أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة اشياء. ( كلام قيم لابن القيم رحمه الله )
أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة
اشياء . ( كﻼم قيِّم ﻻبن القيِّم رحمه الله )
قال قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد : قال شقيق
بن إبراهيم - رحمه الله تعالى - : أُغلق باب
التوفيق عن الخلق من ستة أشياء : إشتغالهم بالنعمة
عن شكرها , ورغبتهم في العلم وتركهم
العمل , والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة ,
واﻻغترار بصحبة الصالحين وترك اﻹقتداء بفعالهم ,
وإدبار
الدنيا عنهم وهم يتبعونها , وإقبال اﻵخرة عليهم وهم
معرضون عنها )
قلت - أي اﻹمام ابن القيم - :
وأصل ذلك عدم الرغبة والرهبة وأصله ضعف اليقين
وأصله ضعف البصيرة وأصله مهانة النفس ودناءتها
وإستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير وإﻻ فلو كانت
النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون فأصل
الخير كله بتوفيق الله ومشيئته وشرف النفس ونبلها
وكبرها وأصل الشر خستها ودناءتها وصغره ا ؛ قال
تعالى : ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )
أي : أفلح من كبرها وكثرها ونماها بطاعة الله
وخاب من صغرها وحقرها بمعاصي الله فالنفوس
الشريفة ﻻ ترضي من اﻷشياء إﻻ بأعﻼها وأفضلها
وأحمدها عاقبة والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات
وتقع عليها كما يقع الذباب على اﻷقذار فالنفس
الشريفة العلية ﻻ ترضى بالظلم وﻻ بالفواحش وﻻ
بالسرقة والخيانة ﻷنها أكبر من ذلك وأجل والنفس
المهينة الحقيرة والخسيسة بالضد من ذلك فكل نفس
تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها وهذا معنى قوله
تعالى : ( قل كل يعمل على شاكلته ) أي على ما
يشاكله ويناسبه فهو يعمل على طريقته التي
تناسب أخﻼقه وطبيعته وكل إنسان يجري على طريقته
ومذهبه وعادته التي ألفها وجبل عليها فالفاجر
يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي
واﻹعراض عن النعم والمؤمن يعمل بما يشاكله من
شكر النعم ومحبته والثناء عليه والتودد إليه والحياء
منه والمراقبة له وتعظيمه وإجﻼله
رابط الصفحة من هنا !
http://ar.miraath.net/article/1753