إذا أنت منافق كنت تنافقنا وتمشي معنا وأنت لا تعتقد هذا الذي أنت عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أنت منافق كنت تنافقنا وتمشي معنا وأنت لا تعتقد هذا الذي أنت عليه
m_hadi_3.mp3 م
جواب الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
السؤال الثالث :
أحسن الله إليكم ،لاحظنا مؤخرا بعض من ينتسب للمنهج السلفي يطعن في ثلة من علماء المنهج السلفي المعاصرين ، ويغمزهم تصريحا أو تلميحا كمثل زعم أنهم غلاة أو يصفهم بالفظاظة والغلظة وغير ذلك من التهم ، ويزعم أن ذلك من النقد العلمي وليس من الطعن فيهم ، ولا يخرجه ذلك من السلفية ، فما توجيهكم حفظكم الله ؟
الجواب :
الذي يطعن في السلفيين وفي العلماء السلفيين هذا ليس بسلفي ، الذي يطعن فيهم بالغلظة والفظاظة نقول هات ، دع عنك التعميمات والعمومات هات ، خص ، ومثل ، أضرب الأمثلة .
لأنه إذا ضرب الأمثلة وسمّى سيأتيه السؤال الذي يخاف منه ، ماالسبب في ذلك إلى أن قال العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني هذه المقالة في فلان أو فلان ؟ فيتجه بعد ذلك إلى التعميم لأنه يخاف من التخصيص ، والشاهد أن من قال هذا في أهل الحديث والسنة في السلفيين ورماهم بالغلظة نقول له سمّي وبيّن ماهي الغلظة التي عندهم ، وما هي الفظاظة التي عندهم ؟ هات ، سمّي .
إياك والعمومات ، فإذا سمّى حينئذ لنا معه كلام ، أما إرسال الكلام على عوائله هكذا ، هذا غير مقبول عند أصحاب العقول ، إلا عند من ضعف دينه وسخف عقله واتبع هواه ، ومن اتبع هواه وأعماه هواه فلا حيلة فيه (( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون )) ، نحن لا نسمع بمثل هذا الكلام إلا من أصحاب التحزب قديما ، أبدا ، قديما كانوا يقولون غلاة التجريح ،غلاة التجريح ، والآن ألجأنا إليها بعض من ينتسب إلى المنهج السلفي لأنه قد انحرف إلى هؤلاء ، فأصبح مثلهم فقال مقالتهم مثل ذلكم القائل : أنا من 1416 وأنا منكر لهذا المنهج ، فجاء آخر يريد أن يكون أسبق منه لما انحرف على حد قول القائل :
وإني وإن كنت الأخير زمانه ـ ـ ـ ـ ـ لآت بما لم تستطعه الأوائل
فقال أنا أيضا كنت منكر لهذا المنهج من عام 1412 ، فجاء ثالث قال : لا ، أنا منكر لهذا من أكثر من 20 سنة من عام 1409 ، فهم يتسابقون وأصبحوا عمّا في أنفسهم ، ونحن ليس لنا إلا كلامهم ، نحن نحكم على كلامهم من كان منحرفا من 1416 ، إذا كيف كان يداهن ويجامل في دين الله يماشينا على غير ما يعتقد ، هذا هو النفاق نعوذ بالله من ذلك .
وهكذا الذي يقول من 1412 وهو منكر لهذا المنهج ، وأنت كنت تماشينا إلى هذه المدة الطويلة كيف تكون منكرا ولم تنصح لنا في هذه المدة كلها ، إذا أنت منافق كنت تنافقنا وتمشي معنا وأنت لا تعتقد هذا الذي أنت عليه ونحن عليه الآن ، فنحن ما تغيرنا على ما نحن عليه لكن أنت الذي غيّرت وهكذا الذي يقول أنه كان منكرا لهذا المنهج من أكثر من 20 سنة من 1409 ، إذا لماذا كنت تداهننا وتنافقنا و تجامل وأنت على خلاف هذا ، فهكذا أيها الإخوة هذه المقالات ظهرت من هؤلاء لما انحرفوا وأظهروا الإنحراف قالوا عن السلفيين السابقين أنهم غلاة التجريح فرجعوا إلى ما كان عليه السروريون قبل ستة ـ سبعة ـ ثمانية وعشرين عاما هذا كلامهم ، تشابهت قلوبهم ، فلما تشابهت قلوبهم تشابهت مقالاتهم . فنسأل الله العافية والسلامة وليُحذرهؤلاء ، اللهم ثبتنا بقولك الثابت على الحق والهدى حتى نلقاك .
تفريغ
كمال زيادي
1 ذو الحجة 1436 هـ
قسنطينة ـ الجزائر ـ