نصيحة مود ومحبتذكر يامحب:
ماثبت عند أحمد وأبي يعلى عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عجب ربك من شاب ليست له صبوة»
واعلم رحمك الله: أن خلقا كثيرا من اﻷشياخ -أي كبار السن- يتأسفون في حالة الكبر على تضييع موسم الشباب، ويبكون على تفريط فيه، فالدنيا سوق فيها ضجيج الشهوات فإذا اشتغلت بها فمتى تستمع وتتعظ بالمواعظ والعظات، فإن القلب إذا كان تقيا نقيا ضج لحدوث المعصية، فإذا تكررت مرت عليه ولم ينكر، ففي أول حاله تكون الخطيئة عليه غريبة فيستوحش منها، فلما كثرت على قلبه الخطايا أصبح بليد الطبع فلم ينفر منها كلابس الثوب اﻷسود لا يجزع من وقوع الحبر عليه.
وأعلم وفقني والله وإياك للخيرات:
أن الناس ثلاثة:
- من استكثر عمره بالخير، ودام عليه، فذلك من الفائزين..
- ومن خلط وقصر فيخشى عليه أن يكون من الخاسرين..
- ومن صاحب التفريط والمعاصي فقد أورد نفسه موارد الهالكين.
فأنظر نفسك مع أي الناس أنت!!
روى أبو نعيم في الحلية عن أبي بكر بن عياش رحمه الله: «وددت لو أن يدي قطعت وعفي لي عن ذنوب الشباب».
هذه خاطرة وعظية اسأل الله ان ينتفع بها كاتبها قبل قارئها إنه سميع قريب والله تعالى أعلى وأعلم.
«هذه الرسالة ارسلتها قبل اكثر من سنة على المجموعات ونسيتها وأرسلها اليوم أحد اﻹخوان في إحدى المجموعات، فأسأل الله ان تكون لي ولكم ذكرى».
كتبه
أبو الحارث أسامة بن سعود بن عمير العمري
المشرف العام على شبكة الورقات السلفية
