بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال ــــ الحلقة الثانية ـــ
بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال
كتبه فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن عمير المدخلي رئيس قسم السنة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقا
طبعة الميراث النبوي للنشر والتوزيع
الطبعة الاولى 1433 هـ ــ 2012 م
ــــ الحلقة الثانية ـــ
مناقشة نصيحة الدكتور الرحيلي وبيان ما فيها من قصور وخلل
في ذكر الدكتور الباعث له على تأليف نصيحته
قال الدكتور إبراهيم في (ص 109):
(( فهذه نصيحة للشباب من أهل السنة والجماعة أوجب تحريرها الإسهام في النصح للمسلمين والصلح بين أهل السنة على ما جاءت النصوص بالترغيب في ذلك . والباعث عليها ما يعيشه الكثير من الشباب السلفيين في كثير من البلدان الإسلامية بل حتى البلدان الكافرة التي تسكنها أقليات من المسلمين من تفرق كبير بسبب الاختلاف في المسائل العلمية والمواقف العملية من بعض المخالفين
وما نتج عن ذلك من تقاطع وتهاجر بل واعتداء وبغي بين أهل السنة حتى عظمت الفتنة واشتد خطرها فأثَّرت في سير الدعوة إلى السنة بل صدت بعض الناس عن اعتناقها بعد أن أقبل الناس عليها في كثير من الأمصار والبلدان )).
قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله :
1 ـــــــــ كان الواجب عليك أن تعرف أسباب الخلاف بين الشباب السلفي والمتسببين فيها ، ثم الصدع بالحق وإدانة هؤلاء المفرقين للشباب الذين ابتدعوا أصولا فاسدة للدفاع عن أهل الأهواء والبدع فتنتقد أصولهم وتأصيلاتهم الفاسدة ومناهجهم الضالة ودفاعهم عن أهل البدع والضلال وحربهم لأهل السنة وتشويه منهجهم وعلمائهم .
2 ــــ كان يجب عليك أن تنص على أعيان البغاة المعتدين ، الذين عظمت بهم الفتنة واشتد خطرها بسبب افتعالهم لهذه الفتنة وتأجيجها بأساليبهم الماكرة وأصولهم الباطلة ، التي أُصّلت لهدم منهج أهل السنة وإسقاط علمائهم ، فانخدع كثير من الناس بهذه الأساليب الماكرة والتباكي الكاذب والتأصيلات الباطلة التي غايتها رد الحق وإضلال الخلق ، فعظمت بهم الفتنة واشتدَّ خطرها ، فكان من آثارها انحراف الكثير من أهل السنة ونفور الكثير من الناس عنها بعد إقبال الناس عليها ، وبالبداهة يُعلم من الطارئ بفتنته على الدعوة السلفية الذي أحدث هذه الفتن والتفرق .
وهذا البيان من مقتضيات النصيحة ، إذ النصيحة والبيان من أهم ما بعث به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، قال تعالى {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [الأعراف: 62] ، وقال تعالى عن نبيه هود : {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ } [الأعراف: 68] ، وقال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [إبراهيم: 4]
والعلماء ورثة الأنبياء في هذا النصح والبيان وغيرهما .
3 ـــــ وإذ لم يحصل منك البيان المطلوب شرعًا فأرى أنه يتعين عليَّ القيام به نصحا للإسلام والمسلمين .
الحلقة الأولى