(ماهي الوسائل لاكتساب خلق الحياء و الأناة) الشيخ عثمان السالمي ـ حفظه الله ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
***************************************
السؤال:
ماهي الوسائل لاكتساب خلق الحياء و الأناة:
الجواب :
*أولا يقرأ القرآن مع التدبر و يقرأ في أخلاق النبي صلى الله عليه و سلمو كيف كان خلقه و حياؤه كان النبي صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فصاحب الحياء لا يتكلم بالكلام الباطل و لايتسافه على الآخرين و لا يكون فاحشا و لا متفحشا ، و هكذا يجالس الأخيار ، لأنك لما تجالس الأشرار يعلمونك قلة الحياء ، لما تجالس الأبرار و تجالس أهل العلم و أهل الحلم تتلعم العلم و الحلم ، نعم ، و الابتعاد مما يعينك : تبتعد عن الأشرار، الجليس الصالح و الجليس السوء كجامل المسك و نافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك و إما أن تبتع منع و إما أتشم منه رائحة طيبة و نافخ الكيرإما أن يحرقك أو يحرق ثيابك أو تشم منه رائحة نتنة ، فالذي أخلاقه شرسة ، أخلاقه رديئة يعلمك البلاء، النمام يعلمك النميمة لكن قائ القرآن يعلمك القرآن ، الحديث ، صاحب العلم الأناة يعلمك الخير، و لهذا بعض السلف كان يأتي إلى الإمام أحمد بن حنبل فيجالسه و يجتمع طلبة كثر و ما يكتبون الأحاديث إلا القليل منهم ، فقيل لماذا يحضرون قالوا : يتعلمون من الإمام أحمد السمت و الهدي، هم ما يحضرون للفائدة ، عندهم علم يعني بهذه الأحاديث لكن من باب التعلم للهدي و السمت ، نعم ، نحو خمسمائة يكتبون و نحو أربعة آلاف و خمسمائة لا يكتبون إنما يتعلمون ، و حقا الطبائع تؤثر بعضها على بعض ، نعم فانظر الذي يجالس الذين هم أصحاب الشراسة يتعلم الشراسة ، الذي يساكن قوما هادئين لينين يتعلم فيهم السكينةو اللين ، و لهذا الذي يرعى الغنم تجد عنده السكينة و الوقار ، و الذي يرعى الإبل و الخيل تجد عنده الشراسة و كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : " القسوة و غلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر " الفدادين أصحاب الإبل و كذلك أصحاب الخيل ، و السكينة في أهل الغنم ، فأنت تجد الذين يساكنون التهايم غالبهم ما شاء الله عندهم السكينة و من يساكن أهل الجبال تجد عندهم شراسة أكثرن الغالب أو الكثير ما نقول كلهم.
************************************************** **************
. لفضيلة الشيخ عثمان بن عبد الله السالمي حفظه الله يوم الأحد الموافق 21/ 03 / 2010 في غرفة الإمام الآجري والذي كان بعنوان شرح في تفسير ابن كثير رحمه الله .
م:الأجري.