قال شيخنا عبد المحسن العبَّاد عن:وحدة الأديان وحرية التدين( الكلام الأول جميل والكلام الأخير خبيث!!)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعدُ:
فقد كثر الكلام عن وحدة الأديان وحرية التدين في الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وبين عوام المسلمين وأشباههم ممن يدعي العلم والفقه في الدين.
ولا ينبغي للمؤمن أن يُحابي أو أن يُجامل في دين الله ـ عزوجل ـ ولا يعطي الدنية في دينه .
قال تعالى :{قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .[سورة المائدة:100]
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ. بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ } [ سورة آل عمران :149-150]
قال الامام البربهاري رحمه الله : " واعلم أن الله فَضَّلَ العبادَ بعضهم على بعض في الدين والدنيا عدلا منه لا يقال: جار ولا حابى فمن قال : إن فضل الله على المؤمن والكافر سواء ؛ فهو صاحب بدعة , بل فضل الله المؤمن على الكافر والطائع على العاصي والمعصوم على المخذول عدلا منه هو فضله يعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء " . [ شرح السنة صفحة 93 ] .
وقد سئل سماحة شيخنا ووالدنا عبد المحسن بن حمد العبَّاد البدر ـ حفظه الله ـ عن هذ الموضوع فأجاب فضيلته 5/6/1431 الاربعاء:
السؤال الأول: يقول وجِدت هذه العبارة تقول (أصل الديانات الإلهيّة واحد، والمسلم يؤمن بجميع الرسل، ولايفرّق بين أحد منهم، وإنّ إنكار رسالة أي واحد منهم خروج عن الإسلام، مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الأخرى على صعد مشتركة في خدمة المجتمع الإنساني دون مساس بالتميّز العقدي والاستقــلال الفكري ) .
جواب الشيخ حفظه الله : ( الكلام الأول جميل والكلام الأخير خبيث , أوله حسن وآخره سيء ، يعني كون الرسل ديانتهم واحدة وأنهم يدعون إلى التوحيد وأنه يجب الإيمان بكل واحد منهم وأن من كفر بواحد فهو كافر بالجميع هذا كله حق , وأما هذا الكلام الذي يقول فيه بالتقاء الديانات بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليس في دين حق إلا دين الإسلام ولا يجوز أن يعتقد بأن هناك دين موجود الآن يعني يتبعه غير المسلمين هو حق بل الشرائع كلها نسخت ببعثته صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام ((والذي نَفْسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأُمّة يهوديٌّ أو نصرانيٌّ ثم يموت ولا يُؤمن بالذي أُرسلتُ به إلا كان من أصحاب النَّار)) ، وقال ((ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعى)) . وعيسى إذا نزل في آخر الزمان يحكم بشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحكم بالإنجيل , الشرائع انتهت بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ليس لها وجود الآن، لكن يعني جاء بما يتعلق بأهل الكتاب أنهم يعاملون معاملة خاصة لأن لهم أصل دين فإذا أعطوا الجزية فإنهم يبقون تحت ولاية المسلمين لإن ذلك من أسباب دخولهم في الإسلام أما كونه يقال أن الديانات بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها حق وأنها معتبرة وأنه لا فرق بينها فهذا الكلام من أبطل ما يكون , ومن أقبح ما يكون ).
السؤال الثاني 7/6/1431 الجمعة :هذا يقول ما رأيكم في هذا القول (إنّ كل من يتّبع أحد المذاهب الأربعة من أهل السنّة والجماعة (الحنفي،والمالكي، والشافعي، والحنبلي) والمذهب الجعفري، والمذهب الزيدي، والمذهب الإباضي،والمذهب الظاهري، فهو مسلم، ولا يجوز تكفيره. ويحرم دمه وعرضه وماله ) وهذا يتناول المذاهب الفقهية والعقدية ؟
جواب الشيخ حفظه الله: ( المعول عليه ما جاء في كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا كان الإنسان على هذا المنهج وعلى هذه الطريقة متبعا لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو على خير ).
(ثم إنها أقيمت صلاة العشاء) فقال لي الشيخ بعدها هذا كلام سيء للغاية لا ينبغي التهوين من أمر أهل البدع!! وإن زعموا التعايش!!