):
"يسألك : هل ابن حجر مبتدع أو ليس مبتدع ؟
تقول ما أستطيع أن أقول مبتدع ، أقول : أشعري عنده أشعرية بينت ،
يقول : لا ، قل مبتدع .ما يلزمني شرعا أن أقول هذا ,
السلف كثيرا ما يترجمون لبعض المبتدعة ولا يقول أحدهم مبتدع ولا يقول قدري ولا يقول رافضي ،
يترجم له ويمشي ، فلا يلزمني أن أقول فلان مبتدع فلان مبتدع ، يلزمني أن أبين بدعه وأحذر منها."
أقول:
فطار القوم بهذا الكلام في كل مطار وظنوه أنه في مسألة الإلزام بالتبديع أي بالحكم وهذا باطل فكلام الإمام الربيع حفظه الله في مسألة الإلزام بقول لفظة " مبتدع" وبين الأمرين فرق واضح
وهذا الإلزام هو طريقة الحدادية التي حاربها علماء المنهج السلفي وعلى رأسهم العلامة ربيع حفظه الله حيث قال في "منهج الحدادية":
" لا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع."
فكلام الربيع الذي طار به هؤلاء الجهلة ليس في مسألة الإلزام بحكم التبديع إنما في مسألة قول لفظة مبتدع على كل مبتدع أو من وقع في بدعة وعدم الاكتفاء من المتكلم بقول فلان أشعري أو فلان صوفي...فتأمل!
ألا ترى أن الشيخ قد قال:
"السلف كثيرا ما يترجمون لبعض المبتدعةولا يقول أحدهم مبتدع ولا يقول قدري ولا يقول رافضي"
أقول:
فتأمل قوله"يترجمون لبعض المبتدعة" ولم يقل يحكمون على بعض المبتدعة بل هي تراجم لمبتدعة قد حُكم عليهم وانتهى أمرهم...
فهم مبتدعة لكن لم يقولوا عنهم أثناء الكلام عليهم في التراجم أو غيرها "فلان مبتدع"
فالإلزام بهذا أي بقول فلان مبتدع أو فلان قدري عند كل ذكر له وأن من لم يفعل ذلك يكون مبتدعاً هذه طريقة الحدادية التي حاربها السلفيون وكان العلامة ربيع يحذر منها في هذا الموضع الذي تكلم فيه.
والذي يلزم شرعاً عند ذكر هذا المبتدع ليس قول مبتدع عنه في كل موضع بل الذي يلزم شرعاً التحذير من بدعه ومما وقع فيه فقال الشيخ حفظه الله:
"فلا يلزمني أن أقول فلان مبتدع فلان مبتدع ، يلزمني أن أبين بدعه وأحذر منها"
فكلامه حفظه الله في مسألة الإلزام بقول كلمة مبتدع على الأشعري والقدري والرافضي عند كل ذكر له وليس كلامه في مسألة الإلزام بالحكم عليه فافهم ذلك.

****

أما كلام العلامة ربيع حفظه الله في مسألة الإلزام بحكم التبديع والتي هي غير مسألة الإلزام بقول لفظة "مبتدع " والتي طار بها القوم فهاهو ذا:
سؤال:
بعضهم يقول : قاعدة" من لم يبدع مبتدعا، أو المبتدع فهو مبتدع" غريب عن منهج السلف ، فما هو تعليق فضيلتكم على هذا الكلام؟
الجواب :
الإطلاق على من لم يبدِّع المبتدع فهو مبتدع فهذا ليس بصحيح، لأن هذا قد لايكون يعرف هذا ببدعته ، فلا يبدّعه تورعا ، فلماذا تُبدِّعه؟أما إن كان يعرف المبتدع ، ويحبه ، ويواليه،فهذا مبتدع، فهذا هو الفصل في هذه القضية، يَعرف أن هذا مبتدع ويناصره ويحارب أهل السنة والجماعة هذا مبتدع .. لاشك.
أما إنسان ما عرف أنه مبتدع فلا تُبدعه ، فلا تطلق عليه هذه القاعدة ، الذي تدرُسه وتعرف أنه يوالي المبتدع وينافع عنه ويحارب أهل السنة من أجله ولأجل هذا الباطل ، هذا مبتدع ضالّ.
أما إنسان لا يعرف أن هذا مبتدع فانصحه وبيّن له أنه مبتدع ، فإن انتهى وإلا فألحقه بصاحبه المبتدع.. اهـ .
[عون الباري 2 / 891]
وعلى هذا التفصيل أهل السنة والجماعة قاطبة والذي خالف في هذه المسألة صنفان:
الصنف الأول:
تبديع كل من لم يبدع المبتدع بإطلاق دون اعتبار الشروط وانتفاء الموانع التي ذكرها أهل العلم.
وعلى هذه الطريقة يسير الحدادية اللئام.
الصنف الثاني:
إنكار الإلزام بالتبديع مطلقاً فمهما أقمت من الأدلة والبراهين على ابتداع أحدهم فإنه يقول لك بكل سهولة:
لا يلزمني !
ولطائفة من هذا الصنف الثاني زيادة وتفصيل حيث يقول بعضهم باشتراط تحقق الإجماع على ابتداع فلان من الناس حتى يكون الحكم عليه ملزماً.
وعلى هذه الطريقة يسير المميعة الطغام.
والحمد لله الذي وفق أهل السنة للوسط في المسألة وهو أن من لم يبدع المبتدع وهو عالم بحاله ومع هذا يدافع عنه فإنه يلحق به وينزل عليه الحكم الذي نزل على صاحبه
قال أبو داود السجستاني:
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟
قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه و إلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه". [طبقات الحنابلة ( 1/160 )]
أقول:تأمل التطابق بين قول الإمام أحمد:
" أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه و إلا فألحقه به،"
وبين قول الإمام الربيع حفظه الله:
" إنسان لا يعرف أن هذا مبتدع فانصحه وبيّن له أنه مبتدع ، فإن انتهى وإلا فألحقه بصاحبه المبتدع"
قال العلامة الشيخ حمود التويجري –رحمه الله - عن هذه الرواية وتطبيقها على أهل البدع كجماعة التبليغ:
" وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." [القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ( ص230)]
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة – رحمه الله - فيمن يوالي الاتحادية:
" ويجب عقوبـة كل من انتسـب إليهم،أو ذب عنهم،أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم،أو عرف بمساندتهم ومعاونتهـم،
أو كـره الكـلام فيهم،أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرى ما هـو،أو من قال إنه صنف هذا الكتاب،
وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق؛بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان،على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء،وهم يسعون في الأرض فساداً،ويصدون عن سبيل الله. "
[مجموع الفتاوى ( 2/132 )]
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد معلقاً على هذا الكلام في كتابه: "هجر المبتدع":
(وهي قاعدة عامة في جميع أهل البدع).
أقول:
أي أن كلام ابن تيمية في إلحاق من دافع عن الاتحادية أو أثنى عليه وهو يعلم حالهم هذا الكلام من ابن تيمية رحمه الله قاعدة عامة في جميع أهل البدع ولا يختص بالاتحادية.
و سئل سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز في شرحه لكتاب: "فضل الإسلام"، ما نصّه:
س: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟
فأجاب – عفا الله عنه -:
" نعم ما فيه شكٌّ،
من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم،
هذا من دعاتهم،نسأل الله العافيـة".
قال الشيخ يحيى الحجوري:
" فليس هو كل من لم يُبَدِّع المبتدع فهو مبتدع على الإطلاق ولكن هناك تفصيل في حق من أعان على الإثم والعدوان ولم يُبَدِّعه رضاً ببدعته ولم يُبَدِّعه أيضاً بكونه يسير على مساره ويرضى بطريقه ولم يُبَدِّعه باعتبار أنَّ هذا قد وضَح له -يعني- بكلِّ بيان فمثل هذا نعم قد يُقال: لم يُبَدِّعه و(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)[1] قال أحمد: (هم منهم) فما كان من هذه الأدلَّة تُنَزَّل بحسبها وما كان من ذلك أيضاً يُوضع بحسبه في من لم يصلح تبديعه على إطلاقه."[منقول من شبكة العلوم السلفية]
أقول:
فهذه بعض النقولات (2)لعلماء ومشايخ من أهل السنة في مسألة الإلزام بالتبديع والتفصيل فيها أما المميعة والذين رأيت أن أكثر من ينشر الفهم الخاطئ لكلام العلامة ربيع أعلاه هم فإنهم ينكرون الإلزام بالتبديع مطلقاً.

هذا وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

............................
( [1]) ولو أخذت في تعداد ما خالف فيه أهل التشغيب الشيخ ربيعاً لطال المقام بنا لكن اللبيب بالإشارة يفهم.
( [2])مستفادة من أحد المقالات المنشورة

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
06-Oct-2012, 05:19 PM
قال العلامة ربيع بن هادي في مجموع الكتب والرسائل(15/220):
"يسألك : هل ابن حجر مبتدع أو ليس مبتدع ؟
تقول ما أستطيع أن أقول مبتدع ، أقول : أشعري عنده أشعرية بينت ،
يقول : لا ، قل مبتدع .ما يلزمني شرعا أن أقول هذا ,
السلف كثيرا ما يترجمون لبعض المبتدعة ولا يقول أحدهم مبتدع ولا يقول قدري ولا يقول رافضي ،
يترجم له ويمشي ، فلا يلزمني أن أقول فلان مبتدع فلان مبتدع ، يلزمني أن أبين بدعه وأحذر منها."

أبو ياسر إسماعيل بن علي
08-Oct-2012, 11:53 AM
بارك الله فيك

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
08-Oct-2012, 01:51 PM
وفيك يبارك الله اخي إسماعيل ولله استقت لك طال غيبك عنا عساه خير ان شاء الله

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
08-Oct-2012, 07:39 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
سُئل العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:

حكم إطلاق كلمة مبتدع على أتباع أهل البدع الجهال؟

فأجاب:

أتباعهم لا بد أن يمارسون البدع ، الذي يتولاهم ويدافع عنهم هو منهم، لكن أنت ما تقول أنتم مبتدعة، استعمل معهم الحكمة والموعظة الحسنة، يعني الكافر إذا جئته وقلت له أنت كافر ما يقبل دعوتك، والمبتدع كذلك ، هذه من الحكمة، يعني الهندوكي لو تقول له : أنت كافر، يغضب أشد الغضب ، هندوكي أخس من اليهود والنصارى ، لا تقل له حين تدعوه إلى الله : أنت كافر، لأنه سيرفض دعوتك له إلى الإسلام،بل تقول له:
إن الله أرسل إلينا محمدابالهدى ودين الحق ، وقال ..........، وقال........ وقال ............ وتخبر، وتأتي بالأدله على صدقه ،وكذا ، وكذا، وأنا أدعوك إلى هذا الدين.... ما تقول له:
أنت كافر ، والمبتدع لاتقول له : أنت مبتدع، في دعوتك بيِّن له،لكن إذا سئلت: اليهودي كافر؟
تقول : نعم ،يقول لك : هذا اليهودي كافر؟
تقول : نعم. لكن لما تدعوه أنت تقول له هذا الكلام ؟ لا . اهـ .
عون الباري 420 ـ 421.