((من آثار الوحشة بين العلماء وطلاب العلم)) الشيخ صـــــلاح كنتوش ـ حفظه الله ـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه وعبده الذي اصطفى وعلى آله الطاهرين ومن اقتفى, أما بعد:

فهذه خاطرة دارت بقلبي, وهي ما يشاهد من الوحشة التي قد تقع بين بني آدم, ولعل الأمر قد تركز على أمرين:
أحدهما ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف, فتجد أن الوحشة والنفرة قد تقع بين الاثنين, وهذا أمر ليس بالمستغرب ولا بالعجيب, وكم قرأنا في تراجم الناس أنه كان بين فلان وفلان وحشة, وربما آلت هذه الوحشة بين الأرواح إلى وحشة دينية, يقوم عليها سوق التبديع والتكفير؛ لأن هذه الوحشة تسبب المباغضة والمباغضة تجر إلى استحلال الغيبة والكلام في الناس بغير وجه من الحق, فإذا تحقق هذا جاء الاستدلال بقاعدة السلف "علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر" وما يدريك بعد ذلك ما يحدث من التحذير واستباحة الأعراض بحجة أن هذا من علامة المبتدع الذي يطعن على أهل الأثر, تأمل فإن الأمر شديد وعسير والمسلَّم من سلمه الله والله يعصمنا من الزلل.

لكن أعود فأقول إذا قال قائل إذا كانت هذه الوحشة قد تكون بين أهل السنة أحياناً, فما الحال إذاً وكيف يتعامل السلفي مع أخيه السلفي بخصوص هذه الوحشة قبل أن تنقلب إلى عداوات يحمل الدين تبعاتها؟!!!.
والجواب بعد توفيق الله تعالى:
اعلم أن الله تعالى يقول: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلّ), فادعُ الله تعالى أن ينزع ما في قلبك من الغل والوحشة التي تجدها لإخوانك, واحذر أن يتمادى بك الحال حتى تصل إلى جعل هذه الوحشة في الدين, والله تعالى يطهر قلوبنا, فإذا عملت بمقتضى قوله تعالى:(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم) وعلم الله صدق لجئك؛ فإن الله تعالى يوشك أن يذهب ما حواه القلب بإذن الله تعالى فأقبل على الله تعالى بخالص الدعاء, والله تعالى المستعان.

م:سبل الهــدى السلفية .
بتصرف مني في التنسيق