هل يجوز الرغبة عن الزواج لأجل العلِم
السؤال:
هذا يقول: هل يجوز الرغبة عن الزواج لأجل العلِم اقتداءً بالأئمة ابن تيمية والبربهاري؟
الجواب:
لا، أقول لكَ:
أولًا: الذي ينبغي لكَ أن تقتدي بسيد الخلق - صلوات الله وسلامهُ عليه- حيثُ نَهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ التَّبَتُّلِ، قالَ عُثْمَانَ بن مَظْعُونٍ: "لَوْ أَذِنَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في التَّبَتُّلِ له لاخْتَصَيْنَا" يقول- رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُ-، لا، النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمرَ بالنِكاح لما فيهِ من الخيرِ العميم، لما فيهِ من إعفافِ النساء، وإنجابِ الولد، إحصان الفرج، غضّ البصر، إكثار النسل، أنتم ترون الآن كيف الحروب تأكل في المسلمين، كيف تحصد أرواح المسلمين.
فالإقتداء إنما هو بسُنَّةِ النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لهذا لمّا قال َالنفر الثلاثة الأول قال: أصُومُ وَلَا أُفْطِرُ، والثاني قال: أقومُ ولا أرقُد، والثالث قال: لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، أنكرَّ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-عليهم فَقَالَ: ((فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتِي فَلَيسَ مِنِّي))،ويقول - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: ((يا معشرَ الشَباب مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)) هذا هو الذي تقتدي بهِ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
ثانيًا: هل هذا صحيح؟ وهو القول إن ابن تيمية- شيخ الإسلام - أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام تقي الدين ابن تيمية ترك الزواج لأجل العلم؟ هذا غير صحيح، وهكذا البربهاري غير صحيح، بل يذكرون عن البربهاري أنهُ تَسَرَّى، هذا غير صحيح، وقد كُتب كتابٌ وكتابات في الردّ على من زعم أنَّ الإئمة تركوا هذا لأجلِ العلِم، شيخ الإسلام ومن معه، فهذا غير صحيح أيها الأخ السائِل الكريم.
محمد بن هادي المدخلي القسم: طلب العلم