المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [صوتية وتفريغها] [ الاضحية ذبحها افضل من التصدق بثمنها ] سماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
25-Oct-2012, 12:52 PM
لتحميل المقطع انقر على الرابط هنا (http://dc583.4shared.com/download/oTYxddZk/_____fr--14331203.mp3)
التفريغ

قال سماحة المفتي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
هذه الاضحية : ذبحها افضل من التصدق بثمنها ، قد يقول قائل لماذا نذبحها ، هذا يذبح و انا اذبح ، لماذا لا نجعل القيمة مكان الذبح و نرتاح منها ، اقول : يا اخي هذا خطا ، هذه عبادة ، و طاعة لله ، محمد - صلى الله عليه و سلم - ضحى عشر سنين ، و ما علم انه تركها في عام واحد ، و اصحابه الكرام ، خلفائهم من بعدهم ، حافظُوا على هذه السنه ، و احيوا هذه السنة ، و لو كانت الصدقة بثمنها قائمة مقام دمها لحُثوا عليه ، و بُين لهم ، الا ترى ذو المتعة و القران لو اراد احدهم ان يتصدق بعشرة الاف ريال لقلنا غير مجزء ، لا بد من نحر الهدي في الحج ، لا بد من ذبح الاضاحي ، و لا تكون قيمتُها قائمةً مقام ذبحها ، قد يورد أحد السؤال فيقول : انتم في هذا البلد في نعمة و الذبائح كثيرة و اللحوم متواجدة في كل العام و هناك اممٌ لا يملكون اللحم و لا يجدونه . فلو بعثنا اضَاحينا الى تك البلاد لكنا في امرين اولهما نقص القيمة فهنا بالف ريال هناك بمئة ريال ثانيا المستحقون و المحتاجون اكثر منا . نقول يا اخي : اما السنة : فئن نبقي ضحاينا و شعائر ديننا في بلادنا ، و اذا ارت الاحسان فباب الاحسان واسع ، و باب التصدق واسع ، و تصدق بما شئت ، لكن هذه العبادة العظيمة : يجب ان تبقى ، و ان نحافظ عليها ، و نلازمها ، و لا نستثقلها ، و لا نسأم منها ، فانها : طاعة لله ، و عبادة نتقرب بها الى الله ، فلا يجوز ان نخرجها من بلادنا ، و لا يجوز ان نقيم قيمتها مكانها ، بل لا بد من ذبحها ، طاعة لله ، و قربة نتقرب بها الى الله ، فلنتقي الله في انفسنا ، و لنحافظ على هذه الشعيرة ، محافظة تامه ، و لنعامل الله فيها ، و لنتقي الله فيها ، و لا نزهد فيها ، و لا نرها تقيله ، بل هي سهلة سهلة ، في العام يوم او يومان ، لماذا تستثقلها ، و لماذا تمل منها ، لا بد ان نجعلها عبادة لله ، نريق دمائها ، خالصة لله جل و على ، طاعة له ، و تقرب بذلك له .
انتهى
sahab

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
25-Oct-2012, 12:53 PM
قول العلامة الشيخ ابن عثيمين في رسالته "أحكام الأضحية و الذكاة"حيث قال ـ رحمه الله ـ:

فصل
وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها ، نص عليه الإمام أحمد رحمه الله ، قال ابن القيم ـ وهو أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميه البارزين ـ : (( الذبح في موضعه أفضل من الصدقة بثمنه ، ولو زاد ( يعني ولو زاد في ثمنه فتصدق بأكثر منه ) كالهدايا والضحايا ، فإن نفس الذبح وإراقة الدم مقصود ، فإنه عبادة مقرونة بالصلاة كما قال تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2) ، وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162) ، ففي كل ملة صلاة ونسيكة لا يقوم غيرهما مقامهما ، ولهذا لو تصدق عن دم المتعة والقران أضعاف القيمة ؛ لم يقم مقامه ، وكذلك الأضحية . اهـ .
ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها : أنه هو عمل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، فإنهم كانوا يضحون ، ولو كانت الصدقة بثمن الأضحية أفضل ؛ لعدلوا إليها وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعمل عملا مفضولا يستمر عليه منذ أن كان في المدينة إلى أن توفاه الله مع وجود الأفضل وتيسره ثم لا يفعله مرة واحدة ، ولا يبين ذلك لأمته بقوله ، بل استمرار النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه على الأضحية يدل على أن الصدقة بثمن الأضحية لا تساوي ذبح الأضحية فضلا عن أن تكون أفضل منه ، إذ لو كانت تساويه لعملوا بها أحيانا ؛ لأنها أيسر وأسهل ، أو تصدق بعضهم وضحى بعضهم كما في كثير من العبادات المتساوية ، فلما لم يكن ذلك ؛ علم أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها .
ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها : أن الناس أصابهم ذات سنة مجاعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الأضحية ، ولم يأمرهم بصرف ثمنها إلى المحتاجين ، بل أقرهم على ذبحها ، وأمرهم بتفريق لحمها كما في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة في بيته شيء )) فلما كان العام المقبل قالوا : يا رسول الله ، نفعل كما فعلنا في العام الماضي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( كلوا وأطعموا وادخروا ، فإن ذلك العام كان في الناس جهد فأردت أن تعينوا فيها )) (22).
وفي صحيح البخاري أن عائشة رضي الله عنه سئلت : أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الأضاحي أن تؤكل فوق ثلاث ؟ فقالت : ما فعله إلا عام جاع الناس فيه فأراد أن يطعم الغني الفقير (23).
ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها : أن العلماء اختلفوا في وجوبها ، وأن القائلين بأنها سنة صرح أكثرهم أو كثير منهم بأنه يكره تركها للقادر ، وبعضهم صرح بأنه يقاتل أهل بلد تركوها ، ولم نعلم أن مثل ذلك حصل في مجرد الصدقة المسنونة .
ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها : أن الناس لو عدلوا عنه إلى الصدقة ؛ لتعطلت شعيرة عظيمة نوه الله عليها في كتابه في عدة آيات ، وفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلها المسلمون ، وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة المسلمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه : فكيف يجوز أن المسلمين كلهم يتركون هذا لا يفعله أحد منهم ، وترك المسلمين كلهم هذا أعظم من ترك الحج في بعض السنين ، كذا قال .
قال : وقد قالوا إن الحج كل عام فرض على الكفاية ؛ لأنه من شعائر الإسلام ، والضحايا في عيد النحر كذلك ، بل هذه تفعل في كل بلد هي والصلاة ، فيظهر بها من عبادة الله وذكره والذبح له والنسك له ما لا يظهر بالحج كما يظهر ذكر الله بالتكبير في الأعياد . اهـ. .