1 مرفق
(الحث على الاتباع والتحذير من الابتداع) للأخ الشيخ أحمد بازمول/ وفيه ردود قوية على (جماعة التبليغ)
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فنسأل الله-عز وجل-أن يُبعدنا وإياكم عن كل شر وعن كل بدعة وعن مخالفة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
إتباع سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-أن يمتثل المسلم منَّا هدي النبي-صلى الله عليه وسلم-، في أقواله وأفعاله وفي كل شأنه، حتى في الأمور التي تركها النبي-صلى الله عليه وسلم-نتركها نحن.
لأننا نعتقد: أن الله-عز وجل-قد أكمل لنا الدين كما في نص الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(المائدة3).
ونعتقد: كما قال ذاك الصحابي وأظنه أبو الدرداء-رضي الله عنه وأرضاه-أو أبو ذر، (أن النبي-صلى الله عليه وسلم-ما مات وما من خير إلا ودلنا عليه، وما من شر إلا وحذرنا منه، وما طائر يقلب جناحيه في السماء أو في الهواء إلا وذكر لنا منه علمًا).
وأيضًا نحن نعتقد: قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إياكم ومحدثات الأمور)، الأمور المحدثة هي الأمور التي يفعلها الناس ولم تكن في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-، لكن يجب أن نفهم وأن نفرق بين الأمر المحدث وبين غيره من الأمور التي وقعت بعد عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-، مما استجدت في الأمة وأفتى فيها العلماء بأمر ما.
فالعلماء يُفَرِقون بين الأمر الذي يفعله الناس، هذا الأمر كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-ممكن أن يفعل ولكن تركه، فهذا فعله يعتبر عندهم محدث وبدعة، وبين الأمر الذي لم يكن في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-سببه موجودًا، وإنما السبب حصل بعد فترة من الزمان، بتكاثر المسلمين وحدوث أمر جديد، فاضطر العلماء أن يقولوا لفتواه أو مشروعيته حسب قواعد الشريعة، فلا نخلط بين الأمرين.
الأول: وهو الفعل الذي تركه النبي-صلى الله عليه وسلم-مع وجود المقتضي أو السبب لفعله، هذا من المحدثات والبدع.
الثاني: الأمر الذي لم يفعله النبي-صلى الله عليه وسلم-لعدم وجود السبب المقتضي لفعله، فهذا من باب المصالح المرسلة.
إذا تقرر هذا فالمصالح المرسلة هي من باب الأمور الاجتهادية، التي لا يصلح أن يتكلم فيها كل أحد، إنما مرجعها إلى علماء الأمة المجتهدين، الذين بلغوا رتبة الاجتهاد.
فلذلك لما تنظر لكثير من الناس تنكر عليه يقول لك هذا مصلحة، لو طبقنا عليه قواعد الشريعة لوجدنا أنه بدعة، أنه فعل أمرًا سببه كان موجودًا في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-، وتركه النبي-صلى الله عليه وسلم-، إذًا ما الذي أوقعه في هذا؟ جهله وعدم علمه بالشريعة.
العلماء الكبار الذين بلغوا رتبة الاجتهاد، هم الذين يقررون مثل هذه المسائل، والفتوى والمرجع لهم بعد الله-عز وجل-.
إتباع سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-أمر عظيم إذا الواحد منَّا استشعره وحاول أن يطبقه، فإنه بإذن الله-عز وجل-يكون له عاصمًا من الوقوع في البدع والمحدثات.
نقف مع بعض الآثار الواردة عن السلف في إتباع سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، وكيف كانوا يتعاملون في هذا الباب، وقبل أن نقف مع هذه الآثار، يجب أن نعرف قضية مهمة وهي:
أن العمل الصالح يشترط فيه شرطان:
الأول: أن يكون خالصًا لله-عز وجل-.
الثاني: أن يكون متابعًا لسنة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
هذان الشرطان كثير منا يعرفهما، ولكن في التطبيق يحصل كثير من اللبس عند الكثير من المسلمين، حتى أحيانًا من طلاب العلم السلفيين، فقد يستغرب إنكار العلماء لأمر في الظاهر انه عمل صالح، لكن في حقيقة الأمر أنه غير صالح لأنه بدعة ومحدث.
كيف هذا؟ طبعًا صلاة الضحى مثلًا إذا الإنسان أخلص النية لله-عز وجل-، وصلاها ركعتين أو أربع أو ستة أو ثمانية أو عشر أو اثني عشر على الروايات التي صححها بعض أهل العلم، إنسان سابق في هذه السنة في الوقت المعروف من عند ارتفاع الشمس من وقت صلاة الإشراق إلى ما وقت الزوال هذا وقتها، فإذا فعلها المسلم مستحضرًا النية وإخلاص العمل لله-عز وجل-فإنه في ظاهره عمل صالح.
الصلاة نفسها، لو جاءنا إنسان قال: أنا أريد أن أصلي ركعتين، على سبيل المثال الصلاة المعروفة بصلاة المنتصف من شعبان، الآن صلاة، لنفرض أنه قال: أصلي ركعتين أو أكثر هي عددها كثير عندهم تصل إلى ستة وعشرين أو ستة وثلاثين ركعة، فأراد أن يصلى صلاة المنتصف من شعبان، نأتي وننظر.
أولًا: هي صلاة في الظاهر عمل صالح، لكن العلماء حكموا عل هذه الصلاة بأنها عمل غير صالح، بل حكموا عليها بأنها بدعة، طيب لماذا هي صلاة ونحن نذكر الله..إلى آخره؟.
الجواب: لأن العمل الصالح هو الذي يكون فيه المرء متابعًا لسنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، أما الذي لا يتابع فيه المرء سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-فإنه غير صالح، طبعًا مع إخلاص النية.
وأضرب لكم قبل الآثار مثال بحديث النبي-صلى الله عليه وسلم-:
عن أنس رضي الله عنه قال: (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي-صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها)ما معنى تقالوها: وجدوها قليلة(وقالوا: أيننحن من النبي-صلى الله عليه وسلم-قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أماأنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر أبدا ولا أفطر، وقال الآخر: وأناأعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله-صلى الله عليه وسلم- إليهم فقال: أنتمالذين قلتم كذا وكذا ؟! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له)يعني سنتي كاملة، يعني من قول أو فعل وهدي عام هي التي يحصل بها الخشية، فلم أنقص منها شيئًا، وسنتي هي التي أمرني الله بها لأنني أعلمكم بالله وأتقاكم له، سنتي أيضًا من امتثلها يحصل لصاحبها التقوى، ثم قال: (لكني أصوم وأفطروأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليسمني) متفق عليه .
لاحظ ذاك الرجل لو قام الليل من بعد صلاة العشاء إلى الفجر وهو يصلي ليس على سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، والآخر لو صام الدهر ما أفطر دائمًا يصوم إلى أن يموت ليس على سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، والثالث الذي يترك النساء ولا يتزوجهن، تفرغًا للعبادة فليس على سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
مع أن الظاهر لنا نحن في نظرنا القاصر، أن قيام الليل كله أمر طيب، وأن الصيام الإنسان دائمًا يصوم الدهر دائمًا صائم أمر طيب، وان ترك النساء والأولاد والتفرغ للعبادة أمر طيب.
فائدة: في هذا الحديث رد على(جماعة التبليغ)، إذا كان الذي يترك النساء ويتفرغ للعبادة ليس من سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، فكيف بمن يترك أولاده وأزواجه ويتفرغ للدعوة؟؟ ليس على سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-من باب أولى،إذا ما كان عنده شيء ويتفرغ للعبادة بدعة، يعني تَرك النكاح متعمدًا قال: لا أنا ما أريد النكاح، النكاح يشغلني عن العبادة، يا خبل!!! قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)(الرعد38)، الرسل الذين هم أفضل الناس يتزوجون!!.
تأتي أنت تريد أن تكون أفضل من الرسل؟!!، ما تستطيع، فكيف بمن عنده أولاد وأزواج وتركهم بحجة أنه يتفرغ للعبادة، يتركهم لله، فرق بين التوكل والتواكل كبير جدًا، لذلك هذا الذي تفعله(جماعة الأحباب أو التبليغ)ليس من سنة النبي-صلى الله عليه وسلم أبدًا، بل مخالفة.
نعود للحديث، فتأملوا كيف أن النبي-صلى الله عليه وسلم-، لم يعتبر أن الصلاة أو الصيام أو التفرغ للعبادة من الأمور التي هي على سنته، بل قال: (رغب عن) أي ما هو مجرد أنه خالف، بل كأن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول: أنه لم يكتفي بما جئت به.
هذا الحديث أظنه واضح جدًا، طبعًا نحن لا نريد إن نورد الأحاديث التي فيها البدع والبدعة،لأن هذه الأمور واضحة عندنا، لكن نريد أن نقف مع بعض السنن ومع بعض الآثار التي فيها تطبيق لهذه القضية.
من السنن أو من الآثار التي نحتاجها لمثل هذه القضية:
ما جاء عن ابن عمر-رضي الله عنهما-أنه عطس رجل بجواره، فقال الرجل: (الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله)بعد ما عطس، فقال ابن عمر: (يا ابن أخي، كلنا نقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله)يعني نحن نُقِر الصلاة على الرسول نحن ما ننهى عنها،(ولكن ما هكذا علمنا رسول الله)-صلى الله عليه وسلم-إنما علمنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أن إذا عطسنا نقول: (الحمد لله على كل حال).
وهذه من السنن المهجورة عند كثير من الناس اللي ما يعلمها، هذه سنة ثابتة، فقد كان النبي-صلى الله عليه وسلم-إذا عطس يقول: (الحمد لله على كل حال)، طبعًا الظاهر لي هي ثلاثة سنن واردة وفي كل سنة لها طريقة في الجواب الآن نستحضرها،وردت أيضًا الحمد لله رب العالمين، وردت يهديكم الله ويصلح بالكم، وردت أيضًا يغفر الله لنا ولكم.
إذا عطس هذه السنن في الرد يهديكم الله ويصلح بالكم، وفي سنة أخرى يغفر الله لنا ولكم، هي ثلاث سنن واردة في هذا الباب.
فلاحظ الرجل ماذا فعل؟ ما فعل أمر غريب!! الصلاة على النبي، من ينكر الصلاة؟، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(الأحزاب56)، والنبي-صلى الله عليه وسلم-يقول: (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا)، وذاك الرجل الذي سأل النبي-صلى الله عليه وسلم-عن الصلاة، قال: اجعل لك الثلث الربع، قال: كلها صلي دائمًا علي.
إنما الصلاة على النبي واردة في أحاديث كثيرة، فابن عمر ما أنكر الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم-إنما أنكر فعل أمر لم يعلمنا إياه النبي-صلى الله عليه وسلم-إذا عطست قل الحمد لله فقط، أو الحمد لله على كل حال فقط، كما علمك النبي-صلى الله عليه وسلم-، تصلي على النبي-صلى الله عليه وسلم-، صلي عليه في غير صورة محدثة.
هناك أوقات يصلى فيها على النبي-صلى الله عليه وسلم-إذا إنسان ذكره تصلى عليه، إذا أكرمك الله-عز وجل-بشد الرحال غلى المسجد النبوي، ثم بعد ذلك أردت أن تسلم على النبي-صلى الله عليه وسلم-تسلم عليه وتصلي عليه، طبعًا شد الرحال للمسجد النبوي فقط ما هو شد الرحال للقبر، شد الرحال غلى القبر من البدع المحدثات وأيضًا شد الرحال بنية زيارة المسجد النبوي بنية زيارة القبر أيضًا من الأمور التي يخطئ فيها العامة.
فلاحظ كيف ابن عمر-رضي الله عنهما-أنكر هذا الأمر، ووقف فيه وقفة جادة، وعلق هذا الأمر لأنه لم يعلمنا إياه النبي-صلى الله عليه وسلم-، مع انه صلاة على النبي.
قصة ابن مسعود التي ذكرناها بالأمس مع أصحاب الحلق، في المسجد يذكرون الله يسبحون الله ما عندهم(هو هو) مثل الصوفية ، ما عندهم ذكر مخترع، أي صحيح عندهم سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله، هذا وارد في السنة، كانوا يسبحون مائة ويهللون مائة، ورد التسبيح مائة والتهليل مائة ورد هذا من ناحية العدد، لكن بهذه الصفة أن يجتمع ناس يسبحون يحمدون يهللون يكبرون، ما فعلها النبي-صلى الله عليه وسلم-ولا فعلها أصحابه الكرام-رضوان الله عليهم-، فإذً هذا الأمر محدث.
ولاحظوا ابن مسعود خيرهم بين أمرين لا ثالث لهما، إما أنكم على طريقة أهدى من طريقة النبي-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه، هذا انحراف خطير جدًا، أو مفتتحو باب ضلالة، إما أن تعترفوا بأنكم على هدي أفضل وأحسن من هدي النبي-صلى الله عليه وسلم-في الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير، أنه لا يكفيكم أو لا يعجبكم، أو تقولون أنكم أفضل من النبي، أو تعترفوا بأنكم قد ضللتم، ما من خيار ثالث، مصلحة والله هذه طريقة لهداية الناس، صحيح أنه أمر طيب ما فعله النبي لكن، مع أنه ذكر وفي المسجد.
هل ابن مسعود-رضي الله عنه-وجميع أصحاب النبي صلى-الله عليه وسلم-هل ابن مسعود يحارب ذكر الله-عز وجل-؟ هل يحارب أهل الطاعة وأهل التقرب إلى الله-عز وجل-أبدًا، إنما حارب أمر محدث، وقصة ابن مسعود طويلة لكن هذه خلاصتها.
أيضًا جاء عن سعيد ابن المسيب-رحمه الله-من أئمة التابعين، جاء عنه أنه دخل المسجد فوجد رجلًا يصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، فأخذ حصىً فرماه بها، معروف أن هذا الفعل يريد أن يزجره ، أولًا قبل هذا النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: (إذا أذن المؤذن فلا صلاة إلا ركعتين)يعني لا صلاة نافلة إلا ركعتين التي هي ركعتين الفجر، هذا الرجل عمنا الرجل يقول ما في صلاة إلا ركعتين.
فزجره سعيد-رحمه الله ورضي عنه-ورماه بالحصى، فقال الرجل، انتبهوا لكلام الرجل وهو كلام العامة، قال: يا أبا محمد أو يا سعيد أيعذبني الله على صلاة ركعتين؟ يعني نحن ابتدعنا لأننا ذكرنا النبي؟ نحن ابتدعنا لأننا دعونا الناس بطريقة معينة؟، نقول نعم يعذبك الله على ذلك، على بدعتك.
لاحظ جواب سعيد ابن المسيب وكان جواب دقيق، قال: لا الذي يصلي ركعتين موافقة لسنة النبي الله لا يعذبه، ولكن يعذبك لخلافك للسنة، أي لمخالفتك للسنة.
هنا قضية خطيرة التي يجب أن ترتكز في نفوسنا، حتى في باب دعوة الناس جماعة الأخوان جماعة الأحباب والتبليغ جماعة كذا، جمعية البر، جمعية إحياء التراث، وسمِّي ما شئت نحن ما عندنا تعليق الباطل بالأسماء تعليق الباطل بالمعاني، إلا ما ورد بالشرع النهي عنه عن الأسماء.
هذه الجماعات لما جاءت ودعت الناس، دعت الناس على خلاف سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، لذلك هذه الجماعات-جماعة الأخوان، جماعة التبليغ-..إلى آخره، هذه الجماعات تسببت بأضرار جسيمة في الأمة الإسلامية، إذا أردت أن تقول عن جماعة الأخوان وما تسبب عنها من تفجير وتدمير وتكفير فقل ما شئت والساحة تشهد في ذلك، إذا أردت أن تتكلم عن جماعة التبليغ والأحباب وما تسبب عنها من انتشار التصوف والجهل بالتوحيد بل الوقوع في الشرك والضلالات، فقل ما شئت والوقع يشهد بذلك.
وإذا أردت أن تتكلم عن هذه الجمعيات التي أنشئت وكانت معينة وتشد عضد من يخالف سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-وتحارب أهل السنة فقل ما شئت و الواقع يشهد بذلك.
لو اطلعت الجميع وغيرهم ممن خالف سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-في أول أمرهم ماذا يقولون؟ نحن نريد أن نصلح الناس ندعو الناس إلى الخير ونخرجهم من الضلالات ونريد ونريد...إل آخره.
نأتي ونقول لهم: هل تركتم سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، هل تابعتم سنة النبي-صلى النبي صلى الله عليه وسلم-، الجواب: لا .
لذلك أصحاب الحلق التي أنكر عليهم ابن مسعود، ماذا قالوا له؟
قالوا لما قال لهم: هلَّا عددتم سيئاتكم قبل أن تعدوا حسناتكم؟، قالوا: وما ذاك يا أبا عبد الرحمن وما أردنا إلا الخير!!، ما أردنا إلا الثواب!! ما أردنا إلا إصلاح النفوس!! ما أرنا إلا دعوة الناس!!، قال ابن مسعود: (وكم من مريد للخير لم يصبه)، يعني: ما هي القضية والعبرة أنك تريد الخير فقط، إنما العبرة أن تريد الخير قاصدًا به وجه الله وتسلك سبله المشروعة.
سُبُلِه المشروعة هي: سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-وما كان عليه سلف الأمة.
وأثر ابن مسعود هذا له عند العلماء حكم الرفع إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهو كأنه حديث مرفوع، أنا أبين لكم لماذا.
أصحاب الحلق كانوا يقولون: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله، ابن مسعود جاء قال لهم الذي يقول سبحان الله حسنة، أنا أقول: سبحان الله سيئة بالنسبة لك أنت، سبحان الله مائة مرة مائة حسنة هي لك مائة سيئة.
الحسنات والسيئات أمور اجتهادية أم أمور غيبية؟ أمور غيبية.
فكلام ابن مسعود هل يتألى على الله؟ إذًا ابن مسعود علمهم من النبي-صلى الله عليه وسلم-أن من أحدث أمرًا وابتدع أمرًا واخترع أمرًا لم يمكن عليه أمر النبي-صلى الله عليه وسلم-فهو سيئة وليس بحسنة .
والنبي جاء بتطبيق عملي لهذا الأمر في نفس الرواية التي ذكرتها عن ابن مسعود، أن الذين كانوا في المسجد-سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله-يطاعنوننا يوم النهروان يقاتلون الصحابة، انظر وصلوا لدرجة قتل الصحابة.
في هذه القصة أيضًا قصة ابن مسعود أيضًا رد على جماعة التبليغ، جماعة التبليغ لمَّا تأتي وتنكر عليهم يقولون لك: يا أخي نحن جماعة ما عندنا أمور سياسية!! ولا نعارض الدولة!! ونحن كل دعوتنا آداب وأذكار وحب في الله-عز وجل-،هذا كلامهم ما عندنا عداء للدولة، تعالوا يا جماعة وانظروا إلى هؤلاء ما كان عندهم عداء لأصحاب الرسول ولا حتى السلاح كان معهم!!، كانوا يذكرون الله أحسن منكم، أحسن منكم ومن بياناتكم، ومن دعوتكم، صحيح الذكر الذي كانوا عليه في أصله مشروع لكن في هيئته مبتدع.
هنا فقه! ما هو الفقه؟ هذا يأتي من أثر أبي قلابة-رحمه الله-لمَّا قال: (ما ابتدع قوم بدعة إلا واستحلوا السيف)الآن هؤلاء ذكر وكذا، وهم يدعون الناس إلى ما هم عليه، طبعًا الناس ترفض نحن ما نريد غير سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-فيبدأ العداء ويبدأ حمل السيف، ويبدأ حمل السلاح.
طبعًا نحن هذا الكلام نقوله الكلام تنزلًا مع جماعة التبليغ والأحباب، أنهم فقط عندهم دعوة في الآداب والعبادة والقرآن والرقائق والزهد، وحتى القرآن يدعوا الله إلى الآداب والزهد والرقائق، القرآن ما يهتمون فيه كثير، وفضائل الأعمال، والخرافات وهذا لاحظته فيهم.
القضية الأولى: نبدأ مرة ثانية لكن الذي ثبت فعلًا أن جماعة التبليغ لها صلة وثيقة بمعاداة الدولة والخروج عليها، ثبت عند ولاة الأمر-عندنا في السعودية-من مجموعة منهم قبض عليهم أن النواة في إرسالهم لتنظيم القاعدة هم جماعة التبليغ، بل هم الذين أرسلوه إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان، هذا سبب عندنا يقين.
القضية الثانية: ما سبق من أثر أبي قلابة أنه(ما ابتدع قوم بدعة إلا واستحلوا السيف).
القضية الثالثة: جماعة التبليغ في دعوتها تحارب التوحيد، فلو جئت بالتوحيد ينكرون عليك، لو أردت أن تخرج معهم وقالوا لك تعال ادعوا معنا حتى لو أنت موحد تعال معنا، لا يعطوك المجال.
بل يخبرني أخونا الشيخ رزيق القرشي أنه خرج مرة مع جماعة التبليغ، هو ليس موافقًا لهم، وإنما من باب أن ينصحهم، والظاهر أن هذا الكلام كان في الأردن، فخطب في مسجد من مساجدهم، وفرغ على الحاضرين الأصول الثلاثة، لخصها وشرحها عليهم، يقول الشيخ رزيق: والله، طبعًا في واحد الظاهر من أصحابه جابه، يقول أخذوني وأخرجوني مباشرة، أنا لا أذكر القصة الآن بالضبط لكن خلاصتها أنهم كادوا أن يقتلوه، انظر كادوا أن، يعني ما هو مجرد أنهم طردوه لا كادوا أن يقتلوه، يقول: لولا أني أتيت عن طرق واحد وهذا الواحد يعرفني وأخرجني، وهذا أنكر عليه ماذا فعلت ماذا حدثت ما المصيبة التي أنزلتها علينا، وهم كادوا أن يقتلوه، أنظر هذا الأمر مشهود ومعروف.
المقصود: هذه قاعدة عندنا أنه أهل البدع لا بد أن يحاربوا أهل السنة يقاتلونهم، وفتنة خلق القرآن وحمل الناس عليه وقتل العلماء على ذاك هذا واضح جدًا، هذه القاعدة لا بد أن ننتبه لها.
لذلك إذا فهمتم هذا تفهمون ما جاء عن بعض السلف (أن أهل البدع كلهم خوارج)، هكذا قال بعض السلف لأنهم لا بد أن يستحلوا السيف على أمة محمد-صلى الله عليه وسلم-.
أختم كلامي بقضية وهي قضية مهمة، قال البربهاري: (يحذر صغار محدثات الأمور فإنها تصير كبارا)، هذه القاعدة مهمة في رد البدع في أول أمرها، لأنه يوجد بعض الناس تأتي وتنكر عليه، يقول لك: يا أخي نحن ما قلنا بخلق القرآن، وما فعلنا مثل فلان وفلان، عندنا أمر بسيط، أبدًا الصغار يصير كبار.
الدليل على قول البربهاري هذا، قول النبي-صلى الله عليه وسلم-،أو ما جاء عن ابن مسعود-رضي الله عنه-: (أن النبي-صلى الله عليه-وسلم خط خطًا مستقيمًا، ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله، ثم قال هذا الصراط المستقيم، وهذه الخطوط سبل، على كل طريق منها شيطان).
هذا الحديث الاستدلال به كالتالي: هذا الصراط المستقيم الخطوط ليست بعيدة عنه، الرسول ما خط الخطوط من هنا، في الرواية الخطوط من نفس الصراط خارجة.
قال العلماء: المحدث المخالف للصراط المستقيم في أول أمره يكون قريب منه، ثم لا يزال يزداد بعدًا عن الصراط الأصلي، فلا يزال يبتعد عنه.
فدل هذا على: أن المحدثات في أول أمرها قد تشابه السنن، ثم بإحداثه لا يزال يبتعد عن سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
وهذا رد على قضية مهمة أن بعض الناس يقول لك: أن بعض الناس سلفي لكن خالف في قضية بسيطة أو صغيرة، نقول له: انتبه!! بما أنه خالف الحق متعمدًا ونوصح وأصر على هذا الأمر فهو مبتدع ضال، البدعة لا تتعلق بعدد، والتحذير من أهل السوء ومن أهل البدع يحصل لمن خالف السنة متعمدًا.
مر عبد الله بن المغفل رضي الله عنه بقريب له يقذف بالحصى، فنهاه وقال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القذف)، وقال: (إنها لا تصيد صيداً ولا تنكأ عدواً، ولكنها تكسر السن وتفقأ العين) ثم يجده مرة أخرى يرمي، فقال: (أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم تقذف والله لا أكملك أبداً)، لأنه ولده قد يكون صغير في السن، لكنه خالف.
فكيف لمَّا يأتينا واحد عِلّج كبير، طولًا وعرضًا متعلم ويخالف السنن متعمدًا؟ ما هو سنة ولا سنتين؟!!
ثم يأتينا بعض الناس ويقول: يا أخي هذا يدعوا إلى السنة، هذا الرجل من أهل السنة، لكن خالف في قضية أو قضيتين نمشي، نقول له لا، هذا أولى بالهجر والزجر و بها تحفظ السنن.
أريد أن أنبه على قضية أخيرة والتي هي: أن أهل العلم نفسهم على أنه إذا أحدثت البدعة فإنه يرفع مكانها سنة، الرفع هذا فيما يظهر ليس رفعًا نهائيًا، إنما نفس الذين وقعوا في هذه البدعة تسلب منهم السنة، قد يكون ناس يطبقونها وقد تنسى ثم يأتي من يحيي سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-وهذه السنن، وهذه أيضًا من الأمور الخطيرة، نحن نقول لأي جماعة مخالفة للحق أنتم تريدون أن تدعوا إلى الناس إلى الإسلام والدين الحق، لكن في الحقيقة أنتم تبعدونهم لا تقربونهم من الحق ومن السنة.
لذلك قال ابن القيم-رحمه الله- عبارة جميلة جدًا في أحد كتبه، قال: (أهل الأهواء والبدع هم قطاع طريق لوصول السواد إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-)، بحيث هذه جماعة التبليغ والذين معهم كلهم على بدع، أعمالهم لا تقبل(من أحدث في أمرنا هذا فهو رد) أعمالهم ما هي مقبولة، محدثاتهم وبدعهم ما هي مقبولة انتهى!.
فهم الآن بالآلاف صح، ما في أثر للنبي-صلى الله عليه وسلم-منه.
انظر كيف خطورة البدعة وخطورة مثل هذه الأمور، قال: (أهل الأهواء والبدع هم قطاع طريق لوصول السواد إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-)قال: (وهم أعداءه).
أسأل الله-عز وجل-أن يثبتني وإياكم على السنة وأن يبعدنا عن البدعة، وأن لا يبتلينا بمخالفة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، كما قال الله-عز وجل-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(63 النور).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تم بحمد الله
بتصرف يسير.....
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الخميس الموافق: 15/ جمادى الأولى/ 1431للهجرة النبوية الشريفة.
للقراءة في ملف منسق:
رد: (الحث على الاتباع والتحذير من الابتداع) للأخ الشيخ أحمد بازمول/ وفيه ردود قوية على (جماعة التبليغ)