مزاحمة الدراسة النظامية لتعلّم القرآن .

سؤال الفتوى

بارك الله فيكم، وهذا سائل من تونس يقول: أنا أتعلم القرآن مع مجموعة من الإخوة ولكن تراجعت نتائجي في الدراسة مما أدّى إلى قول أمي إني لن أرضى عليك إن بقيت مع هؤلاء فماذا أفعل ؟ مع العلم أن هذه الدراسة فيها المخالطة ، ولكن أجبروني على المتابعة ؟
الإجـــابة


نسأل الله العون ؛ هو المطلوب أنّ الشخص كونهُ يحرص على تعلّم الأمور النافعة دينياً كتعلم قراءة القرآن في مجالس العلم، وحلقات الذكر هذا أمر مهم أن يحرص عليه؛ أمّا ما تريده أمك فلا تطاع، طاعة تمنعك من هذا الخير وتحرمك منه، وتباعدك عنه، ولكن أن حصل ضعف في تلقّي المواد والدراسة النظامية؛ فالمطلوب على أنّ الشخص يسعى بما يتيسّر له من وقت للتزوّد من هذه الدروس المادية النظامية، ولكن لا يكون على حساب تعلم دينه؛ فلا يُطِعْ أمه طاعة يتضرر بها في دينه، ولا يترك كلامها مالهُ قيمة ولا لهُ قبول، وهو قد صار يريد الشهادة ويريد يتوظّف ؛ فالمطلوب الجديّة في دراسة ما سيكون بسببه مؤهّلاً في المستقبل للقيام المهمة الوظيفية ؛ المطلوب الاهتمام بذلك حسب ما يؤدي إلى معرفة بالوظيفة بها ، والقدرة على مزاولتها ، ولا يكون مضيعاً بحيث يأتي إلى أداء هذه الوظيفة وهو كأنّهُ ما تعلّم كيف تؤدّى ، والوجه الصحيح في أدائها ؛ فننصح لهُ أن يجمع بين الأمرين، وأن يحرص على إرضاء الله أولاً ، ويبدأ بحق~ الله أولاً، وبما فيه أمر دينه أولاً، ثمّ يأخذ به من أمر دنياه بما لا يضرّ دينه . والله المستعان .




الفتاوى » المتنوعة / محمد بن عبد الله الإمام