1 مرفق
مساوي التقليد والتعصب /للعلامةوصي الله بن محمد عباس -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
مساوي التقليد والتعصب /للعلامةوصي الله بن محمد عباس -حفظه الله-
إن التقليد يترك الإنسان لايستعمل عقله ، ولا يفكر في مال عقيدته وأعماله ، فيعمل أعمال لو أعمل فيها عقله لما عملها.
فما أصدق قول ابن مسعود رضي الله عنه : ألا لايقلدن أحدكم دينه رجلا ،إن امن أمن، وإن كفر كفر ، فإنه لاأسوة في الشر (1)
وقال عبد الله بن المعتز: لأفرق بين بهيمة تقاد وإنسان يقلد(2)
وما مات أبو طالب على ملة عبد المطلب إلا بتقليد من حوله وتضليلهم إياه، وكان أعقل عقلاء العرب وأحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلام وأكثر حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلام وكان يصدق الرسول صلى الله عليه وسلام في دعوته ولكن لم ينطق بالشهادتين .
روى مسلم عن المسيب بن حزن ن قال : لما حضرت آبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلام ، فوجد عنده آبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلام :(( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله))،فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طلب ، أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلام يعرضهاعليه ويعيدله تلك المقالة ، حتى قال ابو طالب أخر ما كلمهم ك هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لاإله إلا الله .(3)
وكان تقليد الآباء سببا لضلال كثير من أقوام الأنبياء قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (4)
: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (5)
قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ(6)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا غڑ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىظ° عَذَابِ السَّعِيرِ(7)
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ(8)
مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ(9)
وللتقليد الأعمى في الدين مساوي عظام وعظائم سيئة ، فما خرجت القدرية والشيعة والخوارج إلا بالتقليد ، وترك الإتباع ، وما جدت مذاهب عقدية آخر من الاعتزال والاشعرية ، والمتردية وغيرها إلا بترك الإتباع والتزام ما لايلزم ، بل لايجوز ، وإيجاب مالم يوجبه الله ،بل بمخالفة أمر الله.
وكذلك لم يحصل التفرق وكيد بعضهم لبعض في المسلمين إلا بالتعصب لتقليد بعض الأئمة.
وماجدت في مدى القران مذهب أو حزب فكرية أخرى إلا بالتقليد والتعصب للأشخاص.
(1) (جماع بيان العلم وفضله988:2 -989)
(2) (جماع بيان العلم وفضله988:2 -989)
(3) صحيح مسلم (54:1)كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت، رقم(43)
(4) سورة المائدة الآية (104)
(5) سورة يونس، الآية (78)
(6) سورة لقمان ،الآية (61)
(7) سورة الزخرف ،الآية (21)
(8) سورة الزخرف ن الآية (23)
كتبه أبو عبد المصور مصطفى من كتب التقليد وحكمه من تأليف العلامة وصي الله بن محمد عباس
(من صفحة76إلى78)
والكلام يطول نــفع الله بعلم الشيخ وصي الله عباس ورد عنه كيد الحقيدين .أمين