ما الموقف السلفي الصحيح مِن مَن يخالط أهل البدع وهو يعرف حالهم؟ الشيخ الفاضل عبيد الجابري ـ حفظه الله ـ

ما الموقف السلفي الصحيح مِن مَن يخالط أهل البدع وهو يعرف حالهم؟
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

السؤال:
يقول: بارك الله فيكم، الذي يدَّعي السلفية ويخالط أهل البدع، وهو يعرف حالهم، ونُوصح مرارًا، ويدَّعي التوبة، ثُمَّ نراه معهم مرةً أخرى، علمًا أنه باعترافه أن مخالطته ليست لأغراضٍ دنيوية، ولكن خلطة مؤانسة ومضاحكة ومؤاكلة باعترافه، فما الموقف السلفي الصحيح من هذا الشخص؟

الجواب:
أنت لم تَتَّهمه، أنت قلت إنه يخالط هؤلاء ويضاحكهم ويمازحهم، ما سبب هذه المخالطة؟

هناك مخالطات لا ينفك منها، كالولد مع والده، الأخ مع إخوته، ذوي الأرحام مع أرحامهم، الأصهار مع أصهارهم، لا يستطيع الانفكاك، وفي هذه الحال يُنصح بأن يستكثر من وعظهم، وتخويفهم بالله وتحذيرهم من ما هم فيه من البدع، فإن استجابوا فبها ونعمت، فهم منكم ومنه، وهو منكم كذلك، وإن أَبَوْا يقلِّل الزيارات، ولا يسترسل معهم في المخالطة، مادام أنَّه يَئِس من نصحهم، وجَرَّب أنَّ نُصحَهُم لا يُلَيِّنهم ولا يُقرِّبهم من السُّنة، ولا يُقلعون عن ما هم فيه من البدع، فهذا إذا كانت هناك رابطة لا يستطيع أن يفاصلهم من أجلها فإنَّه يقلِّل الزيارات، ومن جاءَه منهم أكرمه وناصحه وشدَّد عليه، وإذا دُعِيَ إلى دعوةٍ واجبة كوليمة عرس أَمَر بالمعروف ونهى عن المنكر، وحذَّر من البدع، هناك مخالطة عفوية، يمكن للإنسان أن يتخلص منها، لكن هكذا، يعني بعض الناس هكذا ضحوك مع كل أحد، هذا مكمنُ الخطر، وقد عرفنا رجالًا بأسمائهم انجرفوا مع أهل البدع، وصاروا حربًا على إخوانهم أهل السُّنة، مادام أنه يواليهم فهو منهم، يلحق بهم، مادام اتخذهم بطانة يواليهم، ويمازجهم، ويخالطهم، هذا هو منهم، وقد أفلح هؤلاء المبتدعة في فصل كثير ممَّن ينتسبوا إلى السُّنة عن إخوانه وأبنائه حتى صارَ حربًا عليهم. نعم.
للاستماع

المصدر/ موقع ميراث الأنبياء